غَيضٌ مِن فَيضِ مَثَالِبِ غَاصِبِ الخِلافَةِ الأول.
حسبه و نسبه :
ابوه : أبي قحافة و كان سيّئ الحال ضعيفاً و كان كسبه أكثر عمره من صيد القماري و الدباسي و لمّا عُمِي التجئ إلى عبد الله بن جدعان ( من رؤساء قريش ) فنصبه ينادي على مائدته كل يوم لإحضار الأضياف و جعل له على ذلك ما يعونه من الطعام.
و قد كان ( هو ) في الإسلام خياطاً و في الجاهلية معلم صبيان و نعم ما قيل :
كفى للمرء نقصاً أن يقال بأنه معلم أطفال و إن كان فاضلاً
و جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 164-165 : قالت فاطمة {عليها السلام } _ في بعض كلماتها : إنه من أعجاز قريش و أذنابها.
ذكائه و فطنته و صاحبه:
روى احمد بن حنبل في مسنده ج1 ص 155 بسنده ، قال : جاء النبي صلى الله عليه { وآله } أناس من قريش ، فقالوا : يا محمد ! إنا جيرانك وحلفائك وإن ناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا ، فقال لابي بكر : ما تقول ؟ . قال : صدقوا ، إنهم جيرانك وحلفائك . قال : فتغير وجه النبي صلى الله عليه { وآله } ، ثم قال لعمر : ما تقول ؟ . قال : صدقوا ، إنهم جيرانك وحلفائك ، فتغير وجه النبي صلى الله عليه { وآله } ، ورواه النسائي في خصائصه ص 11 ، وزاد عليه ، ثم قال النبي صلى الله عليه { وآله }: يا معشر قريش ! والله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للايمان فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم . قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ . قال : لا . قال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ . قال : لا ، ولكن ذلك الذي يخصف النعل ، وقد كان أعطى عليا عليه السلام نعلا يخصفها .
شجاعته:
أورد الحاكم في مستدركه على الصحيحين ج 3ص 37 عن علي عليه السلام أنه قال : يا أبا ليلى أما كنت معنا بخيبر ؟ . قال : بلى والله كنت معكم ، فإن رسول الله ( ص ) بعث أبا بكر إلى خيبر ، فسار بالناس وانهزم ورجع ؟!؟!؟!
عن عائشة في كنز العمال ج 5 ص 274 - أنها قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى . . . ثم أنشأ - يعني أبا بكر - يحدث ، قال : كنت أول من فاء يوم أحد - أي رجع وفر - مع أنه ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال - كما في شرح الجامع الصغير ج3 ص 458 للمناوي - : خمس ليس لهن كفارة : الشرك بالله ، والفرار من الزحف . . إلى آخره .
كونه سباباً بذيء اللسان :
ورد في الخصائص الكبرى ج2ص86: ما كان بينه و بين عقيل _ و بمحضر من رسول الله صلّى الله عليه و آله و مشهد من المسلمين _ من التنازع و الشتم.
مع أن العامة تروي أن من يسب مسلماً فهو فاسق كما في الصواعق المحرقة ص 43 من أن : سباب المسلم فسوق.
تخلفه عن جيش اسامة :
أورد الشهرستاني في كتاب الملل و النحل ج 1 ص 29 ( و في طبعة دار المعرفة ج1 ص 23 ) : أنه صلى الله عليه و آله قال : جهزوا جيش أسامة , لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة .
وذكر الطبري في المسترشد1و 2 : فلما بلغ ( جيش أسامة ) الجرف بعثت أم أسامة - وهي أم أيمن - أن النبي صلى الله عليه وآله يموت ، فاضطرب القوم وامتنعوا عليه ولم ينفذوا لامر رسول الله صلى الله عليه وآله { وكان ممن لم ينفذ أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و تخلف عن جيش اسامة أبا بكر و عمر } ، ثم بايعوا لابي بكر قبل دفنه .
غصبه لفدك:
ذكر البخاري في صحيحه ج6 ص 196 و ج5 ص 177 عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عقيل بن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة : أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر . فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لا نورث ما تركناه صدقة ...... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا .
هذا وأورد العامة في مجمع الزوائد ج 7 ص 49 و في كنز العمال ج3 ص 767 حديث 8696 : أنه لمانزلت الآية { و آت ذا القربى حقه } على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) وسلم قال : ادعوا لي فاطمة , فدعيت له فقال : يا فاطمة . قالت : لبيك يا رسول الله . فقال صلى الله عليه و آله : فدك هي مما لم يوجف عليه خيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين و قد جعلتها لكِ لما أمرني الله به فخذيها و لولدك .
و حسبنا ما قاله الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9ص 39 عن عمر ، قال : لما قبض رسول الله ( ص ) جئت أنا وأبو بكر إلى علي عليه السلام ، فقلنا : ما تقول فيما ترك رسول الله ( ص ) ؟ . قال : نحن أحق الناس برسول الله ( ص ) ، قال : فقلت : والذي بخيبر ؟ . قال : والذي بخيبر . قلت : والذي بفدك ؟ . قال : والذي بفدك . فقلت : أما والله حتى تحزوا رقابنا بالمناشير فلا !!! . وقد رواه الطبراني في الاوسط.
نزيد و نقول لو أن صحيح ما ادعاه ( ابو بكر ) من أن ما تركه النبي صلى الله عليه و آله صدقة , كيف إذاً ورثت عائشة عن النبي صلى الله عليه و آله الحجرة التي كانت تسكن فيها ودفنت فيها أبوها و عمر مع أنها صدقة للمسلمين ؟!؟!؟!؟!
كون بيعته فلته :
ذكر البخاري في صحيحه ج10 ص 44و غيره بأن عمر بن الخطاب قال- مع كونه وليا وناصرا لابي بكر - : " كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه" . ( و قد عاد ) و هذا طعن من عمر في بيعة أبي بكر .
و جاء في بعض المصادر : فلتة كفلتات الجاهلية فمن عاد لمثلها فاقتلوه . كما في التاريخ للطبري ج 3 ص 210 و شرح ابن ابي الحديد ج 2 ص 19 . و الفلتة هي البغتة و ما وقع فجأة من غير روية و لا مشاورة .
ترك الخليفة لإقامة الحد :
قام الخليفة بترك إقامة الحد و القود في خالد بن الوليد و قد قتل مالك بن نويرة و اعتدى على امرأته من ليلته . و اشار اليه عمر بالإقتصاص منه و بعزله فقال ابو بكر : إنه سيف من سيوف الله سلّه الله على أعدائه . راجع تاريخ ابن جرير ج 2 ص 502 و الإصابة لابن حجر ج2 القسم الأول ص 99.
قصته و شيطانه :
قال أبو بكر _ مخبراً عن نفسه _ : أما و الله ما أنا بخيركم و لقد كنت لمقامي هذا كارهاً و لوددت أن فيكم من يكفيني أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله صلى الله عليه{ و آله } ؟! إذن لا أقوم بها , إن رسول الله كان يعصم بالوحي و كان معه ملك و إن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني ... مستد أحمد بن حنبل ج1 ص 14 , الإمامة و السياسة ج 1 ص 16 , كنز العمال ج3 ص 126, 135 , 136.
فكيف يصلح للإرشاد من يطلب الإرشاد , و الحقيقة أنه " شهد شاهد من أهلها " بل شهد أهلها .
فقه الخليفة أبو بكر :
• لم يعرف الخليفة ميراث الجدة . فقال : لجدة سألته عن إرثها ؟ لا أجد لك شيئاً في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه { وآله } . فأخبره المغيرة و محمد بن مسلمة أن الرسول صلى الله عليه و آله أعطاها السدس . كما في صحيح الترمذي ج4 ص 420 و سنن أبي داوود ج 2 ص 17 . و انظر العجب في فقاهته في هذا المجال سنن ابن ماجة ج 2 ص 910 حديث 2724 و سنن البيهقي ج1 ص 235 .
• قطعه رجل السارق . كما ذكر البيهقي في سننه ج 8 ص 273 , 274 : أن رجلاً سرق على عهد أبي بكر مقطوعة يده و رجله فأراد أبو بكر أن يقطع رجله و يدع يده يستطيب بها و يتطهر بها و ينتفع بها .
• هذا بالإضافة إلى حرقه فجاءة بالنار . و هذه قضية مشهورة فراجع الطبري في تاريخه ج 3 ص 264 .
• رأيه في الكلالة . أورد ابن المنذر البيهقي في سننه الكبرى ج 6 ص 223 أن أبا بكر قال : إني سأقول فيها برأيي ( الكلالة ) فإن يكن صواباً فمن الله و إن يكن خطأً فمني و من الشيطان , و الله و رسوله بريئان منه .
و الكلالة : أولاد الأب و الأم و هم الأخوة من الطرفين أو من أحدهما .
قام أبو بكر بتفسير القرآن برأيه _ كما صرح هو في الرواية السابقة _ مع أن العامة رووا في صحاحهم المنع من ذلك كما سيرد أدناه :
فعن صحيح الترمذي ج5 ص 199 كتاب التفسير حديث 2953 و سنن أبي داوود كتاب العلم حديث 3652 : من فسّر القرآن برأيه فقد كفر .
و عن صحيح الترمذي ج5 ص 199 كتاب التفسير حديث 2950 : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار .
و عن الترمذي في صحيحه ج5 ص 199 كتاب التفسير الباب الأول حديث 2952 و عن أبي داوود في سننه ج3 ص 320 كتاب العلم حديث 3652 : عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه { وآله } : من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ .
أبو بكر في القرآن :
والله إن الإنسان ليعجب كل العجب من التفسير القرآني الذي يَنسِب لأبي بكر المقامات التي تذهل منها العقول و تقف عند ذكرها الألباب لا تعظيما بل اندهاشاً من الغلو الفاحش .
فقد روى العبيدي المالكي في عمدة التحقيق ص 134 : عن الشيخ زين العابدين البكري أنه لما قرأت عليه قصيدة جده محمد البكري و منها
لإن كان مدح الأولين صحائفاً فإننا لآيات الكتاب فواتح .
قال المراد بأول الكتاب : ألم ذلك الكتاب .... فالألف أبو بكر و اللام الله و الميم محمد . ( سبحان الله ... كيف قدموا ذكر العتيق على ذكر الله عز و جل و ذكر الرسول صلى الله عليه و آله ).
حسبه و نسبه :
ابوه : أبي قحافة و كان سيّئ الحال ضعيفاً و كان كسبه أكثر عمره من صيد القماري و الدباسي و لمّا عُمِي التجئ إلى عبد الله بن جدعان ( من رؤساء قريش ) فنصبه ينادي على مائدته كل يوم لإحضار الأضياف و جعل له على ذلك ما يعونه من الطعام.
و قد كان ( هو ) في الإسلام خياطاً و في الجاهلية معلم صبيان و نعم ما قيل :
كفى للمرء نقصاً أن يقال بأنه معلم أطفال و إن كان فاضلاً
و جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 164-165 : قالت فاطمة {عليها السلام } _ في بعض كلماتها : إنه من أعجاز قريش و أذنابها.
ذكائه و فطنته و صاحبه:
روى احمد بن حنبل في مسنده ج1 ص 155 بسنده ، قال : جاء النبي صلى الله عليه { وآله } أناس من قريش ، فقالوا : يا محمد ! إنا جيرانك وحلفائك وإن ناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا ، فقال لابي بكر : ما تقول ؟ . قال : صدقوا ، إنهم جيرانك وحلفائك . قال : فتغير وجه النبي صلى الله عليه { وآله } ، ثم قال لعمر : ما تقول ؟ . قال : صدقوا ، إنهم جيرانك وحلفائك ، فتغير وجه النبي صلى الله عليه { وآله } ، ورواه النسائي في خصائصه ص 11 ، وزاد عليه ، ثم قال النبي صلى الله عليه { وآله }: يا معشر قريش ! والله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للايمان فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم . قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ . قال : لا . قال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ . قال : لا ، ولكن ذلك الذي يخصف النعل ، وقد كان أعطى عليا عليه السلام نعلا يخصفها .
شجاعته:
أورد الحاكم في مستدركه على الصحيحين ج 3ص 37 عن علي عليه السلام أنه قال : يا أبا ليلى أما كنت معنا بخيبر ؟ . قال : بلى والله كنت معكم ، فإن رسول الله ( ص ) بعث أبا بكر إلى خيبر ، فسار بالناس وانهزم ورجع ؟!؟!؟!
عن عائشة في كنز العمال ج 5 ص 274 - أنها قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى . . . ثم أنشأ - يعني أبا بكر - يحدث ، قال : كنت أول من فاء يوم أحد - أي رجع وفر - مع أنه ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال - كما في شرح الجامع الصغير ج3 ص 458 للمناوي - : خمس ليس لهن كفارة : الشرك بالله ، والفرار من الزحف . . إلى آخره .
كونه سباباً بذيء اللسان :
ورد في الخصائص الكبرى ج2ص86: ما كان بينه و بين عقيل _ و بمحضر من رسول الله صلّى الله عليه و آله و مشهد من المسلمين _ من التنازع و الشتم.
مع أن العامة تروي أن من يسب مسلماً فهو فاسق كما في الصواعق المحرقة ص 43 من أن : سباب المسلم فسوق.
تخلفه عن جيش اسامة :
أورد الشهرستاني في كتاب الملل و النحل ج 1 ص 29 ( و في طبعة دار المعرفة ج1 ص 23 ) : أنه صلى الله عليه و آله قال : جهزوا جيش أسامة , لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة .
وذكر الطبري في المسترشد1و 2 : فلما بلغ ( جيش أسامة ) الجرف بعثت أم أسامة - وهي أم أيمن - أن النبي صلى الله عليه وآله يموت ، فاضطرب القوم وامتنعوا عليه ولم ينفذوا لامر رسول الله صلى الله عليه وآله { وكان ممن لم ينفذ أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و تخلف عن جيش اسامة أبا بكر و عمر } ، ثم بايعوا لابي بكر قبل دفنه .
غصبه لفدك:
ذكر البخاري في صحيحه ج6 ص 196 و ج5 ص 177 عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عقيل بن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة : أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر . فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لا نورث ما تركناه صدقة ...... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا .
هذا وأورد العامة في مجمع الزوائد ج 7 ص 49 و في كنز العمال ج3 ص 767 حديث 8696 : أنه لمانزلت الآية { و آت ذا القربى حقه } على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) وسلم قال : ادعوا لي فاطمة , فدعيت له فقال : يا فاطمة . قالت : لبيك يا رسول الله . فقال صلى الله عليه و آله : فدك هي مما لم يوجف عليه خيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين و قد جعلتها لكِ لما أمرني الله به فخذيها و لولدك .
و حسبنا ما قاله الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9ص 39 عن عمر ، قال : لما قبض رسول الله ( ص ) جئت أنا وأبو بكر إلى علي عليه السلام ، فقلنا : ما تقول فيما ترك رسول الله ( ص ) ؟ . قال : نحن أحق الناس برسول الله ( ص ) ، قال : فقلت : والذي بخيبر ؟ . قال : والذي بخيبر . قلت : والذي بفدك ؟ . قال : والذي بفدك . فقلت : أما والله حتى تحزوا رقابنا بالمناشير فلا !!! . وقد رواه الطبراني في الاوسط.
نزيد و نقول لو أن صحيح ما ادعاه ( ابو بكر ) من أن ما تركه النبي صلى الله عليه و آله صدقة , كيف إذاً ورثت عائشة عن النبي صلى الله عليه و آله الحجرة التي كانت تسكن فيها ودفنت فيها أبوها و عمر مع أنها صدقة للمسلمين ؟!؟!؟!؟!
كون بيعته فلته :
ذكر البخاري في صحيحه ج10 ص 44و غيره بأن عمر بن الخطاب قال- مع كونه وليا وناصرا لابي بكر - : " كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه" . ( و قد عاد ) و هذا طعن من عمر في بيعة أبي بكر .
و جاء في بعض المصادر : فلتة كفلتات الجاهلية فمن عاد لمثلها فاقتلوه . كما في التاريخ للطبري ج 3 ص 210 و شرح ابن ابي الحديد ج 2 ص 19 . و الفلتة هي البغتة و ما وقع فجأة من غير روية و لا مشاورة .
ترك الخليفة لإقامة الحد :
قام الخليفة بترك إقامة الحد و القود في خالد بن الوليد و قد قتل مالك بن نويرة و اعتدى على امرأته من ليلته . و اشار اليه عمر بالإقتصاص منه و بعزله فقال ابو بكر : إنه سيف من سيوف الله سلّه الله على أعدائه . راجع تاريخ ابن جرير ج 2 ص 502 و الإصابة لابن حجر ج2 القسم الأول ص 99.
قصته و شيطانه :
قال أبو بكر _ مخبراً عن نفسه _ : أما و الله ما أنا بخيركم و لقد كنت لمقامي هذا كارهاً و لوددت أن فيكم من يكفيني أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله صلى الله عليه{ و آله } ؟! إذن لا أقوم بها , إن رسول الله كان يعصم بالوحي و كان معه ملك و إن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني ... مستد أحمد بن حنبل ج1 ص 14 , الإمامة و السياسة ج 1 ص 16 , كنز العمال ج3 ص 126, 135 , 136.
فكيف يصلح للإرشاد من يطلب الإرشاد , و الحقيقة أنه " شهد شاهد من أهلها " بل شهد أهلها .
فقه الخليفة أبو بكر :
• لم يعرف الخليفة ميراث الجدة . فقال : لجدة سألته عن إرثها ؟ لا أجد لك شيئاً في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه { وآله } . فأخبره المغيرة و محمد بن مسلمة أن الرسول صلى الله عليه و آله أعطاها السدس . كما في صحيح الترمذي ج4 ص 420 و سنن أبي داوود ج 2 ص 17 . و انظر العجب في فقاهته في هذا المجال سنن ابن ماجة ج 2 ص 910 حديث 2724 و سنن البيهقي ج1 ص 235 .
• قطعه رجل السارق . كما ذكر البيهقي في سننه ج 8 ص 273 , 274 : أن رجلاً سرق على عهد أبي بكر مقطوعة يده و رجله فأراد أبو بكر أن يقطع رجله و يدع يده يستطيب بها و يتطهر بها و ينتفع بها .
• هذا بالإضافة إلى حرقه فجاءة بالنار . و هذه قضية مشهورة فراجع الطبري في تاريخه ج 3 ص 264 .
• رأيه في الكلالة . أورد ابن المنذر البيهقي في سننه الكبرى ج 6 ص 223 أن أبا بكر قال : إني سأقول فيها برأيي ( الكلالة ) فإن يكن صواباً فمن الله و إن يكن خطأً فمني و من الشيطان , و الله و رسوله بريئان منه .
و الكلالة : أولاد الأب و الأم و هم الأخوة من الطرفين أو من أحدهما .
قام أبو بكر بتفسير القرآن برأيه _ كما صرح هو في الرواية السابقة _ مع أن العامة رووا في صحاحهم المنع من ذلك كما سيرد أدناه :
فعن صحيح الترمذي ج5 ص 199 كتاب التفسير حديث 2953 و سنن أبي داوود كتاب العلم حديث 3652 : من فسّر القرآن برأيه فقد كفر .
و عن صحيح الترمذي ج5 ص 199 كتاب التفسير حديث 2950 : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار .
و عن الترمذي في صحيحه ج5 ص 199 كتاب التفسير الباب الأول حديث 2952 و عن أبي داوود في سننه ج3 ص 320 كتاب العلم حديث 3652 : عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه { وآله } : من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ .
أبو بكر في القرآن :
والله إن الإنسان ليعجب كل العجب من التفسير القرآني الذي يَنسِب لأبي بكر المقامات التي تذهل منها العقول و تقف عند ذكرها الألباب لا تعظيما بل اندهاشاً من الغلو الفاحش .
فقد روى العبيدي المالكي في عمدة التحقيق ص 134 : عن الشيخ زين العابدين البكري أنه لما قرأت عليه قصيدة جده محمد البكري و منها
لإن كان مدح الأولين صحائفاً فإننا لآيات الكتاب فواتح .
قال المراد بأول الكتاب : ألم ذلك الكتاب .... فالألف أبو بكر و اللام الله و الميم محمد . ( سبحان الله ... كيف قدموا ذكر العتيق على ذكر الله عز و جل و ذكر الرسول صلى الله عليه و آله ).
تعليق