وكما هي العادة تعود إشكالية تثبيت رؤية الهلال لشهر رمضان في تثبيت بدايته وفي تثبيت نهايته حيث إطلالة هلال العيد. ويطفح على السطح اختلاف المسلمين في تحديد يوم العيد كلٌّ بحسب مرجعيته الفقهية وطريقة قراءته الاستنباطية في اتخاذ الآلية العملية في تثبيت ذلك، كلٌّ بحسب المرجع على شتى مشاربهم سنة وشيعة، كيف يقرأون "النص"، وكيف يكون عيدهم؟ بعضٌ يجمُد على النص ليقرأه حرفياً "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته" فالرؤية هي العين وكل شيء آخر من أجهزةٍ فلكية علمية "إنما تورث الظن"... والظن لا يغني عن الحق شيئاً... "إنه نوع من التنجيم"... "ولا إثبات إلا بالعين المجردة"! تلك قراءة نصيّة حرفية، البعض يرى تقليديتها وتاريخيتها خصوصاً مع تطور العلم ووسائله لخدمة الفقه، والبعض - على رغم إيمانه بدور العلم الفلكي وأجهزته في إثبات رؤية الهلال - يرى الرأي الآخر اجتهاداً يجب احترامه "وتلك هي السيرورة الاجتهادية لحركة الفقه تاريخياً فمن أخطأ فله أجر ومن أصاب فله أجران". وما بين هذا وذاك يبرز اجتهاد يتكئ على التأصيل لكنه لا يقفز على تطور العصر وإمكان استغلاله لخدمة ما يصب في صالح الإسلام والمسلمين، فالعلم يأتي لصالح الفقه وهنا يؤخذ دور الطبيب والفلكي... إذا أورثا الاطمئنان، ويأتي دور السيد الخوئي ليؤمن بدور الأجهزة العلمية في إثبات الرؤية الهلالية، يستتبعه علماء آخرون منهم السيد محمد حسين فضل الله فهو يقول: "إنه إذا ثبت عندنا من خلال الخبراء ولادة الهلال وأورث كلامهم اطمئناناً مع إمكانية رؤيته حتى لو لم يره الناس فإننا نحكم بالصوم" (المصدر: الندوة. ج 4) "فالرؤية طريق للعلم في تفسير الحديث وقد يتحقق هذا الطريق من خلال أهل الخبرة" (الندوة. ج 6). وهكذا هم بعض علماء أهل السنة، فالمملكة العربية السعودية من الدول الإسلامية التي رأى بعض فقهائها أن الأجهزة العلمية الفلكية قد تورث علماً برؤية هلال العيد. من يرون دور الأجهزة الفلكية في تثبيت الرؤية يرون أن الهلال ظاهرة كونية مثله مثل الشمس فهي مرتبطة بالنظام الكوني فإذا اثبت رؤيته في أي بلد تثبت في بقية البلدان فإن الآفاق متحدة. الوسط - سيد ضياء الموسوي