تويت
الرحمن الرحيم
الانسان مربي نفسه 00
قال الامام علي عليه السلام /نهج البلاغة /خطبة رقم 90
(حاسبوأ أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوأ)ان هذهي الوصية على قصرها لتزها بالمعاني والفوائد الكبيرة ذلك ان اي انسان متحضر لا يشك ابدأ بضرورة التربية فكما ان الوردة او الشجرة او الحصان يحتاج الى التربية وكذلك الانسان 0وهذه المسأله لا تحتاج الى توضيح وان اكثر الناس تخلقأ يدرك ذلك ولذا نشاهد المجتمعات البدائية تعيش على الزراعة او تربية الماشية قد يخطى اولئك في اسلوب التربية سواء في النبات او الحيوان ولكنهم على كل حال يعتقدون بضرورة التربية في هذا المضمار 0
وفرق كبير بين الانسان المتحضر والانسان المتخلف فاذا كان الاخير يعتقد بان الانسان ليس حيوانأ اونباتأ حتى يحتاج الى التربية فرئيس القبيلة يرفض رفضا قاطعا ان الانسان المتحضر لا بفكر ابدا على هذا النحو بل العكس من ذلك فهو يعتقد ان ابنه باعتباره انسأنأ يحتاج الى التربية والرعاية اكثرمن الوردة والشجرة او الحمامة والحصان 0
فكما ان النباتات باعتبارها موجودات تنبض بالحياة هي اكثر كمالا من الجمادات فانها تحتاج الى التربية للوصول بها الى الكمال المنشود ولان الحيوانات ارقى كمالا من النباتات فيه تحتاج الى التربية اكثر وهكذا بالنسبة للانسان انه كائن ارقى واسمى كمالامن الحيوانات بل ان وجوده العظيم بحاجة ماسة الى التربية والاخلاق والادب 0
الانسان مرتبة اخرى من الوجود تفوق عالم النبات وعالم الحيوان وان قولنا بانه يحتاج الى التربية ليس معناه ان نسلم الانسان الى من يعنى به صحيح انه بحادة الى معلمين ومربين يهدونه ويرشدونه ويصقلون وجوده غير ان الانسان ليس معدنااو حجرأثمينأ لكي نسلمه بيد صانع ماهر ثم نطلب منه صياغته من كل النواحي 0
والانسان ليس نباتأ لكي نودعه لدى المزارع ونعتبره مسئوولا عنه من جميع الجهات والانسان وبالرغم من احتوائه على جوانب النبات وخصائص الحيوان يمتاز بالعقل والارادة وهما يرفضان رفضأ قاطعا الانصياع الى العوامل الخارجية انه ليس معدنأ او حجرأ حتى يستجيب لارادة الصائع كما انه ليس نباتأ ينمو لدى كل احد وليس ببغاء فيلقن بما يراد له ان يقول انه كائن يتمتع بالحرية والاستقلال والارادة التي قد ترفض الخنوع لشتى انواع المؤثرات اذ من المستحيل اجبار الانسان على عمل ما اذا لابد ان يحصل في النهاية نوع من التفكير ثم صدور القرار 0 ان عمل الانسان لابد وان يسبقه فكر وارادة ومن لا يفكر لنفسه لا ينفعه تفكير الاخرين ومن لا يقر بنفسه لا يجديه ان يقرر في شأنه الاخرون وقد قال بعض الحكماء (من لم يجعل في قلبه واعظأ من نفسه لا تنفعه مواعظ الواعظين )
وكل هذا على الانسان يختلف عن سائر المخلوقات في مسأله التربية اذ ان العوامل الخارجية وحدها لا تكفي يجب ان يكون في داخل كل انسان واعظ من نفسه اي تنشأ في داخل النفس شخصيتان الاولى تأمر والثانية تطيع والاولى تلوم والاخرى تتقبل الملامة الاولى تحاسب والاخرى تتقبل الحساب 000
كلمات في الطريق /الشهسد مرتضى المطهري
الانسان مربي نفسه 00
قال الامام علي عليه السلام /نهج البلاغة /خطبة رقم 90
(حاسبوأ أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوأ)ان هذهي الوصية على قصرها لتزها بالمعاني والفوائد الكبيرة ذلك ان اي انسان متحضر لا يشك ابدأ بضرورة التربية فكما ان الوردة او الشجرة او الحصان يحتاج الى التربية وكذلك الانسان 0وهذه المسأله لا تحتاج الى توضيح وان اكثر الناس تخلقأ يدرك ذلك ولذا نشاهد المجتمعات البدائية تعيش على الزراعة او تربية الماشية قد يخطى اولئك في اسلوب التربية سواء في النبات او الحيوان ولكنهم على كل حال يعتقدون بضرورة التربية في هذا المضمار 0
وفرق كبير بين الانسان المتحضر والانسان المتخلف فاذا كان الاخير يعتقد بان الانسان ليس حيوانأ اونباتأ حتى يحتاج الى التربية فرئيس القبيلة يرفض رفضا قاطعا ان الانسان المتحضر لا بفكر ابدا على هذا النحو بل العكس من ذلك فهو يعتقد ان ابنه باعتباره انسأنأ يحتاج الى التربية والرعاية اكثرمن الوردة والشجرة او الحمامة والحصان 0
فكما ان النباتات باعتبارها موجودات تنبض بالحياة هي اكثر كمالا من الجمادات فانها تحتاج الى التربية للوصول بها الى الكمال المنشود ولان الحيوانات ارقى كمالا من النباتات فيه تحتاج الى التربية اكثر وهكذا بالنسبة للانسان انه كائن ارقى واسمى كمالامن الحيوانات بل ان وجوده العظيم بحاجة ماسة الى التربية والاخلاق والادب 0
الانسان مرتبة اخرى من الوجود تفوق عالم النبات وعالم الحيوان وان قولنا بانه يحتاج الى التربية ليس معناه ان نسلم الانسان الى من يعنى به صحيح انه بحادة الى معلمين ومربين يهدونه ويرشدونه ويصقلون وجوده غير ان الانسان ليس معدنااو حجرأثمينأ لكي نسلمه بيد صانع ماهر ثم نطلب منه صياغته من كل النواحي 0
والانسان ليس نباتأ لكي نودعه لدى المزارع ونعتبره مسئوولا عنه من جميع الجهات والانسان وبالرغم من احتوائه على جوانب النبات وخصائص الحيوان يمتاز بالعقل والارادة وهما يرفضان رفضأ قاطعا الانصياع الى العوامل الخارجية انه ليس معدنأ او حجرأ حتى يستجيب لارادة الصائع كما انه ليس نباتأ ينمو لدى كل احد وليس ببغاء فيلقن بما يراد له ان يقول انه كائن يتمتع بالحرية والاستقلال والارادة التي قد ترفض الخنوع لشتى انواع المؤثرات اذ من المستحيل اجبار الانسان على عمل ما اذا لابد ان يحصل في النهاية نوع من التفكير ثم صدور القرار 0 ان عمل الانسان لابد وان يسبقه فكر وارادة ومن لا يفكر لنفسه لا ينفعه تفكير الاخرين ومن لا يقر بنفسه لا يجديه ان يقرر في شأنه الاخرون وقد قال بعض الحكماء (من لم يجعل في قلبه واعظأ من نفسه لا تنفعه مواعظ الواعظين )
وكل هذا على الانسان يختلف عن سائر المخلوقات في مسأله التربية اذ ان العوامل الخارجية وحدها لا تكفي يجب ان يكون في داخل كل انسان واعظ من نفسه اي تنشأ في داخل النفس شخصيتان الاولى تأمر والثانية تطيع والاولى تلوم والاخرى تتقبل الملامة الاولى تحاسب والاخرى تتقبل الحساب 000
كلمات في الطريق /الشهسد مرتضى المطهري
تعليق