يحكى ان رجلاان في مجلس قاض فدخل عليه توأمان من الشباب لم ير من هو احسن منهما فقال الرجل في نفسه: لابد ان اباهما قد تزوج من امرأة روميه فأنجبت له هذين التوأمين ثم دفع بهما الى شيوخ العلم والادب حتى صارا كما ارى فسأل القاضى عنهما فقال له القاضى : ان لهذين التوأمين قصه فتشوق الرجل وقال للقاضى.. .بالله عليك الا قصصت لى القصه . قال القاضى :يحكى ان شابا صالحا كان يعمل في التجاره يجوب البقاع من اجل ذالك .وفى يوم من الايام سمع شيخا يحدث الناس بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم الذي يحث فيه علي اختيار الزوجه الصالحه حتى لو كانت سوداء . امتعض الشاب من كلام الشيخ واشمأز وانسل خارجا من المسجد .لاسيما انه يخطط للزواج ويحلم بتلك الحوريه التي طبعا لن تكون تلك المرأة السوداء عاد الشاب الى حياته وأنغمس في تجارته حتى حط رحاله في بلد من البلدان واخذ يفكر جديا في الزواج وسمع ان عند القاضي ابنه وحيده يقال لها سر ابيها وانه قد افرط في حبها وتدليلها وقد يأس شباب البلد من محاوله الزواج بها لما وضعه ابوها من اختبارات من يتجاوزها يفوز بالفتاه فذهب الشاب الى القاضي وطلب الزواج من الفتاه وبعد النجاح في الاختبارات ......جاء اليوم الموعود وصل التاجر الي بيت العروس فادخله القاضي الى حجره واغلق الباب ودخل عليه ثلاث جواري حسان وقدمن الطعام واتين بالعروس اقعدت الجوارى العروس بجانب عريسها . قرب الشوق العريس من عروسته فدنا منها محييا رافعا بكل حنان الغطاء عن وجهها ولما وقعت عيناه علي وجهها راعه ما راه من قبح وانتفض جسده شعرت العروس بما اعتري الزوج بل كانت قد اعدت نفسها لذالك الموقف وقالت له : بصوت دافىء انت الذي تقرب من ابي للزواج بي وقد تجاوزت كل الاختبارات التى وضعها والدي , انا هي سر ابيها الذي لم يطلع عليه احد زاما وقد اعتراك ما ارى فانت امام خيارين : اما ان تستر ذالك السر ولك من الجواري ماتري واما ان تطلقني ولكن بعد مده تكفي لعدم الاستفسار ,هدا روع الرجل لما سمع من كلام طيب ونفس راضيه بما ابتلاها الله . وفي خلال تلك المده التى اتخذها التاجر للتفكير قامت المراة علي خدمته فاطمأنت نفسه وشيئا فشيئا اخذ القبح ينسحب من ملامح المراة امام طوفان من الجمال الداخلي الذى بداء يفيض علي الخارج ساترا ذالك القبح واذا بالمشاعر تغزو قلب التاجر وتدفعه دفعا للتقرب من المراة الصالحه حتى لم يعد يطيق فراقها فاعترف لها بما في نفسه وانه قد اختارها حبا واعجابا حين اذا دارت السنون في راسه تذكر ذلك الدرس الذي سمعه اول حياته عن الزواج من المرأه الصالحه فدخل بزوجته فحملت منه وانجبت هذين التؤمين بديعي الخلق والخلق .