لقد دفعت كراهية المنكر الخليفة الثاني (عمر) إلى تتبع العورات أحيانا .. فقد كان يطوف بالمدينة ليلا .. فسمع ذات مرة صوت رجل في بيته يتغنى فتسوّر عليه .. فوجد امرأة ورجلا وعندهما زقّ خمر ..
فقال عمر : يا عدو الله !! أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته ؟؟!
فقال : يا أمير المؤمنين !! لا تعجل .. إن كنت عصيت الله في واحدة .. فقد عصيت أنت الله في ثلاث ..
قال : ((ولا تجسسوا)) .. وقد تجسست ..
قال : ((لا تدخلوا بيواتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها )) وقد دخلت بيتي بغير إذني وما سلّمت ..
قال : ((وأتوا البيوت من أبوابها )) وقد تسّورت ..
وأنت يا أمير المؤمنين تبعاتك وعصيانك أشد ..
فقال عمر : فهل عندك من خير إن عفوت عنك ؟؟
قال الرجل : نعم والله يا أمير المؤمنين .. لئن عفوت عني لا أعود لمثلها أبدا ..
فعفا عنه ((عمر)) وخرج .. وتركه ..
المصادر : ابن أبي حديد 1/61
المستطرف 2/94
مجلة الأزهر 2/11
قال شاعر النيل ((حافظ إبراهيم )) :
وفتية ولعوا بالرّاح (1) فانتبذوا
لهم مكانا وجدّوا في تعاطيها
ظهرت (2) حائطهم لما علمت بهم
والليل معتكر الأرجاء ساجيها
حتى تبيّنتهم والخمر قد أخذت
تعلو ذؤابة (3) ساقيها وحاسيها (4)
سفهت آراءهم فيها (5) فما لبثوا
أن أوسعوك على ما جئت تسفيها
ورمت تفقيههم في دينهم فإذا
بالشرب (6) قد برعوا ((الفاروق)) تفقيها
قالوا مكانك قد جئنا بواحدة
وجئتنا بثلاث لا بتاليها
فأتوا البيوت من الأبواب (يا عمر)
فقد يزن (8) من الحيطان آتيها
واستأذن الناس أن تفشي بيوتهم
ولا تسلّم بدار أو تحيّيها (9)
ولا تجسّس فهذه الآي قد نزلت
بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها
فعدت عنهم وقد أكبرت حجّتهم
لما رأيت كتاب الله يمليها
وما أنفت وإن كانوا على حرج
من أن يحجّك (10) بالآيات عاصيها
ديوان : حافظ إبلراهيم 1/88 - 89
(1) الرّاح : الخمر
(2) ظهرت : أي الليل اختلط ظلامه
(3) ذؤابة : أعلى الرأس
(4) حاسيها : شاربها
(5) فيها : أي الخمر
(6) الشرب : أي الشاربون الرجل والمرأة
(8) يزن : يتهم
(9) تحيّيها : أي لا تدخل الدار حتى تستأذن وتسلم على أهلها
(10) يحجّك : أي غلبه بالحجة
فقال عمر : يا عدو الله !! أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته ؟؟!
فقال : يا أمير المؤمنين !! لا تعجل .. إن كنت عصيت الله في واحدة .. فقد عصيت أنت الله في ثلاث ..
قال : ((ولا تجسسوا)) .. وقد تجسست ..
قال : ((لا تدخلوا بيواتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها )) وقد دخلت بيتي بغير إذني وما سلّمت ..
قال : ((وأتوا البيوت من أبوابها )) وقد تسّورت ..
وأنت يا أمير المؤمنين تبعاتك وعصيانك أشد ..
فقال عمر : فهل عندك من خير إن عفوت عنك ؟؟
قال الرجل : نعم والله يا أمير المؤمنين .. لئن عفوت عني لا أعود لمثلها أبدا ..
فعفا عنه ((عمر)) وخرج .. وتركه ..
المصادر : ابن أبي حديد 1/61
المستطرف 2/94
مجلة الأزهر 2/11
قال شاعر النيل ((حافظ إبراهيم )) :
وفتية ولعوا بالرّاح (1) فانتبذوا
لهم مكانا وجدّوا في تعاطيها
ظهرت (2) حائطهم لما علمت بهم
والليل معتكر الأرجاء ساجيها
حتى تبيّنتهم والخمر قد أخذت
تعلو ذؤابة (3) ساقيها وحاسيها (4)
سفهت آراءهم فيها (5) فما لبثوا
أن أوسعوك على ما جئت تسفيها
ورمت تفقيههم في دينهم فإذا
بالشرب (6) قد برعوا ((الفاروق)) تفقيها
قالوا مكانك قد جئنا بواحدة
وجئتنا بثلاث لا بتاليها
فأتوا البيوت من الأبواب (يا عمر)
فقد يزن (8) من الحيطان آتيها
واستأذن الناس أن تفشي بيوتهم
ولا تسلّم بدار أو تحيّيها (9)
ولا تجسّس فهذه الآي قد نزلت
بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها
فعدت عنهم وقد أكبرت حجّتهم
لما رأيت كتاب الله يمليها
وما أنفت وإن كانوا على حرج
من أن يحجّك (10) بالآيات عاصيها
ديوان : حافظ إبلراهيم 1/88 - 89
(1) الرّاح : الخمر
(2) ظهرت : أي الليل اختلط ظلامه
(3) ذؤابة : أعلى الرأس
(4) حاسيها : شاربها
(5) فيها : أي الخمر
(6) الشرب : أي الشاربون الرجل والمرأة
(8) يزن : يتهم
(9) تحيّيها : أي لا تدخل الدار حتى تستأذن وتسلم على أهلها
(10) يحجّك : أي غلبه بالحجة
تعليق