واشنطن (ا ف ب) - أكد السناتور الديمقراطي كون كيري الأربعاء أن الولايات المتحدة لم تعد تسعى إلى "تغيير النظام" في إيران لكنه شدد على ضرورة أن تستجيب إيران للانفتاح الذي أبداه الرئيس باراك اوباما.
وقال كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ خلال جلسة خصصت للبحث في آفاق السياسة الجديدة لاوباما للتقارب مع الجمهورية الإسلامية "لسنا في وضع (تغيير النظام).
وأضاف أن "جهودنا يجب أن تلقى استجابة من الجانب الآخر. فكما أننا نتخلى عن الدعوة إلى تغيير النظام في طهران ونعترف بدور مشروع لإيران في المنطقة، على القادة الإيرانيين الاعتدال في سلوكهم وسلوك حليفيهم، حزب الله وحماس".
وأكد كيري إن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ستصدر تقريرا هذا الأسبوع حول البرنامج النووي الإيراني الذي يثير مخاوف واشنطن وشركائها الأوروبيين من استخدامه في إنتاج ترسانة نووية.
وأوضح أن التقرير سيبين أن الانفتاح الدبلوماسي الأميركي على إيران يهدف إلى أقناع طهران بوقف تعزيز قدراتها على صنع قنبلة نووية وقبول عمليات مراقبة دولية صارمة.
وأضاف كيري أن "الحل الأخير للمشكلة التي تطرحها الطموحات النووية الإيرانية ليس تقنيا بل سياسي".
ويقول التقرير "لا شيء يمنع إيران من أنتاج سلاح نووي يوما ما سوى قرار سياسي لقادة البلاد (إيران) لكن هذا القرار بطبيعته يمكن الرجوع عنه" طالما تحتفظ إيران بقدرتها على تخصيب اليورانيوم.
ونشرت هذه الوثيقة بعد سلسلة جلسات الاستماع التي ترأسها كيري حول الانفتاح الدبلوماسي الذي يدعو إليه الرئيس الأميركي باراك اوباما حيال الجمهورية الإسلامية. ويدعم كيري هذا الطرح.
ويضيف التقرير "في الحد الأدنى يمكن أن يكون احد أهداف إستراتيجية الإدارة (اوباما) بشأن إيران ضمان التوازن الصحيح بين الضغوط وبين الفرص التي تقدم لإقناع النظام (الإيراني) بالقبول بعدم قطع مراحل جديدة في تعزيز قدرته على أنتاج قنبلة (نووية) والقبول بمعايير صارمة للتحقق من ذلك".
وأكد كيري أن هذه الوثيقة تهدف إلى التحقق من الشكوك في رغبة طهران، التي تؤكد أنها تطبق برنامجا نوويا مدنيا، في أن برنامجها يهدف إلى التزود بترسانة نووية.
وقال كيري أن هذه الشكوك تشكل عقبة كبرى في طريق تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
وأوضح الدبلوماسي المتقاعد نيكولاس بيرنز الذي كان يعتمد عليه الرئيس السابق جورج بوش بشأن إيران أن أدارة بوش خففت من دعواتها إلى تغيير النظام الإيراني منذ 2006 لكنه دعا اوباما إلى التخلي علنا عن هذه السياسة.
وقال "اعتقد انه سيكون من المفيد للإدارة الأميركية أن تقول علنا وبشكل واضح (هذه ليست سياستنا).
وتابع بيرنز انه دعم بقوة سعي اوباما إلى تقارب مع إيران مؤكدا أن عقودا "من عزل إيران ورفض مقابلة مسؤوليها والدعوة إلى تغيير نظامها لم تجد".
لكنه أكد ضرورة دفع روسيا والصين إلى المشاركة في الضغوط الاقتصادية المعززة قبل بدء محادثات جديدة مع إيران، متهما بكين وموسكو بإتباع إستراتيجية "تشكيكية" نسفت عقوبات الأمم المتحدة التي فرضت على إيران.
وقال "اعتقد أن كلا منهما نظرتا إلى الأمر بتشكك"، متهما روسيا "بمواصلة بيع أسلحة" إلى إيران بينما وسعت الصين علاقاتها التجارية عندما كان الشركاء الأوروبيون يعززون عقوباتهم.
وتابع "قد يكون أهم عامل في الدبلوماسية حاليا ليس إيران بل الصين وروسيا"، معربا عن أمله في أن "تقدما دعما اكبر للرئيس اوباما".
وبينما يحاول البرلمانيون تعزيز الضغوط وفي الوقت نفسه تقديم فرص لإيران لتجميد نشاطها النووي، أكد بيرنز ضرورة أبقاء خيار استخدام القوة "مطروحا على الطاولة" كرافعة لإنجاح العمل الدبلوماسي.
وتابع "لا اتصور أن تجري إيران مفاوضات جدية أذا لم يكن هناك تضافر بين الدبلوماسية والتهديد باستخدام القوة. أنها اللغة التي يفهمونها".
وأكد في الوقت نفسه "لا اعتقد انه الوقت المناسب لاستخدام القوة من قبل الولايات المتحدة أو أي طرف آخر ولا اعتقد أن ذلك سيكون مفيدا".
وأضاف "لست على علم بأي سيناريو يقول أن استخدام القوة يمكن أن يوقف برنامجا يستند إلى أبحاث علمية ومعظم مكوناته موجودة في عقول علماء إيران".
وحذر بيرنز من "نتائج غير متوقعة" تشير إلى أن إيران يمكن أن تضرب من خلال الميليشيات الشيعية في العراق وعملاء في أفغانستان وعناصر حزب الله وحماس.
وقال "تعلمنا من العراق انه عندما تبدأ حربا فأنت لا تعرف إلى أين ستؤدي في النهاية وهذا ينطبق تماما على إيران".
تعليق