تويت
زيارة القبور وتشييدها ليست بدعة (1)
زيارة القبور وتشييدها ليست بدعة (1)
صادق أشكناني
تطالعنا الصحف اليومية بمقالات عن تحريم زيارة القبور وازداد الامر حتى صرنا نعلمها ابناءنا في المدارس ونكفر من يعمل بها مستدلين بالحديث( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي هذا والمسجد الاقصى). سادخل في الموضوع من غير مقدمات وذلك لضيق المساحة:
1 - قال سبحانه وتعالى: (ولاتصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) التوبة 84.) نهت الآية عن الصلاة والقيام على قبر المنافق فقط وليس المؤمن.
2 - أن الله تعالى أمرنا بآية صريحة في كتابه أن نأتي إلى رسوله (ص) ونستغفر الله عنده ونطلب منه أن يستغفر لنا، فقال (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (النساء:64 )وهو أمرٌ عام لكل مسلم في كل عصر. هكذا فهم الآية جميع المسلمين، وعملوا بها في حياة النبي(ص) وبعد وفاته، وأفتى بها الفقهاء من جميع المذاهب ودونوها في مناسكهم . فهل كانوا كلهم على ضلال حتى جاء احدهم وقرر أن من يقصد زيارة النبي(ص) ويتوسل به مشرك و كافر؟ قال الحافظ الصديق المغربي في الرد المحكم المتين ان هذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود هنا.
3 - سيرة النبي: ( كان رسول الله يأتي مسجد قباء راكباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين )(صحيح مسلم:: 4/127 . صحيح البخاري: 2/76 )وهذا ليس من المساجد الثلاثة. كان النبي يخص بعض القبور بالزيارة وقد وضع حجرات على قبر أخيه من الرضاعة عثمان بن مضعون وقال: ( لتعرف بها قبر أخي ) ولا تترتب على التعرف فائدة سوى زيارته . النبي (ص) زارأمه فبكى وأبكى من حوله وقال: (استأذنت ربي أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكّركم الموت .صحيح مسلم: 3/65 ) . وقال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكّر الآخرة .صحيح الترمذي: 3/274) .روي عن عائشة انها قالت: (كلما كان ليلتها من رسول الله كان عليه السلام يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، اللّهم أغفر لأهل بقيع الغرقد صحيح مسلم: 7/41.).
4 - سيرة المسلمين: أن السيدة عائشة كانت تزور
قبر أخيها عبد الرحمن (ابن قدامة: المغني: 2/270 ). كذلك كان الناس في كل عام إذا قضوا الحج يتوجهون إلى زيارة النبي (ص)، ومنهم من يفعل ذلك قبل الحج، هكذا شاهدناه وشاهده من قبلنا، معتقدين أن ذلك قربة وطاعة، وفيهم العلماء والصلحاء وغيرهم ( شقاء السقام في زيارة خير الأنام للسبكي) .ثم لو كان معنى الحديث عدم شد الرحال إلى أي مسجد من المساجد سوى المساجد الثلاثة فان ذلك لا يعني عدم شد الرحال إلى أي مكان من الأمكنة إذا لم يكن المقصود مسجداً، فالحديث يكون غير متعرض لشد الرحال لزيارة الأنبياء والأئمة الطاهرين والصالحين لأن موضوع الحديث إثباتاً ونفياً هو المساجد،وأما اذا كان المعنى عدم السفر الا للمساجد الثلاثة فعندها سنقع كلنا في حرج كبير حيث تكون جل اسفارنا محرمة وهذا لا يلتزم به أحد من الفقهاء.
5 - لوكان نبينا(ص) لايسمع توسل المتوسلين الى الله تعالى به كما يزعمون، فمن اللغو والعبث أن يخاطبه المسلمون في صلاتهم فيقولون: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)؟!
6 - لقد سأل المنصور العباسي إمام المالكية مالك بن أنس عن كيفية زيارة النبي (ص) والتوسل به(يا أبَا عَبْدِاللّه أَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ أَدْعُوا، أم أَسْتَقْبِلُ رَسُولَ اللّه؟ فَقالَ مالِك في جوابه: لِمَ تَصْرِفْ وَجْهَكَ عَنْهُ وَ هُوَ وَسيلَتُكَ وَ وَسيلَةُ أبيكَ آدَمُ إلى اللّه يَوْمَ الْقِيامَة؟! بَلِ اسْتَقْبِلْهُ وَ اسْتَشْفِعْ بِهِ فَيَشْفِّعُكُ اللّه، قالَ اللّه تَعالى: ولَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ... في الدُرَر السنيَّة: ج 10 السبكي في شفاء السقام، و السمهودي في وفاء الوفا، والقسطلاني في المواهب اللّدنيّة).
7 - صرح المقدسي بأن ابن تيمية كان معتقداً بزيارة النبي الأكرم وقال: ( قال رحمه الله (يعني ابن تيمية) في بعض مناسكه، باب زيارة قبر النبي (ص): إذا أشرف الحاج على مدينة النبي (ص) قبل الحج أو بعده، فليقل:السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين وقائد الغرّ المحجّلين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، أشهد أنك قد بلّغت رسالات ربك ونصحت لأمتك ودعوت إلى سبيل
ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت الله حتى أتاك اليقين، فجزاك الله أفضل
ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته. اللهم آته الوسيلة
والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً )
(المقدسي: الصارم المنكي في الرد على السبكي . ط1) واقرا ايضا كتاب احياء علوم الدين وكتاب سر العالمين لابي حامد الغزالي في اداب زيارة النبي واهل البقيع.
عجبني ف نقلته
منقول
صادق أشكناني
تطالعنا الصحف اليومية بمقالات عن تحريم زيارة القبور وازداد الامر حتى صرنا نعلمها ابناءنا في المدارس ونكفر من يعمل بها مستدلين بالحديث( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي هذا والمسجد الاقصى). سادخل في الموضوع من غير مقدمات وذلك لضيق المساحة:
1 - قال سبحانه وتعالى: (ولاتصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) التوبة 84.) نهت الآية عن الصلاة والقيام على قبر المنافق فقط وليس المؤمن.
2 - أن الله تعالى أمرنا بآية صريحة في كتابه أن نأتي إلى رسوله (ص) ونستغفر الله عنده ونطلب منه أن يستغفر لنا، فقال (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (النساء:64 )وهو أمرٌ عام لكل مسلم في كل عصر. هكذا فهم الآية جميع المسلمين، وعملوا بها في حياة النبي(ص) وبعد وفاته، وأفتى بها الفقهاء من جميع المذاهب ودونوها في مناسكهم . فهل كانوا كلهم على ضلال حتى جاء احدهم وقرر أن من يقصد زيارة النبي(ص) ويتوسل به مشرك و كافر؟ قال الحافظ الصديق المغربي في الرد المحكم المتين ان هذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود هنا.
3 - سيرة النبي: ( كان رسول الله يأتي مسجد قباء راكباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين )(صحيح مسلم:: 4/127 . صحيح البخاري: 2/76 )وهذا ليس من المساجد الثلاثة. كان النبي يخص بعض القبور بالزيارة وقد وضع حجرات على قبر أخيه من الرضاعة عثمان بن مضعون وقال: ( لتعرف بها قبر أخي ) ولا تترتب على التعرف فائدة سوى زيارته . النبي (ص) زارأمه فبكى وأبكى من حوله وقال: (استأذنت ربي أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكّركم الموت .صحيح مسلم: 3/65 ) . وقال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكّر الآخرة .صحيح الترمذي: 3/274) .روي عن عائشة انها قالت: (كلما كان ليلتها من رسول الله كان عليه السلام يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، اللّهم أغفر لأهل بقيع الغرقد صحيح مسلم: 7/41.).
4 - سيرة المسلمين: أن السيدة عائشة كانت تزور
قبر أخيها عبد الرحمن (ابن قدامة: المغني: 2/270 ). كذلك كان الناس في كل عام إذا قضوا الحج يتوجهون إلى زيارة النبي (ص)، ومنهم من يفعل ذلك قبل الحج، هكذا شاهدناه وشاهده من قبلنا، معتقدين أن ذلك قربة وطاعة، وفيهم العلماء والصلحاء وغيرهم ( شقاء السقام في زيارة خير الأنام للسبكي) .ثم لو كان معنى الحديث عدم شد الرحال إلى أي مسجد من المساجد سوى المساجد الثلاثة فان ذلك لا يعني عدم شد الرحال إلى أي مكان من الأمكنة إذا لم يكن المقصود مسجداً، فالحديث يكون غير متعرض لشد الرحال لزيارة الأنبياء والأئمة الطاهرين والصالحين لأن موضوع الحديث إثباتاً ونفياً هو المساجد،وأما اذا كان المعنى عدم السفر الا للمساجد الثلاثة فعندها سنقع كلنا في حرج كبير حيث تكون جل اسفارنا محرمة وهذا لا يلتزم به أحد من الفقهاء.
5 - لوكان نبينا(ص) لايسمع توسل المتوسلين الى الله تعالى به كما يزعمون، فمن اللغو والعبث أن يخاطبه المسلمون في صلاتهم فيقولون: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)؟!
6 - لقد سأل المنصور العباسي إمام المالكية مالك بن أنس عن كيفية زيارة النبي (ص) والتوسل به(يا أبَا عَبْدِاللّه أَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ أَدْعُوا، أم أَسْتَقْبِلُ رَسُولَ اللّه؟ فَقالَ مالِك في جوابه: لِمَ تَصْرِفْ وَجْهَكَ عَنْهُ وَ هُوَ وَسيلَتُكَ وَ وَسيلَةُ أبيكَ آدَمُ إلى اللّه يَوْمَ الْقِيامَة؟! بَلِ اسْتَقْبِلْهُ وَ اسْتَشْفِعْ بِهِ فَيَشْفِّعُكُ اللّه، قالَ اللّه تَعالى: ولَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ... في الدُرَر السنيَّة: ج 10 السبكي في شفاء السقام، و السمهودي في وفاء الوفا، والقسطلاني في المواهب اللّدنيّة).
7 - صرح المقدسي بأن ابن تيمية كان معتقداً بزيارة النبي الأكرم وقال: ( قال رحمه الله (يعني ابن تيمية) في بعض مناسكه، باب زيارة قبر النبي (ص): إذا أشرف الحاج على مدينة النبي (ص) قبل الحج أو بعده، فليقل:السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين وقائد الغرّ المحجّلين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، أشهد أنك قد بلّغت رسالات ربك ونصحت لأمتك ودعوت إلى سبيل
ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت الله حتى أتاك اليقين، فجزاك الله أفضل
ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته. اللهم آته الوسيلة
والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً )
(المقدسي: الصارم المنكي في الرد على السبكي . ط1) واقرا ايضا كتاب احياء علوم الدين وكتاب سر العالمين لابي حامد الغزالي في اداب زيارة النبي واهل البقيع.
عجبني ف نقلته
منقول