
يعقد خبراء دوليون في سويسرا ندوة لبحث السبل الكفيلة لمحاربة ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الانترنت والمواقع المروجة لهذه الممارسة الشاذة.
بعد مضي أقل من أسبوعين عن مطالبة مجلس الشيوخ السويسري الحكومة الفدرالية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال والمواقع المعلوماتية المروجة لها على الانترنت، تستضيف مدينة سولوتورن القريبة من العاصمة برن مؤتمراً دولياً لمناقشة سبل محاربة الظاهرة نفسها.
ويشارك في المؤتمر عدد من الخبراء البارزين بهدف جرد العقبات القانونية والتقنية التي تحول دون التصدي لانتهاك حرمة الأطفال على مواقع الانترنت. وستطعم نقاشات الملتقى بسرد تجارب لرجال الشرطة وأطباء نفسيين ومحامين وعدد من المتخصصين في ميادين أخرى لتحديد نقاط الضعف والمصاعب التي تعترض طريقهم أثناء تعاملهم مع ملف الاستغلال الجنسي للأطفال عامة ورواج هذه الظاهرة على الانترنت تحديداً.
لا حدود في عالم افتراضي
وستتمحور المحادثات حول نقطة أساسية ألا وهي صعوبة محاكمة المتورطين في هذه الممارسات الشاذة. ويقول منظمو منتدى سولوتورن إن أولى محاولات تقديم هؤلاء المتهمين أمام القضاء في سويسرا اصطدمت بجملة من العراقيل القانونية والتقنية التي يتعين الآن إمعان النظر فيها.
ويشير الخبراء إلى أن حجر العثرة يتمثل في غياب الحدود على شبكة الانترنت، بحيث يستطيع المجرم في هذا العالم الافتراضي تغيير موفر خدمات الانترنت المشترك فيه، وبالتالي تضيع كل المعلومات الخاصة به والتي زارها خلال مدة انخراطه في موفر الخدمات. وللتوضيح فإن المعلومات الخاصة بالمشاركين في موفري خدمات الانترنت في سويسرا على سبيل المثال، تمحى بعد مضي بضعة أشهر على فسخ العقد الموقع بين الزبون وموفر الخدمات المعلوماتية.
وسيستمع المشاركون في المؤتمر إلى مداخلات خبراء من سويسرا وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا والسويد الذين استجابوا لدعوة الفرع السويسري لـ "ECPAT" الذي نظم الملتقى. ويذكر أن مجموعة "ECPAT" هي عبارة عن شبكة دولية تضم مئات المنظمات والأفراد الساهرين على الوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال والمتجارة بهم في مختلف أنحاء العالم. وينتمي ما لا يقل عن 300منظمة ومجموعة لهذه الشبكة في 45دولة.
تشديد الإجراءات ضرورة قصوى
ويرى الفرع السويسري لـ "اكبات" أن الشبكة المعلوماتية أصبحت الأرضية المفضلة للمتاجرة بانتهاك عرض الأطفال وتبادل أشرطة الاستغلال الجنسي لهم. وقد قامت سويسرا مؤخراً بتشديد قوانينها المتعلقة بهذه القضية بحيث يواجه المتهم المدان بالاستغلال الجنسي للأطفال عقوبة قد تصل إلى السجن مدى الحياة. أما ضحايا هذه الظاهرة الذين تقل أعمارهم عن 16عاماً، فيحق لهم رفع قضية على الجاني متى شاءوا إلى أن يبلغوا سن 25عاماً.
ولن يغفل المؤتمر الحديث عن انتشار الظاهرة في صفوف رجال الدين. فبعد سلسلة من الفضائح التي شهدها عدد من الكنائس في كل من الولايات المتحدة وإيرلندا وبولندا، كشفت الكنسية الكاثوليكية السويسرية مؤخراً عن وجود بعض القساوسة المتهمين بممارسة هذه الظـاهرة الشاذة في صفوفها.
وقد بادر بعض الأساقفة باتخاذ إجراءات ترمي إلى محاربة الاستغلال الجنسي للأطفال ودفع المتورطين من القساوسة في هذه الممارسة إلى الاعتراف بجريمته.
تعليق