[FONT='Arabic Transparent', Arial, 'Times New Roman']
أن أداء الصلاة للدرجة التي تحقق الإجزاء فيسقط العقاب ، ليس هو الهدف المقدس الأسمى ، بل الوصول إلى درجة القبول هو الهدف والغاية القصوى الذي يتوقف عليه قبول الاعمال وإعتبار المصلي من المسلمين .
من الواضح أن قبول الصلاة لا يتم بالصلاة الجوفاء بل يتحقق بالصلاة المعنوية الروحية وبل الحفاظ على روحها ومعطياتها ، وقد عرفنا أن روح الصلاة وحقيقتها ومعناها والمحافظة على ذلك يعتمد على توفر الشروط المعنوية الروحية للصلاة ، ومثل هذا يحتاج إلى مجاهدات متكررة ودائمة وإلى صبر واصطبار .
فنور الإيمان إنـما يشرق على القلب تدريجياً ثم يشتد ويتضاعف حتى يتم ويكمن ، وأول ما يشرق النور يتأثر القلب فيشعر بالوجل والخشية والخوف إذا ذكر الله تعالى ، ثم لازال الإيمان ينبسط ويتفرع ويتعرق ويتعمق وينمو بالنظر إلى آيات الله الدالة عليه والكلمات والاذكار والتسبيحات الصادرة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) ، فكلما تأمل ( المؤمن ) المصلي في شيء منها زادته إيماناً فيقوى الإيمان ويشتد أكثر وأكثر حتى يستقر في مرحلة اليقين ،
قال تعالى : ﴿ وَإِذا تـُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتـُهُ زادَتـْهُمْ إِيـماناً ﴾
وكلما كان العبد ( المُصلي ) أعرفْ بربه كان منه أخوف ، وكمال المعرفة هو الموجب لشدة الخوف لأنه يوجب إحتراق القلب ، فيفيض أثـر الحرقة من القلب إلى :
1 – البدن ، بالخمول والصفار والغشية والبكاء .
2 - الجوارح ، بكفها عن المعاصي وتقييدها بالطاعة ، فمن لم يجتهد في ترك المعاصي وكسب الطاعات فليس على شيء من الخشية والخوف ، وقد ورد : ( ليس الخائف من يبكي ويمس عينيه بل من يترك ما يخاف ان يعاقب عليه ) فتصبح المعاصي المحبوبة مكروهة عند الخائف كما يصير العسل مكروهاً عند من يشتهيه إذا عرف كونه مسموماً ، فتحترق الشهوات بالخوف وتتأدب الجوارح به ويحصل بالقلب الحضور والتفهم والتعظيم والذبول والذلة والخشوع ، وتفارقه الصفات الذميمة الرذيلة فلا يكون له شغل إلا مجاهدة نفسه ومحاسبتها .
فشدة محاسبة النفس تتناسب مع شدة الخوف الذي هو حرقة القلب وتأمله ، وشدة الخوف تتناسب مع شدة وعمق المعرفة بجلال الله وعظمته والمعرفة بعيوب نفسه وما يتقدمها من أهوال وبحسب درجات الخوف وإنعكاساتها على الشخصية الإسلامية يمكن تصنيف الإنسان المسلم إلى :
1 - الوَرِع : وهو الذي يمتلك أقل درجات الخوف فيكف نفسه عن المحرمات .
2 – التقي : وهو الذي يمتلك خوف أعلى من درجة الوَرَع ، وهذه الدرجة تحمله على الكف عن الشبهات .
3 - الصادق في التقوى : وهو الذي يمتلك درجة خوف أعلى من التقي ، والذي يحمله خوفه على ترك ما لا بأس به خوفاً من الوقوع في ما به بأس .
4 – الصدّيق : وهو الذي يمتلك أعلى درجات الخوف والذي يحمله خوفه على التفرغ للخدمة ، فيصبح مما لا يبني ما لا يسكنه ، ولا يجمع ما لا يأكله ولا يلتفت إلى دنيا يعلم أنه مفارقها ، ولا يعرف إلى غير الله نفساً من أنفاسه . ورد في الحديث القدسي (( وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا آمنني في الدنيا ، أخفته يوم القيامة ، إذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة ))
الموضوع مقتبس من البحث الاخلاقي(روح الصلاة)
وهو
[/FONT]من الواضح أن قبول الصلاة لا يتم بالصلاة الجوفاء بل يتحقق بالصلاة المعنوية الروحية وبل الحفاظ على روحها ومعطياتها ، وقد عرفنا أن روح الصلاة وحقيقتها ومعناها والمحافظة على ذلك يعتمد على توفر الشروط المعنوية الروحية للصلاة ، ومثل هذا يحتاج إلى مجاهدات متكررة ودائمة وإلى صبر واصطبار .
فنور الإيمان إنـما يشرق على القلب تدريجياً ثم يشتد ويتضاعف حتى يتم ويكمن ، وأول ما يشرق النور يتأثر القلب فيشعر بالوجل والخشية والخوف إذا ذكر الله تعالى ، ثم لازال الإيمان ينبسط ويتفرع ويتعرق ويتعمق وينمو بالنظر إلى آيات الله الدالة عليه والكلمات والاذكار والتسبيحات الصادرة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) ، فكلما تأمل ( المؤمن ) المصلي في شيء منها زادته إيماناً فيقوى الإيمان ويشتد أكثر وأكثر حتى يستقر في مرحلة اليقين ،
قال تعالى : ﴿ وَإِذا تـُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتـُهُ زادَتـْهُمْ إِيـماناً ﴾
وكلما كان العبد ( المُصلي ) أعرفْ بربه كان منه أخوف ، وكمال المعرفة هو الموجب لشدة الخوف لأنه يوجب إحتراق القلب ، فيفيض أثـر الحرقة من القلب إلى :
1 – البدن ، بالخمول والصفار والغشية والبكاء .
2 - الجوارح ، بكفها عن المعاصي وتقييدها بالطاعة ، فمن لم يجتهد في ترك المعاصي وكسب الطاعات فليس على شيء من الخشية والخوف ، وقد ورد : ( ليس الخائف من يبكي ويمس عينيه بل من يترك ما يخاف ان يعاقب عليه ) فتصبح المعاصي المحبوبة مكروهة عند الخائف كما يصير العسل مكروهاً عند من يشتهيه إذا عرف كونه مسموماً ، فتحترق الشهوات بالخوف وتتأدب الجوارح به ويحصل بالقلب الحضور والتفهم والتعظيم والذبول والذلة والخشوع ، وتفارقه الصفات الذميمة الرذيلة فلا يكون له شغل إلا مجاهدة نفسه ومحاسبتها .
فشدة محاسبة النفس تتناسب مع شدة الخوف الذي هو حرقة القلب وتأمله ، وشدة الخوف تتناسب مع شدة وعمق المعرفة بجلال الله وعظمته والمعرفة بعيوب نفسه وما يتقدمها من أهوال وبحسب درجات الخوف وإنعكاساتها على الشخصية الإسلامية يمكن تصنيف الإنسان المسلم إلى :
1 - الوَرِع : وهو الذي يمتلك أقل درجات الخوف فيكف نفسه عن المحرمات .
2 – التقي : وهو الذي يمتلك خوف أعلى من درجة الوَرَع ، وهذه الدرجة تحمله على الكف عن الشبهات .
3 - الصادق في التقوى : وهو الذي يمتلك درجة خوف أعلى من التقي ، والذي يحمله خوفه على ترك ما لا بأس به خوفاً من الوقوع في ما به بأس .
4 – الصدّيق : وهو الذي يمتلك أعلى درجات الخوف والذي يحمله خوفه على التفرغ للخدمة ، فيصبح مما لا يبني ما لا يسكنه ، ولا يجمع ما لا يأكله ولا يلتفت إلى دنيا يعلم أنه مفارقها ، ولا يعرف إلى غير الله نفساً من أنفاسه . ورد في الحديث القدسي (( وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا آمنني في الدنيا ، أخفته يوم القيامة ، إذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة ))
الموضوع مقتبس من البحث الاخلاقي(روح الصلاة)
وهو
بحث مقتبس من الرسالة العلمية
المنهاج الواضح / كتاب الصلاة / القسم الثالث
لسماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى
السيد محمود الحسني
(دام ظله الشريف)
المنهاج الواضح / كتاب الصلاة / القسم الثالث
لسماحة ولي أمر المسلمين آية الله العظمى
السيد محمود الحسني
(دام ظله الشريف)
تعليق