دمعة الدم
هيأ الرسام عدته ، وعلى صدر بياض اللوحة الناصع ، كلحيته الثلجية المطلقة على سجيتها ، وبخبرة سبعين من السياحة مع الريشة والألوان ، والتوحد القدسي معهما بالترحال الصوفي ؛ جسَد جواداً أصيلاً أشهب، حتى يبدو وكأنه يسبح في فضاءات حلم ملكوتي شفاف ، وعليه فارس مهيب ، تكاد رجلاه تنوشان الأرض ، وبيده قربة وقد خرقها سهم غادر.. فاندلق الماء منها، سال نحو الأسفل ، فأتلف ألوان اللوحة..!
إنتزع الرسام الورقة بوقار من المحمل ، واستبدلها بورقة أخرى ، ورسم للفارس قربةً بلا ماء هذه المرّة.. حسماً للمأزق..!
لكنه استذكر أطفالاً عطشى ينتظرون ، ووعد حرٍ قطعه لنساء وفتيات ، فكيف..كيف.....!
ومثله لا يمكن أن يخلف وعده .
همس الرسام مع ذاته بحيرة :
- ما قيمة لوحةٍ كهذه في واقعةٍ كتلك من دون الماء؟
مزقها أيضاً.. فنزلت من عينيه دمعة بلون الدم ، فرسم بجوارها قربةً فارغة وقد نشب السهم فيها، وراية خضراء مطروحة أرضاً قرب المشرعة ، وكفاً مبتورا .
جار
الحق
هيأ الرسام عدته ، وعلى صدر بياض اللوحة الناصع ، كلحيته الثلجية المطلقة على سجيتها ، وبخبرة سبعين من السياحة مع الريشة والألوان ، والتوحد القدسي معهما بالترحال الصوفي ؛ جسَد جواداً أصيلاً أشهب، حتى يبدو وكأنه يسبح في فضاءات حلم ملكوتي شفاف ، وعليه فارس مهيب ، تكاد رجلاه تنوشان الأرض ، وبيده قربة وقد خرقها سهم غادر.. فاندلق الماء منها، سال نحو الأسفل ، فأتلف ألوان اللوحة..!
إنتزع الرسام الورقة بوقار من المحمل ، واستبدلها بورقة أخرى ، ورسم للفارس قربةً بلا ماء هذه المرّة.. حسماً للمأزق..!
لكنه استذكر أطفالاً عطشى ينتظرون ، ووعد حرٍ قطعه لنساء وفتيات ، فكيف..كيف.....!
ومثله لا يمكن أن يخلف وعده .
همس الرسام مع ذاته بحيرة :
- ما قيمة لوحةٍ كهذه في واقعةٍ كتلك من دون الماء؟
مزقها أيضاً.. فنزلت من عينيه دمعة بلون الدم ، فرسم بجوارها قربةً فارغة وقد نشب السهم فيها، وراية خضراء مطروحة أرضاً قرب المشرعة ، وكفاً مبتورا .
جار

تعليق