إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

يا بابا الفتيكان ..من صلب الربّ ودقّ المسامير بجسده!؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا بابا الفتيكان ..من صلب الربّ ودقّ المسامير بجسده!؟



    يتفق علما النفس والأنثروبولوجيا على أن كل ما يصدر عن الفرد والجماعة، من كلام ومسلكيات مختلفة، هو عبارة عن رسائل يرسلها الفرد إلى الذات والجماعة، إلى الوعي الجمعي والآخرين معا، في آن واحد. والهدف هو إعادة إنتاج الذات والوعي الجمعي، في حدودهما الخاصة، والعلاقة مع الآخر والآخرين، عن طريق فحص وإنتاج الحدود وما هو مختلف ومشترك بينهما. وهذه الرسائل لا تصدر عن وعي الفرد والجماعة، أو المصلحة فقط، وإنما أيضا عن اللاوعي، والذي هو مصلحة أيضا. فالوعي واللاوعي هما متكامل واحد، ولا خلاف بينهما إلا في أشكال التعبير، في إنتاج الذات والوعي الجمعي: الهوية. وتكمن أهمية هذه الرسائل بصداها عند المُرسَل إليهم، وتكرارها المتواصل، وصدورها عن أفراد- شخصيات ومؤسسات لها سلطتها الفكرية/ السياسية/ الأخلاقية/../ الدينية، وكذلك السرّية، ثم "سريّة" صدورها أو علانيّته. وكم بالحريّ إذا كان الفرد- الشخصيّة في مكانة البابا، الذي هو "نائب الربّ على الأرض"، بالنسبة لجمهور المسيحيين الكاثوليك، البالغ تعدادهم مئات الملايين من المؤمنين وأشباه العلمانيين!



    في محاضرته بعنوان: "العقل والإيمان"، أمام حشد من الأكاديميين في جامعة ريغينسبورغ، في ولاية بافاريا الألمانية، يوم الثلاثاء (12. 9. 2005) قال البابا بنديكيت السادس عشر (الحالي)، ما يلي: "إن المسيحية ترتبط بصورة وثيقة بالعقل: وهو الرأي الذي يتباين مع أولئك الذين يعتقدون في نشر دينهم عن طريق السيف". ولكي لا نتهم بإساءة فهم هذا القول، نواصل الاقتباس من تلك المحاضرة، فقد أضاف موضحا: "وتحدث الإمبراطور [الإمبراطور البيزنطي المسيحي مانويل باليولوجوس الثاني (1350- 1425) وأحد المثقفين الفارسيين حول حقائق المسيحية والإسلام في القرن الرابع عشر] عن موضوع الجهاد، الحرب المقدسة. وقال الإمبراطور - وأنا هنا أقتبس مما قاله - أرني شيئا جديدا جاء به محمد، وهنا لن تجد إلا كل ما هو شر ولا إنساني، مثل أوامره بنشر الإسلام بحد السيف". والإمبراطور، المذكور في كلام البابا، جاء بعد قرنين من الغزوات الصليبية لبلاد العرب والمسلمين.. وقد وصف البابا أربان هذه الغزوات بـ"الحرب المقدسة".. لأول مرة بتاريخ الإنسانية توصف حرب بـ"المقدسة"!!.



    أقوال البابا آنفة الذكر، جاءت بعد أقل من شهر على تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي تحدث عن "الإسلام الفاشي"! ومعلوم أن هذا الرئيس يقف على رأس أكبر منظومة إرهابية مسؤولة عن إبادة ملايين الهنود الحمر.. مرورا بإلقاء قنبلتين نوويتين على اليابان.. وصولا إلى قتل أكثر من مليوني عراقي في أقل من عقد ونصف.. ناهيك عن قتل الملايين الآخرين بواسطة حجب الغذاء والدواء عنهم في أمريكا وأنحاء العالم، وتهديد أمن الإنسانية كافة!! (بالمناسبة، فأمريكا بلد مسيحي. والرئيس بوش مسيحي مؤمن هو الآخر!).



    كما تأتي أقوال البابا هذه قبل شهرين فقط من زيارته المفترضة إلى تركيا الإسلامية- العلمانية، الدولة التي ما زال"قداسته" يرفض انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي لأنها مسلمة!!.



    لا نريد أن نقول إن قداسة البابا وسيادة الرئيس كانا قد نسقا بين هذين التصريحين مسبقاً، لأننا لا نملك "الوثائق" المكتوب عليها: "سرّي للغاية"، والتي من شأنها أن تقطع الشكّ باليقين؛ بل نقول أن التصريحين واحد لا اثنين، من شخصيتين تعاديان الإسلام والمسلمين والسلم والأمن العالميين، كما هو واضح لنا. حسنا، دعونا إذن ننقب معا في حياة وتاريخ وفكر هذا البابا:



    في ليلة الخميس، الثامن والعشرين من شهر آب عام 2005، بعد عدة أشهر من "انتخابه" بابا - سوف نشرح لاحقا، لماذا استخدمت "انتخابه" بين مزدوجين- التقى "قداسته" الكاتبة الصحفية الإيطالية أوريانا فلاتشي "سرّا"، في حاضرة الفاتيكان. فاللقاء رسالة في غاية الأهمية والخطورة، ليس فقط بالنسبة لـ"العلاقات المسيحية- الإسلامية"، كما يشاع في الأدبيات الرسمية، بل بالنسبة إلى دعوات الحداثة، التي لا تزال تعمل جاهدة من أجل تخليص الناس من الغيبيات، وسطوة "نواب الربّ على الأرض"، يرسلها "الحبر الأعظم" إلى المسيحية والإسلام، دينين وحضارتين ومؤمنين، وإلينا جميعا نحن الحداثيين الذي لا يهمّنا الدين إلا في حدود الإيمان الشخصي، أو البحث الأكاديمي، والموقف الثقافي النقيض- بالنسبة لي على الأقل. نقول: رسالة البابا، لمكانته الدينية- السياسية الهامة في العالم- ولا نقول: رسالة فلاتشي؛ لأنها- أي فلاتشي- كانت قد أرسلت رسالتها مكتوبة بكراهية وحقد التلمود، والحنين إلى الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش، في كتابها المعنون: "الغضب والكرامة"، الصادر بأكثر من ثلاثين لغة- منها اللغة العبرية- منذ العام2001. فيه تشتم الدين والحضارة الإسلامية والمسلمين بأقذع الشتائم.. وتدعو فيه إلى حرب بدون هوادة، يشنها الدين والحضارة اليهومسيحية والمؤمنون بها، ضد الإسلام: دينا وحضارة ومؤمنين، والذي معناه تجديد الحروب الصليبية بين حوالي نصف سكان المعمورة من مسيحيين ومسلمين. أي أنها تعمل جاهدة من أجل تديين الصراع، والتوجه به إلى ميادين تدميرية، لا تعود بالفائدة إلا على كارتيلات إنتاج السلاح وتجار النفط، و"عجول السيناجوجات"- بحسب وصف أحمد حسين (1983).

    لقد أراد البابا بنديكيت من لقائه مع فلاتشي، إرسال رسالة خطيرة، ليس إلى المسلمين، والمسيحيين واليهود الذين يشتركون في "إرث واحد" ـ كما قال في خطاب العرش ـ لأن لا صراع بدون طرفين أو أكثر، بل إلى الحداثيين جميعا. فقبل بدء تفكيك رموز وشيفرات رسائله، لا بدّ لنا من البحث في سيرته الشخصية لأن من شأنها أن تدلنا على مكنونات شخصيته، وخطورة رسائل ما ورد في محاضرته ولقائه سرًّا مع فلاتشي: رسائله الظاهرة والمبطنّة.

    * * * *

    قبل وفاة البابا يوحنا بولس الثاني (1978- 2005) بأشهر، كان واضحا أن الكاردينال الألماني جوزيف راتسينجر (سنتحدث عن أهمية انتمائه القومي لاحقا)، هو أوفر الكرادلة حظّا لخلافته. فراتسينجر كان رجل المهمات الصعبة وساعد يوحنا بولس الثاني الأيمن. والذي أكدّ من وفرة حظه باعتلاء كرسي البابوية، الإعلان "الصهيوإسرائيلي" الذي أشار إلى أن راتسينجر الشاب كان عضوا في "الشبيبة الهتلرية".. فعندها تيقن المراقبون النقديون من أن انبعاث الدخان الأبيض من الشرفة المعهودة، والإعلان عن "انتخاب" بنديكيت بابا جديدا، ما هو إلا مسألة وقت ليس إلا. فقد كان الإعلان "الصهيوإسرائيلي" عن ماضيه، بمثابة إعلان عن ابتزاز مفاوضات الدقيقة التسعين، بخصوص الاستحقاق المطلوب والثمن الذي يجب دفعه إلى "الصهيونية وإسرائيل"، ومقدمة لتوقيع الكمبيالات الضامنة المحددة لكل من المبلغ والتوقيت والآلية!.



    وقبل الحديث عن الثمن الذي دفعه حتى الآن البابا الجديد، نقوم بالتعرف على سيرته السياسية- اللاهوتية:



    ولد راتسينجر عام 1927، وكان عضوا في "الشبيبة الهتلرية"، مثل قطاع واسع من أترابه. وفي فترة ما من الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، كان جنديا في كتيبة من سلاح المدفعية بالقرب من ميونخ. أي أنه كان مدفعجي مضاد للطائرات. وبعد انتقاله إلى الخدمة في مصنع لإنتاج الدبابات على الحدود النمساوية المجرية ـ يذكر أن المصنع كان يشّغل عمالا بالسخرة ـ مع نهاية الحرب، أُسِر لمدة شهرين من قبل القوات الأمريكية. وبعد انتهاء الحرب التحق راتسينيجر الشاب بسلك الكهنوت، وتدرج فيه بثبات منقطع النظير. والسؤال المطروح حاليا: متى يمككنا فتح الملفات الخاصة بقضية أسره!؟.



    في الستينات من القرن الماضي، وعندما كان راتسينجر طالبا جامعيا، وقف معارضا لحراك وانتفاضة الطلبة في أوروبا. وفي عام 1974 انتخب أسقفا لبفاريا جنوب ألمانيا. وبالرغم من كونه رئيسا لأبرشية ألمانية، إلا أن الفاتيكان أوكل إليه محاربة النزعات التحررية في الكنيسة الهولندية. لذا نلاحظ أن أكثر المقالات الصحفية التي تناولت موضوع انتخابه لكرسي البابوية انطلقت من هولندا.



    في العام 1981 أنتخب راتسينجر كردينالا، وانتقل للعيش في حاضرة الفاتيكان. ومن المعروف أن البابا يوحنا بولس الثاني الذي "أُنتخب" عام 1978، وطدّ علاقته مع الكاردينال الجديد، إلى أن أصبح ساعده الأيمن وخليفته.



    عندما استفحل الاضطهاد الفاشي وعملية إفقار الشعوب في أمريكا اللاتينية، في بداية الثمينات من القرن الماضي، وانضم قطاع واسع من رجال الدين الكاثوليك هناك إلى المنتفضين والثوّار، انتدبه سَلَفه يوحنا بولس الثاني إلى أمريكا اللاتينية، لمحاربة جماعات (لاهوت التحرير) بحجة مكافحة الشيوعية، بعد أن صرح بأنه "يجب ذبحهم أولا، ثم تدجينهم بعد ذلك". وفي العام 1984 صرّح بأن: "الشيوعية وصمة عار في زماننا"! الأمر الذي دعا خصومه إلى وصفه بلقب "الرهيب". ومن المعلوم أن "الرهيب" صفة كانت تطلق على الضباط النازيين إبان الحرب العالمية الثانية. كل هذا رغم ما يشيعه عنه مريدوه من "وداعة شخصيته وحسن معشره". وحال الإعلان عن "انتخابه"، علّق المطران البرازيلي السابق ليوناردو بو ـ الذي كان الكاردينال راتسينجر قدّ وبخه، لوقوفه إلى جانب الفقراء والمضطهدين ـ قائلا: سيكون من الصعب على الأمريكيين اللاتينيين قبوله بسب آرائه.



    في التسعينات من نفس القرن، انتدبه سَلَفه (أيضا) إلى الكنائس الوطنية ـ التي بدأت تبدي امتعاضها من تسلط الفاتيكان التنظيمي واللاهوتي ـ في الدول المختلفة، كي يعيدها إلى "حظيرة الربّ". وقبل نصف عقد تقريبا، انتدبه سلفه إلى أمريكا من أجل "ضبضبة" فضائح الشذوذ الجنسي،وممارسات رجال الإكليروس الجنسية مع القاصرين، في الكنائس الكاثوليكية هناك.. ولم يقدم أي حلّ جدي وملموس من أجل الحدّ من هذه الظاهرة بينهم. ورغم أن مؤتمرات عدة قد عُقدت، ووثائق أخرى قُدمت له، من أجل السماح بزواج الكهنة، علّ ذلك يحدّ من ظاهرة الشذوذ بينهم! إلا أنه رفض رفضا قاطعا. ويُذكر أن محكمة في ولاية تكساس الأمريكية، قدمت دعوة قضائية ضده تتهمه بالتستر على طالب اللاهوت الكولومبي، خوان كارلوس باتينو أرانغو، الذي أدانته المحكمة هناك، بالتحرش الجنسي بثلاثة صبية في العام 1990. وعندما تولى منصب البابا الحالي، دارت مكاتبات بين الفاتيكان والسلطات القضائية الأمريكية حول حصانته.. وقبل سنة تقريبا أبلغت السلطات القضائية الأمريكية الفاتيكان، أن البابا يتمتع بالحصانة.. أما الفاتيكان فطالبها "بالإسراع" لإصدار الوثائق الخاصة بالأمر..!



    ويذكر (أيضا) أنه ترأس "مجمع عقيدة الإيمان الكاثوليكية" في الفاتيكان، التي يصفها خصومه بـ"محاكم التفتيش"، لأن مهمتها تمثلت دائماً في مراقبة تطبيق الإيمان كما يفهمه مندوب الفاتيكان.. وقد نعته خصومه حينذاك بـ "حارس الإيمان". وفي العقد الأخير من حكم البابا يوحنا بولس الثاني، كان الكاردينال جوزيف راتسينجر الرجل الأقوى في الفاتيكان، حتى ليقال إنه كان البابا الفعلي، أو كما قال عنه خصومه: "القائم بالتنفيذ البابوي".



    معروف عن راتسينجر أنه أكثر الكرادلة محافظة: يرفض تحديد النسل، وتنظيم الأسرة واستعمال كافة وسائل منع الحمل ـ مع أن الفاتيكان يمتلك أسهما في بعض الشركات التي تنتجها ـ ويعارض الإجهاض، ويمنع النساء اللواتي يُجهضن، والذين يساعدونهن في ذلك، من المناولة في القدّاس، كما ظل يرفض استعمال الـ Condoms لدى مرضى الإيدز، ويعارض سيامة النساء كهنة، ووصف موسيقى الروك ذات مرة بأنهاا: "أداة مناهضة للدين"!، وأعاد مبدأ اقتصار خلاص المؤمنين على الكنيسة الكاثوليكية ـ رغم أن وثائق سابقة صدرت عن الفاتيكان تقول بأن الخلاص للمؤمنين جميعهم من كافة الطوائف المسيحية (دون حاجة للكنيسة) وكذلك الأديان المختلفة ـ ، وأعاد اعتبار المرأة مسؤولة عن الخطيئة الأولى ـ يقول عنه خصومه: إنه مهووس بالخطيئة، ويرفض التفاؤل ـ والقائمة طويلة..



    بالمناسبة: ما هو موقف "قداسته" مما قالته التوراة ـ التي بين أيدينا ـ من ممارسة النبي لوط للجنس مع ابنتيه؟؟ وزنا أونان- الفحل بالعربية- بن داوود بإخته (ثمار) ومباركة أبيه له؟؟ وما هو...!!!؟؟



    عدا تلك المهمات والمهام والمناصب والمواقف، يعتبر راتسينجر قياديا بارزا في التجمع المدعو Opus Dei / المنقذ الإله. فقد تأسس هذا التجمع عام 1928 في أسبانيا من قبل الكاهن جوزيه ماريا إسكريف (1902- 1975)، وتم تطويبه قديسا عام 2002، وهو القديس رقم 465 في الكنيسة الكاثوليكية، "من أجل شقّ طريق الخلاص وسط العالم في حياتنا المهنية والعائلية والاجتماعية": أي إعادة العلمانيين إلى حظيرة الإيمان. وفي العام 1950 اعترف الفاتيكان رسميا بهذا التجمع.. وكان البابا يوحنا بولس الثاني قد أعدّ مسودة دستوره. ويتكون هذا التجمع من 60 ألف عضو من ثمانين جنسية، وتدعمه النخب الاقتصادية في أوروبا وأمريكا. أما قيادته فهي أمر سرّي للغاية! الأمر الذي يعارض العقيدة المسيحية، التي تدعو إلى العلانية والشفافية، وتشكّل مجموعة ضغط على البابا، إذ عادة ما يدفعونه إلى اتخاذ قرارات ومواقف رجعية ومحافظة، وهم الذين "يختارون" رؤساء الكنائس الكاثوليكية في العالم.. ويعتقد الخبراء في شأن هذا التجمع أن أهدافه غير المعلنة، هي محاربة النزعات التقدمية في الأوساط الكاثوليكية.. ويعتبره البعض تجمعاً لإعادة تنصير ـ بل كثلكة ـ أوروبا. يذكر أن البابا الحالي قد دشّن نصبا تذكاريا من الرخام ارتفاعه خمسة أمتار لإسكريف في الثاني عشر من شهر تموز من العام الماضي (اللوموند، القسم الديني، 12. 8. 2005).



    كل هذه الأمور مجتمعة أهلت راتسينجر ليكون الشخصية الأولى في الكنيسة الكاثوليكية، الفاتيكان، يوم الثلاثاء، التاسع عشر من نيسان الماضي، ليس من قبل المؤمنين، إذ لا دخل لعوام الناس في تنصيبه أو اختياره، بل من قبل قطاع واسع من مجمع الكرادلة والطغمة السياسية الاقتصادية- الرأسمالية في أوروبا وأمريكا واللوبي "الصهيوإسرائيلي"؛ فهو شخصية محافظة للغاية ومعادٍ لأبسط حالات التحرر، وحقوق الفرد والشعوب كما رأينا سابقاً. ليس هذا فقط؛ فهو إلى جانب هذه الصفات والمزايا، يَسْهُل تجنيده في الحروب والمعارك الميدانية التي خططت أمريكا و"إسرائيل" وبعض الأنظمة الأوروبية للقيام بها في حملتها "ضدّ الإرهاب" في أعقاب يوم العار الأمريكي في الحادي عشر من أيلول عام 2001. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة الـ"تليخراف" الهولندية، الصادرة في العشرين من شهر نيسان 2005، قائلة:"كان الكاردينال راتسينجر معارضا لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، ولم يحدث أن اتخذ أية خطوة ذات أهمية للانفتاح على العالم الإسلامي، لكنه يمكن أن يتطلع إلى أن يحظى بالاحترام في العالم الإسلامي، ومن المحتمل أيضا أن يُسهم البابا بنديكت السادس عشر في توسيع الهوة بين الكنيسة الكاثوليكية وبقية العالم". إلا أن الواقع يقول إن راتسينجر ما فتئ يوسع هذه الهوّة، ويتزعم اللوبي الضاغط باتجاه إدراج الدين المسيحي كدين رسمي لأوروبا في الدستور.

    * * * *

    في الثامن عشر من شهر أيلول 2005، أماطت صحيفة Clarin الأرجنتينية اللثام عن آلية انتخاب الكاردينال راتسينجر بابًا حاليا. فقد كتب مكاتبها في الفاتيكان، خوليو الجنراز، قائلا: لقد تمت الموافقة على خلافة راتسينجر البابا يوحنا بولس السادس، أثناء احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الماضية (2003- 2004)، وقد منح البابا يوحنا بولس الثاني بركته لهذه الخطوة. وما عملية انتخابه العلنية إلا وهم في وهم! وأضاف: لقد سبق اجتماعات- احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة، اجتماع في فيلا في إحدى ضواحي روما، حضره بين 20- 25 كردينالا، غالبيتهم من أوروبا وأمريكا الشمالية، وجميعهم أعضاء في الـOpus Dei ، الذين ضغطوا على البابا، الذي كان حاضرا الاجتماع، من أجل منح بركته لخطوتهم: تنصيب راتسنجر بابا خلفه. ونقلت الصحيفة عن يواخيم نفارو، الناطق الرسمي باسم الفاتيكان وعضو في الـOpus Dei ومختص بعلم النفس، قوله: لم يكن مناسبا أكثر من راتسنيجر لمواجهة الحداثة- التشديد من عندي/ أ. أ-، فهو أكاديمي وفيلسوف وغربي، ولأن اللحظة لم تعد مواتية لانتخاب بابا راعي غنم، وإنما رجل عقيدة وروح فولاذية! وأضاف الكاتب نقلا عن مصادر أخرى في الفاتيكان: إن مهمة الكنيسة الحالية مواجهة الحضارة الغربية وإعادة تنصير أوروبا في المكان الأول، من دكتاتورية النسبية [العلمانية]، التي ميزتها سيطرة الفردانية واللامبالاة الدينية، فالاثنان [البابا السابق والبابا الحالي] آمنا أن مهمة الكنيسة بعد دحر الشيوعية، هي إعادة تنصير أوروبا..



    كان اللاهوتي السويسري- الألماني، هانز كونج قد علّق حال انتخاب راتسنجر بابا جديدا، بالقول بأن انتخابه يشكل إحباطا هائلا للذين يؤملون في بابا إصلاحي!. ونذكر في هذا الصدد أن (كونج) كان قد فصل من سلك الكهنوت الكاثوليكي بسبب أبحاثه وآرائه ومواقفه الثورية والجريئة في مسائل التجسّد والتثليث وعلمنة المجتمعات وحوار الأديان. كما نذكر أن آراءه حول التجسّد والتثليث تقترب كثيرا من العقيدة الإسلامية. لكونج وزميله (فان إسّ) إصدارات باللغة العربية (نذكر أن البابا الحالي كان قد استقبله في السادس والعشرين من شهر أيلول 2005).

    * * * *

    كان من الواضح أن راتسينجر، الذي اختار له اسما جديدا، البابا بنيديكت السادس عشر، ملزم بتسديد استحقاقات وديون السكوت عن ماضيه في "الشبيبة الهتلرية" وسلاح المدفعية الألماني، سنشير إليها بعد قليل. (أما عن عدائه للتحرريين في أمريكا اللاتينية، والشيوعية، ومحافظته في القضايا الشخصية والاجتماعية.. فقد تلقى أجره بتعيينه بابا، الرجل الأول في الكنيسة الكاثوليكية). وكما هو متوقع بدأ بدفع الكمبيالات:



    الأولى- في خطاب العرش، أول ظهور علني له بمنصبه الجديد، بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، بتاريخ التاسع عشر من شهر نيسان 2005، صرّح- وهذا هو الأهم- قائلا: "أحيي الأخوة الأعزاء من أبناء الشعب اليهودي الذين تربطنا بهم صلة روحانية مشتركة. أحيي كل البشر في عصرنا، المؤمنين وغير المؤمنين".



    أثار تصريحه هذا، والذي هو أهم رسائله على الإطلاق، تجاه المسلمين (وغيرهم)، موجة من النقد والتحليل. فالنقد هو: لماذا لم يذكر المسلمين، علما أن المسيحية والإسلام يشتركان في جوهر المسيحية، أكثر بما لا يقارن مع اليهود: الأول- يسوع المسيح، وهو "نفخة من روح الله" كما يؤمن المسلمون والمسيحيون. والثاني- أمه مريم، وهي الـ (kycharetomeni) في (لوقا1 : 28)، و"الصِدّيقة" في (سورة المائدة: 75)، فكلا الصفتين معناهما واحد ومتلازمتان لمريم فقط! ولن نذكره بمن صلب "الربّ يسوع".. ولن نذكره بالعداء المانوي التي تكنه اليهودية ليسوع المسيح وأمه والعقيدة المسيحية.. ولن نذكره بأن اليهود يشتمون يسوعا المسيح بشتيمة لا تقال إلا فقط في سياق حضرته: رجس الأرجاس! فقد حاولت البحث عن سياق آخر لها، فلم أجده.. فهو أعلم منّا بكثير، بالطبع! ولماذا (أيضا) لم يذكر أتباع الديانات الأخرى كالبوذية.. والهندوسية؟! والتحليل هو: ماذا عَنَى البابا بـ"المؤمنين"؟ فقد رجّح العديد من المراقبين لعقيدته، أن المقصود هم: المؤمنين من المسيحيين واليهود. فلو أراد غير ذلك لأعلنها صراحة!! وما قوله: "أحيي كل البشر"، إلا ضريبة لوسائل الإعلام المختلفة، لا يقصدها فعلا.



    الثانية- في أول زيارة له، بعد انتخابه بابا جديد، خارج إيطاليا، في ألمانيا لترؤس مهرجان الشبيبة الكاثوليكية، في مدينة كولونيا، مسقط رأسه، في الأسبوع الثاني من شهر أيلول 2005، تحدث أمام حوالي 800 ألف من أبناء الشبيبة من كافة أرجاء العالم الكاثوليكي، فأدان العلمانية واللادينية، وحث المستمعين على العودة إلى أصول المسيحية.. ولا كلمة واحدة عن إدانة الظلم الاجتماعي ووحش العولمة واحتلال فلسطين وأفغانستان والعراق، والسجون الطيّارة والعائمة على الأرض والبحر وفي الجوّ!.



    الثالثة- عندما التقى زعماء الطوائف اليهودية هناك، قال ما هو متوقع منه، فأدان "الهولوكوست ضد اليهود"! إلا أنه لم يَدِن "الهولوكوست" ضد جميع ضحايا النازية في الحرب العالمية الثانية، وعددهم 50 مليونا! وضحاياها الجدد.. حتى أنه لم يدن سياسة حكومة "إسرائيل" في "الأراضي المحتلة".. هذا هو الثمن بحسب الاتفاق! علينا أن نذكر أن الكاهن الأكبر الأشكنازي السابق لدولة "إسرائيل"، مِئير لاو، قد وصفه بعد "انتخابه" بابا، قائلا: "إنه صديق للشعب اليهودي"، أي صديق لدولة "إسرائيل" ومتستر على جرائمها! بالمناسبة: إن أشرس حربين في تاريخ الإنسانية، حدثتا في أوروبا المسيحية، وفي أقل من نصف قرن، في القرن العشرين!! وأمته الألمانية المسيحية هي التي أثارتهما!!



    في هذا الصدد لا بدّ لنا من الإشارة إلى أهمية انتماء البابا إلى الأمة الألمانية، المثيرة للشغب والإعجاب في التاريخ؛ فقد كان واضحا أن أحد أهداف انتخاب ألماني لمنصب الشخصية الأولى في الكنيسة الكاثوليكية، هو التنافس من أجل إضعاف الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا. فالصراع الكاثوليكي- البروتستانتي صراع قديم، يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، عندما بدأ مارتن لوثر (1483- 1564) عملية الإصلاح في الكنيسة، والانفصال عنها بالتالي. وفعلا، في الانتخابات الأخيرة التي جرت في ألمانيا يوم الأحد، التاسع عشر من أيلول 2005، صوّت سكان المناطق الجنوبية إلى الأحزاب المحافظة؛ فعلينا أن نرى تلك النتائج في ضوء تيار المحافظة والعودة إلى الدين في ألمانيا والعالم، "مواجهة الحداثة"، كما يراها نفارو. والجدير ذكره هنا، هو فوز اليمين الألماني، الذي تتزعمه المستشارة ميركل، خادمة "الباربي السوداء" - على حد وصف أحمد حسين (2003).. فقد أعلنت ميركل بأن ألمانيا ترسل قواتها للمشاركة في "اليونفيل" في لبنان، من "أجل الدفاع عن حدود إسرائيل". لقد أصبحت ألمانيا خادمة لليهود! وعلقت ميركل على ردود الفعل المتقدة لتصريحات البابا بأنهم "لم يفهموه".. نعم، البروتستانتية "العلمانية" تدافع عن عداء رأس الكنيسة الكاثوليكية للإسلام والمسلمين.. والحداثة! أما السبب الثاني، فهو "صهيوإسرائيلي" بامتياز؛ من المعروف أن "إسرائيل" لا تزال تبتزّ ألمانيا في مسألة تعويضات الحرب العالمية الثانية ومواقفها السياسية وإشعار الأمة الألمانية بالذنب.. ومن المعروف أيضا أن قطاعات واسعة من الألمان الحاليين بدأوا يتململون من هذا الإبتزاز، وبدأوا يعتبرون الأمة الألمانية هي الأخرى إحدى ضحايا الحرب العالمية الثانية؛ الأمر الذي من شأنه أن يحدّ من الابتزاز "الصهيوإسرائيلي"، لذا فإن انتخاب بابا ألماني موالٍ لـ"إسرائيل" وتذكيره الألمان في كل مناسبة بـ"هولوكست اليهود"، دون الإشارة إلى هولوكستات الآخرين، من شأنه أن يعيد إنتاج الإبتزاز "الإسرائيلي" إلى حين.



    الرابعة- عندما قابل زعماء المسلمين هناك، الذين تحلقوا حوله مثل طلبة صفّ مشاغب لسماع توبيخه، دون أي يجرؤ أحد على الردّ عليه أو نقاشه، قال (أيضا) ما هو متوقع بحسب العقد- الكمبيالة: "المسلمون عليهم واجب كبير فی الإسهام من أجل هزيمة 'الإرهاب' والتصدی لموجة التعصب الشديدة التی تستغل الدين للتحريض على كراهية الآخر فی العالم". والمثير هو في حقيقة الواقع أن ثلاث دول غالبية سكانها من المسلمين، ترزح تحت الاحتلال الصهيوأمريكي: فلسطين وأفغانستان والعراق! وهم أكثر الناس معاناة من إرهاب الدولة المنظم، ونتيجة لهذا الإرهاب يقتل منهم يوميا المئات، والمئات يهربون من موطنهم والمئات الآخرين يموتون جوعا أو مرضا! يبقى السؤال: لماذا لم يندد البابا بهذا الإرهاب؟ والجواب واضح: تسديد كمبيالة أخرى!



    الخامسة- نعود إلى بداية حديثنا: لقائه "سرّا" مع الكاتبة الصحفية أُوريانا فلاتشي، والتي هي في مثل سنّه، في الثامن والعشرين من شهر آب 2005. وكما أشرنا سابقا، إن فلاتشي امرأة عنصرية وطائفية، ومعادية للحداثة والعلمانية، علما أنها تدعي بأنها "ملحدة"، كانت قد أصدرت كتابا باللغة الإيطالية عام 2001، تمت ترجمته إلى ثلاثين لغة، فيه تقرن الإسلام والمسلمين بالإرهاب. وتعتبر الإرهاب مكوّنا ماهويا في الدين الإسلامي والمجتمعات الإسلامية.. وتدعو فيه إلى ضرورة طرد المسلمين من أوروبا وإعادة تجديد الغزوات الصليبية إلى بلادنا! إن امرأة بهذه العقلية والانحطاط، يَقْبَلُ الرجل الأول في الكنيسة الكاثوليكية، التي تدعي زعامة أكثر من مليار مسيحي، بلقائها "سرًّا"، يشير إلى مدى إمكانية تساوقه مع أيديولوجيات ومشاريع عدائية ضدّ المسلمين (وغيرهم أيضًا). وبما أننا نعلم أن الرسائل تُتَرْجمُ بالتالي إلى خطوات عملية ومشاريع صغيرة وكبيرة، نفهم أنه- أي الفاتيكان، المؤسسة التي يتزعمها- من شأنها أن تكون شريكا فعّالا في مخططات ومشاريع معادية للمسلمين والآخرين. وما أقواله وما لقاؤه "سرًّا"، إلا علانيّة مكثفة، يقول فيه إلى مجموعته المستهدفة: إن الأمر جلل، لذا يجب تداوله في الغرف والأقبية المظلمة، إلى حين بدء تنفيذه!



    وأخيرا الفاتورة السادسة- في بداية شهر أكتوبر 2005، دعا البابا رئيس دولة "إسرائيل"، موشه قصاب ـ المتهم بالتحرش الجنسي واغتصاب سبع نساء.. وسوء استخدام السلطة!! ـ إلى القيام بزيارة رسمية للفاتيكان.. وعلينا أن ننتظر الفواتير التي سيدفعها بنديكيت السادس عشر لليهودية/ الصهيونية/ "إسرائيل". بالمناسبة: لقد أصبحت زيارة قصاب هامة للغاية لشخص موهوب ومجرب بضبضة اتهامات التحرش الجنسي والاغتصاب!.

    * * * *

    لقد أراد البابا من تصريحه الأخير، ولقائه مع فلاتشي "سرّا"، وكافة أفكاره وممارساته على مدار خمسة عقود، أن يرسل رسائل متعددة. فالبابا "الفيلسوف" بحسب نفارو- بِأس الفلسفة- يعرف أنه يجب عليه أن يرسل الرسائل بواسطة رسول سريع، مثير ومرعب، كي يلفت الرأي العام إلى رسائله، ولكي يخفي إلى حين كافة تفاصيلها؛ لذا استعمل الإسلام فزّاعة. فهذه الفزّاعة من شأنها، أن تدفع المسلمين إلى التقوقع واعتبار الصراع والمواجهة بين الغرب الرأسمالي وفقراء المسلمين، مواجهة دينية وليس اجتماعية- سياسية بالأساس. والقول بأن الحرب هي بين المسلمين والمسيحيين، ليس حديث العهد، بل قديم قدم نشأة الإسلام. وما يريده أيضا، هو أن يوهم الأوروبيين- المسيحيين بأن المسلمين أعداءهم، ويجندهم على هذا الأساس، علما أن استهدافه الأساسي، هو كل ما أنجزوه في معاركهم المجيدة ضد سلطة الكنيسة، من أجل التنوير والعلمانية وحقوق الإنسان والعاملين. لقد أراد البابا- كما يريد بوش، وتريد فلاتشي- تديين الصراع وجرّ الأوروبيين، والمسيحيين المؤمنين تحديدا (والمسلمين أيضا)، إلى ميادين صراعية لا تأتي إليهم بأية ثمرة، بل العكس: محافظة، والتي تعني خسارة ما اكتسبوه في معاركهم ضد سلطة الكنيسة والطغمة الرأسمالية الحاكمة.. وعليه، لن يكون الردّ إلا بتعاون جميع الحداثيين في العالم: مؤمنين وليبراليين وعلمانيين وملحدين ولا دينيين، بتعميق أسس التعاون بين الجميع ومحاربة كافة أشكال الظلم السياسي والاجتماعي، وتعميق العدالة الاجتماعية والقيم الديمقراطية كنهج حياتي، وليس كصناديق اقتراع فقط.



    يقول العهد القديم، الكتاب المقدس عند "قداسته" ما يأتي: "ضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً ليهوه إِلهِكَ فَتَكُونُ طللا إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ (تثنية 13: 15- 15). و"حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ. فَإِنْ استجابت إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا يهوه إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وفقط النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا" (تثنية 20: 10- 15).



    وبعد: قبل أن يدين قداسته عنف المسلمين الذي بعضه حقيقي ويجب إدانته- عليه أن يتبرأ من العنف المقدس.. فالعنف المقدس دمار الإنسانية.. قبل أيام علقت الجارديان البريطانية على تصريحات "قداسته" ما يلي: "الروطوايلر يكشرّ عن أنيابه"! والروطوايلر هو كلب شرس لم ينشأ في الطبيعة، بل تم إنتاجه بواسطة التهجين. وهو كلب ودود تجاه أصحابه- ومسعور تجاه الغرباء. والسؤال هو: هل فلتت هذه كلاب الروطوايلر المسعورة على الإنسانية!؟



    ويبقى سؤال الأسئلة: من صلب "الربّ" ودقّ المسامير بجسده!؟

    الكاتب : خالد كروم
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X