إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السلام عليك يا فاطمة المجاهدة ياسراج الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السلام عليك يا فاطمة المجاهدة ياسراج الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليك يا فاطمة المجاهدة
    منذ أن دخل رسول الله (ص) المدينة المنورة كان دائبا على هدم أركان الجاهلية و استئصال جذورها و ضرب مواقعها،فكانت حياته في المدينة المنورة حياة جهاد و بناء،جهاد المشركين و المنافقين و اليهود و الصليبيين،و بناء دولته الاسلامية العظيمة،و نشر الدعوة و تبليغها في كل بقعة يمكن لصوت التوحيد أن يصل إليها،فراح رسول الله (ص) يحارب بالكلمة و العقيدة تارة،و بالسيف و القوة تارة اخرى،و بالأسلوب الذي يمليه الموقف و تفرضه الحكمة.

    و هكذا جاهد رسول الله (ص) ،و قاتل في مرحلة حرجة صعبة،لم يكن يملك فيها من المال و الجيوش و الاستعدادات العسكرية ما يعادل أو يقارب جيوش الأحزاب و قوى البغي و الضلال،التي تصدت لدعوة الحق و الهدى،بل كانت كل قوته قائمة في إيمانه و انتصاره بربه و بالفئة المخلصة من أصحابه.

    و الذي يقرأ تاريخ دعوته (ص) و جهاده و صبره و احتماله،يعرف عظمة هذا الانسان الرسول،و يدرك قوة عزيمته،و مدى صبره و رعاية الله و نصره له،و لاولئك المجاهدين الذين حملوا راية الجهاد بين يديه،فيكتشف النصر،و مصدر القوة و المعنوية العالية.

    و لقد مرت هذه الفترة الجهادية الصعبة،بكامل ظروفها و أبعادها بفاطمة (ع) ،و هي تعيش بكنف زوجها و أبيها،تعيش بروحها و مشاعرها،و بجهادها في بيتها،و في مواساتها و مشاركتها لأبيها،في شدته و محنته،فقد شهدت جهاد أبيها و صبره و احتماله،شاهدته و هو يجرح في معركة احد و تكسر رباعيته ،و يخذله المنافقون،و يستشهد عم أبيها حمزة،أسد الله،و نخبة من المؤمنين معه.فتأتي فاطمة أباها و هي تبكي على عمها لدى رسول الله (ص) ،«و جعل رسول الله (ص) إذا بكت بكى
    ،و تحاول تضميد جرح رسول الله (ص) و قطع الدم الذي كان ينزف من جسده الشريف الطاهر،فكان زوجها علي (ع) يصب الماء على جرح رسول الله (ص) و هي تغسله،و لما يئست من إنقطاع الدم أخذت قطعة صوف فأحرقتها،حتى صارت رمادا،فذرته على الجرح حتى انقطع دمه

    و يقول الواقدي و هو يتحدث عن رجوع النبي (ص) من معركة احد

    و كن جئن،أربع عشرة امرأة،منهن فاطمة بنت رسول الله (ص) ،يحملن الطعام و الشراب على ظهورهن،و يسقين الجرحى و يداوينهم

    و في مواقع اخرى يتحدث لنا التاريخ عن مشاركة فاطمة (ع) بروحها و وجدانها و مشاعرها لأبيها في كفاحه و صبره و جهاده.

    و على عادته،عند ما عاد من معركة احد،ذهب النبي (ص) إلى بيتها (ع) ،«و ناول سيفه ابنته فاطمة فقال: (اغسلي عن هذا دمه يا بنية،فو الله،لقد صدقني في هذا اليوم) .و ناولها علي بن أبي طالب سيفه فقال: (و هذا فاغسلي عنه دمه،فو الله لقد صدقني اليوم) .فقال رسول الله (ص) : (لئن كنت صدقت القتال،لقد صدقه معك سهل بن حنيف و أبو دجانة) » (5) .و روي أن رسول الله (ص) قدم من غزاة له،فدخل المسجد،فصلى فيه ركعتين،ثم بدأـكعادته أيضاـببيت فاطمة قبل بيوت نسائه،جاءها ليزورها و يسر بلقائها،فرأت على وجهه آثار التعب و الإجهاد،فتألمت لما رأت،و بكت فسألها (ما يبكيك يا فاطمة؟ ،قالت (أراك قد شحب لونك) ،فقال لها: (يا فاطمة!إن الله عز و جل بعث أباك بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر و لا شعر،إلا أدخله به عزا أو ذلا،يبلغ حيث بلغ الليل)

    و ليست هذه العاطفة،و تلك العناية و المشاركة مع الأب الرسول (ص) من فاطمة (ع) هي كل ما تقدمه لأبيها،بل و يبلغ حبها لأبيها و إيثارها له،و اهتمامها به،و مشاركتها له في شدته و عسرته،أنها جاءت يوم الخندق و رسول الله (ص) منهمك مع أصحابه في حفر الخندق،لتحصين المدينة و حماية الاسلام،جاءت و هي تحمل كسرة خبز«فرفعتها إليه فقال: (ما هذه يا فاطمة؟) قالت: (من قرص اختبزته لا بني،جئتك منه بهذه الكسرة ،فقال يا بنية!أما إنها لأول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث

    فهذه صورة مشرقة لجهاد المرأة المسلمة،تصنعها فاطمة في ظلال رسول الله (ص) ،و لا يبخل أبوها النبي (ص) بتقليدها الأوسمة،مما يجعلها القدوة التي تحتذى في الصبر،فهي تشارك في صبرها و احتمالها و مشاعرها و امكانياتها،لتشد أزر الاسلام،و تكافح جنبا إلى جنب مع أبيها و زوجها و أبنائها في ساحة واحدة و خندق واحد،لتدون في صحائف التاريخ درسا عمليا تتلقاه أجيال النساء و الفتيات في هذه الامة المسلمة،فيتعلمن حياة الإيمان،و يكتشفن عمق الأثر العملي البناء الذي تتركه.عقيدة التوحيد في حياة المرأة المسلمة،فتشارك الرجل في حياته و جهاده و مهمات رسالته،بعيدة عن اللهو و العبث و الضياع،مشغولة بالعطاء الاجتماعي و البناء الروحي و حمل الرسالة و صناعة الأجيال.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X