
مفكرة الإسلام: عندما حدثت قبل فترة من الزمن موجة من الاستهجان و الرفض بسبب ظهور الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، التي وصفت النبي الحبيب بكلمات نابية وصفات سيئة لا تصدر هذه الكلمات من إنسان عادي أو عاقل «بالإرهاب والغباء حينا و بزير النساء حينا أخر»،حاشاه ذلك فداه آبائنا وأمهاتنا, وقف كل المسلمين في صف واحد وصحا العالم الإسلامي من سباته ليصرخ بكلمة واحدة (إلا رسول الله).
جالت المظاهرات في الدول العربية و الإسلامية كافة دون أي استثناء وأصبحت مئات ملايين النسمات حول العالم نفس واحدة في الاعتراض و الاستنكار والشجب على تلك الرسوم التي تطاولت على رمز الإسلام النبي محمد ، النبي الذي ختم به الله كل النبيين لعلو شأنه ومقامة وحسن خلقة، صاحب المقام المحمود ، النبي الذي نشر السلام والتسامح والخير وحارت بحبة الأمم والشعوب، كرمنا الله به وكرم الإنسانية جمعاء ,جمع الناس جميعا علي حب الإسلام و أحبة كل المسلمين.
نبي لم يفرق في دعوته إلي الله بين أسود والأبيض ولا غني ولا فقير ولا حضري ولا قبلي وجعل التقوى هو المقياس، نبي نتفق نحن المسلمون بكل ألواننا و أطيافنا ومذاهبنا وطبقاتنا على حبة و عشقه.
لن ننسي أبدا تلك الرسوم المسيئة ولا ذلك الشخص الدنمركي (فلمنغ روس) الذي عمل جاهدا للإساءة للرسول وأقام مسابقات تشجع على الإساءة للرسول الأكرم تعنتا وتحديا لمشاعر جميع المسلمين دون ذرة خجل أو حياء ولا مراعاة لملايين المحبين للنبي الكريم.
جاء (فلمنغ روس) بكل بساطة إلي دولة مسلمة أولا وعربية ثانيا وخليجية ثالثا، دولة شقيقة شعبها لا يقل حبة للنبي الكريم عن أي شعب مسلم غيور، أتي فلمنغ روس إلي دولة قطر لحضور مؤتمر حرية الصحافة والفكر، وجلس في قاعة المؤتمر وكأن شي لم يكن، بكل بساطة وسهولة وأريحية اختلط مع الصحفيين العرب والأجانب واخذ يناقش معهم تجربته الرائعة على حد رائيه في حرية التعبير الصحفي (إجرامه الفكري والعنصري).
بعد ذلك بكل (قوة عين) تحدي وسخرية منا ومن عقولنا، والأدهى والأمر تحديه لديننا ومعتقداتنا وقيمنا، صعد هذا المتصنع والعنصري إلي منصة المؤتمر وألقي كلمته، وأشاد بنفسه وبحرية الصحافة الدنمركية وحث المجتمعات العربية على التشجيع الحرية الصحافية وضرورة حماية الصحافة والصحفيين.
عندما انتهي من كلمته دووا تصفيق الحضور بحرارة وترحاب في القاعة وكان هذا (فلمنغ روس) المسخ المشوه نفسيا على حق، لقد تبدلت الموازين والمقاييس في ذلك المؤتمر وأصبح الصواب خطأ، والخطأ صواب، كيف أمكن لفلمنغ روس أن يدخل بكل تلك البساطة إلي الأراضي القطرية، الدولة العربية والإسلامية والخليجية ؟! وأن يلقي هذا الترحاب، أن يعامل وكأنة شخص ذو انجازات عظيمة وهامة للبشرية.
كيف لم تقام المظاهرات وتطلق هتافات الشجب والتنديد لهذا الهمجي؟، وأين هي وكالات الأخبار التي لا تترك أي حدث إلا وتناقلته من أصقاع الأرض وأعماق السماء؟، كيف تغفل قناة إخبارية كقناة الجزيرة مثلاً الحيادية والموضوعية وصاحبة السبق الصحفي عن زيارة فلمنغ روس الهمجي لدولة قطر؟، أين كانوا الصحفيين والمراسلين؟، هل خرجوا للعمل خارج دولة قطر وتركوا عاصمتها الدوحة بدون مراسلين وصحفيين ؟.
إن جل ما أخافه، أن يدخل هذا العنصري المدعي للحرية الفكرية إلي دولة إسلامية كدولة المملكة العربية السعودية أطهر البقاع، وأن يلاقي الترحيب أو التكتم على دخوله لأراضيها، و يتناسى الجميع كل ما فعله بنا و بنبينا الكريم، وأن يربطون دخوله إلي عالمنا الإسلامي والعربي بالتسامح الديني والعفو عند المقدرة ونبذ العنف والإرهاب.وأن نتغاضى عن جرح مشاعرنا وتحقيرنا والاستهانة بمقدراتنا الدينية والإنسانية بالإساءة إلي أكبر رموزنا الدينية، نبينا محمد صلي الله عليه وآله وسلم، بدل أن نقف معا يدا بيد لمنع مثل هؤلاء العنصريون من دخول أراضينا العربية والإسلامية وترهيبهم من التطاول على ديننا و رموزنا الدينية ليعلموا أننا لسنا «عظمة في فم الكلاب».
في النهاية لعل حضور فلمنغ روس إلي مؤتمر قطر لحرية الصحافة والفكر وبالتحديد إلي العاصمة الدوحة قد أثار فينا الحزن ونبش في صدورنا الألم، وما حظي به من ترحيب و استقبال حار و تصفيق يدل على تناسي وتغاضي البعض لما حصل لنبينا الكريم من ظلم وتجريح من قبل المدعوين والداعين إلي المؤتمر وبالتالي فإنهم قد أعطوا لفلمنغ روس إشارة خضراء لصحة مفاهيمه تجاه نبينا و بأن بإمكانه أن يزور البلدان العربية، والإسلامية دون أي مبالاة و أن يرحب به بيننا كما إن حضوره إلي قطر وبتعتيم شديد وضع قطر في وضع محرج كالمؤيدة لسب الرسول الأكرم، فأين هي الغيرة القطرية على نبينا الكريم؟
مرام يوسف آل جزير
السبت 22 من جمادى الأولى 1430هـ 16-5-2009م الساعة 12:02م مكة المكرمة 09:02 ص جرينتش
يعني الخبر هذا اليوم
المصدر
موقع الا رسول الله
تعليق