إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سؤال من أحد الإخوة الكرام ـــ بخصوص عدد مرويات أئمة أهل البيت في مصادر السنة والشيعة7

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال من أحد الإخوة الكرام ـــ بخصوص عدد مرويات أئمة أهل البيت في مصادر السنة والشيعة7

    بسم الله الرحمن الرحيم

    رب اشرح لي صدري



    سألني أحد الاخوة وفقه الله ، هذا السؤال ، فأجبته بهذا الجواب على ضيق الوقت ، فأحببتُ نشره هنا للفائدة ، ولمن عنده مزيد من الفائدة فلا يبخل بها .


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    السؤال :

    تحية من تونس

    -----------------------------
    بسمه تعالى
    السلام عليكم اخي الغالي اخوكم من تونس دخلت منتدى سني
    فطرحت السؤال التالي لماذا لا ترون احاديث عن ال البيت ع

    فكان الجواب التالي/
    ا الإحصائيات.. :
    أولا اقول الكتب الأربعة هي كتب الشيعة المعتمدة عندهم في الحديث..كالبخاري عندنا مثلا..

    اولاً : احاديث النبي عليه السلام :

    بلغت احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب الاربعة (644) حديثاً من مجموع اكثر من (44) الف حديث ولا يصح من هذه الاحاديث شيء لان معظمها مراسيل ، في حين انهم قد رووا عن الصادق اكثر من (23) الف حديث .ومن الدلائل على قلة الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الكافي الذي يعد من امهات كتبهم الحديثية فقد روى الكليني في مجموع مجلداته الثمانية (92) (1حديثاً من مجموع مروياته البالغة اكثر من 16) الف حديث ، في حين انه قد روى عن الصادق ما يقارب من (9219) حديثاً ، أي اكثر من نصف مروياته ، فهذه اذن منزلة الرسول عندهم.

    اما احاديث اهل السنة فقد بلغت الالاف لان معظم احاديثهم عنه صلى الله عليه وسلم الذي امرنا باتباعه والاخذ منه بنص القران ، فقال تعالى :{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ** (الحشر: من الآية7)
    فما معنى التمسك بأهل البيت دون التمسك بصاحب البيت وسيده؟!


    ثانياً :احاديث فاطمة :
    وكما ذكرت سابقاً فانه لا يوجد ولا حديث واحدا لفاطمة رضي الله عنها من قولها في الكتب الاربعة ، اما في كتب اهل السنة فهي وان كانت قليلة نسبياً الا انها موجودة بخلاف ما هو موجود عند الشيعة ، فمجموع رواياتها في هذه الكتب (11) رواية، روى الامام احمد منها (7) روايات.


    ثالثاً : احاديث علي :
    بلغت احاديث علي في الكتب الاربعة الشيعية (690) ومعظمها مراسيل لا تصح ، وان صح منها شيء فهوالقليل النادر الذي لا يتوازى مع منزلة علي بوصفه باب مدينة العلم كما يدعون .

    اما احاديث علي في كتب اهل السنة فهي كالاتي مقارنة ببقية الخلفاء الراشدين:

    ---------علي ---- ابو بكر ---- عمر ------عثمان
    البخاري---- 96 ---- 32 ----- 137------ 25
    مسلم ---- 67 ----- 9---- 74 -------- 30
    الترمذي -- 142 ---- 22 ---- 78 ------- 19
    النسائي --- 137 ---- 22 ---- 96 ------ 27
    أبو داود -- 110 ---- 11 ---- 76 ---- 15
    ابن ماجة -- 109 ---- 16 ---- 78 ---- 23
    أحمد ---- 804 ---- 81 ---- 332 ---- 150
    الدارمي ---- 118 ---- 17 ---- 106 ---- 23
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المجموع ---- 1583 ---- 210 ---- 977 ---- 313


    وهكذا نجد ان الامام احمد وحده روى عن علي رضي الله عنه (804) حديثا وهو اكثر من مرويات علي في الكتب الاربعة الشيعية والبالغة (690) .
    ونجد ان عدد مرويات علي في هذه الكتب عموماً هي اكثر من مرويات ابي بكر وعمر وعثمان كلاً على حدة ، ومجموع رواياته في هذه الكتب كذلك اكثر من الثلاثة.
    فمرويات علي بلغت ( 1583 ) .
    ومرويات ابي بكر بلغت ( 210 ) .
    ومرويات عمر بلغت ( 977) .
    ومرويات عثمان بلغت ( 313 ) .
    ولو جمعنا مرويات ابي بكر مع مرويات عمر وقارناها مع مرويات علي لكانت مرويات علي اكثر من مروياتهما بـ (396) حديثاً .

    ولو جمعنا مرويات ابي بكر مع مرويات عثمان وقارناها مع مرويات علي لكانت مرويات علي اكثر من مروياتهما بـ ) (1060 حديثاً.
    ولو جمعنا مرويات عمر مع مرويات عثمان وقارناها مع مرويات علي لكانت مرويات علي اكثر من مروياتهما بـ (293) .
    ولو جمعنا مرويات ابي بكر وعمر وعثمان وقارناها مع مرويات علي لكانت مرويات علي اكثر منهم مجتمعين بـ (83) حديثاً.

    فلك ان تتصور كم هي احاديث علي - الذي ننصب له العداء كما تدعي الشيعة - كثيرة مقارنة باحاديث ابي بكر وعمر وعثمان الذين نحبهم .



    رابعاً :احاديث الحسن :
    بلغت احاديث الحسن رضي الله عنه في الكتب الشيعية الاربعة (21) حديثاً.
    اما مروياته في كتب اهل السنة فبلغت (35) حديثاً .
    فاحاديث الحسن في مسند الامام احمد وحده قد بلغت ( 18 ) حديثاً ، في حين ان اعلى مرويات له في كتبهم كانت في كتاب التهذيب والبالغة ( 7 ) اما الكليني فقد روى عنه ( 3 ) فقط .


    خامساً :احاديث الحسين :
    بلغت احاديث الحسين رضي الله عنه في الكتب الاربعة (7) احاديث.
    اما احاديثه في كتب اهل السنة فبلغت ( 43 ) حديثاً.
    فاحاديث الحسين في البخاري قد بلغت ( 9 ) احاديث – مع المكرر - وهي اكثر من احاديث الحسين في الكافي باجزائه الثمانية التي بلغت ( 5 ) احاديث ، واحاديثه في تهذيب الاحكام التي بلغت (1) حديث واحاديثه في الاستبصار التي كانت (صفراً ) واحاديثه في (فقيه من لا يحضره الفقيه) التي بلغت (1)حديث أي ان مجموع احاديث الحسين في الكتب الاربعة لا تعادل احاديث الحسين عند البخاري وحده .
    واحاديث الحسين عند احمد مثلاً بلغت (18) حديثاً وهي اكثر مما هو موجود في الكتب الاربعة الشيعية .

    فان كان عدم الرواية او قلتها تدلان على الكره والنصب فسوف يتبين لك عزيزي القارى من الذي يكره اهل البيت وينصب لهم العداء اهم اهل السنة ام الشيعة ؟


    انتهت رسالة الأخ الكريم



    ـــــــــــــــــ

    جوابي في المداخلة الآتية ...



    مرآة التواريخ ،،،

  • #2
    وهذا جوابنا :

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    حياك الله أخي العزيز من تونس ، وأهلا بك .

    إليك هذا الرد المختصر ، مع اعتذاري جداً على الاختصار والتقصير إن وُجد ، نظراً لضيق الوقت جداً وفقكم الله :

    أولاً : بخصوص الإحصائية ، .... السلفيون غير مؤتمنين على كتبهم ، فكيف يؤتمنون على كتب غيرهم في النقل والتحقيق ؟! ومجرد نقلهم عن كتبنا أن فيها كذا وكذا لا يعني أن ما نقلوه عنها صحيح مئة بالمئة ، ولقد جربنا ـ وجرب غيرنا ـ عليهم هذا في كثير من الموارد ، فوجدناهم يكذبون ويبترون ويحرفون في النقل ، والصادق منهم لا يفهم ما ينقل ، ولا يدري القضية.

    وسأعطيك مثالاً واحداً على كذبهم في النقل عن كتبنا ...

    وهذا المثال ليس لأحد عوامهم ، بل لأحد مشائخهم الدكاترة !! ... المدعو د.علي بن ناصر الفقيهي.

    تفضل هذا الموضوع هنا
    السلفي علي الفقيهي :إن كون الامام العسكري عقيماً هو أمر ثابت في كتب الشيعة!! فهل صدق؟


    ثانياً : مجرد وجود روايات لديهم عن بعض أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم لا يعني انهم اتبعوهم ، وأخذوا فقههم ! ... بل هم أبعد ما يكونون عن فقه أهل البيت ، وهذا ما يمثله واقعهم العملي في الجانبين الفقهي والاعتقادي .


    ثالثاً : لم يكفهم الابتعاد عن أخذ فقه أهل البيت فحسب ، بل تراهم يتبجحون بأن أحداً من فقهائهم الأربعة ــ أعني أئمة مذاهبهم الأربعة ـ لم يأخذ عن فقه أمير المؤمنين صلوات الله عليه شيئاً !!!!

    اقرأ ماذا يقول ابن تيمية شيخ إسلامهم!
    يقول في منهاج سنته ـ (جـ7/ص529) ـ :
    http://islamport.com/d/3/tym/1/42/436.html
    "فصل : قال الرافضي : و في الفقه الفقهاء يرجعون إليه .
    والجواب : أن هذا كذب بيـِّن ، فليس في الأئمة الأربعة ، و لا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إليه في فقهه !!. أما مالك فان علمه عن أهل المدينة ، وأهل المدينة لا يكادون يأخذون بقول علي ..إلخ" ا هـ .

    !!

    رابعاً : الكل يعلم بأن لأهل البيت فقهاً ، لكن أين هذا الفقه ؟!! ... والجواب عن هذا سهل يسير ، إذ بنظرة بسيطة نعلم بأنه منقول ومروي لدى شيعتهم أنار الله برهانهم ، يروونه ويتبعونه ويجتهدون وفقه في الوقت الذي يتبجح فيه النواصب بأن أحداً منهم لم يتبع فقه أمير المؤمنين ولم يأخذ عنه !!

    وهنا شهادة من ابن القيم الجوزية تلميذ ذلكم المتبجح ، يشهد فيها بأن فقه أهل البيت مروي لدى شيعتهم ، وأنهم صادقون فيما رووه عنهم ..

    تفضل هنا واقرأ الشهادة

    يقول ابن القيم الجوزية في كتابه الصواعق المرسلة ــ(جـ2 /صـ616 )ــ
    في الوجه التاسع من الوجوه التي يؤيد بها رأيه بعدم وقوع الطلاق بالحلف ما نصه بالحرف الواحــد :
    http://www.islamport.com/d/3/qym/1/10/70.html

    ( الوجه التاسع : إن فقهاء الإمامية من أولهم إلى آخرهم ينقلون عن أهل البيت أنه لا يقع الطلاق المحلوف به ، وهذا متواتر عندهم عن جعفر بن محمد وغيره من أهل البيت .


    وهبّ أن مكابراً كذَّبهم كلهم ، وقال : قد تواطئوا على الكذب عن أهل البيت !! .
    ففي القوم فقهاء ، وأصحاب علم ، ونظر في اجتهاد - وإن كانوا مُخطئين مُبتدعين في أمر الصحابة - فلا يُوجب ذلك الحكم عليهم كلهم بالكذب والجهل ! .
    وقد روى أصحاب الصحيح عن جماعة من الشيعة ، وحملوا حديثهم ، واحتجَّ به المسلمون ، ولم يزل الفقهاء ينقلون خلافهم ، ويبحثون معهم .
    والقوم وإن أخطأوا في بعض المواضع لم يلزم من ذلك أن يكون جميع ما قالوه خطأ حتى يرد عليهم هذا - لو انفردوا بذلك عن الأمة - فكيف وقد وافقوا في قولهم من قد حكينا قولهم وغيره ممن لم تقف على قوله ؟! . )انتهى النقل من كلامه



    خامساً : الكل يعلم أن ما قاله أحد أئمة أهل البيت هو قول لمن قبله من الأئمة إلى أمير المؤمنين إلى النبي الأعظم ، وأن ما لديهم من علوم ورثوه كابراً عن كابر إلى جدهم الأعظم ، فالقول بأن الشيعة لم يرووا عن إمامهم الفلاني إلا كذا رواية فقط ...إلخ ، هو قول من لا يدري عن ماذا يتكلم ! وبماذا يُشكل ، إذ بمراجعة بسيطة للمصنفات التي تناولت مصادر علومهم صلوات الله عليهم تنقشع عن المستريب سحائب جهله إن كان مُنصـفــاً . لكن أن تطلب من السلفيين أمرَين اثنين (الإنصاف ــ والفهم) .. هو المستحيل تحققه من قِبلهم! ، وما ينبؤك مثل خبير .


    سادساً : الكل يعلم أن انخفاض وارتفاع نسبة أحاديث الأئمة في كتبنا الحديثية كان نتيجة الظرف الزمني الذي كانوا يعيشونه صلوات الله عليهم ، ومن لا إلمامة له بهذا الأمر ـ ظروف أزمنتهم ـ فكيف يُشكل بأمر لا علم له فيه ؟!! إذ عدم العلم بهذا الأمر المتواتر هو من أبجديات الجهل .

    بإمكان القارئ الدخول هنا

    بحث حول علم الأئمة الطاهرين عليهم السلام

    أو هنا
    حمل نسختك من كتاب ( حقيقة علم الأئمة من آل محمد من خلال السنة الشريفة )

    أو هنا
    مصادر علم الإمام المعصوم عليه السلام

    وكلها لسماحة الفاضل التلميذ سلمه الله.


    ولا باس ببعض الروايات لما ذكرناه في (خامساً) و (سادساً) ...

    في بصائر الدرجات صفحة 168 بسند صحيح قال العلامة الصفار :
    ( حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الصباح قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام :
    أنت أخي وصاحبي وصفيّي ووصيّي وخالصي من أهل بيتي وخليفتي في أمّتي ، وسأنبئك فيما يكون فيها من بعدي ، يا علي إني أحببت لك ما أحبّه لنفسي وأكره لك ما أكرهه لها .
    فقال لي أبو عبد الله عليه السلام :
    هذا مكتوب عندي في كتاب علي ، ولكن دفعته ( في نسخة دفنته ) أمس حين كان هذا الخوف وهو حين صلب المغيرة ).


    الكافي ج1 باب أن الارض كلها للامام عليه السلام ح1بسند معتبر:
    عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
    وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) ( ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الأرض ونحن المتقون والأرض كلها لنا فمن أحيا أرضا من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها فإن تركها أو خربها فأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحق بها من الذي تركها فليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل حتى يظهر القائم ( عليه السلام ) من أهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومنعها إلا ما كان في أيدي شيعتنا فإنه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم.


    الكافي : 7 / 119 ح بسند معتبر1:
    عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وحميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد كلهم ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن شيء من الفرائض فقال لي :
    ألا اخرج لك كتاب علي ( عليه السلام ) ؟ فقلت : كتاب علي ( عليه السلام ) لم يدرس فقال : يا أبا محمد إن كتاب علي ( عليه السلام ) لم يدرس ، فأخرجه فإذا كتاب جليل وإذا فيه رجل مات وترك عمه وخاله قال : للعم الثلثان وللخال الثلث.


    بصائر الدرجات ( باب أن الأئمة عندهم الصحيفة الجامعة التي أملاها رسول الله ص وخط علي ع بيده وهي سبعون ذراعا )
    (7) الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم عن بريد بن معاوية العجلي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام : قال عندنا صحيفة من كتب علي طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها فلا نعدوها , وسألته عن ميراث العلم ما بلغ أجوامع هو من العلم أم فيه تفسير كل شيء من هذه الأمور التي تتكلم فيها الناس مثل الطلاق والفرائض فقال : إن عليا كتب العلم كله القضاء والفرائض فلو ظهر أمرنا لم يكن شيئا فيها إلا نمضيها . ( أقول وفي رواية إلا وفيه سنة نمضيها وفي رواية ثالثة فلو ظهر أمرنا لم يكن شيء إلا وفيه سنة نمضيها وهو الأقرب للصواب والله أعلم )
    قال الشيخ هادي النجفي في موسوعته معتبرة الإسناد .

    راجع هنا
    هذا مكتوب عندي في كتاب علي !!!



    سابعاً : الناظر في هذا الأمر لو تمّ جدلاً ــ أعني انخفاض نسبة روايات بعض الأئمة في مصادرنا ـ لا يُمكن أن يُبنى عليه إشكال علينا .. بعكس فيما لو حدث هذا من جهة المخالفين ، وذلك لأسباب عديدة منها :

    (أ) الحكومات القائمة آنذاك كانت مناهضة لمدرسة أهل البيت. وبالتالي فإن هذا الانخفاض المفترض هو طبيعي ، لا لأننا لم نرو عن بعض أئمة أهل البيت ، بل لانخفاض المروي عنهم نتيجة هذا الظرف . فحينها أين مورد الإشكال علينا؟!

    تفضل هذا الشاهد الجلي

    تهذيب الكمال - للمزي (جـ20/صـ429) :

    قال سلمة بن شبيب: سمعت أبا عبد الرحمان المقرئ يقول:
    كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه عَـلي قتلوه ، فبلغ ذلك رباحاً ، فقال: هو عُـلَي !. اهـ .

    وتجد هذه القضية في عدة مصادر ، فراجع .


    (ب) اتخاذ الحكومات منحى مخالفة فقه أهل البيت وبثه بين الناس .. وإليك هذا المثال :

    معاوية يمنع من التلبية في عرفات مخالفة وبغضاً لأمير المؤمنين .
    سنن النسائي - (10 / 12)
    2956 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَاتٍ ، فَقَالَ : مَا لِي لَا أَسْمَعُ النَّاسَ يُلَبُّونَ ؟!.

    قُلْتُ : يَخَافُونَ مِنْ مُعَاوِيَةَ !.
    فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ فُسْطَاطِهِ ، فَقَالَ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا السُّنَّةَ مِنْ بُغْضِ عَلِيٍّ !!!. انتهى بحروفه.

    وقال الألباني في "صحيح وضعيف سنن النسائي" - (7 / 78) عن هذا الحديث : "صحيح الإسناد" . ا هـ.

    وقال السندي في شرح سنن النسائي :
    http://islamport.com/d/1/srh/1/41/973.html
    ( "من بغض علي" : أي لأجل بغضه ، أي وهو كان يتقيد بالسنن ، فهؤلاء تركوها بغضا له !!.) ا هـ .

    وفي السنن الكبرى للبيهقي - (5 / 113)
    (أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوى أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسين ابن الشرقي ثنا على بن سعيد النسوي ثنا خالد بن مخلد ثنا على بن صالح عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال : كنا عند ابن عباس بعرفة ، فقال : يا سعيد مالي لا أسمع الناس يلبون ؟!.
    فقلت : يخافون معاوية !!.
    فخرج ابن عباس من فسطاطه ، فقال : لبيك اللهم لبيك وإن رغم أنف معاوية ، اللهم العنهم ، فقد تركوا السنة من بغض علي رضى الله عنه !!!. انتهى


    (ج) المخالفون اعتمدوا النواصب ومبغضي أمير المؤمنين في رواياتهم ، كعمران بن حطان مادح ابن ملجم قاتل أمير المؤمنين والجوزجاني الذي وضع لهم قاعدة للتخلص من فضائل أهل البيت ..
    وتفصيلها هنا في كلام المعلمي السلفي
    المعلمي السلفي : الجوزجاني الناصبي يضع قاعدة للتخلص من فضائل أهل البيت !!

    وغير هذين ممن اعتمدوهم وأخذوا دينهم منهم ، فمنحاهم الابتعاد عن أهل البيت ، وإن وُجدت روايات عن بعض الأئمة لديهم أو في فضلهم ، صلوات الله عليهم فهي من عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى ، من باب إقامة الحجة عليهم من جهة ، ودفعاً عن شيعة أهل البيت من جهة أخرى ، وتبصيراً للمستبصرين ـ ثبتهم الله ـ من جهة ثالثة . وإلا تصوَّر لو أنه لا توجد ولا رواية عن أهل البيت بتاتاً في مصادرهم ، ولا في فضلهم أيضــاً !! إذن لتم استئصال شيعة المذهب الحق باسم الدين كونهم في نظرهم مخالفون للإسلام ـ وإن كانوا لم يقصروا في هذا والتاريخ يشهد ـ ، وكذلك انسد الطريق أمام المستبصرين كونهم لن يقتنعوا بأدلة وأحقية مذهب أهل البيت إن لم يجدوا الكثير من الأحاديث في فضلهم ووجوب اتباعهم في مصادرهم ـ أعني مصادر المخالفين ـ .

    (د) يقول ابن حجر المكي في صواعقه المحرقة ـ(جـ2/ص586)ـ وهو يصف علوم الإمــام الصــادق عليه السلام : "نقلَ الناسُ عنه من العلوم ما سارت به الركبان ، وانتشر صيته في جميع البلدان " ا ه‍ .

    ويقول فيه الجاحظ قبله : " جعفر بن محمد ، الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه" . [أسد حيدر : الإمام الصادق والمذاهب الأربعة 1 /55 عن رسائل الجاحظ ، السندوبي : ص 106 ].

    فأين هذا المنقول في تراث المخالفين وفقههم ؟!!

    (هـ) بعض الأئمة متهمون عند بعض المخالفين !!

    فهذا شيخ النصب والتجسيم ابن تيمية في منهاج سنته ـ (جـ7 /ص 533 - 534) ـ يقول عن الإمام الصادق صلوات الله عليه : "و ليس بين حديث الزهري و حديثه نسبة ، لا في القوة ، و لا في الكثرة ، وقد استراب البخاري في بعض حديثه !! لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام ، فلم يخرج له .!" ا هـ .

    (و) شاهد إضافي يثبت التهمة على المخالفين ..

    يقول الشيخ أبو زهرة المصري عن أفاعيل الحكام الأمويين في كتابه تاريخ المذاهب الاسلامية (ص285 - 286) :
    (لابد أن يكون للحكم الأموي أثر في اختفاء كثير من آثار علي في القضاء والإفتاء ، لأنه ليس من المعقول أن يلعنوا عليا فوق المنابر ، وأن يتركوا العلماء يتحدثون بعلمه ، وينقلون فتاواه وأقواله ، وخصوصا ما يتصل بأساس الحكم الإسلامي .) اهـ .



    وأسباب عديدة يضيق المجال بسردها ..


    أخيراً نقول : حتى إن افترض ـ جدلاً ـ انخفاض المروي عن بعض الأئمة في مصادرنا وبعضه حاصل ، فلا أظن يخطر ببال أجهل جهلاء البشر ممن يعيشون في أدغال إفريقيا وأحراشها أن يتهم شيعتهم بجفوة أئمتهم صلوات الله عليهم حيال هذا الانخفاض المفترض والواقع بعضه لما ذكرنا ، إلا أن يكونوا من السلفيين فهم فاقوا الجهل جهالة ...
    لكن العكس لو حصل ــ وهو حاصل بامتياز كبير ــ بأن تجاهل المخالفون مرويات أئمة أهل البيت وتركوا فقههم وعقائدهم ، فهنا التهمة لائحة ودلائلها طافحة وشواهدها تملأ الخافقين ذكرنا بعضها ..

    فبعد كل هذا وذاك ، من المُتهم بالبغض لأئمة أهل البيت والابتعاد عنهم وعدم الأخذ عنهم ؟!!

    من كان يعتقد فيهم العصمة ووجوب الأخذ عنهم؟؟

    أم من يتبجح بعدم الأخذ عنهم وعدم اتباعهم ؟!!

    ولو تركنا القلم يجري لطال الأمر ، لكن هذا يكفي لمن ألقى السمع وهو شهيد ، مع اعتذاري إن وجد شيء من التقصير والقصور ، نظراً لضيق الوقت جداً ، ولعل من بين الاخوة الأفاضل هنا من يفيض ويزيد بما عنده ... حفظ الله الجميع من كل سوء .

    الحمد لله الذي كرمنا باتباع أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين .


    موضوع لنا له صلة
    الرّد على إشكال قلة روايات فاطمة الزهراء (ع) في الكتب الأربعة ..



    ضحى يوم السبت 21/5/1430 هـ .
    الموافق 16/5/2009م


    مرآة التواريخ ،،،

    تعليق


    • #3
      إضافات مهمة من بعض الاخوة الأفاضل في شبكة هجر


      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      حفيد القدس 17-05-2009 - 11:54 AM

      اللهم صل على محمد وآل محمد

      أحسنت .. مرآة التواريخ الله يحفظك

      وهناك ملاحظة مهمة

      وهي أن الشيعة الإمامية المتبعة لأهل البيت عليهم السلام بنص حديث رسول الله صل الله عليه وآله وسلم

      كانوا يتلقون معالم دينهم من أهل البيت مباشرة قبل عصر الغيبة

      ولكن أهل سنة السقيفة ؟

      هذا حالهم !!

      قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 6: 91 ( النسائي : حدثنا أحمد بن يحيى بن وزير ، حدثنا الشافعي ، حدثنا سفيان : كنا إذا رأينا طالبا للحديث يغشى ثلاثة ، ضحكنا منه ، ربيعة ، ومحمد بن أبي بكر بن حزم ، وجعفر بن محمد ، لانهم كانوا لا يتقنون الحديث . )

      والله الهادي والموفق




      ----------------------------------------------------------------

      مروان خليفات 17-05-2009 - 03:19 PM

      الأخ المبدع مرآة التواريخ، أسأل الله أن يحفظك:

      قد وردني هذا السؤال، ورأيت في جوابك ما يكشف عن العيون الغشاوة، فاسمح لي أن أسجل بعض الملاحظات على سؤالهم وكنت قد كتبتها بالأمس، ليزداد المؤمنون إيمانا، وتُقبر هذه الشبهة التي ولدت ميتة !


      أقول :


      إن أغلب هذه الشبهات منشأوها المقدمات الخاطئة، والمغالطات الهزيلة، وعدم فهم مباني الآخرين. وهذه وقفة مع هذه الشبهة .


      قيل

      "فكان جوابهم
      إن الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة في الحديث هي كالبخاري عندنا .. "


      هذا أول الخطأ !
      صحيح أن الكتب الأربعة أهم الكتب الحديثية عند الشيعة، ولكن يوجد عندهم كتب حديثية أخرى تغافل عنها صاحب الشبهة أو جهلها، ومنها مثلا : بحار الأنوار والذي خرج فيه بعض الأصول القديمة وكان له طريقه إليها، وكتب أخرى عديدة .




      "اولاً : احاديث النبي عليه السلام :

      اما احاديث اهل السنة فقد بلغت الالاف لان معظم احاديثهم عنه صلى الله
      عليه وسلم ..."



      لا شك أنها بلغت الألاف ولكن ما هو مقدار الصحيح منها ؟

      الراجح ما ذكره ابن حجر في كتاب "النكت على ابن الصلاح" (ص992) أنها : "أربعة آلاف و أربعمئة حديث " ويقصد الصحيحة بلا تكرار.

      ونحن لا نسلم بصحتها كلها بسبب الأرسال من قبل صغار الصحابة الموجود في الكثير منها، والأشكال الذي يرد عليها أنهم قد يرسلون أحاديثهم عن بعض المنافقين المندسين وهؤلاء كانوا ضمن الصحابة !!


      إن أحاديث الشيعة بلغت الألاف أيضا ! لأن كل أحاديثهم ـ وليس معظمها ـ مصدرها النبي " صلى الله عليه وآله وسلم" وإن لم يصرحوا باسمه، وهذا متفق عليه في المدرسة الأمامية . وأحاديث الأحكام تعادل عند الأمامية أضعاف ما هو موجود عند أهل السنة، ومقارنة بسيطة بين أهم كتابين تبين لنا الفرق !

      عند أهل السنة :

      أهم كتاب : " بلوغ المرام من أدلة الأحكام" لابن حجر
      الأجزاء : كتاب عادي في جزء واحد متوسط

      عدد الأحاديث : حوالي 500 حديث


      عند الشيعة :

      أهم كتاب : " وسائل الشيعة"

      الأجزاء : 18 جزء من الحجم الكبير



      " فما معنى التمسك بأهل البيت دون التمسك بصاحب البيت وسيده؟! "

      هذا السؤال وجهوه لرسول الله الذي أوصانا بالتمسك بأهل البيت " ع " !
      وقد غاب عن هذا المشتبه أن التمسك بأهل البيت هو تمسك بالنبي وتمسك بالقرآن الذي لا يفترقون عنه .



      "ثانياً :

      احاديث فاطمة : ، فمجموع رواياتها في هذه الكتب 11رواية، روى الامام احمد منها (7) روايات"


      . ولم بصح منها سوى حديثين !! كما في مسند فاطمة الزهراء " ع " للسيوطي، تحقيق : أحمد زمرلي


      في حين يُروى لعائشة 2210 من الروايات !!

      لا شك أن هذا اجحاف وظلم بحقها ـ من قبل القوم ـ وهي بضعة من أبيها.

      أما الأمامية فهم لو لم يرووا إلا "خطبتها العظيمة " سلام الله عليها لكفى، ففيها من المعارف، والعلوم ما يُعادل رواية مئات الأحاديث !



      " ثالثاً : احاديث علي :
      اما احاديث علي في كتب اهل السنة فهي كالاتي مقارنة ببقية الخلفاء
      الراشدين:


      ---------علي ---- ابو بكر ---- عمر ------عثمان
      البخاري---- 96 ---- 32 ----- 137------ 25
      مسلم ---- 67
      ----- 9---- 74 -------- 30
      الترمذي -- 142 ---- 22 ---- 78 ------- 19
      النسائي
      --- 137 ---- 22 ---- 96 ------ 27
      أبو داود -- 110 ---- 11 ---- 76 ---- 15
      ابن
      ماجة -- 109 ---- 16 ---- 78 ---- 23
      أحمد ---- 804 ---- 81 ---- 332
      ---- 150
      الدارمي ---- 118 ---- 17 ---- 106
      ---- 23
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      المجموع ---- 1583 ---- 210
      ---- 977 ---- 313

      ... "






      يُخيل للمرء أن هذا الرقم هو اكراما لعلي " ع " وتقديرا له، ولكن سرعان ما يزول هذا التبادر إذا عرفنا أن المقارنة قائمة على أساس خاطىء، ولا تصح من الأساس !

      فالخلفاء الثلاثة المذكورون كانوا من المقلين جدا في الرواية، واتخذوا منع الرواية عن النبي سياسة لهم، وأمروا الناس بذلك، بل أحرقوا سننا جمعوها، فكيف يصلنا عنهم والحال هذا أكثر من علي ؟ ولنأخذ أمثلة بسيطة على ما قاموا به تجاه الحديث :


      عن ابن أبي مليكة: " إن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم، فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا
      حرامه " تذكرة الحفاظ: 1 / 2 و 3

      وعن عائشة: " جمع أبي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلب كثيرا، قالت: فغمني فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشئ بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها فدعى بنار فحرقها، فقلت:
      لما أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي، فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت، ولم يكن كما حدثني، فأكون قد نقلت ذاك " تذكرة الحفاظ: ص 5

      وعن يحيى بن جعدة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنة، ثم بدا له أن لا يكتبها، ثم كتب في الأمصار من كان عنده شئ فليمحه جامع بيان العلم: 1 / 64 و 65.

      وعن قرظة بن كعب قال: " خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار - موضع قرب المدينة - فتوضأ ثم قال: إنكم أتدرون لم مشيت معكم؟ قالوا: نعم نحن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مشيت معنا، قال: إنكم تأتون أهل قرية لها دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم، جددوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله وامضوا وأنا شريككم، فلما قدم قرظة قالوا: حدثنا، قال: نهانا ابن الخطاب " (4). 4 - مستدرك الحاكم: 1 / 102 وصححه. سنن الدارمي: 1 / 85. تذكرة الحفاظ: 1 / 524، وانظر سنن ابن ماجة: 1 / 12. جامع بيان العلم: 2 / 120، المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، الرامهرمزي:
      ص 553.

      وروى ابن سعد عن عبد الله بن العلاء قال: " سألت القاسم يملي علي أحاديث، فقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها فلما أتوه بها أمر بتحريقها ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب، قال: فمنعني القاسم يؤمئذ أن أكتب حديثا " الطبقات: 5 / 188. تقييد العلم، الخطيب البغدادي: ص 52

      يقول ابن قتيبة: " وكان عمر شديدا على من أكثر الرواية... " تأويل مختلف الحديث: 39



      لقد اختار صاحب الشبهة ثلاث شخصيات غير مناسبة ليقارن أحاديثها بأحاديث علي " ع "

      ولماذا لم يختر أبو هريرة الذي روى 5374 حديثا ـ بالرغم من قصر مدة صحبته للنبي ـ أو عبدالله بن عمر
      الذي روى 2630 حديثا.

      فليس رواية أهل السنة عن علي " ع " هذا العدد وقلة الرواية عن باقي الخلفاء نابعا من الحرص على اتباع علي " ع " وإتما الخلفاء أنفسهم تسببوا بقلة الرواية عنهم، وعلي " ع" كان من المكثرين من التحدث عن المصطفى وعاش إلى سنة 40 للهجرة واحتيج إليه .




      " وهكذا نجد ان الامام احمد وحده روى عن علي رضي الله عنه (804) حديثا "


      ولعل الأمام أحمد بروايته عن علي أراد اصلاح ما أفسده الآخرون، فهو الذي ربع به وجعله رابع الخلفاء! وهذه مأساة ، إذ لم يكن علي "ع" محسوبا كخليفة شرعي حتى عهد أحمد بن حنبل ( توفي 241 هجري )

      وهذه الأحاديث ـ ولا أقول كلها ـ محل شك ، إذ كثيرا ما كذب الناس على علي " ع " ونسبوا له أشياء ينصرون بها مذاهبهم، كحديث تحريم المتعة ، وحديث تفضيله الخلفاء الثلاثة على نفسه !

      والذي يؤكد ما نذهب إليه أنه لم يصح من أحاديث علي "ع" عند ابن حزم سوى خمسين حديثا !! الملل والنحل: 3/ 60

      فهل بقي وجه للمقارنة بين أحاديث " ع" وأحاديث الخلفاء، وهل تصح بعد الذي قدمناه ؟ !




      " وهو اكثر من مرويات علي في الكتب الاربعة الشيعية والبالغة (690) "

      لا زال صاحب الشبهة يصدر في كلامه من مغالطات، فلماذا لا يكلمون الأمامية حسب مبانيهم ويزمجرون هم إذا حاورهم أحد بغير مبانيهم ؟ !

      إنها عملية اسقاط ساذجة تلك التي يقوم بها هؤلاء، فهم يحسبون أن المدرسة الأمامية تشترك معهم في المباني ، وإن خالفتهم فهذا نقص فيها وطعن في شرعيتها ، متناسين خصوصيات هذه المدرسة العريقة.

      إن مصدر حديث الأئمة الأثني عشر " ع" هو النبي " صلى الله عليه وآله سلم " وكل إمام يأخذ عمن سبقه،

      يقول محمد أبو زهرة: " لقد قام أولئك الأبناء بالمحافظة على تراث أبيهم الفكري، وهو إمام الهدى، فحفظوه من الضياع، وقد انتقل معهم إلى المدينة...وبذلك ننتهي إلى أن البيت العلوي فيه علم الرواية كاملة عن علي (رضي الله عنه)، رووا عنه ما رواه عن الرسول كاملا! أو قريبا من الكامل! ورووا عنه فتاويه كاملة، وفقهه كاملا أو قريبا من الكمال، واستكنوا بهذا العلم المشرق في كن من البيت الكريم... ومهما يكن فقد كان جزء كبير من علم آل البيت هو علم علي، آل إليهم من تركته المثرية "
      الإمام الصادق: ص 163 - 164.

      " قال سعيد بن أبي مريم: قيل لأبي بكر بن عياش: مالك لم تسمع من جعفر - الصادق (عليه السلام) - وقد أدركته؟ قال: سألناه عما يتحدث به من الأحاديث، أشئ سمعته؟
      قال: لا ولكنها رواية رويناها عن آبائنا " تهذيب التهذيب: 2 / 88

      وقال ابن سعد: " وسئل مرة - جعفر الصادق -: سمعت هذه الأحاديث من أبيك؟
      فقال: نعم، وسئل مرة فقال: إنما وجدتها في كتبه " المصدر السابق: ص 104

      " وكان عند محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين كتب كثيرة، سمع بعضها منه ابنه جعفر الصادق وقرأ بعضها " المصدر السابق

      وقال الصادق (عليه السلام): " حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث أبيه، وحديث أبيه حديث علي بن أبي طالب، وحديث علي حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحديث رسول الله قول الله عز وجل " معالم الشريعة الإسلامية، صبحي الصالح: ص 52.

      قال الصادق (عليه السلام): والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا، ولا نقول إلا ما قال ربنا، فمهما أجبتك فيه بشئ فهو عن رسول الله، لسنا نقول برأينا من شئ.

      وسأل رجل أبا عبد الله - الصادق - عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له: مه، ما اجبتك فيه من شئ فهو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولسنا من: (أرأيت) في شئ.

      وقال الإمام الباقر (عليه السلام): لو حدثناكم برأينا ضللنا، كما ضل من كان قبلنا، ولكنا نحدثكم من ربنا، بينها لنبيه لنا.

      وقال (عليه السلام): إنا لو كنا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم. راجع مصادر هذه الأحاديث كتب الأمامية، مثل "بصائر الدرجات"

      وقد عاتب أحدهم ابان بن تغلب على ولائه للإمام الباقر (عليه السلام) وروايته عنه فقال:
      كيف تلومونني في روايتي عن رجل ما سألته عن شئ إلا قال: قال رسول الله (1).



      فكل أحاديث الباقر "ع" أو الصادق "ع" أو الرضا " ع " وسائر الأئمة "ع" هي أحاديث علي " ع"

      فقوله : " " وهو اكثر من مرويات علي في الكتب الاربعة الشيعية والبالغة (690) "

      مبني على فهم خاطىء ، وكان حري بهم أن يجمعوا روايات بقية الأئمة لأنها مأخوذة عن علي " ع" وإن لم يصرحوا باسمه .


      إن هذا العدد الذي ورد في مسند أحمد ( 804) والذي فيه الصحيح وغيره يشمل بقية أحاديث علي " ع" الواردة في بقية كتب الحديث السنية، ولو تنازلنا فإنه ينبغي مقارنة هذا العدد بما ورد عن علي "ع" في كل كتب الشيعة بغض النظر عن الصحة والضعف والأرسال.

      الكنب الأربعة ـ حسب زعمهم ـ 690 رواية

      نهج البلاغة : 240 خطبة، 79 رسالة، 470 حكمه ،

      وإن نسبنا الكلام له "ع " فهو مأخوذ من علم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وهذا هو مبنى الأمامية وينبغي أن تكون محاورتهم وفق هذا المبنى، وإلا لا يكون للمناظرة معنى !


      تحف العقول : 25 رواية أحدها تضم أربعمائة وصية !!

      فيكون عندنا : 1504 رواية على الأقل !

      هذا بالرغم من أننا أضفنا كتابين فقط للكتب الأربعة، والقائمة لا زالت طويلة !


      " رابعاً :أحاديث الحسن :
      أما مروياته في كتب اهل السنة فبلغت (35) حديثاً
      .
      فاحاديث الحسن في
      مسند الامام احمد وحده قد بلغت ( 18 ) حديثاً ... "

      أولا : ينبغي مقارنة هذا العدد بما روي عن الأمام " ع " في كل كتب الأمامية،

      ثانيا : ينبغي حساب أحاديث بقية الأئمة وكأن الحسن "ع" راويها عن علي عن النبي، فهو الذي أوصلها لهم، وفق المبنى الأمامي، ولا ينبغي الحوار بغير مبنانا، وهذا من أبجديات البحث .

      وبهذا يتضح الجواب على أحاديث الأمام الحسين " ع "

      ويبقى الأشكال قائما في عدم رواية أهل السنة عن عترة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بالرغم من وصيته باتباعهم، في حين أن كل أحاديث الشيعة هي أحاديث الحسن والحسين والسجاد .... " ع "


      الحسن : روى 35 حديثا عند أهل السنة، أما عند الشيعة فروى كل أحاديثهم .

      الحسين : روى 43 حديثا عند أهل السنة، أما عند الشيعة فروى كل أحاديثهم .

      ولماذا توقف هذا السائل عند الحسين " ع" ولم يكمل مقارنته لأحاديث بقية الأئمة ؟ أهو لندرة الرواية عنهم فخشي أن يتورط ؟ !

      إن بقية أئمة العترة، لم يسلموا من ألسنة المحدثين ، وكانت الرواية عنهم قليلا جدا في كتب القوم، فـأين الزعم المدعى باتباع عترة النبي ؟ !








      -----------------------------------------------------------

      التونسي1417-05-2009 - 05:43 PM
      بسمه تعالت قدرته
      السلام عليكم اخي الغالي
      والحبيب والعزيز
      مروان خليفات
      ما اسعدني في الرد الاضافة الممتازة ومن هنا يكون التعون بين الاخوة
      وتكون الاستفادة للجميع
      جزاكم الله خيرا موفين اخي بحق الزهراء ع
      والسلام






      -----------------------------------------------------------------
      مروان خليفات 17-05-2009 - 06:05 PM

      باركك الله أخي الطيب .

      الفضل يعود لأخينا مرآة التواريخ في طرح الموضوع وجوابه عنه .



      -----------------------------------------------------------------
      الخزرجـي 18-05-2009 - 12:23 AM

      السلام على المؤمنين ورحمة الله وبركاته


      سأنقل بعض الشواهد لعلها تفيد في هذا المقام :

      الشاهد الأول

      قال الشيخ الامام الصنعاني ( ومن هنا نعلم أن حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع في كتب الحديث ليس على ما ينبغي وكنت سألت عنه قديما فأجبت أنه قد صح عند أهل الحديث بلا ريب كيفية الصلاة على النبي صلى عليه وسلم وهم رواتها وكأنهم حذفوها خطأ تقية لما كان في الدولة الأموية من يكره ذكرهم ثم استمر عليه عمل الناس متابعة من الآخر للأول فلا وجه له ) .

      المصدر : سبل السلام شرح بلوغ المرام للامام محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني الجزء الأول ص 288

      قلت : حقيقة اضحكني فعل الصنعاني !!

      يستنكر على أهل الحديث حذفهم الصلاة على آل محمد من كتب الحديث والمشكله أنه لما صلى على النبي حذف الصلاة على الآل !!

      فلا نعلم حقيقة من الذي حذف الصلاة على الآل في كتاب ( سبل السلام شرح بلوغ المرام ) هل هو الصنعاني الذي يستنكر حذف الصلاة على الآل ؟ أم الذي نسخ الكتاب ؟! أو الذي قام بالطباعة ؟!

      نترك الأجابة للمنصفين !!

      ويحق لنا أيضا ان نسأل ونشكل :

      اذا ترك أهل السنة الصلاة على الآل تقية من بني أمية .. فهل سياخذ أهل السنة بفقه الامام علي ؟!!

      اذا ترك أهل السنة الصلاة على الآل تقيه من بني أمية .. فهل سياخذ أهل السنة بعقائد الامام علي ؟!

      مالكم كيف تحكمون !!


      الشاهد الثاني

      قال المخذول باذن الله طه الدليمي ( لقد كثر الكذب على جعفر؛ لهذا تحاشى العلماء الأمناء كثرة الرواية عنه؛ فضاع فقهه! وماموجودبين أيدينااليوم ممايوثق به عنه نتف متفرقة لا تشكل مذهباً. وما سواها غالبه أكاذيب نسبت إليه تحاشتها الكتب الموثوقة ).


      المصدر : أسطورة المذهب الجعفري ص 45

      قلت : اعترف هذا المخذول بأن فقه الامام الصادق عليه السلام لا وجود له عندهم والموجود عندهم هو عبارة عن نتف متفرقة لا تشكل مذهبا !! والسبب في ذلك ان كثرة الكذب على امامنا الصادق جعل العلماء يتركونه وأدى ذلك الى ضياع فقهه !!

      فلا أعلم حقيقة هل كان طه الدليمي أحمقا عندما كتب هذا الكلام ؟! لأننا على حسب كلامه يجب علينا أن نترك رسول الله صلى الله عليه وآله لكثرة الكذب عليه وبذلك يضيع الدين ؟!

      ثم يحق لنا أن نسأل هذا المحقق النحرير : لماذا لم يتعب أنفسهم هؤلاء العلماء الأمناء ويبحثون عن فقه الامام الصادق الذي لم يرويه الكذابين ؟!

      فهل كل الرواة عن امامنا صلوات ربي وسلامه عليه كذابين بحيث اختلط عليهم الأمر وعجزوا عن التمييز بين الصحيح والموضوع ؟!

      سبحان الله .. ما أجهل هذا العلامة المجاهد !! أراد أن يذكر سببا يقنع به أتباعه لتركهم الامام الصادق عليه السلام فكشف لنا عن جهله ونصبه !!

      هذه بعض الشواهد أحببنا ايرادها من أجل اتمام الفائدة ونشكر أخونا مرآة التواريخ لفتحه هذا الموضوع

      وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين








      -----------------------------------------------------------------
      مرآة التواريخ 18-05-2009 - 01:51 AM

      بارك الله بالاخوة الأفاضل سددهم الله وأيَّدهم

      خصوصاً من أضاف للموضوع ..
      الأخ الفاضل حفيد القدس ، على إضافة الرواية المهمة .
      الأخ الفاضل مروان خليفات على رده وتعقيبه المُحكم .
      الأخ الفاضل الخزرجي على شاهديه المهمين جداً .
      وبقية الاخوة حفظهم الله ولا حرمني من إفاضاتهم .

      كما لن أنس أخي الكريم التونسي 14 وفقه الله .

      ــــــــــــــــــــــــــ
      شاهد آخر

      شهادة من الأوزاعي : لم نأخذ العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق وتبرَّأنا منه ...

      سير أعلام النبلاء - للذهبي (جـ7 /صـ 130 - 131)
      http://islamport.com/d/1/trj/1/161/3733.html
      ( أبو فروة، يزيد بن محمد الرهاوي: سمعت أبي يقول: قلت لعيسى بن يونس: أيهما أفضل: الاوزاعي أو سفيان ؟ .
      فقال: وأين أنت من سفيان ؟ .
      قلت: يا أبا عمرو: ذهبت بك العراقية، الاوزاعي، فقهه، وفضله، وعلمه ! .
      فغضب، وقال: أتراني أؤثر على الحق شيئاً !. سمعت الاوزاعي يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق !! ، وتبرَّأنا منه !! ، وأخـِذ علينا بذلك الطلاق ، والعتاق ، وأيمان البيعة، !! (*456)(*456) قال: فلما عقلتُ أمري، سألتُ مكحولا ، ويحيى بن أبي كثير، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عبيد بن عمير، [فقالوا] :
      ليس عليك شئ، إنما أنت مُكـْره، فلم تقـرّ عيني حتى فارقتُ نِسائي، وأعتقتُ رقيقي، وخرجتُ من مالي، وكفـَّرتُ أيماني. فأخـْبـِرْنـي: سفيان كان يفعلُ ذلك ؟!! . ). اهـ .

      وأخرجها في تاريخ الاسلام
      http://islamport.com/d/3/tkh/1/72/1626.html
      وأضاف بآخرها : "سمعها الحاكم من أبي علي الحافظ ، أنا مكحول ببيروت ، ثنا أبو فروة" . إهـ .



      إنا لله وإنا إليه راجعون

      لك الله يا أمير المؤمنين

      ..



      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      انتهى

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك
        الوهابية الات نسخ ولصق
        قوم انسخ واللصق وانت ماشي




        أن تطلب من السلفيين أمرَين اثنين (الإنصاف ــ والفهم) .. هو المستحيل تحققه من قِبلهم!


        لو تحقق لكانت عجائب الدنيا ثمانية

        تعليق


        • #5

          اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك على التوحيد واتباع الكتاب والسنة


          وحب جميع ال البيت العترة الطاهرة والثقل الأصغر
          ( وليس الاثني عشر فقط )
          من غير إفراط ولا تفريط



          ورحم الله علماء أهل السنة الذين رووا عن جميع آل البيت واتبعوا ما وافق الكتاب والسنة النبوية الصحيحة


          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وآل محمد


            يرفع

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              الحسابات التي يجريها البعض في تعداد كمية الأحاديث التي يرويها البخاري أو مسلم أو غيرهما من أهل الحديث عن أهل البيت (عليهم السلام) لا تغني ولا تسمن من جوع أمام الواقع الشيعي الذي يجهله هؤلاء العادّون لهذه الأحاديث...
              فمهما بلغت كمية هذه الأحاديث التي يحصونها في كتبهم الدينية عن أهل البيت (عليهم السلام) فهي لا تبلغ ما يرويه الشيعة عن أهل البيت (عليهم السلام).... هذا أولاً..
              وثانياً: لا يبلغ ذلك مقدار الولاء والإتباع الحقيقي الذي يمثله الشيعة لأهل البيت (عليهم السلام) قولاً وعملاً..
              وهذان الأمران ينبغي لنا توضيحهما ليكون كلامنا أبلغ في الاحتجاج وأجدى مما يقوم به البعض من ذكر عملية الإحصاءات والأرقام هذه والتي أخذ البعض يميل إليها مؤخراً متعامياً عن جوهر الموضوع وأصل النزاع بين السنة والشيعة حول الولاء لأهل البيت (عليه السلام) وعدمه..
              أما الأمر الأول: فإن الشيعة يرون أن السنة الشريفة تعني لديهم قول المعصوم (عليه السلام) وفعله وتقريره.. وهذا يشمل المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام).. وهم يرون إن قول كل معصوم إنما ينتهي إلى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد دلت على ذلك الأدلة المتضافرة المتواترة الدالة على أن حديث الإمام الصادق (عليه السلام)، هو حديث الباقر (عليه السلام) وحديث الباقر(ع) هو حديث الإمام السجاد (عليه السلام) وحديث الإمام السجّاد(ع) هو وحديث الحسين (عليه السلام) هو حديث أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وحديث الحسين(ع) وحديث أمير المؤمنين (عليه السلام) هو حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).... وهكذا بالنسبة إلى بقية المعصومين (عليهم السلام).. فلا فرق من هذه الناحية بالنسبة لحجية الأحاديث عند الشيعة، فحديث المعصوم (عليه السلام) هو الحجة.
              وما ينقله الإمام الباقر أو الصادق أو السجاد أو الحسين أو غيرهم من الأئمة (عليهم السلام) إنما هو حديث جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) سواء صرّحوا بذلك أو لم يصرّحوا... فالأئمة (عليهم السلام) ليسوا رواة لأحاديث جدهم النبي (صلى الله عليه وآله) كما هو الشأن عند أهل السنة بحيث يكون الراوي راوياً فيما ينقله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليس عن غيره.
              وإنما (عليهم السلام) أحاديثهم هي أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي حجة لا يختلف مقام الأخذ بها عن مقام الأخذ بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)..
              فهذه النقطة المهمة ينبغي لإخواننا أهل السنة الانتباه إليها في عقيدة الشيعة الإمامية ومناقشتها، وعقد المناظرة والجدل حولها، لأنها روح العقيدة الشيعية، لا التباري بكمية الأحاديث التي يرويها البخاري أو مسلم عن الامام علي (عليه السلام)... فهذه عملية قشرية لا قيمة لها في الميزان العلمي والعملي ولا تؤثر على أحد في تغيير عقيدته أو تضعيفها من الجانبين.. فالعقيدة هي ليست أرقام تطرح بشكل سطحي خالية عن التحقيق والتدقيق..
              فمن قال أن ما رواه البخاري ومسلم عن علي (عليه السلام) كله موثقاً ومقبولاً؟ بل أن جملة من تلك الأخبار مشكوك فيها وتفوح منها رائحة الدس والوضع، فلا يمكن عدها مرّجحاً في ميدان التباري بالمحبة والولاء.
              كالرواية التي يرويها البخاري {كتاب النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة} عن خطبة علي (عليه السلام) لابنه أبي جهل، والتي يكفينا بيان وضعها بأن راويها المحسور بن محزمة كان عمره عند سماعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطب على المنبر ست سنوات وقد صرّح بأنه يومئذ محتلم، وهذا مخالف للغة والعرف، فلا يقال لطفل عمره ست سنين: إنه محتلم.. فالرواية واضحة الوضع إضافة للمحاذير الشرعية التي تتضمنها، ففي الوقت الذي نجد فيه النبي (صلى الله عليه وآله) يقرر أنه لا يتصرف في هذا المورد من موقع الولاية، وكونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، حيث يقول في خطبته: (إني لست أحرم حلالاً، ولا أحل حراماً) نجده يفرض على علي يطلق أبنته إن أراد تزوج ابنة أبي جهل، مع أن الله قد جعل الطلاق بيد الزوج، وليس للزوجة ولا لأبيها حق فرض ذلك عليه.
              ثم هو ينهى علياً من الزواج بالثانية، مع أن الله تعالى أحل الزواج مثنى وثلاث ورباع {راجع بقية المحاذير والأدلة على وضع هذه الرواية في موسوعة: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) 6: 217 ـ 280 {.
              وأيضاً الرواية الأخرى التي ينقلها البخاري ومسلم وينسباها زوراً وبهتاناً إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) ينقل ذلك عن أبيه الحسين (عليه السلام) بأنه قال: إن أمير المؤمنين علي وفاطمة (عليهما السلام) لم يكونا يستيقظان للصلاة.
              وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يوقظهما، فقال علي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئاً فأجابه النبي (صلى الله عليه وآله) ((وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)) تقريعاً لعلي. {أنظر صحيح البخاري ج2ص44 باب التهجد في الليل صحيح مسلم 2: 187 باب إستحباب صلاة النافلة}.
              وأيضاً الرواية الأخرى التي نسبت للإمام زين العابدين (عليه السلام) عن أبيه الحسين (عليه السلام) يذكر فيها شرب حمزة للخمر وتعاطيه إياه {أنظر صحيح البخاري ج3ص80 كتاب المساقاة، وصحيح مسلم ج6ص85 باب تحريم الخمر.
              فأئمة أهل البيت (عليه السلام) ورجالهم عند البخاري ومسلم ليسوا محلاً لأخذ المسائل الشرعية أو محلاً للأسوة والاقتداء وإنما هم إما أناس يؤذون رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالتزوج على أبنته، أو يشربون الخمر، أو لا يصلون!!! فهل يعد هذا من الولاء بشيء ؟!!
              ثم يأتي ليقول أنظروا كم يروي السنة عن أهل البيت وكم يروي الشيعة؟!
              ونحن نقول أنظروا ماذا يروي السنة عن أهل البيت وماذا يروي الشيعة؟!!

              فالمسألة لا تقاس بالكم ـ يا هذا ـ وإنما بالنوع..
              وعلى أية حال فقد بينا الضابطة في نسبة الأحاديث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الشيعة عنها عند السنة.. فالمسألة الأساس هي هذه وليس ما ذكر من إحصائيات وأرقام وفيها ما فيها.
              الأمر الثاني: لا عبرة بالكم كما ذكرنا في الأمر الأول، وإنما مدار الأمر على الولاء والإتّباع، فقد أمتثل الشيعة لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في إتِباع أهل بيته من بعده وتخلف عن ذلك السنة وتابعوا الخلفاء والحكام وساروا بمسيرتهم وفهمهم للدين.. فقد ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال في حديث صحيح يرويه محدثوا أهل السنة، جاء فيه: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تسمكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً).(رواه الترمذي في ج5 ص 328، والحاكم في المستدرك على الصحيحن ج3ص118 وصححه والبغوي في مصابيح السنة ج2ص277، والنسائي في الخصائص: 93.والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ج4ص355 )وغيرهم كثير وكثير.
              فالمسألة هي في إتباع أهل البيت (عليهم السلام) بحسب هذا الحديث، أي حديث الثقلين (الكتاب والعترة).وأمّا ادعاء المحبة مجرداً عن الإتباع أو إدعاء المحبة مع محبة خصوم أهل البيت من أمثال معاوية وبني أمية وبني العباس فهذا محض نفاق مكشوف فضحه القرآن الكريم بقوله(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)) (سورة آل عمران: 31).
              فكما نلاحظ فإن المولى سبحانه قد شرط الحب يلزم الأتّباع، وفي الحال التي لا يكون فيها إتّباع فالحب المزعوم ليس بشيء كما هو ظاهر الآية القرآنية.
              وفي الجمع بين محبة أهل البيت ومحبة أعدائهم، قال تعالى: ((مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)) (سورة الأحزاب: 4).
              فهذه الآية تنفي وجود هكذا معنى للمحبة بأن يحب الإنسان بقلب شخصاً ويحب بالآخر عدوه..
              إن مثل هذا قد نفاه المولى سبحانه تكويناً، فلم يتبق إلا النفاق والمداهنة وإدعاء ما ليس بحق في الموضوع.
              تعليقات مباشرة:
              وهناك تعليقات مباشرة سنذكرها حول ما ورد في هذه الرسالة:
              1ـ فيما ذّكر من رواية الكشي عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أحاديث جابر.... الخ.
              نقول: يكفينا أن نذكر ما أفاده المحقق السيد الخوئي (قدس سره) في هذا الجانب، فقد ذكر في ترجمة جابر بن يزيد الجعفي في كتابه (معجم رجال الحديث ج4 ص 344 )، بأن الرجل يعد من الثقات الأجلاء لشهادة علي بن إبراهيم والشيخ المفيد في رسالته العددية وشهادة ابن الغضائري، على ما حكاه العلامة، ولقول الامام الصادق (عليه السلام) في صحيحة زياد إنه كان يصدق علينا..
              ثم قال السيد الخوئي: وأما قول الإمام الصادق (عليه السلام) في موثقة زرارة: ما رأيته عند أبي إلا مرة واحدة، وما دخل عليَّ قط، فلابد من حمله على نحو التورية، إذ لو كان جابر لم يكن يدخل عليه (سلام الله عليه)، وكان هو بمرأى من الناس، لكان هذا كافياً في تكذيبه وعدم تصديقه، فكيف اختلفوا في أحاديثه، حتى أحتاج زياد إلى سؤال الإمام (عليه السلام) عن أحاديثه على أن عدم دخوله على الإمام (عليه السلام) لا ينافي صدقه في أحاديثه ، لاحتمال أنه كان يلاقي الإمام (عليه السلام) في غير داره: فيأخذ منه العلوم والأحكام، ويرويها.
              إذن لا تكون الموثقة معارضة للصحيحة الدالة على صدقة في الأحاديث المؤيدة بما تقدم من الروايات الدالة على جلالته ومدحه، وأنه كان عنده من أسرار أهل البيت (سلام الله عليهم) {المصدر المذكور}.
              2ـ فيما ذكر من رواية الكشي عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول للمفضل بن عمر: يا كافر، يا مشرك.. الخ.
              نقول: الرواية مرسلة فلا يعتد بها، ثم من المشار إليه في الحديث.. ومن أين علم صاحب الرسالة أنه الإمام الصادق (عليه السلام) ألا يُعد هذا من الرجم بالغيب، ومن الظن المنهي عنه، والذي لا يغني من الحق شيئاً؟
              3ـ ما ذكر عن رجال الكشي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال في حق زرارة: زرارة شر من اليهود والنصارى...
              نقول: هذه الرواية مرسلة فلا قيمة علمية لها.
              وأيضاً ما ذكر بأن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: لعن الله زرارة..
              نقول: الرواية ضعيفة بابن المبارك المجهول الحال، وبابن كليب المجهول أيضاً.
              وأيضاً ما ذكر في رجال الكشي عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن التشهد... الخ.
              نقول : الرواية ضعيفة لاشتمالها على جملة من المجاهيل كما صرح بذلك السيد الخوئي في معجم رجال الحديث 8: 245.
              وأيضاً ما ذكر عن الكشي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لعن الله بريداً..
              نقول : الرواية ضعيفة بجبريل بن أحمد ، فهو لم يذكر بتوثيق ولا مدح، وأيضاً الروايات المادحة لبريد وزرارة مشهورة ولا ريب أنها صادرة عن المعصوم (عليه السلام)، أو لا أقل الاطمئنان بذلك، فلا يعتنى بمعارضة الشاذ النادر.
              والنتيجة، أنه لا قيمة عملية لهذه الأحاديث الواردة في القدح في أصحاب الأئمة (عليهم السلام) ورواة أحاديثهم.. وكان الأولى لهؤلاء (المتصدين) أو المتصيدين في الماء العكر أن يثبتوا صحة ما يحتجون به ليكون ذلك ألزم لخصومهم وأفحم.. إلا أن التعصب يعمي ويصم.. نسأل الله العافية..

              ودمتم في رعاية الله

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                تتمة :
                و من المعلوم أن البخاري لم يرو عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وحال الإمام (عليه السلام) في الورع والعلم أشهر من نار على علم، وهاهو صحيح البخاري أمامك فاتنا برواية واحدة فيه عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، وهكذا صنع مسلم في أغلب كتابه.. فإن المتابع بدقة لرواة الصحيحين يجد أن البخاري ومسلم خرّجا الحديث عن أكثر من ألفين وأربعمائة راو، وأن كثيراً من هؤلاء الرواة كانوا نواصب وخصماء أهل البيت (عليهم السلام)، أو أنهم مجهولون، وهما لم يخرجا حديثاً واحداً عن عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن أخرجا فهما لا يأتيان إلا بأحاديث موضوعة عليهم مما تمس العترة، ولكي تكون هذه الموضوعات أكثر تأثيراً وتقبلاً عند إتباعهما ينسبانها إلى آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولذلك نرى البخاري ومسلم يرويان عن ستة وعشرين رجلاً يسمون بالحسن، وثلاثة وعشرين راو باسم موسى، وتسعة وثلاثين محدثا معروفين باسم علي ولم يكن بينهم ذكر عن أسم الإمام الحسن المجتبى ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أو الإمام علي بن موسى المعروف بالرضا (عليه السلام).
                نعم، لقد نقل البخاري ومسلم فريدة عن أهل البيت وهي رواية مختلقة ومزيفة نسباها إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) على أنه قال: إن أمير المؤمنين علي وفاطمة (عليهما السلام) لم يكونا يستيقظان للصلاة، وكان النبي يوقظهما! فقال علي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً فأجابه النبي بآية: (( وَكَانَ الإِنسَانُ أَكثَرَ شَيءٍ جَدَلاً )) (الكهف:54). تقريعاً لعلي (صحيح البخاري 2: 4، صحيح مسلم 2: 187).
                وكذا نسبا إليه حديثاً مزوراً يذكر فيه قصة شرب حمزة للخمر وتعاطيه إياه (صحيح البخاري 3: 80، صحيح مسلم 6: 85).
                وللتفصيل حول الموضوع أكثر يمكنكم مطالعة كتاب أضواء على الصحيحين للشيخ محمد صادق النجمي، لتقفوا على التحقيق في المسألة.
                ودمتم في رعاية الله

                تعليق


                • #9
                  اللهم صل على محمد وآل محمد

                  تعليق


                  • #10
                    بلغت احاديث الحسين رضي الله عنه في الكتب الاربعة - الشيعية - (7) احاديث.
                    اما احاديثه في كتب اهل السنة فبلغت ( 43 ) حديثاً.


                    فقط اربعة احاديث !!!!!

                    سبحان الله العظيم

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم صل على محمد وآل محمد


                      ..

                      تعليق


                      • #12
                        اللهم صل على محمد وآل محمد


                        ..

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
                        استجابة 1
                        8 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                        ردود 2
                        12 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        يعمل...
                        X