فيديو
تيار متحجر يرفض النقاش العلمي الهادئ ويفضل لغة التسقيط والتشهير والشتائم والقذف بالخروج من الدين أو المذهب من دون أي قدرة على الجدال والنقاش العلمي المتوازن
اذا لم يكن الطالب افضل من الأستاذ لاخير بالأستاذ شعار لطالما سار عليه علماءنا الأعلام قدس الله اسرار الماضين وادام ظل الباقين وهو يكشف على ان العجلة العلمية في مسير دائم مادام هذا المعين لاينضب وهو علم اهل البيت عليهم السلام وجدهم المختار عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين يرويهم باستمرار ولم يصلوا الى نهايته فهو غير متناهي لأنه من لدن الله سبحانه وانما حث الله سبحانه في تحصيله حتى يدركوا ان غايته غير متحصلة وهذا ماورد في مناجاة العارفين لمولانا الامام السجاد زين العابدين عليه السلام قوله ( ولم تجعل للخلق طريقاً الى معرفتك الآ بالعجز عن معرفتك ) .
فعجلة العلم سائرة ولايمكن ان تتوقف او تتحجم مادامت غير متناهية لأن القول بذلك واقصد التوقف هو عين الاستهانة بها اعاذنا الله من ذلك .
وهذا ماسار عليه علماءنا الاعلام فهم من زمن الى زمن نلاحظ التجديد والترقية للعلوم المكتسبة حوزويا وان النظريات الأصولية في تقدم كلما استحدثت واستجدت وقائع تلك الحياة وانها تتجدد كلما ابتعد الفقيه عن زمن صدور النص وقد تحدث السيد محمد باقر الصدر قدس سره في مقدمة الحلقات الأصولية قائلاً :
وكلما بعد الفقيه عن عصر النص تعددت جوانب الغموض في فهم الحكم الشرعي من مداركه الشرعية وتنوعت الفجوات في عملية الأستنباط نتيجة للبعد الزمني فيحس اكثر فأكثر بالحاجة الى تحديد قواعد عامة يعالج بها جوانب الغموض ويملأ بها تلك الفجوات . (بحوث في علم الأصول للسيد محمد باقر الصدر قدس سره)
اذن ومادام المسيرة العلمية سائرة وتستمر في المسيروالتجديد ومادامت الحاجة ماسة الى ذلك التطور فنتوقع ولادة مناهج علمية اصولية جديدة وعلماء افذاذ يقفزون قفزات علمية في ذلك المضمار فلا نكون السبب في ايقافها وابعاد الناس عنها بتحجير عقولهم نحو فكرة تمليها علينا نفوسنا الأمارة بالسوء .
وان تعطيل النقاش العلمي ورفض الراي الاخر ماهو الا وباء اصاب الجهال من هذه الأمة والقول باعلمية فلان وانه اعلم الأحياء والأموات وانه قدم لنا علماً اربعين سنة ولانحتاج فيها بالرجوع الى غير هذا العالم وان العلم توقف الى حده و ان رجوعنا الى غيره كفر وخيانة له ماهو الآ تعطيل وتوقيف بل واهانة للحركة العلمية وهذا ليس وليد الساعة وانما تيار متحجر قد عانى منه الفكر الاسلامي عامة والشيعي خاصة وهذا ما اشار اليه الشيخ جعفر البحراني بقوله { تيار متحجر يرفض النقاش العلمي الهادئ ويفضل لغة التسقيط والتشهير والشتائم والقذف بالخروج من الدين أو المذهب من دون أي قدرة على الجدال والنقاش العلمي المتوازن وهو في الوقت نفسه متظاهر بالقداسة لأنه يريد أن يوحي للناس بأنه يمثل الاتجاه الذي يريد الحفاظ على الإسلام وحماية الأحكام الشرعية من الإنحراف ناسياً أو متناسياً ان اجتهادات العلماء لاتمثل الإسلام مائة بالمائة وإلا لكان الأفضل غلق باب الاجتهاد واعتبار المراجع القدماء أئمة معصومين لايجوز الخروج على أقوالهم وتجاوزها } حركية العقل الاجتهادي/ص13
وللأسف الشديد ان أصحاب هذه التيارات المتحجرة يمثلون واجهات بارزة داخل المجتمع سواء من داخل الحوزة أو من خارجها وهذا يؤدي إلى سهولة الإنقياد خلفهم مما يمثل مشكلة حقيقية تساهم إن لم تؤدي إلى الخروج عن خط الاجتهاد الرسالي ، وهي ليست متعلقة بهذا الزمان بل هي مستمرة عبر التاريخ ،
( يقول الشيخ الوحيد البهبهاني (قدس سره :
{ نلاحظ في فترات متقطعة حصول نوع من الإنحراف عن المسير الأصلي في الاجتهاد ،.... كان للموقف المشرف لعلماء الطائفة الأثر الكبير في الوقوف وبشدة أمام أمثال هذه التيارات المنحرفة} حاشية مجمع الفائدة والبرهان/ص13
اذن أي توقيف واي تعطيل للحركة العلمية واي رفض لنقاش مثمر بين العلماء في اثبات الجدارة العلمية بالاسلوب القراني الالهي المقدس فهو تحجير للعقل وتدمير للفكر وضياع للجهد العلم الذي بذله سدنة العلم وحملته من عيالمة الفكر علماء ذلك المذهب الشريف .
يقول السيد محمد خاتمي : { ان التحجر هو آفة الدين الداخلية ، ويبدو ان أهم عوامل التحجر هو الاطمئنان للتقاليد الفكرية والعادات الاجتماعية والتشبث العشوائي بها ، ومن ثم سريان قداسة الدين ومطلقيته على هذه التقاليد والعادات ، على أي حال ان مطامع الدنيويين وتحجـر الرجعيين وجمودهم عاملان أساسيان في تحـريف الدين واقصائه عن الساحة ، ....... ولكن ببركات الحركات الاجتهادية والجهادية سواء في مجال الفكر أم في ميدان العمل بقي جوهر الدين محفـوظاً على مر التاريخ } بيم موج / مخاوف وآمال / ص16
ولهذا فقد سار جهابذة العلم وفطاحلة الفكر الى ان الحركة العلمية الأجتهادية سائرة في الطريق ولا يمكن ان نوقفها عن حد ا وان يأتي انسان ويقول انها توقفت عند العالم فلان فلاياتي قبله ولن ياتي بعده وانه قد ترك علما يغنينا عن التقليد وان رفض وجود من هو ارقى واصوب في الفكرمنه ماهو الآ من تلك التيارات المتحجرة التي لاتريد للعلم سمواً ولا لعجلة الفكر استمراراً ونحن نرى على مر العصور تقدما واضحاً في العجلة العلمية ولم نر انها توقفت عند حد مادام الهدف لامتناهي والواجب الشرعي يلزمنا في تحصيله والآ لو كان هناك ثمة من يقول بتوقيف العجلة العلمية وجمودها كان حري بنا ان نبقى ونكتفي ونقول توقف العلم عند امير المؤمنين وهو باب علم رسول الله صلى الله عليه واله وهذا خلاف الواجب الشرعي المقدس وهو اطلبوا العلم من المهد الى اللحد كما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام .
ونحن نجد ان الحركات التغييرية والتجديدية مستمرة وهذا الجانب اشار اليه الشهيد مرتضى مطهري (قدس سره) بقوله :
{ ان الاجـتهاد إبتكار وان يرجع الإنسان بنفسه الفرع إلى الأصل ، لكن هناك يعدون من جملة المقلدين ، بل انهم مقلدون من طبقة عليا ، نلاحظ انه في كل بضعة قرون يظهر شخص يغيّر الأصول وياتي بأصول جديدة مكانها } التربية والتعليم / ص14
ويقول الشيخ جعفر البحراني : { ان فتح باب الاجتهاد يعني إننا نتوقع في كل عصر وجود آراء جديدة قد تحطم بعض الشهرات أو الإجماعات السابقة لأن الاجتهادات السابقة لاتمثل الحقيقة المطلقة بل هي مجرد فهم اجتهادي قائم على أساس دلالات قد يكشف المتأخـرون فيها الكثير من الثغرات ، وها نحـن نجـد كيف ان المتأخرين يمرون على بعض الفتاوى التي صدرت من كبار الأعاظم من القدماء وهم يبتسمون اشفاقاً عليها } حركية العقل الاجتهادي / ص25
وأحاديث السيد الخميني(قدس سره) واضحة وصريحة على الدوام وفي مختلف المناسبات تجاه المتحجرين بل انه حديث كل مصلح يريد للمجتمع المسلم أن يتطور ويأخذ مكانته الطبيعية القيادية في العالم ،
يقول السيد الخميني(قدس سره): { بالأمس الذين أراقوا بتحجرهم ماء وجه الإسلام والمسلمين وفي مقام العمل قصموا ظهر رسول الله وأهل بيت العصمة والطهارة ، ولم تكن الولاية تعني لهم شيئا إلا التكسب والعيش ،
ان حجم الضربة التي تلقاها الإسلام من هؤلاء المقدسين المتظاهرين بصورة أهل العلم لم يتلقها الإسلام من أي فئة أخرى} بيان السيد الخميني الى اساتذة وطلبة العلوم الدينية في 15 / رجب / 1409 هـ
ويؤكد السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) على مساندة الحركات والأفكار التطورية التي تفتح أبواب العلم أكثر وأكثر لأن الحياة تتطور ويجب للمجتمع أن يواكب هذا التطور ويؤيده ويسانده ، وأكد السيد الشهيد في أكثر من مرة على عدم التمسك بالأسماء والواجهات لأن هذا من شأنه أن يؤثر سلباً على المجتمع المسلم كونه مجتمعاً قيادياً ،
وهذا مثال من كلام السيد محمد باقرالصدر(قدس سره) { ...... ذاك الواقع الساكن المحدود الذي كان يعيشه الشيخ الطوسي أو الذي كان يعيشه المحقق الحلي ، ذاك الواقع كان يفي بحاجات عصر الشيخ الطوسي كان يفي بحاجات عصر المحقق الحلي ، لكن كم من باب وباب من أبواب الحياة فتحت بالتدريج ، لابد من عرض هذه الأبواب على الشريعة إذا أردنا أن يستمر الإتجاه الموضوعي في البحث الفقهي..... } المدرسة القرآنية / ص31
اذن ما الضير في ان تتجدد المسيرة العلمية والمطالب الاصولية العالية في الفقه والأصول وان القائل بالتجديد وببلوغ الدرجة العلمية افضل من استاذه والذي حضر عنده الدرس لم يجرم ولم يرتكب جريره بل هو عين الفخر والأعتزاز للدين والشريعة المحمدية لذلك نحن نشهد في هذا الزمان وجود التحجر وبصورة مرعبة ومهلكة اذ ان ذلك لابد من مقاومته وانهاءه بالوسيلة العلمية الالهية المقدسة وهذا نراه واضحاً من الزعم القائل ان السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره ترك علماً لأربعين سنة ولانحتاج الى عالم اخر بل لانحتاج الى التقليد ابدا مادام هناك عالماً مات وقد خلف وراءه علما يكفي ان نقتفيه لأربعين سنة بعده وهذا الزعم معروف وقد صدر من السيد مقتدى الصدر والتزم به الكثير من الأخوة في التيار الصدري وقطعوا به وتوقفوا عنده ولم لتفتوا الى أي عالم اخر بل ان الواجب الشرعي تجاه دينهم والحوادث الواقعة تلزمهم الرجوع الى العلماء والى التقليد الذي عبر عنه السيد الصدر نفسه انه دين الانسان به تصح العبادات والمعاملات ونفسه اشار قدس سره الى الرجوع الى اعلم العلماء بعده ولم نر منه أي قول بانه سيترك علما اربعين سنة الى الوراء بل انها مقولة السيد مقتدى الصدر وهو لم يبلغ رتبة الاجتهاد بعد فكيف اعطى تلك النتيجة الخطيرة المخالفة لنهج العلم والعلماء بل صور لهم ان القول بالتفوق العلمي على علمية السيد الصدر ما هو الآ انتهاك لقدسيته وخيانة له نسى وتناسى انه لم يحسب ان قول السيد الصدر نفسه بانه اعلم من السيد الخوئي هو انتهاك لحرمة السيد الخوئي وخيانة له اذا كان الحكم حسب مقولته ولأجل انهاء هذه الحالة من التحجر والتوقف بل التعنت والجهل وابعاد الناس عن الطريق الذي رسمه لنا النبي الأعظم واهل بيته عليهم الصلاة والسلام واختطه لنا علماءنا الأعلام قدس الله اسرار الماضين وادام ظل الباقين تصدى السيد الصرخي الحسني دام ظله مقتفياً اثر الصالحين من علماءنا الابرار الميامين واصدر بحثا علميا اسمه الفكر المتين الجزء الثالث ناقش فيه دام ظله المباني والطروحات العلمية للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره مثبتا فيها وبالدليل العلمي والشرعي والأخلاقي اعلميتهِ على السيد الصدر قدس سره بل وبعد التعمق بالطرح العلمي للسيد الصدر قدس سره ومقارنته بما طرحه السيد الخوئي قدس سره من باحث في علم الأصول اثبت السيد الحسني اعلمية السيد الخوئي قدس سره على السيد الصدر لسعة وشمول ودقة السيد الخوئي قدس سره في الفكر الأصولي امام الاخطاء والابتعاد عن الفكرة الأصولية لدى السيد الصدر مضيفاً ايضا ومثبتا الى اعلمية السيد محمد باقر الصدر قدس سره على السيد الصدر الثاني قدس سره اضافة الى وجود اكثر من عالم في النجف وغيرها هم اعلم من السيد الصدر وهذا ليس خيانة وانتهاك لحرمته كما يصورها مقتدى الصدرلأتباعه بقدر ماهو فخرا له كون ان هناك من طلبته من هو اعلم منه وهنا نرجع الى المقولة الحكيمة التي تفضل بها علماءنا الاعلام ومنهم السيد الصدر ان لم يكن الطالب افضل من الاستاذ لاخير بالاستاذ .
ولأجل قطع خيط المكر بتوقف التقليد والأستخفاف به صرح السيد الحسني في مقدمة الفكر الميتن الجزء الثالث قائلاً : ولقطع العديد من خيوط الباطل ، فاني أبريء ذمة أي منكم فيما لو قلد أحد أساتذتي (أدام الله ظلهم الشريف) واقصد في المقام السيد الأستاذ السيستاني ((دام ظله)) والشيخ الأستاذ الفياض ((دام ظله))........ فأنقذوا أنفسكم
وصححوا أعمالكم بتقليد أحدهما في كل المسائل ومنها مسألة تقليد الميت ابتداءاً أو بقاءاً ، وأنا مستعد للتضحية من أجل كل عزيز وغالي يشاء الهداية فأتحمل كل مسؤولية وتبعة أمام الله تعالى فاجري له المصالحة الشرعية كالسابق ونيابة عن أستاذيَّ الكريمين ((أدام الله ظلهم الشريف)).
ولكن للأسف الشديد نرى التهجم والسخرية واللعن في مواقع اتباع سيد مقتدى الصدر ضد السيد الحسني دام ظله انه خان السيد الصدروغدر به وسيبقى السيد الصدر منارا ولاتهمه انحرافات المنحرفين وعلى حد قول المتحدث الرسمي باسم مقتدى الصدرصلاح العبيدي يقول السيد الصدر لايهمه قول المنحرفين فهو له اسوة بجده امير المؤمنين عليه السلام لما سب على المنابر سبعين سنة وهنا خلط جناب المتحدث بين القضية العلمية والسب والشتم وصار عنده النقاش العلمي واثبات العلمية هو السب والشتم ولو كان اولئك الذين سبوا امير المؤمنين عليه السلام على المنابر قد سبوه بهذه الطريقة وهي المجادلة العلمية التي اعتبرها العبيدي سبا وشتماً لكان قد خلدهم التاريخ وحسبك ياعبيدي ماقاله الشيخ جعفر البحراني بقوله { تيار متحجر يرفض النقاش العلمي الهادئ ويفضل لغة التسقيط والتشهير والشتائم والقذف بالخروج من الدين أو المذهب من دون أي قدرة على الجدال والنقاش العلمي المتوازن وهو في الوقت نفسه متظاهر بالقداسة لأنه يريد أن يوحي للناس بأنه يمثل الاتجاه الذي يريد الحفاظ على الإسلام وحماية الأحكام الشرعية من الإنحراف ناسياً أو متناسياً ان اجتهادات العلماء لاتمثل الإسلام مائة بالمائة وإلا لكان الأفضل غلق باب الاجتهاد واعتبار المراجع القدماء أئمة معصومين لايجوز الخروج على أقوالهم وتجاوزها } حركية العقل الاجتهادي/ص13
الأستاذ الدكتور
محي الدين عبد الخالق الخفاجي
باحث اسلامي
http://www.rytenews.com/overviewarticle.php?id=1833
نبذة عن الكاتب


اذا لم يكن الطالب افضل من الأستاذ لاخير بالأستاذ شعار لطالما سار عليه علماءنا الأعلام قدس الله اسرار الماضين وادام ظل الباقين وهو يكشف على ان العجلة العلمية في مسير دائم مادام هذا المعين لاينضب وهو علم اهل البيت عليهم السلام وجدهم المختار عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين يرويهم باستمرار ولم يصلوا الى نهايته فهو غير متناهي لأنه من لدن الله سبحانه وانما حث الله سبحانه في تحصيله حتى يدركوا ان غايته غير متحصلة وهذا ماورد في مناجاة العارفين لمولانا الامام السجاد زين العابدين عليه السلام قوله ( ولم تجعل للخلق طريقاً الى معرفتك الآ بالعجز عن معرفتك ) .
فعجلة العلم سائرة ولايمكن ان تتوقف او تتحجم مادامت غير متناهية لأن القول بذلك واقصد التوقف هو عين الاستهانة بها اعاذنا الله من ذلك .
وهذا ماسار عليه علماءنا الاعلام فهم من زمن الى زمن نلاحظ التجديد والترقية للعلوم المكتسبة حوزويا وان النظريات الأصولية في تقدم كلما استحدثت واستجدت وقائع تلك الحياة وانها تتجدد كلما ابتعد الفقيه عن زمن صدور النص وقد تحدث السيد محمد باقر الصدر قدس سره في مقدمة الحلقات الأصولية قائلاً :
وكلما بعد الفقيه عن عصر النص تعددت جوانب الغموض في فهم الحكم الشرعي من مداركه الشرعية وتنوعت الفجوات في عملية الأستنباط نتيجة للبعد الزمني فيحس اكثر فأكثر بالحاجة الى تحديد قواعد عامة يعالج بها جوانب الغموض ويملأ بها تلك الفجوات . (بحوث في علم الأصول للسيد محمد باقر الصدر قدس سره)
اذن ومادام المسيرة العلمية سائرة وتستمر في المسيروالتجديد ومادامت الحاجة ماسة الى ذلك التطور فنتوقع ولادة مناهج علمية اصولية جديدة وعلماء افذاذ يقفزون قفزات علمية في ذلك المضمار فلا نكون السبب في ايقافها وابعاد الناس عنها بتحجير عقولهم نحو فكرة تمليها علينا نفوسنا الأمارة بالسوء .
وان تعطيل النقاش العلمي ورفض الراي الاخر ماهو الا وباء اصاب الجهال من هذه الأمة والقول باعلمية فلان وانه اعلم الأحياء والأموات وانه قدم لنا علماً اربعين سنة ولانحتاج فيها بالرجوع الى غير هذا العالم وان العلم توقف الى حده و ان رجوعنا الى غيره كفر وخيانة له ماهو الآ تعطيل وتوقيف بل واهانة للحركة العلمية وهذا ليس وليد الساعة وانما تيار متحجر قد عانى منه الفكر الاسلامي عامة والشيعي خاصة وهذا ما اشار اليه الشيخ جعفر البحراني بقوله { تيار متحجر يرفض النقاش العلمي الهادئ ويفضل لغة التسقيط والتشهير والشتائم والقذف بالخروج من الدين أو المذهب من دون أي قدرة على الجدال والنقاش العلمي المتوازن وهو في الوقت نفسه متظاهر بالقداسة لأنه يريد أن يوحي للناس بأنه يمثل الاتجاه الذي يريد الحفاظ على الإسلام وحماية الأحكام الشرعية من الإنحراف ناسياً أو متناسياً ان اجتهادات العلماء لاتمثل الإسلام مائة بالمائة وإلا لكان الأفضل غلق باب الاجتهاد واعتبار المراجع القدماء أئمة معصومين لايجوز الخروج على أقوالهم وتجاوزها } حركية العقل الاجتهادي/ص13
وللأسف الشديد ان أصحاب هذه التيارات المتحجرة يمثلون واجهات بارزة داخل المجتمع سواء من داخل الحوزة أو من خارجها وهذا يؤدي إلى سهولة الإنقياد خلفهم مما يمثل مشكلة حقيقية تساهم إن لم تؤدي إلى الخروج عن خط الاجتهاد الرسالي ، وهي ليست متعلقة بهذا الزمان بل هي مستمرة عبر التاريخ ،
( يقول الشيخ الوحيد البهبهاني (قدس سره :
{ نلاحظ في فترات متقطعة حصول نوع من الإنحراف عن المسير الأصلي في الاجتهاد ،.... كان للموقف المشرف لعلماء الطائفة الأثر الكبير في الوقوف وبشدة أمام أمثال هذه التيارات المنحرفة} حاشية مجمع الفائدة والبرهان/ص13
اذن أي توقيف واي تعطيل للحركة العلمية واي رفض لنقاش مثمر بين العلماء في اثبات الجدارة العلمية بالاسلوب القراني الالهي المقدس فهو تحجير للعقل وتدمير للفكر وضياع للجهد العلم الذي بذله سدنة العلم وحملته من عيالمة الفكر علماء ذلك المذهب الشريف .
يقول السيد محمد خاتمي : { ان التحجر هو آفة الدين الداخلية ، ويبدو ان أهم عوامل التحجر هو الاطمئنان للتقاليد الفكرية والعادات الاجتماعية والتشبث العشوائي بها ، ومن ثم سريان قداسة الدين ومطلقيته على هذه التقاليد والعادات ، على أي حال ان مطامع الدنيويين وتحجـر الرجعيين وجمودهم عاملان أساسيان في تحـريف الدين واقصائه عن الساحة ، ....... ولكن ببركات الحركات الاجتهادية والجهادية سواء في مجال الفكر أم في ميدان العمل بقي جوهر الدين محفـوظاً على مر التاريخ } بيم موج / مخاوف وآمال / ص16
ولهذا فقد سار جهابذة العلم وفطاحلة الفكر الى ان الحركة العلمية الأجتهادية سائرة في الطريق ولا يمكن ان نوقفها عن حد ا وان يأتي انسان ويقول انها توقفت عند العالم فلان فلاياتي قبله ولن ياتي بعده وانه قد ترك علما يغنينا عن التقليد وان رفض وجود من هو ارقى واصوب في الفكرمنه ماهو الآ من تلك التيارات المتحجرة التي لاتريد للعلم سمواً ولا لعجلة الفكر استمراراً ونحن نرى على مر العصور تقدما واضحاً في العجلة العلمية ولم نر انها توقفت عند حد مادام الهدف لامتناهي والواجب الشرعي يلزمنا في تحصيله والآ لو كان هناك ثمة من يقول بتوقيف العجلة العلمية وجمودها كان حري بنا ان نبقى ونكتفي ونقول توقف العلم عند امير المؤمنين وهو باب علم رسول الله صلى الله عليه واله وهذا خلاف الواجب الشرعي المقدس وهو اطلبوا العلم من المهد الى اللحد كما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام .
ونحن نجد ان الحركات التغييرية والتجديدية مستمرة وهذا الجانب اشار اليه الشهيد مرتضى مطهري (قدس سره) بقوله :
{ ان الاجـتهاد إبتكار وان يرجع الإنسان بنفسه الفرع إلى الأصل ، لكن هناك يعدون من جملة المقلدين ، بل انهم مقلدون من طبقة عليا ، نلاحظ انه في كل بضعة قرون يظهر شخص يغيّر الأصول وياتي بأصول جديدة مكانها } التربية والتعليم / ص14
ويقول الشيخ جعفر البحراني : { ان فتح باب الاجتهاد يعني إننا نتوقع في كل عصر وجود آراء جديدة قد تحطم بعض الشهرات أو الإجماعات السابقة لأن الاجتهادات السابقة لاتمثل الحقيقة المطلقة بل هي مجرد فهم اجتهادي قائم على أساس دلالات قد يكشف المتأخـرون فيها الكثير من الثغرات ، وها نحـن نجـد كيف ان المتأخرين يمرون على بعض الفتاوى التي صدرت من كبار الأعاظم من القدماء وهم يبتسمون اشفاقاً عليها } حركية العقل الاجتهادي / ص25
وأحاديث السيد الخميني(قدس سره) واضحة وصريحة على الدوام وفي مختلف المناسبات تجاه المتحجرين بل انه حديث كل مصلح يريد للمجتمع المسلم أن يتطور ويأخذ مكانته الطبيعية القيادية في العالم ،
يقول السيد الخميني(قدس سره): { بالأمس الذين أراقوا بتحجرهم ماء وجه الإسلام والمسلمين وفي مقام العمل قصموا ظهر رسول الله وأهل بيت العصمة والطهارة ، ولم تكن الولاية تعني لهم شيئا إلا التكسب والعيش ،
ان حجم الضربة التي تلقاها الإسلام من هؤلاء المقدسين المتظاهرين بصورة أهل العلم لم يتلقها الإسلام من أي فئة أخرى} بيان السيد الخميني الى اساتذة وطلبة العلوم الدينية في 15 / رجب / 1409 هـ
ويؤكد السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) على مساندة الحركات والأفكار التطورية التي تفتح أبواب العلم أكثر وأكثر لأن الحياة تتطور ويجب للمجتمع أن يواكب هذا التطور ويؤيده ويسانده ، وأكد السيد الشهيد في أكثر من مرة على عدم التمسك بالأسماء والواجهات لأن هذا من شأنه أن يؤثر سلباً على المجتمع المسلم كونه مجتمعاً قيادياً ،
وهذا مثال من كلام السيد محمد باقرالصدر(قدس سره) { ...... ذاك الواقع الساكن المحدود الذي كان يعيشه الشيخ الطوسي أو الذي كان يعيشه المحقق الحلي ، ذاك الواقع كان يفي بحاجات عصر الشيخ الطوسي كان يفي بحاجات عصر المحقق الحلي ، لكن كم من باب وباب من أبواب الحياة فتحت بالتدريج ، لابد من عرض هذه الأبواب على الشريعة إذا أردنا أن يستمر الإتجاه الموضوعي في البحث الفقهي..... } المدرسة القرآنية / ص31
اذن ما الضير في ان تتجدد المسيرة العلمية والمطالب الاصولية العالية في الفقه والأصول وان القائل بالتجديد وببلوغ الدرجة العلمية افضل من استاذه والذي حضر عنده الدرس لم يجرم ولم يرتكب جريره بل هو عين الفخر والأعتزاز للدين والشريعة المحمدية لذلك نحن نشهد في هذا الزمان وجود التحجر وبصورة مرعبة ومهلكة اذ ان ذلك لابد من مقاومته وانهاءه بالوسيلة العلمية الالهية المقدسة وهذا نراه واضحاً من الزعم القائل ان السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره ترك علماً لأربعين سنة ولانحتاج الى عالم اخر بل لانحتاج الى التقليد ابدا مادام هناك عالماً مات وقد خلف وراءه علما يكفي ان نقتفيه لأربعين سنة بعده وهذا الزعم معروف وقد صدر من السيد مقتدى الصدر والتزم به الكثير من الأخوة في التيار الصدري وقطعوا به وتوقفوا عنده ولم لتفتوا الى أي عالم اخر بل ان الواجب الشرعي تجاه دينهم والحوادث الواقعة تلزمهم الرجوع الى العلماء والى التقليد الذي عبر عنه السيد الصدر نفسه انه دين الانسان به تصح العبادات والمعاملات ونفسه اشار قدس سره الى الرجوع الى اعلم العلماء بعده ولم نر منه أي قول بانه سيترك علما اربعين سنة الى الوراء بل انها مقولة السيد مقتدى الصدر وهو لم يبلغ رتبة الاجتهاد بعد فكيف اعطى تلك النتيجة الخطيرة المخالفة لنهج العلم والعلماء بل صور لهم ان القول بالتفوق العلمي على علمية السيد الصدر ما هو الآ انتهاك لقدسيته وخيانة له نسى وتناسى انه لم يحسب ان قول السيد الصدر نفسه بانه اعلم من السيد الخوئي هو انتهاك لحرمة السيد الخوئي وخيانة له اذا كان الحكم حسب مقولته ولأجل انهاء هذه الحالة من التحجر والتوقف بل التعنت والجهل وابعاد الناس عن الطريق الذي رسمه لنا النبي الأعظم واهل بيته عليهم الصلاة والسلام واختطه لنا علماءنا الأعلام قدس الله اسرار الماضين وادام ظل الباقين تصدى السيد الصرخي الحسني دام ظله مقتفياً اثر الصالحين من علماءنا الابرار الميامين واصدر بحثا علميا اسمه الفكر المتين الجزء الثالث ناقش فيه دام ظله المباني والطروحات العلمية للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره مثبتا فيها وبالدليل العلمي والشرعي والأخلاقي اعلميتهِ على السيد الصدر قدس سره بل وبعد التعمق بالطرح العلمي للسيد الصدر قدس سره ومقارنته بما طرحه السيد الخوئي قدس سره من باحث في علم الأصول اثبت السيد الحسني اعلمية السيد الخوئي قدس سره على السيد الصدر لسعة وشمول ودقة السيد الخوئي قدس سره في الفكر الأصولي امام الاخطاء والابتعاد عن الفكرة الأصولية لدى السيد الصدر مضيفاً ايضا ومثبتا الى اعلمية السيد محمد باقر الصدر قدس سره على السيد الصدر الثاني قدس سره اضافة الى وجود اكثر من عالم في النجف وغيرها هم اعلم من السيد الصدر وهذا ليس خيانة وانتهاك لحرمته كما يصورها مقتدى الصدرلأتباعه بقدر ماهو فخرا له كون ان هناك من طلبته من هو اعلم منه وهنا نرجع الى المقولة الحكيمة التي تفضل بها علماءنا الاعلام ومنهم السيد الصدر ان لم يكن الطالب افضل من الاستاذ لاخير بالاستاذ .
ولأجل قطع خيط المكر بتوقف التقليد والأستخفاف به صرح السيد الحسني في مقدمة الفكر الميتن الجزء الثالث قائلاً : ولقطع العديد من خيوط الباطل ، فاني أبريء ذمة أي منكم فيما لو قلد أحد أساتذتي (أدام الله ظلهم الشريف) واقصد في المقام السيد الأستاذ السيستاني ((دام ظله)) والشيخ الأستاذ الفياض ((دام ظله))........ فأنقذوا أنفسكم
وصححوا أعمالكم بتقليد أحدهما في كل المسائل ومنها مسألة تقليد الميت ابتداءاً أو بقاءاً ، وأنا مستعد للتضحية من أجل كل عزيز وغالي يشاء الهداية فأتحمل كل مسؤولية وتبعة أمام الله تعالى فاجري له المصالحة الشرعية كالسابق ونيابة عن أستاذيَّ الكريمين ((أدام الله ظلهم الشريف)).
ولكن للأسف الشديد نرى التهجم والسخرية واللعن في مواقع اتباع سيد مقتدى الصدر ضد السيد الحسني دام ظله انه خان السيد الصدروغدر به وسيبقى السيد الصدر منارا ولاتهمه انحرافات المنحرفين وعلى حد قول المتحدث الرسمي باسم مقتدى الصدرصلاح العبيدي يقول السيد الصدر لايهمه قول المنحرفين فهو له اسوة بجده امير المؤمنين عليه السلام لما سب على المنابر سبعين سنة وهنا خلط جناب المتحدث بين القضية العلمية والسب والشتم وصار عنده النقاش العلمي واثبات العلمية هو السب والشتم ولو كان اولئك الذين سبوا امير المؤمنين عليه السلام على المنابر قد سبوه بهذه الطريقة وهي المجادلة العلمية التي اعتبرها العبيدي سبا وشتماً لكان قد خلدهم التاريخ وحسبك ياعبيدي ماقاله الشيخ جعفر البحراني بقوله { تيار متحجر يرفض النقاش العلمي الهادئ ويفضل لغة التسقيط والتشهير والشتائم والقذف بالخروج من الدين أو المذهب من دون أي قدرة على الجدال والنقاش العلمي المتوازن وهو في الوقت نفسه متظاهر بالقداسة لأنه يريد أن يوحي للناس بأنه يمثل الاتجاه الذي يريد الحفاظ على الإسلام وحماية الأحكام الشرعية من الإنحراف ناسياً أو متناسياً ان اجتهادات العلماء لاتمثل الإسلام مائة بالمائة وإلا لكان الأفضل غلق باب الاجتهاد واعتبار المراجع القدماء أئمة معصومين لايجوز الخروج على أقوالهم وتجاوزها } حركية العقل الاجتهادي/ص13
الأستاذ الدكتور
محي الدين عبد الخالق الخفاجي
باحث اسلامي
http://www.rytenews.com/overviewarticle.php?id=1833
نبذة عن الكاتب