تويت
أكد سماحة السيد مقتدى الصدر ( دام عزه ) إن التيار الصدري لا يريد العنف بل التحرر منهجاً والثقافة طريقاً... جاء ذلك في مقال للسيد مقتدى الصدر (دام عزه) وعلى ضوء المؤتمر الذي عقد في تركيا مؤخراً واستمر ثلاثة أيام ضم معظم قيادات التيار الصدري المجاهد في داخل العراق وخارجه وأضاف سماحته إن تواجدي الشخصي في المؤتمر أعطاني وولد لي الأمل المشرق والتفاؤل المستقبلي الفعال لما رأيت من القيادات والكفاءات المتواجدة في المؤتمر. وأضاف سماحته إن هذا المؤتمر أعطى رسالة واضحة لكل من حاول ويحاول تفكيك التيار الصدري بأنه لا مجال لتهديم الصف ولا طريق لأنقسامه مهما كانت الضغوط والإشاعات المعادية مؤكداً إن سبب اختيار تركيا لعقد هذا المؤتمر جاء بسبب ما تحتله هذه الدولة من موقع إسلامي مرموق بين الشعوب والدول إضافة إلى مواقفها المبدئية الأخيرة المتمثلة بموقفها المشرف من الإساءة إلى رسول الله (ص) وكذا موقفها من الحرب الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة ... وإليكم نص الكلمة ...
المعالم الجديدة للتيار الصدري أتباع الحوزة الناطقة
مهما تزايد الضغوطات والتحديات ضد ابنا التيار الصدري فعهدنا بهم أن يبقى شعارهم: (من اجل الصدر نتكامل) فان رضا الصدر رضا لله سبحانه وتعالى، لذا فان همم الرجال الصدريين وأياديهم وسواعدهم التي تحمل المعاول لتهدم الماضي المظلم وتبني مستقبل متنور بنور الإسلام وعلوم أهل البيت وأخرى تحمل الأقلام لتكتب وتخط معالم جديدة للتيار بخط واضح وصريح أن لا مجال للجهل والتفكك والتشتت، بل الثقافة منحاهم والعلم مطلبهم والتآخي هدفهم، هذا ما استوحيناه من مؤتمرهم العظيم في تركيا، بل وهناك نقاط استنتجناها من هذا التظافر الفكري والثقافي والإداري والحوزوي والأكاديمي الذي اشتمل عليه المؤتمر برجالاته كافة سواء من كانوا في حضن العراق أو في مهجرهم ومنفاهم بعيدين عن العراق ينتظرون الفرص ليعودوا لوطنهم الحبيب، تلك الكفاءات التي كانت نتاجا واضحا لدماء الصدرين العظيمين(قدس) وامتدادا لخطهما ونهجهما إنما هي تهدف لهدف أسمى والذي طالما كان الهم الأكبر والأمل الأوحد للصدريين كافة أن يبنوا العراق على أسس إسلامية لتتكون نواة المجتمع الإسلامي الذي دعى إليه (صدرنا المقدس) ولذا فان هذا المؤتمر قد أثمر واينع وتمخض عن عدة أمور مهمة لابد لنا من ذكرها على شكل نقاط نستفيد منها نحن الصدريين ويستفيد منها الآخرون ولو كرسائل ومعاني ودلالات لنا ولهم، منها: أولا: فان اختيار تركيا مكان قد يوحي ويرسل رسالة كبيرة للآخرين لما لتركيا من موقع إسلامي مرموق بين الشعوب والدول، إضافة لدورهم الإقليمي النافذ وخصوصا بعد تحركاتهم الإسلامية والسياسية الأخير، كموقفهم للإساءة لرسول الله (ص) وكذا موقفهم مع الحرب الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها من المواقف المعتدلة مع الشعب العراقي الحبيب. ثانيا: إن مؤتمرنا هذا قد أعطى انطباعا واضحا لكل ذي نظر، بان التيار الصدري بدأ ينتهج نهجا يستطيع معه النهوض بالواقع الإسلامي والعربي والعراقي عموما، وصار من المأمول أن يكون بوابة لانتشال العراق من بعض الآفات السياسية والفكرية والثقافية وغيرها. ثالثا: إن الأسلوب التنظيمي للمؤتمر قد أعطى رسالة واضحة لكل من يدعي أن التيار لا يعمل بنظم وبرامج وخطط مدروسة، لاصقات كل مدعين لذلك بكل صراحة ووضوح. رابعا: إن التلاحم والتظافر بين القائمين على العمل والمشاركين في المؤتمر لهو الدلالة الواضحة التي توحي لابناء التيار الصدر بان: (التعاون يثمر نجاحا) و (التفكك ينتج هلاكا). خامسا: إن ما حدث في المؤتمر بل وعلى هامشه من جلسات نقاشية وتشاوريه قد انتج نتائج وثمار وتلاقح أفكار أدى لتطور وتكامل تلك الأفكار ولا سيما أن هذا المؤتمر قد ضم النخب الحوزوية والأكاديمية من داخل العراق وخارجه، وكان درسا واضحا أذكت روح التشاور وفتحت أمام الجميع فوائد النقاش والاجتماع على مثل هذه الأمور سادسا: إن ما طرح في المؤتمر من بحوث طيلة أيامه الثلاث وبساعاته الطويلة كان مؤداه بان نظرة التيار شمولية لكل مفاصل الحياة ونواحيه الدينية والعقائدية والفكرية والإعلامية والسياسية والاجتماعية والإدارية والجهادية وغيرها كثير، بل وان مثل هذه البحوث لا محالة تعطي صورة حضارية بان التيار لا يريد العنف منهجا بل التحرر منهجا والثقافة طريقا. سابعا: إن تواجدي الشخصي في المؤمتر أعطاني وولد لي الأمل المشرق والتفاؤل المستقبلي الفعال لما رأيت من القيادات والكفاءات المتواجدة في المؤتمر من تفاعل مع الوضع الإسلامي والصدري وما يحف به من مخاطر وتحملهم للمسؤولية الإدارية وحملهم لهموم العراقيين واجتماعهم الأخوي في هذا المؤتمر أيضا أضاف لي رسالة واضحة بان حب الصدر لازال يجمعهم وان تكامل العراق لا زال هدفهم، فبوحدتهم نتكامل ونهتدي ومنها نستلهم العبر والحكمة بان لا نجاح إلا بالتكاتف والتصافي والتوحد. ثامنا: بعد أن اخذ المحتل على عاتقه بل وغيره تفتيت وتفكيك التيار الصدري، أشاع روح الاستقلالية والانقسام، فان المؤتمر أعطاهم الرد الجلي والقاطع بان لا مجال لتهديم الصف ورصانة ووحدة التيار وان لا طريق لانقسامهم وتشتتهم مهما كانت الضغوط والإشاعات المعادية والحملات الإعلامية الكاذبة. فهذه دعوة مني للاستمرار على عقد مثل هذه المؤتمرات والملتقيات والمنتديات الثقافية والفكرية والوحدوية لرفد واعطاء الحركة الصدرية بكل ما هو خير وصلاح للعراق والعراقيين ويكون بابا لاسلمة المجتمع وتحريره من قوى الظلام والاستعمار والاستكبار العالمي وأفكاره العلمانية المعادية للإسلام.. أهلا وسهلا بكل من يريد مشاركتنا في طريقنا نحو الحرية والتكامل. واخيرا اوجه شكري الجزيل لكل القائمين على هذه التجربة الأولى للقيام بهذا المؤتمر الناجح، وحيا الله جهودهم وجهود المشاركين به والحاضرين فيه، أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمي
أخوكم مقتدى الصدر
تعليق