الهجمات المعادية و موقفنا منها
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين نبينا محمد و آله الطاهرين المنتجبين، إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من طبيعة البشر الإختلاف في الآراء نتيجة لتفاوت المداركو تباين الأمزجة، و عوامل أخرى.
و لا ضير و لا محذور لو تعددت النظريات و أجرى كل فريق فيها فكره و قلمه، فإنَّ ذلك مما يثري و يوسع من دائرة البحث ما دام جارياً وفق مناهج البحث الموضوعية و أصوله السليمة.
أمَّا أن يعالج اختلاف على قضية بتجريد الحسام و سلاطة اللسان، و يناقش بالسياط و يجالد وفق سياسة ترغيب و ترهيب، فيكون الحق و الميزان الراجح و الصفقة الرابحة للقوي و من يملك عدة البطش و السلاح المؤثر على غرار ما يقول الشاعر:
و دعوى القوي كدعوى السباع من الظفر و الناب برهانها
أما أن يعالج بنحو هذا فأمر فظيع لا يقره عقل و لا يقبله دين و لا يستسيغه ذوق و ينبو عن كل وجدان، و هو الشذوذ الذي لا يوصف ضعة و حقارة.
و قضيتنا الكبرى (الإمامة):
و هي من الدبن في الصميم، و اللائق بها أن تعالج بالحكمة و الأصول الدينية من مقارعة الحجة بالحجة و الدليل بمثله و الاحتكام إلى العقل و المنطق، إلا أنها –وببالغ الأسف- و على عبر تاريخها الطويل ضلت في معالجتها الاحلام و ضاعت في ذلك المقاييس و جرى فيها من الخطوب و الشجون ما لا يعلمه إلا الله. أرأيت أو سمعت أن مؤمناً بالله رباً، و بمحمدٍ نبياً و بما جاء به من أحكام، يلجئه الظرف و حراجة الموقف، لا خوفاً من الكفار و لا خشية من ملاحدة أشرار, بل من أهل القبلة و الصلاة و الجهاد في سبيل الله و الحج إلى بيته الحرام. نعم، يلجئه الخوف من هؤلاء لأن يقبل و يعلن بأنه كافر يهودي أو نصراني فيُسلم بذلك ماله و عرضه و تُحفظ له حياته و كرامته، بدلاً من أن يُعرَف أو يُعَرَّف بأنه شيعة لآل محمد و موالٍ لعلي؟؟ أجل، حدَّث التاريخ بما هو غريب كالخيال فكان أحدهم يرى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في طيف المنام فيعرض عنه و يميل بوجهه خوفاً و خشية أن يوصف بأنه ترابي. و دعنا من حديث الخلافة و السقيفة
و خذ في ما سنَّه معاوية و جرى عليه بنو العباس، فلقد كتب معاوية نسخة واحدة لولاته و عماله –بل هي قانون لعامة المسلمين المحكومين- بالتعامل مع من يخالفهم الرأي بهذا النحو:
"أنظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً و أهل يته فامحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه"
و شفع ذلك بنسخة أخرى:
"من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكٍّلوا به، و اهدموا داره"(1).
و ما شهداء (مرج عذراء) و ما فتكة الحجاج، و ما القتل و التشريد من بني أمية و ما صنعه بنو العباس، و ما جرى عليه (صلاح الدين) و الحكام العثمانيون، إلا سيراً على النهج الذي آمن به هؤلاء الأقوياء المتسلطون و العتاة الجبابرة، و تاريخهم و تاريخنا معهم مشهور، سطره السيف من دماء آل محمد و قبلهم أئمة الدين، عترة محمد و أهل بيته. و لم يقتصر على الفتك و السفك، و إنما تمادى إلى ما لا يقصر عن تلكم الشناعة و الفظاعة، فجردت الأقلام كما جرد الحسام، و نشطت لجان التحريف و التشويه و قلب الحقائق و تربية الأمة المسلمة على ما يريده الحاكمون، و قد بالغوا، و بلغوا الغية.
فالحاكم يقتل و يمنع العطاء و يشرد، و خطيب الجمعة يعلن بالسب و الشتيمة بما يملأ آفاق بلاد الإسلام الواسعة، و القاص في المسجد يقلب الرواية كما أُمر، و معلم الصبيان يلقن الأحداث الأغرار على هذا المنهج التعليمي المعين، هذا و الفترة ممتدة و الإستماتة في إحكام الأمر و إبرامه على أشدها، فتغلغلت هاتيك الأفكار و انتشرت.
و ماذا يمكن أن يقوم به الشيعي الأعزل؟
و توالت على هذه البدع أقوام و أقوام، و أزمنة و اعوام، بل بقيت ميراث فكر، و موقوفات –و لبالغ المرارة و الأسف أن يرثها حملة فكر و أقلام و شخصيات و أعلام- و إذا بهذا الميراث و الوقف العام لا يعرف فئة دون أخرى و لا جنسية دون ثانية. فإذا بالبربري و الهندي يتوزعان و يقتسمان نصيباً يشاركهما فيه العربي المكي، و المدني و الشامي و العراقي، و قلنا لقد ولَّى زمن البطش و انقضى، و اتجهت العقول بقبول حرية الرأي و اتسعت الصدور لاستماع الفكر الآخر و مناقشته بموضوعية، و علقنا الآمال على الفئة الواعية من ذوي الاختصاصات و الدراسات المقارنة و حملة شهادات الكتوراة، فإذا الأعمال (و إلى الآن) قد خيبت الآمال و لم يزالوا و لم يبرحوا كما كان عليه السلف، و بنحو متغلغل معمق كما كان عليه السلف أيضاً.
و بعد هذا، فما هو الموقف تجاه ذلك؟
إن الموقف متعدد الجنبات متشعب النواحي –ولا مجال للإفاضة- و أرباب العلم و سدنة المذهب يعلمون وظيفتهم، و إنما الغرض التوجه إلى توجيه الناشئة بما ينفعهم في هذا المجال:
أولاً= رعاية الآباء و الأمهات لأولادهم بتربيتهم تربية صحيحة أصيلة صلبة تعجز عن زعزعتها العواصف الهوجاء.
ثانياً= مواصلة و تعاهد تلكم التربية.
ثالثاً= مراقبة الأفكار التي يحملها الفتى و الفتاة و إفهامهما الصحيح و الخطأ في ذلك سواءً في العقيدة أو العبادة أو السلوك.
رابعاً= رعايتهم بنحو عملي باصطحابهم إلى مجالس الذكر و محافل الخير.
خامساً= قيام الخطباء بدور مؤثر في هذا المضمار و لو استغل المنبر لأفاد فوائد جلَّى بفضل وفرة المناسبات الباعثة على وفرة الحضور مما يهيء فرصة ممتازة.
سادساً= توجه أهل العلم –وخصوصاً- في المناسبات الجامعة لتناول الموضوعات المطروحة بجدية مووعية بعيداً عن الإنفعال العاطفي.
سابعاً= بث الثقافة و الوعي من خلال الكتاب الهادف مع ملاحظة تفاوت المستويات.
ثامناً= تشكيل لجنة من الآباء و الأمهات من الطبقة الواعية لتتعرف على المشاكل و الأمور التي تتعلق بطلاب المدرسة سواءً في الأخلاق و السلوك أو مسائل أخرى و التصدي لحلها بصور قويمة و بطرق سليمة.
تاسعاً= يجب الإهتمام المركَّز في الجانب النسوي بتهيئة عوامل التوعية و وسائل الثقافة و تركيز العقيدة و الأخلاق و المسؤولية تلقى على عاتق كل من له استعداد للقيام بما يجب سواءً في محافل النساء و مجالسهن أو في استماعهن لأحاديث الخطباء و المحاضرين و الدروس المعدة لهن. و إذا أُحسِنَت رعاية هذا الجانب الحساس فإنه يؤدي ثماره الطيبة إن شاء الله.
عاشراً= إشاعة و بث الإطمئنان بسلامة المعتقد و صحة المنهج الذي يوصلنا إلى الله عبر هذه القنوات الطاهرة النقية بإيراد الأحاديث الصحيحة المتواترة من الطريقين السنة و الشيعة، و أخذ العبرة من التاريخ الذي رأينا صوراً من ظلمه و ظلماته، و كيف بقيت أسماء الجناة لعنة الدهر و سبة التاريخ لا يُذكَرون إلا توأماً مع الخزي و العار و الكراهية، و كيف بقيت أعلام آل محمد خفاقة و بقي ذكرهم يملاً الدنيا نوراً و عطراً، مصداقاً لقول الحق تبارك و تعالى("أما الزبد فيذهب جفاءو أمَّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض")(2)
("و قل جاء الحق و زهق الباطل إنَّ الباطل كان زهوقا")(3) فلولا الحق المتمثل في الإنتماء إلى من هو مع الحق و الحق معه، و المتمثل في من هو مع القرآن و القرآن معه لنسي ذكره و عفي خبره كأن لم يوجده، و لكنه نور الله و هيهات لنورٍ أن يطفأ بالأفواه و الأنفاس("يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون")(4) ("يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون")(5) ("تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض و لا فساداً و العاقبة للمتقين")(6)
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 11 ص45
و اقرأ فصلاً مهماً مثيراً "ذكر بعض ما مني به آل البيت من الأذى و الاضطهاد".
(2) سورة الرعد17
(3) سورة الإسراء81
(4) سورة الصف 8
(5) سورة التوبة 32
(6) سورة القصص 83
يجب أن نثقف أنفسنا و نتفقه في ديننا لنستطيع الرد على هجمات المغرضين، وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير
و صلوا على محمد و آل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين نبينا محمد و آله الطاهرين المنتجبين، إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من طبيعة البشر الإختلاف في الآراء نتيجة لتفاوت المداركو تباين الأمزجة، و عوامل أخرى.
و لا ضير و لا محذور لو تعددت النظريات و أجرى كل فريق فيها فكره و قلمه، فإنَّ ذلك مما يثري و يوسع من دائرة البحث ما دام جارياً وفق مناهج البحث الموضوعية و أصوله السليمة.
أمَّا أن يعالج اختلاف على قضية بتجريد الحسام و سلاطة اللسان، و يناقش بالسياط و يجالد وفق سياسة ترغيب و ترهيب، فيكون الحق و الميزان الراجح و الصفقة الرابحة للقوي و من يملك عدة البطش و السلاح المؤثر على غرار ما يقول الشاعر:
و دعوى القوي كدعوى السباع من الظفر و الناب برهانها
أما أن يعالج بنحو هذا فأمر فظيع لا يقره عقل و لا يقبله دين و لا يستسيغه ذوق و ينبو عن كل وجدان، و هو الشذوذ الذي لا يوصف ضعة و حقارة.
و قضيتنا الكبرى (الإمامة):
و هي من الدبن في الصميم، و اللائق بها أن تعالج بالحكمة و الأصول الدينية من مقارعة الحجة بالحجة و الدليل بمثله و الاحتكام إلى العقل و المنطق، إلا أنها –وببالغ الأسف- و على عبر تاريخها الطويل ضلت في معالجتها الاحلام و ضاعت في ذلك المقاييس و جرى فيها من الخطوب و الشجون ما لا يعلمه إلا الله. أرأيت أو سمعت أن مؤمناً بالله رباً، و بمحمدٍ نبياً و بما جاء به من أحكام، يلجئه الظرف و حراجة الموقف، لا خوفاً من الكفار و لا خشية من ملاحدة أشرار, بل من أهل القبلة و الصلاة و الجهاد في سبيل الله و الحج إلى بيته الحرام. نعم، يلجئه الخوف من هؤلاء لأن يقبل و يعلن بأنه كافر يهودي أو نصراني فيُسلم بذلك ماله و عرضه و تُحفظ له حياته و كرامته، بدلاً من أن يُعرَف أو يُعَرَّف بأنه شيعة لآل محمد و موالٍ لعلي؟؟ أجل، حدَّث التاريخ بما هو غريب كالخيال فكان أحدهم يرى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في طيف المنام فيعرض عنه و يميل بوجهه خوفاً و خشية أن يوصف بأنه ترابي. و دعنا من حديث الخلافة و السقيفة
و خذ في ما سنَّه معاوية و جرى عليه بنو العباس، فلقد كتب معاوية نسخة واحدة لولاته و عماله –بل هي قانون لعامة المسلمين المحكومين- بالتعامل مع من يخالفهم الرأي بهذا النحو:
"أنظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً و أهل يته فامحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه"
و شفع ذلك بنسخة أخرى:
"من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكٍّلوا به، و اهدموا داره"(1).
و ما شهداء (مرج عذراء) و ما فتكة الحجاج، و ما القتل و التشريد من بني أمية و ما صنعه بنو العباس، و ما جرى عليه (صلاح الدين) و الحكام العثمانيون، إلا سيراً على النهج الذي آمن به هؤلاء الأقوياء المتسلطون و العتاة الجبابرة، و تاريخهم و تاريخنا معهم مشهور، سطره السيف من دماء آل محمد و قبلهم أئمة الدين، عترة محمد و أهل بيته. و لم يقتصر على الفتك و السفك، و إنما تمادى إلى ما لا يقصر عن تلكم الشناعة و الفظاعة، فجردت الأقلام كما جرد الحسام، و نشطت لجان التحريف و التشويه و قلب الحقائق و تربية الأمة المسلمة على ما يريده الحاكمون، و قد بالغوا، و بلغوا الغية.
فالحاكم يقتل و يمنع العطاء و يشرد، و خطيب الجمعة يعلن بالسب و الشتيمة بما يملأ آفاق بلاد الإسلام الواسعة، و القاص في المسجد يقلب الرواية كما أُمر، و معلم الصبيان يلقن الأحداث الأغرار على هذا المنهج التعليمي المعين، هذا و الفترة ممتدة و الإستماتة في إحكام الأمر و إبرامه على أشدها، فتغلغلت هاتيك الأفكار و انتشرت.
و ماذا يمكن أن يقوم به الشيعي الأعزل؟
و توالت على هذه البدع أقوام و أقوام، و أزمنة و اعوام، بل بقيت ميراث فكر، و موقوفات –و لبالغ المرارة و الأسف أن يرثها حملة فكر و أقلام و شخصيات و أعلام- و إذا بهذا الميراث و الوقف العام لا يعرف فئة دون أخرى و لا جنسية دون ثانية. فإذا بالبربري و الهندي يتوزعان و يقتسمان نصيباً يشاركهما فيه العربي المكي، و المدني و الشامي و العراقي، و قلنا لقد ولَّى زمن البطش و انقضى، و اتجهت العقول بقبول حرية الرأي و اتسعت الصدور لاستماع الفكر الآخر و مناقشته بموضوعية، و علقنا الآمال على الفئة الواعية من ذوي الاختصاصات و الدراسات المقارنة و حملة شهادات الكتوراة، فإذا الأعمال (و إلى الآن) قد خيبت الآمال و لم يزالوا و لم يبرحوا كما كان عليه السلف، و بنحو متغلغل معمق كما كان عليه السلف أيضاً.
و بعد هذا، فما هو الموقف تجاه ذلك؟
إن الموقف متعدد الجنبات متشعب النواحي –ولا مجال للإفاضة- و أرباب العلم و سدنة المذهب يعلمون وظيفتهم، و إنما الغرض التوجه إلى توجيه الناشئة بما ينفعهم في هذا المجال:
أولاً= رعاية الآباء و الأمهات لأولادهم بتربيتهم تربية صحيحة أصيلة صلبة تعجز عن زعزعتها العواصف الهوجاء.
ثانياً= مواصلة و تعاهد تلكم التربية.
ثالثاً= مراقبة الأفكار التي يحملها الفتى و الفتاة و إفهامهما الصحيح و الخطأ في ذلك سواءً في العقيدة أو العبادة أو السلوك.
رابعاً= رعايتهم بنحو عملي باصطحابهم إلى مجالس الذكر و محافل الخير.
خامساً= قيام الخطباء بدور مؤثر في هذا المضمار و لو استغل المنبر لأفاد فوائد جلَّى بفضل وفرة المناسبات الباعثة على وفرة الحضور مما يهيء فرصة ممتازة.
سادساً= توجه أهل العلم –وخصوصاً- في المناسبات الجامعة لتناول الموضوعات المطروحة بجدية مووعية بعيداً عن الإنفعال العاطفي.
سابعاً= بث الثقافة و الوعي من خلال الكتاب الهادف مع ملاحظة تفاوت المستويات.
ثامناً= تشكيل لجنة من الآباء و الأمهات من الطبقة الواعية لتتعرف على المشاكل و الأمور التي تتعلق بطلاب المدرسة سواءً في الأخلاق و السلوك أو مسائل أخرى و التصدي لحلها بصور قويمة و بطرق سليمة.
تاسعاً= يجب الإهتمام المركَّز في الجانب النسوي بتهيئة عوامل التوعية و وسائل الثقافة و تركيز العقيدة و الأخلاق و المسؤولية تلقى على عاتق كل من له استعداد للقيام بما يجب سواءً في محافل النساء و مجالسهن أو في استماعهن لأحاديث الخطباء و المحاضرين و الدروس المعدة لهن. و إذا أُحسِنَت رعاية هذا الجانب الحساس فإنه يؤدي ثماره الطيبة إن شاء الله.
عاشراً= إشاعة و بث الإطمئنان بسلامة المعتقد و صحة المنهج الذي يوصلنا إلى الله عبر هذه القنوات الطاهرة النقية بإيراد الأحاديث الصحيحة المتواترة من الطريقين السنة و الشيعة، و أخذ العبرة من التاريخ الذي رأينا صوراً من ظلمه و ظلماته، و كيف بقيت أسماء الجناة لعنة الدهر و سبة التاريخ لا يُذكَرون إلا توأماً مع الخزي و العار و الكراهية، و كيف بقيت أعلام آل محمد خفاقة و بقي ذكرهم يملاً الدنيا نوراً و عطراً، مصداقاً لقول الحق تبارك و تعالى("أما الزبد فيذهب جفاءو أمَّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض")(2)
("و قل جاء الحق و زهق الباطل إنَّ الباطل كان زهوقا")(3) فلولا الحق المتمثل في الإنتماء إلى من هو مع الحق و الحق معه، و المتمثل في من هو مع القرآن و القرآن معه لنسي ذكره و عفي خبره كأن لم يوجده، و لكنه نور الله و هيهات لنورٍ أن يطفأ بالأفواه و الأنفاس("يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون")(4) ("يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون")(5) ("تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض و لا فساداً و العاقبة للمتقين")(6)
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 11 ص45
و اقرأ فصلاً مهماً مثيراً "ذكر بعض ما مني به آل البيت من الأذى و الاضطهاد".
(2) سورة الرعد17
(3) سورة الإسراء81
(4) سورة الصف 8
(5) سورة التوبة 32
(6) سورة القصص 83
يجب أن نثقف أنفسنا و نتفقه في ديننا لنستطيع الرد على هجمات المغرضين، وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير
و صلوا على محمد و آل محمد
تعليق