وان الامام علي عليه السلام بصبره وتأنيه
وحكمته وعندما وصلت اليه الخلافة اتدرون ما قال
(اول شيء فعله انه صعد الى المنبر اشهد من حضر بيعتي يوم الغدير
الا قام وشهد فقام ستة عشر بدريا كلهم شهدوا انهم سمعوا
مبايعته من رسول الله اصلى الله عيهواله وسلم يوم الغدير بحجة الوداع
ومنهم من كتكم الشهادة فدعا عليه الامام علي عليه السلام
فستجاب الله سبحانه وتعالى لدعوته
وعن احمد ابن حنبل في مسنده عن زيد ابن ارقم قال
ناشد عليا الناس بحديث الغدير فقام ستة عشر رجلا
شهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
يقول للهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه
وكنت فيمن كتم الشهادة فذهب بصري وكان علي رضي الله عنه
دعا على من كتم الشهادة
(وروى ابن قتيبة في كتابه المعارف اخر صفحة (194)
قال انس ابن مالك كان بوجهه برص ذكر قوم ان عليا رضي الله عنه
سأله عن قول رسول الله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
فقال انس كبرت سني ونسيت فقال علي ان كنت كاذبا فضربك الله بيضاء
لا تواريها العمامة ) فما قام حتى ابيض وجهه برصا فكان بعد ذلك
يقول اصابتني دعوة العبد الصالح فكيف للصحابة العدول ان يكتموا الشهادة
حتى اصابتهم دعوة الامام عليه السلام
وهنا نسأل لماذا الامام علي عليه السلام يثير المشكلة بعد خمسة وعشرين عاما
والجواب عله السلام اراد ان يعرف الناس ان الامر كان خطير
ويهدد مستقبل الاسلام كله ولذلك سكت الامام صلوات ربي عليه
وسكتوا هؤلاء الصحابة معه ولم يذكروا ذلك
وبعد ان مات الثلاثة ممن اخذوا الحق منه وسمحت له الفرصة والظروف
اخذ يذكر الناس ويشهدهم على ما قاله رسول الله صلى الله عليه واله
يوم الغدير
وعندما قال له قائل انك على هذا الامر يبن ابي طالب لحريص قلت بل انتم والله
لأحرص وابعد وانا اخص واقرب وانما طلبت حقا لي وانتم تحولون بيني وبينه
وتضربون وجهي دونه فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هب كأنه بهت
لا يدري ما يجيني به
( ومن كلام له عليه السلام لما عزموا على بيعة عثمان
(لقد علمتم اني احق بها من غيري ووالله لآسلمن ما سلمت امور المسلمين
ولم يكن فيها جور الا علي خاصة التماسا لاجر ذلك وفضله وزهدا فيما
تنافستموه من زخرفه وزبرجه
وقال لهم والله ان خلافتكم هذه عندي كعفطة عنز او كورقة تقضمها جرادة
الا ان اقيم حدا من حدود الله اذن الخلافة لم تكن مشكلة الامام علي عليه السلام
كما يتصور البعض بل تألم الامام علي عليه اسلام لما يعلم ان من تقدمه
لم يكونوا مؤهلين قيادة البشرية ولم يكونوا اهلا للامامة التي هي تنصيب
من الله عز وجل