بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن الأحنف بن قيس قال : ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة ، فقال : أين تريد ؟ قلت : أنصر هذا الرجل ، قال : ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . فقلت : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الديات ، باب قول الله { ومن أحياها } ، وكتاب الفتن ، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما .
يقول ابن حجر :
قوله ( ذهبت لأنصر هذا الرجل ) : يعني علياً .
وكان الأحنف أراد أن يخرج بقومه إلى علي بن أبي طالب ليقاتل معه يوم الجمل ، فنهاه أبو بكرة ، فرجع وحمل أبو بكرة الحديث على عمومه في كل مسلمين التقيا بسيفيهما حسماً للمادة وإلا فالحق أنه محمول على ما إذا كان القتال منهما بغير تأويل سائغ .
ويقول : واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ، ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد ، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد ، بل ثبت
أنه يؤجر أجراً واحداً وأن المصيب يؤجر أجرين !
ويقول أيضاً :
ومن ثم كان الذين توقفوا عن القتال في الجمل وصفين أقل عدداً من الذين قاتلوا وكلهم متأول مأجور إن شاء الله !!
أقول :
إذن المعركة التي دارت رحاها بين الإمام علي عليه السلام وبين عائشة يوم الجمل كانت بتأويل سائغ ! فما مصير القتلى من كلا الجانبين ؟! وهل كلهم في النار كما يتبين لنا من ذلك الحديث ؟ وما مصير المقتول المبشر بالجنة كطلحة بن عبيدالله التميمي الذي يعتبر من العشرة المبشرين بالجنة عند العامة ؟!
إعلم أخي الكريم بأن عدد قتلى معركة الجمل ما بين ثمانية عشر ألف إلى ثلاثين ألف قتيل ! فهل ذهبت دماء هؤلاء هدراً وكان ذلك بتأويل سائغ من قبل عائشة وطلحة ؟!
وطلحة هذا كان مبشراً بالجنة وقد قتل في هذه المعركة فما مصيره ؟!
هذا بالإضافة إلى مصير القاتل ؟!
فكيف نوفق بين ما جاء في الحديث وما نقرأه في كتب السيرة والتأريخ ؟
وهل لقاتل طلحـة أجران ؟! وذلك لأنه اجتهد فأصاب ! أم أن لطلحـة أجريـن ولقاتلـه واحد ؟! فما هذه الموازين المختلـة ؟ ثم من الذي يحق له
الاجتهاد ؟ وهل كل من هب ودب يجوز له أن يجتهد
فعملية الاجتهاد في جميع الأمور سوف تخلق جواً من الفوضى بين الصحابة والمسلمين عموماً ، ولماذا دائماً يكون التأويل من خصوم الإمام عليه السلام ، ولماذا لم ينسبوا ذلك لأبي ذر مثلاً عندما خالف عثمان ؟! فسيَّرَه عثمان إلى الشام فخالف معاوية أيضاً ، فأرجعه إلى المدينة إلى أن أبعده عثمان إلى الربذة ، فمات غريباً وحيداً !
فالسؤال : لماذا لم يقولوا أن أباذر اجتهد وتأول في مخالفته مع السلطة فأخطأ أو فأصاب في ذلك ؟ لماذا لا نقرأ ذلك في بطون الكتب مثلما ذكرنا ؟
اضغط هنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن الأحنف بن قيس قال : ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة ، فقال : أين تريد ؟ قلت : أنصر هذا الرجل ، قال : ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . فقلت : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الديات ، باب قول الله { ومن أحياها } ، وكتاب الفتن ، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما .
يقول ابن حجر :
قوله ( ذهبت لأنصر هذا الرجل ) : يعني علياً .
وكان الأحنف أراد أن يخرج بقومه إلى علي بن أبي طالب ليقاتل معه يوم الجمل ، فنهاه أبو بكرة ، فرجع وحمل أبو بكرة الحديث على عمومه في كل مسلمين التقيا بسيفيهما حسماً للمادة وإلا فالحق أنه محمول على ما إذا كان القتال منهما بغير تأويل سائغ .
ويقول : واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ، ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد ، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد ، بل ثبت
أنه يؤجر أجراً واحداً وأن المصيب يؤجر أجرين !
ويقول أيضاً :
ومن ثم كان الذين توقفوا عن القتال في الجمل وصفين أقل عدداً من الذين قاتلوا وكلهم متأول مأجور إن شاء الله !!
أقول :
إذن المعركة التي دارت رحاها بين الإمام علي عليه السلام وبين عائشة يوم الجمل كانت بتأويل سائغ ! فما مصير القتلى من كلا الجانبين ؟! وهل كلهم في النار كما يتبين لنا من ذلك الحديث ؟ وما مصير المقتول المبشر بالجنة كطلحة بن عبيدالله التميمي الذي يعتبر من العشرة المبشرين بالجنة عند العامة ؟!
إعلم أخي الكريم بأن عدد قتلى معركة الجمل ما بين ثمانية عشر ألف إلى ثلاثين ألف قتيل ! فهل ذهبت دماء هؤلاء هدراً وكان ذلك بتأويل سائغ من قبل عائشة وطلحة ؟!
وطلحة هذا كان مبشراً بالجنة وقد قتل في هذه المعركة فما مصيره ؟!
هذا بالإضافة إلى مصير القاتل ؟!
فكيف نوفق بين ما جاء في الحديث وما نقرأه في كتب السيرة والتأريخ ؟
وهل لقاتل طلحـة أجران ؟! وذلك لأنه اجتهد فأصاب ! أم أن لطلحـة أجريـن ولقاتلـه واحد ؟! فما هذه الموازين المختلـة ؟ ثم من الذي يحق له
الاجتهاد ؟ وهل كل من هب ودب يجوز له أن يجتهد
فعملية الاجتهاد في جميع الأمور سوف تخلق جواً من الفوضى بين الصحابة والمسلمين عموماً ، ولماذا دائماً يكون التأويل من خصوم الإمام عليه السلام ، ولماذا لم ينسبوا ذلك لأبي ذر مثلاً عندما خالف عثمان ؟! فسيَّرَه عثمان إلى الشام فخالف معاوية أيضاً ، فأرجعه إلى المدينة إلى أن أبعده عثمان إلى الربذة ، فمات غريباً وحيداً !
فالسؤال : لماذا لم يقولوا أن أباذر اجتهد وتأول في مخالفته مع السلطة فأخطأ أو فأصاب في ذلك ؟ لماذا لا نقرأ ذلك في بطون الكتب مثلما ذكرنا ؟
اضغط هنا
تعليق