يعد سيدنا على كرم الله وجهه أشجع الخلق بعد رسول الله،
ولا يمكن أن توصف الشجاعة بأكثر من أنه ما مثل بجثة أحد صرعه، ولا بارز أحداً إلا قتله،
ولا فرَّ قطّ، ولا ضرب ضربة فاحتاج إلى ثانية، وكان يقول كرم الله وجهه: "ما بارزت أحدا إلا وكنت أنا ونفسه عليه"..
ولأن مواقفه الشجاعة لا يحدها حد فما لنا إلا أن نقف على ساحل بحر شجاعته لنذكر بعضا منها.
ولعل أشهرها موقفه يوم الخندق، عندما لم يتمكن المشركون من عبور الخندق إلا ثلاثة منهم وعلى رأسهم الفارس "عمرو بن عبد ود"
، وهو أحد الرجال الذين يخشى أعتى الفرسان مواجهتهم. وقف عمرو ليعلن عن نفسه وليتحدى جموع المسلمين قائلا: "هل من مبارز"؟
فأخذ الصحابة ينظر بعضهم إلى بعض وينظرون للنبي، وتذكر الروايات أن النبي قالها ثلاث مرات: "أيكم يبرز إلى "عمرو" وأضمن له على الله الجنة؟"
وفي كل مرّة كان يقوم "علي" رضي الله عنه ولا يقوم غيره.
لقد وثب إليه أمير المؤمنين كرم الله وجهه فقال أنا له يا رسول الله، فقال ياعلى هذا عمرو بن عبد ورد قال علي: وأنا "علي بن أبي طالب
، فقال له رسول الله: ادنُ مني فدنا منه فعمّمه بيده ودفع إليه ذا الفقار (سيف النبي)
وقال: اذهب وقاتل بهذا، وقال: اللهمَّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته". فمر أمير المؤمنين يهرول وهو يقول:
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نـيّة وبصيرة والصدق منجي كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى صيتها بعد الهزائز
قال عمرو ومن أنت؟ قال: أنا "علي بن أبي طالب" ابن عم رسول الله، فقال: والله إن أباك كان لي صديقاً وإني أكره أن أقتلك ما آمن ابن عمك حين بعثك إليّ أن أختطفك
برمحي هذا فأتركك بين السماء والأرض لا حيا ولا ميتا، فقال له أمير المؤمنين على قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في
النار وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة، فقال عمرو كلتاهما لك ياعلى، فقال له: دع عنك هذا يا عمرو أنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة! فقال: هات يا على
فقال: الأولى: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال: نحِّ عني هذا، قال فالثانية: أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله
فإن يك صادقاً فأنتم أعلى به عيناً وإن يك كاذباً كفاكم العرب أمره،
فقال: إذن تتحدث نساء العرب بذلك وتنشد الشعراء بأشعارها أني جبنت عن الحرب ورجعت على عقبي وخذلت قوماً رأسوني عليهم،
فقال له أمير المؤمنين: فالثالثة: أن تنزل إليّ فإنك راكب وأنا راجل حتى أواجهك، فوثب عن فرسه
وقال: هذه خصلة ما ظننت أحداً من العرب يسومني عليها.
وبدأ النزال وثار الغبار وظن بعض المؤمنين والكافرين على السواء أن "عليا" قد قُتِل، إلا أن صيحة الله أكبر علت عندما برز على كرم الله وجهه
بعد أن انكشف الغبار وقد هزم ذلك المتجبر الذي تجرأ على الله ورسوله.. وأخذ يقول: أنا علي وابن عبد المطلب الموت خير للفتى من الهرب
نعم يا أشجع الخلق بعد رسول الله، فما وليت يوم زحف أبدا، وما ضعفت وما وهنت يوما. فها هم اليهود يتحصنون بحصون خيبر،
فتأبى الحصون أن تفتح إلا على يديك، رغم شجاعة وكرامة من حاولا قبلك،الصديق والفاروق" رضي الله عنهما. وكما جاء في كثير من الروايات أن المسلمين حاصروا خيبر،
فأخذ "أبو بكر اللواء إلا أنه لشدة تحصين اليهود كانوا يصيبون المسلمين دون أن ينال منهم المسلمون شيئا فعاد ولم يفتح له.
ثم أخذه من الغد "عُمر"، فخرج ورجع ولم يفتح له، فأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري:
لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاول القوم،
فقال: أين علي بن أبي طالب"، فقالوا: يشكي عينيه، فبصق نبي الله في كفيه، ومسح بهما عيني "علي"، ودفع إليه الراية، ففتح الله على يديه"
. ذلك أنه كما قيل فيه: "كرّار غير فرّار".. أي يدخل المعركة ولا يفر من ساحتها أبدا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وفي هذا قال "أبو رافع" مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خرجنا مع عليٍّ عليه السلام حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
برايته إلى خيبر، فلمَّا دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه يهودي فطرح ترسه من يده، فتناول علي رضي الله عنه باباً كان عند الحصن فجعل يحمي به نفسه،
فلم يزل في يده وهو يقاتل، حتى فتح الله عليه". وقيل إن باب الحصن كان ضخما ورغم ذلك رمى به "علي بن أبي طالب" عليه السلام خلفه ودخل الحصن ودخله المسلمون بعده.
إننا نقف عاجزين ونحن نتحدث عن شجاعته أن نوفيه بعضا من حقه، فكم من حصون فتحها، ومعارك خاضها، ورايات في سبيل الله رفعها،
نحن الى هنا متفقين ولا يجراء احد الشك في ذالك ؟
نأتي الى رويتكم أبا بكر وعمر وسائر
الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم قاموا بإغتصاب الخلافة من علي رضي الله
عنه , لماذا لم يهاجر إلى بلد يصخر الله تعالى له أهله بل ويعينه لإنه سيقيم أمر الله
فيها بالطبع لا تخفى آيات كتاب الله على سيدنا علي رضي الله عنه ؟؟
لماذا رضي لنفسه رضي الله عنه أن يعيش ظالما لنفسه مستضعفا !!!
مع أن التاريخ الإسلامي سجل بطولات تثبت شجاعة سيدنا علي
رضي الله عنه , هل كانت نظرته قاصرة بل كذلك حكمه وقراره عندما أتخذ
المدينة سكنا يرضاه لزوجه فاطمة رضي الله عنها وابنيهما الحسن والحسين
ونتج عن ذلك كسرا لضلع سيدتنا فاطمة رضي الله عنها , وإسقاط جنينها
المحسن , ومنع سيدتنا رضي الله عنها من إرثها فدك !!؟؟! هل يعقل هذا وهل
هذا نفس لشخص الى نتحدث عنه ؟ سيدنا علي او عندكم علي غير اللي عندنا ؟
لماذا سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها لم تهاجر من أرض أهلها أهل
سوء؟؟
وبعد ذلك كله تدفن سيدة نساء أهل الجنة ليلا !!؟؟!
و يقتل الحسن والحسين رضي الله عنهما ظلما !!
ويضيع القرآن الكريم , و تعيش أمة الإسلام في ذل وهوان !!!
لماذا لم يحاول سيدنا علي رضي الله عنه ولو لمرة واحدة !!؟
هل الولاية متعلقة ومرتبطة بالمدينة ؟؟
لماذا لم يرسل رسائل يطلب النصرة , وسينصره الله عز وجل ما دام الأمر لله
تعالى؟؟؟
ألا يخشى رضي الله عنه وأرضاه من سؤال الله تعالى بتضييعه هذا الشرف العظيم
بمجرد إتفاق رهط من القوم بل أهل المدينة كلهم ؟؟
في حال لم يستطيع - أي أنه من المستضعفين – كيف يجعل الله عز وجل أمر
عظيما يستقيم به حال الإسلام والمسلمين لمستضعف؟؟؟
في حال أن علي رضي الله عنه لم يستطع , وكذلك الحسن رضي الله عنه ,
ثم أتى الحسين رضي الله عنه ليقيم هذا الأمر فقتل , أين الأئمة الباقون
هل جميعهم لم يستطيعوا ؟؟
هل تنطبق هذهـ الآيات الكريمه على سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاهـ
قال تعالى : ( إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا
مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا إليها فأولئك
مأواهم جهنم وسأت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا
يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان
الله عفوا غفورا * ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا
وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد
وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما ) سورة النساء الآيات 97-100.
تعليق