تويت
لا إله إلا الله كلمة عظيمة وشريفة ولها من الفضائل والمعاني السامية ما سيأتي ذكر بعضه إن شاء الله، ولكنا نجد كثيراً ممن يقولها ويعتقدها لا تبلغ به ما ينبغي من العظمة والشرف وهذا له أسباب كثيرة وينبغي لمن أراد النصيحة لنفسه أن يعرف تلك الأسباب ليحذرها ولا يكون ممن قل نصيبه من هذه الكلمة العظيمة الشريفة.
ومن أعظم أسباب ذلك:
1- الغفلة عن معناها الذي دلت عليه أو الجهل به أو سوء الفهم له
2- ضعف المحبة لها وضعف الصدق فيها.
ولذلك قبل أن نبين عظمة هذه الكلمة وفضلها نبين معناها الذي دلت عليه بلفظها وبينه الله ووضحه في كلامه المحكم الكريم.
قولنا ((لا إله إلا الله)) فيه نفي الأُلوهية مطلقا عن كل شيء وإثباتها لواحد هو الله تعالى وكثيرًا ما تأتي هذه الكلمة مؤكدة بقولنا (( وحده لا شريك له)) أي وحده في إثبات الإلوهية واستحقاقه لها، لا يشاركه فيها غيره ألبتة،
فما فمعنى الإله؟ وما معنى الأُلوهية:
قال أهل العلم الإله هو المعبود والأُلوهية يعني العبادة وأَلَهَ أي عَبَدَ، ذكر ذلك إمام المفسرين وشيخهم أبو جعفر ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى، وذكر بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ (( ويذرك وإِلَهَتَكَ)) وقال أي ابن عباس: ((إنما كان فرعون يُعبد ولا يَعبد)) وذكر مثله عن مجاهد وذكر قول الشاعر رؤبة بن العجاج،
(لله در الغانيات المُدَّهِ
سبحن واسترجعن من تألهي).
وقال ابن جرير (يعنى من تعبدي وطلبي الله بعملي) ثم قال (فقد بين قول ابن عباس ومجاهد هذا أن (أَلَهَ) عَبَدَ وأن الإلاهة مصدرُه.
وقال (ولا شك أن الإلاهة على ما فسره ابن عباس ومجاهد مصدر من قول القائل أله الله فلانٌ إلاهة كما يقال عبد الله فلانٌ عبادة.
ما ذكره ابن جرير ذكره غير واحد من المفسرين وذكره أيضا أئمة اللغة كما يقول ابن فارس في كتابه (معجم مقاييس اللغة) وهو من أئمة هذا الشأن (الهمزة واللام والهاء أصل واحد وهو التعبد فالإله الله تعالى وسمي بذلك لأنه معبود، ويقال تأله الرجل إذا تعبد قال رؤبة:
(لله در الغانيات المده
سبحن واسترجعن من تألهي). اهـ
إذاً فمعنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله (كما قال تعالى "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أن لا إله إلا أنا فاعبدون) أي لا معبود بحق إلا الله فعليكم أن تعبدوه وحده ولا تصرفوا العبادة لغيره معه.
وقد فهم أقوامُ الرّسل ذلك، فمنهم من آمن ووحد، ومنهم من كذب وآثر البقاء على شركه، قال تعالى (وإلى عاد آخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).
فماذا كان جوابهم له، كان جوابهم (أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا) فعلموا أن معناها الذي دلت عليه عبادة الله وحده دون ما سواه.
وبمثل ذلك أيضًا أخبر الله تعالى عن أهل مكة من كفار قريش فقال عز جاره (بسم الله الرحمن الرحيم ص والقرآن ذي الذكر، بل الذين كفروا في عزة وشقاق كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص، وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب، أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) الآيات.
وقد أمر الله تعالى رسوله أن يبين ذلك لمن يعبد الأنبياء والصالحين من أهل الكتاب، أو غيرهم، فيدعوهم إلى التوحيد، فقال تعالى: (قل) أي يا محمد (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).
وبين لنا سبحانه أن هذا المعنى الذي دلت عليه هذه الكلمة لا إله إلا الله هو الحنيفية التي كان عليها إبراهيم عليه السلام الذي أمرنا باتباع ملته فقال جل وعز " وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين " الآية
أي لا أعبد إلا الفاطر الذي خلقني وبيده أمري وتصريف شؤوني.
إذاً فكل ما سبق يبين بوضوح وجلاء أن معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله، وأن عبادة ما سواه باطلة بل أبطل الباطل كما قال تعالى: " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل، وأن الله هو العلي الكبير"
فمن صرف شيئا من العبادة لغير الله تعالى، فقد خالف هذه الكلمة ونقضها وكان من الكافرين لأنه جعل مع الله شريكا في عبادته وقد قال تعالى " ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين".
فإذا علمت ذلك يا أخي، تَبَيَّنَ لك أن أوجبَ ما يكون عليك هو معرفة العبادة ومعرفة ما يضادها وهو الشرك، لتهرب منه أشد الهرب، وتخلص العبادة لله وحده فتكون من أهل " لا إله إلا الله، التي هي أفضل الكلام وأعظمه وأشرفه.
واعلم أن عظمتك وشرفك وفضلك إنما يكون بقدر ما تنال من فضل هذه الكلمة وعظمتها وشرفها.
إذا تبين ماسبق وأن شرف المؤمن وفضله بقدر حظه منها وحظها منه وبقدر ما ينال من شرف هذه الكلمة وفضلها
فإليك أخي القارئ بعض ما لهذه الكلمة من الفضائل والخصائص ليكون ذلك لك مشوقاً ودافعاً لتعلم هذه الكلمة وتعلم ما تدل عليه من العبودية ومعرفة ما يضادها ليدفعك للقيام بها أعظم قيام لتكون من أهل لا إله إلا الله ومن خواصها الذين ظفروا بفضائلها.
فمن فضائلها
1- أنه لأجلها خلق الله الخلق قال تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
وعبادته هي العمل بلا إله إلا الله والتزامها.
2- أنها أول واجب وأعظم واجب وأول ما يؤمر به ويُدعى إليه يدل عليه النصوص السابقة وحديث معاذٍ رضي الله عنه قال "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ...(الحديث) فجعل أمرهم بها قبل أمرهم بالصلاة أو بغيرها من الشرائع.
3- أنها لأجلها أرسلت الرسل قال تعالى "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"
وقال تعالى "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"
4- أن ما دلت عليه وأمرت به هو أعظم شيء دلت عليه الرسل وأمرت به الرسل كما في الآيات والأحاديث السابقة.
5- أنها حق الله على عباده لحديث معاذ قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال لي "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قلت: الله ورسوله أعلم قال "وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا"
6- أنه لأجلها شُرع الجهاد في سبيل الله قال الله تعالى "وقاتلوا المشركين كافة" أي أن شركهم هو سبب قتالهم، وقال تعالى "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله" أي حتى لا يكون شرك وتكون العبادة خالصة لله تعالى.
وقال صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى"
7- أنها مفتاح الجنة لما أخرجه البخاري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ "يا معاذ" قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال "يا معاذ".قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال "يا معاذ".قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله تعالى على النار "
ويفسر هذا الحديث حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده وسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"
فتبين أن الشهادة بها يلزمُ منه التوحيد وترك الشرك والعمل بما تقتضيه وأن منزلته في الجنة بحسب عمله بهذه الشهادة واستقامته عليها.
8- أنها حصن من النار
لحديث عتبان "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله" ويشرح هذا الحديث ويفسره الأحاديث السابقة.
فمن أخلص فيها واستقام عليها أمن من النار مطلقاً ومن فرط فيها تعرض إلى أن تصيبه النار بحسب ذلك ومن فرط فيها مطلقاً وهدمها كان من أهل النار وحطبها.
9- أنها تعصم نفس ومال قائلها لما رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل.
10- أنها أفضل الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"
11- أنها أفضل الذكر
لحديث جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أفضل الذكر لا إله إلا الله"
12- أنها ذكر ودعاء، يبين ذلك الحديثين السابقين، والذكر والدعاء أفضل الأعمال فهي أفضل الأعمال.
13- أنها كلمة التقوى قال تعالى "وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها" فهي أصل التقوى ومفتاحها وكمالها، وكلما زاد حظ العبد منها زاد حظه من التقوى، وكلما نقص حظه منها نقص حظه من التقوى.
14- أنها العروة الوثقى قال تعالى "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى" فدل أن من تمسك بلا إله إلا الله وحقق معناها فقد تمسك بأعظم عروةٍ تنجيه من عذاب النار وغضب المليك الجبار، والعياذ به سبحانه وحده،
والحمد لله رب العالمين.
ومن أعظم أسباب ذلك:
1- الغفلة عن معناها الذي دلت عليه أو الجهل به أو سوء الفهم له
2- ضعف المحبة لها وضعف الصدق فيها.
ولذلك قبل أن نبين عظمة هذه الكلمة وفضلها نبين معناها الذي دلت عليه بلفظها وبينه الله ووضحه في كلامه المحكم الكريم.
قولنا ((لا إله إلا الله)) فيه نفي الأُلوهية مطلقا عن كل شيء وإثباتها لواحد هو الله تعالى وكثيرًا ما تأتي هذه الكلمة مؤكدة بقولنا (( وحده لا شريك له)) أي وحده في إثبات الإلوهية واستحقاقه لها، لا يشاركه فيها غيره ألبتة،
فما فمعنى الإله؟ وما معنى الأُلوهية:
قال أهل العلم الإله هو المعبود والأُلوهية يعني العبادة وأَلَهَ أي عَبَدَ، ذكر ذلك إمام المفسرين وشيخهم أبو جعفر ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى، وذكر بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ (( ويذرك وإِلَهَتَكَ)) وقال أي ابن عباس: ((إنما كان فرعون يُعبد ولا يَعبد)) وذكر مثله عن مجاهد وذكر قول الشاعر رؤبة بن العجاج،
(لله در الغانيات المُدَّهِ
سبحن واسترجعن من تألهي).
وقال ابن جرير (يعنى من تعبدي وطلبي الله بعملي) ثم قال (فقد بين قول ابن عباس ومجاهد هذا أن (أَلَهَ) عَبَدَ وأن الإلاهة مصدرُه.
وقال (ولا شك أن الإلاهة على ما فسره ابن عباس ومجاهد مصدر من قول القائل أله الله فلانٌ إلاهة كما يقال عبد الله فلانٌ عبادة.
ما ذكره ابن جرير ذكره غير واحد من المفسرين وذكره أيضا أئمة اللغة كما يقول ابن فارس في كتابه (معجم مقاييس اللغة) وهو من أئمة هذا الشأن (الهمزة واللام والهاء أصل واحد وهو التعبد فالإله الله تعالى وسمي بذلك لأنه معبود، ويقال تأله الرجل إذا تعبد قال رؤبة:
(لله در الغانيات المده
سبحن واسترجعن من تألهي). اهـ
إذاً فمعنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله (كما قال تعالى "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أن لا إله إلا أنا فاعبدون) أي لا معبود بحق إلا الله فعليكم أن تعبدوه وحده ولا تصرفوا العبادة لغيره معه.
وقد فهم أقوامُ الرّسل ذلك، فمنهم من آمن ووحد، ومنهم من كذب وآثر البقاء على شركه، قال تعالى (وإلى عاد آخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).
فماذا كان جوابهم له، كان جوابهم (أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا) فعلموا أن معناها الذي دلت عليه عبادة الله وحده دون ما سواه.
وبمثل ذلك أيضًا أخبر الله تعالى عن أهل مكة من كفار قريش فقال عز جاره (بسم الله الرحمن الرحيم ص والقرآن ذي الذكر، بل الذين كفروا في عزة وشقاق كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص، وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب، أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) الآيات.
وقد أمر الله تعالى رسوله أن يبين ذلك لمن يعبد الأنبياء والصالحين من أهل الكتاب، أو غيرهم، فيدعوهم إلى التوحيد، فقال تعالى: (قل) أي يا محمد (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).
وبين لنا سبحانه أن هذا المعنى الذي دلت عليه هذه الكلمة لا إله إلا الله هو الحنيفية التي كان عليها إبراهيم عليه السلام الذي أمرنا باتباع ملته فقال جل وعز " وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين " الآية
أي لا أعبد إلا الفاطر الذي خلقني وبيده أمري وتصريف شؤوني.
إذاً فكل ما سبق يبين بوضوح وجلاء أن معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله، وأن عبادة ما سواه باطلة بل أبطل الباطل كما قال تعالى: " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل، وأن الله هو العلي الكبير"
فمن صرف شيئا من العبادة لغير الله تعالى، فقد خالف هذه الكلمة ونقضها وكان من الكافرين لأنه جعل مع الله شريكا في عبادته وقد قال تعالى " ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين".
فإذا علمت ذلك يا أخي، تَبَيَّنَ لك أن أوجبَ ما يكون عليك هو معرفة العبادة ومعرفة ما يضادها وهو الشرك، لتهرب منه أشد الهرب، وتخلص العبادة لله وحده فتكون من أهل " لا إله إلا الله، التي هي أفضل الكلام وأعظمه وأشرفه.
واعلم أن عظمتك وشرفك وفضلك إنما يكون بقدر ما تنال من فضل هذه الكلمة وعظمتها وشرفها.
إذا تبين ماسبق وأن شرف المؤمن وفضله بقدر حظه منها وحظها منه وبقدر ما ينال من شرف هذه الكلمة وفضلها
فإليك أخي القارئ بعض ما لهذه الكلمة من الفضائل والخصائص ليكون ذلك لك مشوقاً ودافعاً لتعلم هذه الكلمة وتعلم ما تدل عليه من العبودية ومعرفة ما يضادها ليدفعك للقيام بها أعظم قيام لتكون من أهل لا إله إلا الله ومن خواصها الذين ظفروا بفضائلها.
فمن فضائلها
1- أنه لأجلها خلق الله الخلق قال تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
وعبادته هي العمل بلا إله إلا الله والتزامها.
2- أنها أول واجب وأعظم واجب وأول ما يؤمر به ويُدعى إليه يدل عليه النصوص السابقة وحديث معاذٍ رضي الله عنه قال "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ...(الحديث) فجعل أمرهم بها قبل أمرهم بالصلاة أو بغيرها من الشرائع.
3- أنها لأجلها أرسلت الرسل قال تعالى "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"
وقال تعالى "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"
4- أن ما دلت عليه وأمرت به هو أعظم شيء دلت عليه الرسل وأمرت به الرسل كما في الآيات والأحاديث السابقة.
5- أنها حق الله على عباده لحديث معاذ قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال لي "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قلت: الله ورسوله أعلم قال "وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا"
6- أنه لأجلها شُرع الجهاد في سبيل الله قال الله تعالى "وقاتلوا المشركين كافة" أي أن شركهم هو سبب قتالهم، وقال تعالى "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله" أي حتى لا يكون شرك وتكون العبادة خالصة لله تعالى.
وقال صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى"
7- أنها مفتاح الجنة لما أخرجه البخاري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ "يا معاذ" قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال "يا معاذ".قال لبيك يا رسول الله وسعديك، قال "يا معاذ".قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله تعالى على النار "
ويفسر هذا الحديث حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده وسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"
فتبين أن الشهادة بها يلزمُ منه التوحيد وترك الشرك والعمل بما تقتضيه وأن منزلته في الجنة بحسب عمله بهذه الشهادة واستقامته عليها.
8- أنها حصن من النار
لحديث عتبان "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله" ويشرح هذا الحديث ويفسره الأحاديث السابقة.
فمن أخلص فيها واستقام عليها أمن من النار مطلقاً ومن فرط فيها تعرض إلى أن تصيبه النار بحسب ذلك ومن فرط فيها مطلقاً وهدمها كان من أهل النار وحطبها.
9- أنها تعصم نفس ومال قائلها لما رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل.
10- أنها أفضل الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"
11- أنها أفضل الذكر
لحديث جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أفضل الذكر لا إله إلا الله"
12- أنها ذكر ودعاء، يبين ذلك الحديثين السابقين، والذكر والدعاء أفضل الأعمال فهي أفضل الأعمال.
13- أنها كلمة التقوى قال تعالى "وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها" فهي أصل التقوى ومفتاحها وكمالها، وكلما زاد حظ العبد منها زاد حظه من التقوى، وكلما نقص حظه منها نقص حظه من التقوى.
14- أنها العروة الوثقى قال تعالى "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى" فدل أن من تمسك بلا إله إلا الله وحقق معناها فقد تمسك بأعظم عروةٍ تنجيه من عذاب النار وغضب المليك الجبار، والعياذ به سبحانه وحده،
والحمد لله رب العالمين.