إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بحث حول الصحابة وقيمة الصحبة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث حول الصحابة وقيمة الصحبة

    بحث حول الصحابة وقيمة الصحبة


    - من هو الصحابي

    قال النووي في تعريف الصحابي: (فأمّا الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولو للحظة، هذا هو الصحيح في حدّه، وهو مذهب ابن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدّثين كافة)(1).

    عدد الصحابة

    قال الحافظ أبو زرعة الرازي: (توفي النبي (صلى الله عليه وآله) ومن رآه وسمع منه زيادة على مئة ألف إنسان من رجل وامرأة وهذا لا تحديد فيه...).

    وقال: (قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن مئة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روى وسمع منه)(2).


    - الأسماء المعروفة

    درج بعض العلماء على وضع تراجم خاصة للصحابة في مصنفات وأشهرها: الاستيعاب لابن عبد البر، أسد الغابة لابن الأثير ثم جاء ابن حجر ووضع كتاباً يقول في شأنه: (فجمعتُ كتاباً كبيراً في ذلك – أي في إحصاء عدد الصحابة وتراجمهم ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك لم يحصل لنا من ذلك جميعاً الوقوف على العشر من أسامي الصحابة(3).

    والعدد الذي استطاع ابن حجر أن يصل إليه - في موسوعته الشاملة (الإصابة في تمييز الصحابة) – هو أحد عشر ألف وستة وعشرون صحابياً!

    قال ابن حجر: (اتفق أهل السنة على أنّ الجميع – من الصحابة – عدول، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة)(4).

    هذا هو الرأي المعتمد عند أهل السنة سلفية وغيرهم، ولا يخفى أنّ الانتماء المذهبي له الدور الكبير في صياغة أي فكرة تتعلق بالدين.


    - الصحابة في القرآن

    المؤمنون أولاً: وهم الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله هؤلاء مدحهم الله في قرآنه وترضى عنهم بآيات كثيرة منها قوله تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)(5)، (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)(6).

    ووصفهم الله بوصف بديع فقال عز وجل: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً...)(7).

    وهناك آيات أخرى تثني عليهم وتترضى عنهم، ولكنّ كل هذه الآيات مشروطة بالاستقامة والثبات، ففي الآية الأخيرة التي ذكرناها يقول الله عز وجل بعد وصفهم: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً)(8).

    و (منهم) هنا تبعيضية كما هو واضح لأهل العربية ويؤيد شرط الاستقامة لدوام الرضى عن الصحابة قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) إلى أن يقول: (ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)(9).

    المنافقون ثانياً

    ورد ذكرهم في القرآن في آيات كثيرة جداً وكل هذا دلالة على كثرتهم وخطورتهم، ففي غزوة أحد كان عدد المسلمين ألفاً وانسحب ثلث الجيش بقيادة رأس المنافقين عبد الله بن أُبي)(10).

    وأمثلة على الآيات التي ذكرتهم قوله تعالى: (لقد ابتغوا الفتنة من قبلُ وقلّبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون)(11).

    (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)(12).

    (ومنهم الذين يؤذون النبي)(13).

    (وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنّما نحن مستهزئون)(14).

    وقد كان المنافقون من ضمن الصحابة، أراد عمر بن الخطاب أن يضرب عنق عبد الله بن أبي. فقال: يا رسول الله: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (دعه لا يتحدث الناس بأنّ محمداً يقتل أصحابه)(15).

    لقد عدّ النبي (صلى الله عليه وآله) ستةً وثلاثين منافقاً في أصحابه(16).

    وهناك قسم غير معلومين قال تعالى: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم)(17).


    - مرضى القلوب

    وقد كان بعض هؤلاء موجودين في مكة قبل ظهور المنافقين بين المسلمين. قال تعالى: (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرضٌ والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً)(18).

    هذه الآية مكية، وقد قسمت المجتمع المكي إلى أربعة أقسام.

    الكافرون، أهل الكتاب، المؤمنون، ومرضى القلوب.

    ومرضى القلوب كانوا ضمن المسلمين وهم غير المنافقين إذ لا وجود للمنافقين في مكة.


    - حكم القرآن

    إنّ القرآن لم يشهد بنزاهة جميع الصحابة وعدالتهم ولكن صنفهم كل واحد في موقعه الذي هو فيه، فكيف لنا أن نحكم بعدالتهم جميعاً؟!

    الصحابة في السنة

    قال (صلى الله عليه وآله): (أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواماً ثم لاغلبنّ، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)(19).

    وقال (صلى الله عليه وآله): (إنّ من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه)(20).

    وقال (صلى الله عليه وآله): (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)(21).

    وقال (صلى الله عليه وآله): (ولتتبعنّ سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لا تبعتموهم) قلنا: يا رسول الله! اليهود والنصارى، قال: فمن؟(22)

    وهذا خطاب للصحابة ولسائر أمته (صلى الله عليه وآله) في أنهم سيتبعون سنن اليهود والنصارى!

    وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم، أيُّ قوم أنتم؟).

    قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أو غير ذلك، تتنافسون، ثُمَّ تتحاسدون، ثمّ تتدابرون، ثمّ تتباغضون، أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلوا بعضهم على رقاب بعض)(23).

    هذه بعض النصوص النبوية وهي كاشفة عن حال الصحابة وذهاب قسم منهم إلى النار ولا يبقى منهم إلا مثل ضوال الإبل(24)، وهي كافية لتحطيم نظرية عدالة الصحابة المزعومة.

    مخالفات بعض الصحابة للنبي (صلى الله عليه وآله)

    وهي كثيرة وتحتاج إلى تفصيل، ولكن سنكتفي بذكرها مع مصدرها وبوسع القارئ أن يراجعها إذا شاء.

    1 - هروبهم في المعارك: مثل غزوة أحد، وحنين(25).

    2 - قتلوا رجلاً في الحرم(26).

    3 - صحابي ينتحر(27).

    4 - تنزه بعضهم عن فعل النبي (صلى الله عليه وآله)(28).

    5 - خالفوا أمره (صلى الله عليه وآله) في صلح الحديبية(29).

    6 - لم ينفذوا أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالذهاب مع أسامة(30).

    قيمة الصحبة

    لقد جعل الله عز وجل الدنيا دار ابتلاء قال تعالى: (الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم).

    وقال تعالى: (هو الذين خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً).

    هذه المعادلة تنطبق على كل إنسان، ليس هناك أحد خارج عنها، فالله ليس عنده محاباة مع أحد، لقد عبد إبليس الله عبادة طويلة، ولكنه عصى الله برفض السجود لآدم (عليه السلام) فحلّت لعنة الله عليه.


    - بين النبوة والصحبة

    من المعلوم أنّه ليس هناك أحد أعظم من الأنبياء ومع ذلك يقول الله عز وجل للنبي (صلى الله عليه وآله):

    (لقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطنَّ عمُلك)(31).

    ما دامت المعادلة منطبقة على الأنبياء فكذا حال الصحابة، وهو ما أكده النبي (صلى الله عليه وآله)، عن مولى عمر بن عبيد الله: أنّه بلغه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لشهداء أُحد: (هؤلاء أشْهَدُ عليهم).

    فقال أبو بكر الصديق: ألسنا يا رسول إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

    (بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي) فبكى أبو بكر ثم بكى، ثم قال: إننا لكائنون بعدك)(32).

    وقال (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: (من ترك منكم عشر ما أمر به هلك...)(33).


    - أزواج النبي والصحبة

    يقول الله عز وجل مخاطباً نساء النبي (صلى الله عليه وآله): (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبّينة يضاعف لها العذاب ضعفين)(34).

    هذا هو قانون الله في خلقه، فحتى الزوجية للنبي لا تنفع الزوجة، بل من تأتي بفاحشة يضاعف عذابها.


    - الخلاصة

    الصحبة للنبي منزلة جليلة ولكنها لا تمنع صاحبها من الانحراف ولا ترفع عنه العقاب و(إنما الأعمال بخواتيمها)(35).

    الهوامش

    1 - صحيح مسلم، بشرح النووي: ج 1 ص 35 – 36.

    2 - تدريب الراوي: السيوطي: ج 2 ص 220 و 221.

    3 - الإصابة: ج 1 ص 2.

    4 - الإصابة: ج 1 ص 6.

    5 - سورة الفتح: الآية 18.

    6 - سورة الحشر: الآية 8.

    7 - سورة الفتح: الآية 29.

    8 - سورة الفتح: الآية 29.

    9 - سورة النور: الآية 55.

    10 - سنن البيهقي: ج 9 ص 31.

    11 - سورة التوبة: الآية 48.

    12 - سورة التوبة: الآية 58.

    13 - سورة التوبة: الآية 61.

    14 - سورة البقرة: الآية 14.

    15 - صحيح البخاري: كتاب تفسير القرآن، حديث رقم 4525.

    16 - معالم الفتن، سعيد أيوب: ص 67 نقلاً عن الخصائص الكبرى، السيوطي: ج 2 ص 174.

    17 - سورة التوبة: الآية 101.

    18 - سورة المدثر: الآية 31.

    19 - صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا (صلى الله عليه وآله) وصفاته.

    20 - سلسلة الأحاديث الصحيحة: الألباني: ج 6 ص 122.

    21 - صحيح مسلم: ج 1 ص 81.

    22 - صحيح مسلم: ج 4 ص 2054.

    23 - سنن ابن ماجه: ج 2 ص 1324، حديث رقم 3996.

    24 - صحيح البخاري، كتاب الرقاق باب في الحوض.

    25 - تاريخ الطبري، سيرة ابن هشام.

    26 - سنن البيهقي: ج 8 ص 71 و ج 9 ص 123.

    27 - سنن البيهقي: ج 4 ص 19.

    28 - صحيح البخاري: كتاب الفتن.

    29 - صحيح البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد.

    30 - تاريخ الطبري: ج 3 ص 226، السيدة الحلبية: ج3 ص 207.

    31 - سورة الزمر: الآية 65.

    32 - موطأ مالك: ج 2 ص 462.

    33 - مشكاة المصابيح: الخطيب التبريزي: ج 1 ص 52، قال: رواه الترمذي.

    34 - سورة الأحزاب: الآية 30.

    35 - المستدرك على الصحيحين، سنن ابن ماجه.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X