تطورات الموقف الميداني اليومي في العراق تومأ بمتغيرات واضحة أهمها أن ساعة المواجهة الحاسمة مع ( جيش المهدي ) قد إقتربت مؤشراتها و إن الأيام القادمة ستشهد حروبا تصفوية بين التيارات الطائفية المتصارعة لا سيما و أن حرب ترتيب المواقع قد جرى ترتيبها في ظل التطورات الإقليمية الكبرى التي ستشهدها المنطقة و هجمة المشروع السياسي الطائفي الإيراني المستند لوكلاء الداخل العراقي و هي الأحزاب الطائفية التي نمت و ترعرعت و أشتد عودها في إيران و تحت رعاية و حماية و تربية النظام الإيراني الذي وفرت له الظروف التاريخية و الإقليمية فرصة الإنتشار بدرجة لم يتوقعها مطلقا و كانت إحدى أهم ثمار الحرب الدولية ضد الإرهاب التي قطف نظام طهران ثمرتها النهائية رغم أن ذلك النظام هو أحد رعاة الإرهاب الإقليمي و الدولي منذ الثمانينيات و حتى اليوم!! و هي واحدة من كبرى المفارقات التاريخية .
مقتدى الصدر ذلك الشاب المعمم الذي برز إسمه مع أول يوم من سقوط النظام العراقي السابق و أقترن أسمه بحادث القتل البشع الذي ذهب ضحيته السيد عبد المجيد الخوئي و عدد من مرافقيه الذين قتلوا صبرا و مثلت بجثثهم بطريقة بشعة و حاقدة و إجرامية متميزة ، ثم دخل هذا الشاب المتواضع المعرفة و شبه الأمي في الأحداث اليومية العراقية طيلة السنوات الخمس المنصرمة بوصفه أحد شقاوات الهوجة الدينية و الطائفية التي تعصف بالعراق بإعتباره زعيم لجيش عقائدي تشكل بناءا على أوامر من الإمام المهدي المنتظر!! ليمهد لعودة الإمام الغائب و هو جيش المهدي الذي تميز بكونه أحد عصابات القتل و الجريمة و حيث دخل في مواجهات دموية واسعة كلفت العراقيين آلاف الأرواح و لا زال حتى اليوم يخوض المواجهات و المعارك في مدن العراق الجنوبية و في المدن الشيعية المعروفة ككربلاء و النجف و الكاظمية و مدينة الثورة و الديوانية و الناصرية و حتى البصرة ، كما خاض معارك ساخنة ضد الإخوة الأعداء من جماعة فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق بزعامة آل الحكيم المنافس الأقوى لزعامة آل الصدر ، اليوم تيار مقتدى الصدر أمام مفترق طرق في ظل الإستعداد التام لإقامة الكانتونات الطائفية تحت مسميات الفيدرالية و الصراعات ساخنة لا ترحم و ستلتهم رؤوس و ستطيح بعمائم و تقتلع هامات و تصرع رجال ، و مقتدى الصدر من خلال تجربته يعرف تماما بأن تياره مستهدف بالكامل و إن إتفاقات الهدنة مع جماعة الحكيم هي مجرد مسكنات مؤقتة لا تنهي الداء بل تهدأ الآلام ، ثم أنه يعرف أن للصراع و الهيمنة شروط و شروط و أهمها شرط المقدرة الدينية و المعرفة بالعلوم الشرعية ، لذلك فقد غاب الصدر مرات عدة عن الأنظار تجنبا للإعتقال أو الإغتيال فمرة قيل أنه في إيران و مرة أخرى أنه في الشام أو لبنان ؟ و مرات أخرى أنه موجود داخل العراق ، و لكن غيبته الطويلة الصغرى الأخيرة و التي إمتدت لأكثر من تسعة شهور كانت دليلا على أن خلف الأكمة ما ورائها ، لذلك فقد نشر البيان اليائس المنسوب لمقتدى و الذي ينعى فيه حظه العاثر في فشله في تحرير العراق!! وفي إقامة الدولة الإسلامية!! و في بناء
دولة الإمام المهدي!! لذلك فلا مناص له سوى الإبتعاد و تطبيق نظرية ( التحدي و الإستجابة )!! أو الإنسحاب و العودة ريثما ينجلي الموقف و تتضح الصورة و يتبين الخيط الأبيض من الأسود من.. الذبح...!، لذلك فقد أعلن أنه قد إعتكف للدراسة الحوزوية في حوزة ( قم ) الإيرانية الشهيرة!! رغم أن حوزة ( النجف ) أرقى مكانة من نظيرتها الإيرانية!! إلا أن مقتدى فضل التواري عن الأنظار و الدراسة الشرعية في إيران و حيث سيختصر مراحل الدراسة ووقتها كما قيل بسبب عبقريته النادرة و ألمعيته الرهيبة و فكره الجبار و سيحصل على درجة الإجتهاد العظمى و يعود محملا بشهادة الأعلمية و المرجعية ليكون ( آية الله العظمى ) ( و حياة قلبي و أفراحه )!! كل ذلك في أقل من عام!! و هو ما يذكرنا بقصص تخرج الضباط البعثيين المسلكيين في النظام البائد حيث يدخل راعي الغنم من ( ويلاد تكريت و ضواحيها ) بدرجة جندي ليتخرج بعد عام برتبة ( عقيد ركن )!!!! ثم يقود أحد ألوية الحرس الجمهوري!!! و يبدو أن المؤسسة الطائفية العراقية الجديدة قد نهلت من التجربة البعثية لتسن سنتها الجديدة في إنتاج و إخراج آيات الله بأسرع وقت ممكن و لربما يؤلف كتاب بعنوان : ( كيف تصبح آية الله في أسبوع )!!!، مقتدى في غيبته الصغرى الحالية يوطأ الأمر لعودة مظفرة ليكون ( آية الله العائد ) من الديار القمية ( المقدسة ) و ليرضع المجد من أطرافه ( سؤدد الفرس و دين العرب ) و عندما يكون مقتدى آية الله العظمى فإن ملف الإتهام المثار ضده بالتحريض على قتل عبد المجيد الخوئي سيخمد لأن آية الله يتمتع بالحصانة و عدم المساءلة فهو نائب للإمام..!! تصوروا أن يكون مقتدى الصدر نائبا للإمام ، و لا يستبعد في الظروف الحالية أن تنشر الروايات عن لقاءات و إجتماعات و خلوات بين مقتدى و الإمام المهدي..!!!! فكل الإحتمالات قائمة في ساحة الهلوسة العراقية المقدسة... فاللهم عجل فرجه... و أنتظروا مشهدا عراقيا دراميا زاعقا سيتفوق على خير ما أنتجته السينما الهندية...! و إلهي حتى ظهور المهدي إحفظ لنا آية الله العظمى مقتدى... و عيش و شوف
تعليق