من هم أهل البيت
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد إخوتي وأخواتي الأعزاء الكرام لقد كثر الخلاف بين أبناء الأمة الإسلامية على منهم أهل البيت وهل الأزواج من أهل البيت أم لا؟
كثر الكلام في هذه المسألة فأحببت بأن أشارك بهذا البحث المختصر في التعريف بأهل البيت من هم وسوف أقتصر على الاستدلال بقدر الإمكان بالآيات والروايات ومن الله أسأل التوفيق
أقول :
لقد اختلفت الأقوال المعرفة لأهل البيت إلى خمسة أقوال
القول الاول
انه خاص بالنبي وهوماذكره صاحب الصواعق وهو مخالف للأدلة والإجماعفلا نطيل فيه الكلام
القول الثاني
انه في الذين حرمواالصدقة بعده أي بعد النبي والمرجع في ذلك رواية زيدعن النبي<ص> وهي هذه الرواية
فقال مسلم في صحيحه:
2408 حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعنى بن إبراهيم عن سعيد وهو بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا له لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسول الله <ص> وصليت خلفه وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده المصدر(صحيح مسلم ج:4 ص:1874 )
وما شاكل هذه الرواية وسار على نهجها
وهذا مردود لأنه اجتهاد من الراوي ولأنه يخالفالنصوص الصريحة الواضحة من النبي <ص> في مثل آية المودة يسأل النبي من هم قرابتك فيقول علي وفاطمة وابنيهما فلا نجد النبي <ص> يذكر في قرابته غير هؤلاء الأشخاص فكيف جاز لزيد بن أرقم أو لغيره أيضا أن يدخل في عترة النبي <ص> ما لم يدخلهم هو عليه أفضل الصلاة والسلام
وهذه هي الأخبار والمصادر :
ففي الكشاف للزمخشري

وقال القاضي الأندلسي في المحرر الوجيز :وقال ابن عباس ايضا ما يقتضي انها مدنية وسببها أن قوما من شباب الأنصار فاخروا المهاجرين ومالوا بالقول على قريش فنزلت الآية في ذلك على معنى الا ان تؤدوني فتراعونني في قرابتي وتحفظونني فيهم وقال بهذا المعنى في الآية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم واستشهد بالآية حين سيق الى الشام أسيرا وهو تأويل ابن جبير وعمرو بن شعيب وعلى هذا التأويل قال ابن عباس قيل يا رسول الله من قرابتك الذين امرنا بمودتهم فقال علي وفاطمة ابناهما المصدر (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - الأندلسي ج:5 ص:34 )
وقال في تفسير البيضاوي :روي أنها لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم علينا قال علي وفاطمة وابناهماالمصدر(تفسير البيضاوي ج:5 ص:128 )
وقال في تفسير القرطبي :وفي رواية سعيد بن جبير عن بن عباس لما أنزل الله عز وجل قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم قال ( علي وفاطمة وأبناؤهماالمصدر (تفسير القرطبي ج:16 ص:22 )
وقال أيضا:وقال بن عباس ومن يقترف حسنة قال المودة لآل محمد (ص) ( نزد له فيها حسنا ) أي نضاعف له الحسنة بعشر فصاعدا المصدر (تفسير القرطبي ج:16 ص:24 )
وقال أبو البركات في تفسير النسفي:وروى انه لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهماالمصدر(تفسير النسفي ج:4 ص:101 )
وقال النحاس في معاني القرآن :وروى قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت < قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى > قالوا يا رسول الله من هؤلاءالذين نودهم قال علي وفاطمة وولدها المصدر(معاني القرآن - النحاس ج:6 ص:309 )
وقال النحاس في الناسخ والمنسوخ:وفي رواية قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس لما أنزل الله عز وجل < قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى > قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين نود بهم قال علي وفاطمة وولدهما صلوات الله عليهم المصدر(الناسخ والمنسوخ - النحاس ج:1 ص:656 )
وقال في تفسير ابن أبي حاتم: من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى قالوا يل رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم قال علي وفاطمة وولداها المصدر (تفسير ابن أبي حاتم ج:10 ص:3276 )
وقال السيوطي في الدر المنثور :وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم قال لما جيء بعلي بن الحسين - رضي الله عنه - أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم فقال له علي بن الحسين - رضي الله عنه أقرأت القرآن قال نعم
قال أقرأت آل حم لا
قال أما قرأت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال فأنكم لأنتم هم قال نعم المصدر (الدر المنثور ج:7 ص:348 )
قال أيضا : وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير ) إلا المودة في القربى ( قال قربى رسول الله (ص) المصدر (الدر المنثور ج:7 ص:348 )
قال أيضا : وأخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله (ص)( لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي المصدر (الدر المنثور - السيوطي ج:7 ص:348)
وقال أيضا : وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم قال علي وفاطمة وولداها المصدر (الدر المنثور - السيوطي ج:7 ص:348 )
وقال أيضا : وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ) ومن يقترف حسنة ( قال المودة لآل محمد المصدر (الدر المنثور - السيوطي ج:7 ص:348 )
وقال ابن كثير في تفسيره :وقال السدي عن أبي الديلم قال لما جيء بعلي بن الحسين رضي الله عنه أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه أقرأت القرآن قال نعم قال أقرأت آل حم قال قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم قال ما قرأت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال وإنكم لأنتم هم قال نعم وقال أبو إسحاق السبيعي سألت عمرو بن شعيب عن قوله تبارك وتعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) المصدر (تفسير ابن كثير ج:4 ص:113 )
وقال أيضا : وقال السدي عن أبي الديلم قال لما جيء بعلي بن الحسين رضي الله عنه أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه أقرأت القرآن قال نعم قال أقرأت آل حم قال قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم قال ما قرأت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال وإنكم لأنتم هم قال نعم وقال أبو إسحاق السبيعي سألت عمرو بن شعيب عن قوله تبارك وتعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فقال قربى النبي (ص) رواهما بن جرير المصدر (تفسير ابن كثير ج:4 ص:113 )
وقال الطبراني في المعجم الكبير :2641 حدثنا محمد بن عبد الله ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قالوا يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما
المصدر (المعجم الكبير ج:3 ص:47 )و(المعجم الكبير ج:11 ص:444 )
وقال أيضا :2155 حدثنا أحمد بن زهير قال نا أحمد بن يحيى الصوفي قال نا إسماعيل بن أبان الوراق قال نا سلام بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل قال خطب الحسن بن علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه خاتم الأوصياء ووصى خاتم الأنبياء وأمين الصديقين والشهداء
ثم قال يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله (ص) يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم وفي الليلة التي أنزل الله عز وجل فيها الفرقان والله ما ترك ذهبا ولا فضة ولا شيئا يصر له وما في بيت ماله إلا سبعمائة درهم وخمسين درهما فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم
ثم قال من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد (ص) ثم تلا هذه الآية قول يوسف (واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب )
ثم أخذ في كتاب الله فقال أنا بن البشير وأنا بن النذير وأنا بن النبي وأنا بن الداعي إلى الله بإذنه وأنا بن السراج المنير وأنا بن الذي أرسل رحمة للعالمين وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل الله على محمد (ص)) قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ( لم يرو هذا الحديث عن أبي الطفيل إلا معروف بن خربوذ ولا عن معروف إلا سلام بن أبي عمرة تفرد به إسماعيل بن أبان 146 المصدر (المعجم الأوسط ج:2 ص:336)
ابو حسام الكلباني العماني المدافع عن الحقيقة
ص5
تعليق