تويت
ما سر زيارة الصدريين لعمان؟
كتابات - فلاح خير الدين
ما كان متوقعا ان توجه الحكومة الاردنية دعوة رسمية للتيار الصدري لزيارة عاصمتها ولقاء رئيس مجلس النواب الاردني عبد الهادي المجالي، وما كان منتظرا من التيار الصدري ان يكلف نفسه ليرسل وفدا إلى عمان التي حذرت قبل اكثر من عامين من قيام الهلال الشيعي وشنت حربا على الشيعة في العراق ولبنان وسورية وايران متساوقة مع توجهات هيئة كبار العلماء السلفية في السعودية.
لكن، ما لا يتوقع وما لا يقره المنطق، يمكن وقوعه في السياسة، ويجوز للسياسيين ان يتجاوزوا (محرماتهم) ويتغاضوا عما كانوا يقولون به ويدعون اليه، لان المصلحة دائما ما كانت تجر السياسيين إلى ما كانوا يرون فيه سوءا.
على اية حال، وصل وفد التيار الصدري إلى العاصمة الاردنية (عمان) برئاسة عقيل عبد الحسين رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب ويشاركه المهمة النائب والقيادي في التيار الصدري بهاء الاعرجي، وبرفقة الناطق الرسمي بأسم التيار الشيخ صلاح العبيدي.. بعد ان اعتذر السيد مقتدى الصدر عن زيارة العاصمة الاردنية لاسباب (علمية) لانشغال سماحته في الاعداد النهائي لرسالته للحصول على درجة (أية الله) من الحوزة العلمية في قم.
احد المقربين من التيار الصدري لم يخف دهشته من الزيارة، ومع علمه بموعدها الا ان استغرابه كان عن هذا المستوى العالي الذي تمثل به وفد التيار الصدري. وقد استنتج من ان وجود الاشخاص القياديين في الوفد بأن ما سيتم نقاشه والتداول فيه لا بد وان يكون على مستوى عال من الاهمية .. موضحا بأنه سمع بأن وجود الامير القطري هناك (في الاردن) لم يكن مصادفة، بل هو ضمن ما تعمل له الحكومة القطرية برغبة امريكية وسعودية لتحييد التيار الصدري في أي صراع متوقع مع حكومة المالكي .
وقد كشف في بغداد عن سر زيارة وفد التيار الصدر إلى عمان، وهو اجراء لقاء مباشر او غير مباشر مع رئيس هيئة علماء المسلمين السلفية والموجود في عمان منذ اربعة اعوام لاجراء حوار بين التيار الصدري (الشيعي) وهيئة علماء المسلمين (السنية) تمهيدا لتشكيل ائتلاف سياسي، في حال نجاح المفاوضات التي ستجري قريبا.
ولن يقتصر هذا الائتلاف على (التيار) او (الهيئة) اذ ان السعودية اقترحت ان تتسع قاعدته ليشمل سياسيين شيعة علمانيين وقادة جيش سابقين من (السنة) لمواجهة ائتلاف شيعي تتهيأ بعض الاحزاب الشيعية لتأسيسه.
وقد كلفت السعودية والادارة الامريكية حكومة قطر القيام بمهمة جمع (المتناقضين) وتوحيد صفوفهم، بعد ان حققت (الدوحة) نجاحا في ما سمي بـ (اتفاقية الدوحة) بين حزب الله اللبناني والعماد عون من جهة وسعد الحريري وجعجع من جهة اخرى.. وتأمل السعودية ان ينشط امير قطر خلال الشهور الستة المقبلة في (جمع الرؤوس) بمؤتمر يعقد في عاصمته كما فعل مع اللبنانيين.
حتى الان، يترقب المراقبون السياسيون العراقيون ان تعقب زيارة التيار الصدري لعمان زيارة اخرى إلى الرياض، حيث تقدم هناك (مغريات) مالية وسياسية لـ (اقناع) التيار الصدري بالمشاركة في المخطط (الامريكي ـ السعودي ـ القطري) لاعادة صياغة النظام السياسي في العراق على خلاف ما هو عليه الان. وبما يخدم (الامن الخليجي) كما يقولون في الرياض
الموضوع منقول من موقع كتابات