إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصدر الثاني.. ومواقفه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصدر الثاني.. ومواقفه

    عشية استشهاد الإمام الصدر الأول، كانت تنمو بداخلنا مشاعرُ الخوف الكبير على مستقبل قيادة الأمّة من بُعدها المرجعي.. كان الواحد منّا يتساءل هل يمكن أن يملأ فراغ الصدر مرجع يتحرك على نمطه؟ وهل يمكن أن تجودَ لنا الأمّة بمثل الصدر؟
    وكان الجواب يأتي سريعاً بالإحباط، فلقد أدرك حينها كل الذين عاشوا الإمام الصدر اُستاذاً ومرجعاً وقائداً، أنّه نموذج قلَّ نظيره في عالمنا الصعب، إنّه ظاهرة يصعب أن تتكرر في حياتنا العامة، إلاّ بعد حقبة من الدهر.

    وكنّا نعلم تمام العلم أنّ السيد الصدر بقدراته الاستثنائية، وبشخصيته الفذة، قد أتعب الجميع، وأننا لا نملك سوى الصبر والانتظار الطويل حتى يجودَ الدهر برجل آخر ويمنّ الله على الأجيال القادمة بشخصية عملاقة مثله ترسم معالم الطريق من جديد، وتعطي للامة ما تريد، وتلبي لها احتياجاتها الفكرية والعملية.
    وكنّا نسلّي النفس بأنّ القادم المرتقب في عالم المرجعية سوف لن يواجه التحديات الداخلية التي تعرض لها الصدر الأول، بعد أن عاشت الأمّة تجربة الظّلامة التي تعرض لها في حياته، على أساس أنّ الذين هاجموا الصدر قد أحسوا بالتأنيب دون ريب يوم انتقل إلى عالم الخلود شهيداً صابراً محتسباً.

    وبعد نيف وعشر سنوات عاد التاريخ يعيد نفسه، في ظاهرة مماثلة للإمام الشهيد من حيث المضمون، إنّها ظاهرة السيد محمد الصدر، تلميذه وفرعه وابن اُسرته آل العراق.. الضالة المنشودة والشخصية المرتقبة التي تملأ الفراغ، وتعيد الثقة للنفوس، بل وتدفعُ النفوس لتطلع أكبر وطموح أعلى وهي ترى لواء الصدر الأول معقوداً يرفرف على رأسه.
    في غضون سنوات قليلة صار السيد محمد الصدر قائد الأمّة في العراق ومرجعها الذي يمنحها القوة من خلال مجموعة من المشاريع الاجتماعية الناجحة رغم الإرهاب السلطوي الذي يتحرك وفق استراتيجية تريد أن تجتث التشيع من الساحة، وتمحو من الخارطة العراقية الوجود السكاني للشيعة.
    كانت حركة الشهيد الصدر الثاني تسير بخطى سريعة، محققة انجازات كبيرة على الصعيد الشعبي، فكان يحوّل الحاضر إلى ماض ليصنع حاضراً جديداً، متطلعاً لمستقبل أكبر من حركة العطاء الاسلامي التي تمتد على كل الشرائح الاجتماعية في العراق.
    ولأنه كان كله للامة، فإنّ الأمّة كانت كلها له.. فلأوّل مرة في التاريخ الشيعي يقف في العراق مرجع يقيم صلاة الجمعة بشكل منتظم، صلاة كانت تظاهرة جماهيرية، أو لنقل حشراً جماهيرياً على طريق الوعي الإسلامي، وصار مسجدُ الكوفة مهبط الجمهور العراقي من مختلف المدن والقصبات.
    في تحدي الجمعة كان (رضوان الله عليه)، يصنع للأمّة الوعي.. يشدها إلى إسلامها، وينفخ فيها من روحه لتستوي قائمة ثابتة تخوض التحدي بثقة فلا تخشى الإرهاب، ولا تعبأ بالتهديد والوعيد، لأنّها تعلمت أن تُرخص النفوس من أجل الإسلام، وذاك هو أحد الإنجازات الهائلة في حياة رجل العراق السيد محمد الصدر.
    صيّر الجمعة يوماً مشهوداً في حياة الناس، وجعلها نقطة التلاقي بين المرجعية والأمّة، وجسراً ممتداً بين قلب المرجعية وعقل الأمّة. حتى ليمكن أن نصف خُطبه بأنّها كانت ثقافة الجمعة. حيث كان يتحدث فيها عن مختلف الشؤون التي تتصل بحياة المجتمع العراقي، فقد تناول في خُطب عديدة الموقف مع السلطة، وبذلك حطّم الحاجز المرعبَ الذي دأبت السلطةُ على بنائه طوال فترة حكمها، والتي كانت تحاول من خلاله أن تجعل الجماهير تخشى السلطة فلا تفكر في الاقتراب من محرّماتها، لكنه (رضوان الله عليه) تجاوز ذلك الجدار ووقف يتحدى إجراءاتها ويتحدث بثقة وثبات وقوة عن مطالب الشعب العراقي، ويُدين السلطة في فسحها المجال واسعاً أمام مظاهر الانحراف، في مُقابل تضييقها ومحاربتها للشعائر الدينية. واستطاع من خلال صلاة الجمعة أن يعزل السلطة عن الأمّة، بعدما كانت السلطة تحاول عزل الأمّة عن المرجعية.

    المرجع الشهيد والسلطة:
    من أهم القضايا التي ميّزت حياة السيد الشهيد محمد الصدر في فترة تصديه للمرجعية، قضية العلاقة مع السلطة في العراق، والتي حاول البعض أن يتخذها نقطة طعن في شخصيته (رضوان الله عليه).
    لقد تعامل الشهيد الصدر الثاني مع السلطة وفق رؤية مدروسة وتحرك في هذا المجال على منهج واضح، يستدعي التأمل والدراسة، وهي مسألة طالما بحثها علماؤنا السابقون كالشيخ المفيد والمرتضى والطوسي تحت عنوان العمل مع حكّام الجور.
    إنّ العلاقة مع السلطة الحاكمة في العراق تحتاج إلى تخطيط دقيق، وذلك لخصوصيات سياستها التي تقوم على أساس الإرهاب الدموي ولا تملكُ غير لغة العنف في التعامل مع خصومها السياسيين أو حتى من تشك أنّهم خصومها. وقد نظرت السلطة إلى شيعة العراق على أنّهم الوجود المتحدي الذي يهدف إلى اسقاطها، وتعززت هذه النظرة لدى السلطة بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة التي كانت واضحة في أهدافها وموقفها من الحكم البعثي في العراق.
    وعلى هذا فإنّ أي مشروع في التحرك الإسلامي سيصطدم بالسلطة، لا سيما إذا كان مصدره الحوزة والمرجعية الشيعية، وسيكون مصيره ضربة عاجلة انتقامية توجهها السلطة في أية لحظة، خصوصاً وأنّها لا تحتاج إلى ايجاد مبررات لتغطية سياستها الإرهابية، فالقانون الحاكم عندها هو استباقُ الزمن مع التحديات المحتملة. بمعنى أنّ أيّ ظاهرة يُحتمل أن تشكل خطراً على السلطة ذات يوم، فإنّها تبادر إلى وأدها بأي شكل ووسيلة، سواء كانت هذه الظاهرة شخصاً أو حركة أو ممارسة.
    إزاء هذا الواقع المعقّد رسم السيد الصدر الثاني منهجيته في التحرك الميداني والتي كانت تستدعي السيرَ بين الخطوط الحمراء من أجل تحقيق مشروعه في بناء الأمّة من جديد، وتحريك عوامل الوعي والتحدي فيها، بعد أن تعرضت لانتكاسة نفسية بعد الانتفاضة الشعبانية.
    لقد وجد السيد الشهيد أنّ الأمّة تحتاج إلى عملية توعية جماهيرية، تكون مادتها الأمّة بكاملها، وليس إلى عمل نُخبوي يمارس مشروع التوعية.
    وهذه المسألة لها أهميتها في مشروع السيد الصدر. معطيات التجربة
    قدّم السيد الصدر رغم تجربته القصيرة منهاجاً عملياً في التعامل مع الأمّة وتحريكها باتجاه الهدف الإسلامي

    وهو في ذلك يشترك مع منهج الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في التحرك والفعل الجماهيري. فالأمّة ليست موضوعاً للنقاش والتأمل، إنما هي قوة بحاجة إلى استثمار وتحريك باتجاه الهدف المطلوب، ولا يحرك هذه القوة قائد النظرية فحسب بل قائد النظرية والتطبيق.
    وخلاصة القول أنّ الصدر الثاني كان ظاهرة في العمل الإسلامي ومدرسة في الموقف القيادي، كما كان سلفه المؤسس ظاهرة رائدة ولدت في عصرها لتحدث التغيير في مرتكزات المفاهيم السائدة، وأخالف كل الذين يقولون أنّه ولد في غير عصره. لقد صنع الصدر الأول العصر الذي يريد.. وجاء الصدر الثاني ليصنع العصر الذي يريد أيضاً، وإذا بالأمّة في العراق تفتح عينيها لتجد في العراق ثلاثة روافد دجلة والفرات والصدر.. خالدين يملأون العراق رياً ونماءً.
    إنّ اللحظة التي استُشهد فيها الصدر الأول أو الثاني هي واحدة لا فرق بينهما، فكلاهما بداية لتحديد المسؤولية لمن يأتي ليحمل الراية المضرجة بالدم والمشرقة بآمال النصر. والأمّة تتطلع من بين الوجوه لمن يحملها بيد قوية ويتطلع بعين ثاقبة ويفكر بعقل هو الأمّة. تبحث عن قائد يعمل بشجاعة وصدق فيحول الرأي إلى موقف والقرار إلى فعل، ولا فرق عنده بين أن يموت أو يحيا ما دام ذلك من أجل الإسلام.
    علّمنا الصدر (ولا فرق بين الأول والثاني) أنّ الأمّة تريد القائد الذي يضم بين ضلوعه قلب الجماهير ويحمل في رأسه عقلها، وملامحه هي الشعب كله.. وعند ذلك يكون قائداً لا يقتله الرصاص، مثلما عجز الرصاص عن قتل رافد العراق الثالث.. السيد الصدر.
    حيث اكد اساتذته ومدرسيه ان الامام الصدر الثاني كان من اعلم الناس في عصرنا ولكن سننتظر الاعلم منه الامام المهدي عج لياخذ بثار من قتل هذا العلامه ويحيي الامه بشكل لم يتوصل احد اليه منذ زمن الائمه المعصومين
    يا مهدي الاسلام العجل مولاي


    والسلام عليكم
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X