تويت
التاريخ يسجل الفخر لابن عم الرسول و مولود الكعبة.. مولى المتقين الإمام علي بن أبي طالب «ع» محور العطاء الخالص للبشرية 
من العجائب التي أضافت صوتاً ضارباً في التاريخ وأحداثه الفريدة التي تفتح الأعين على ما تخفيه من أسرار، أن يختار الله عز و جل لعبده، موضع مولده، ليجمع له ـ مع طهارة مولده ـ شرف المحل، محل الولادة، ويخصّه بمكرمةٍ ميَّزه بها منذ ساعة مولده عن سائر البشر.
هكذا كان مولد عليِّ بن أبي طالب سلام الله عليه، في البيت العتيق في الكعبة الشريفة.
وكان ذلك يوم الجمعة، الثالث عشر من شهر الله الأصمّ رجب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة . قبل البعثة بعشر سنين . حوالي عام 600 م (23 قبل الهجرة)، وقيل : « ولد سنة ثمان وعشرين من عام الفيل ».
ولعلّه في مثل هذا اليوم الذي وُلِد فيه أمير المؤمنين، قد وُلِد الألوف من البشر، لكنَّ ولادته مثَّلت حدثاً عجيباً تجلَّت به الأسرار، وتلبَّست بالحكمة الربَّانية.
كانت مثاراً للدهشة الأبدية، فقد وضعت فاطمة وليدها في البيت العتيق، في مكان عبادة لا ولادة، ويسجل التاريخ ذاك الفخر الذي ظهر فيه عليٌّ عليه السلام مديراً ظهره للأصنام التي كانت الكعبة الشريفة تضجُّ بها، تلك ولادة أكرمه الله بها، فشاركته أمُّه الكريمة في فخرها.. إنَّ السيدة فاطمة بنت أسد أم الإمام علي لمَّا جاءها الطلق، أتت متعلِّقة بأستار الكعبة الشريفة، من شدة المخاض، مستجيرة بالله وَجِلةً، خشية أن يراها أحد من الذين اعتادوا الاجتماع في أُمسياتهم في أروقة البيت أو في داخله، فانحازت ناحية وتوارت عن العيون خلف أستار البيت، واهِنةً مرتعشة أضنتها آلام المخاض؛ فألصقت نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول «ياربِّ، إنِّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنِّي مصدِّقة بكلام جدِّي إبراهيم وأنَّه بنى البيت العتيق، فبحقِّ الذي بنى هذا البيت وبحقِّ المولود الذي في بطني الا ما يسرت عليَّ
ولادتي». قال يزيد بن قعنب : فرأيت البيت قد انشقَّ عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنَّ ذلك من أمر الله تعالى، ثُمَّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه السلام .
وحدثت السيدة فاطمة بما جرى عليها في الكعبة، قالت: فجلست على الرخامة الحمراء ساعة، وإذا أنا قد وضعت ولدي علي بن أبي طالب ولم أجد وجعاً ولا ألماً.
هكذا كان مولد الإمام علي (ع)، حيث كانت البداية في بيت الله العتيق، و من ثم مع الرسول (ص) في كل نازلة من مكة إلى المدينة المنورة، إلى ما بعد وفاة الرسول الأكرم (ص)، حيث تذكر بعض الروايات أن الإمام علي قدم إلى الكوفة في الثالث عشر من رجب عام 36 هـ و اتخذها مقرا لخلافته .
اختار الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الكوفة عاصمة لخلافته و تحول بذلك مسجد الكوفة إلى أجمل دكة قضاء في التأريخ الإنساني، وحوله أمير المؤمنين من مسجد إلى قلعة ومحور للعلم والمعرفة ليومنا هذا، و عندما نزور أمير المؤمنين (ع) نقول (السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح) حيث إن رفاته الطاهرة بين آدم ونوح عليهما السلام مما يشكل محور النبوة والإمامة محور العطاء الخالص للبشرية جمعاء ولذلك عندما تلوذ الافئدة النقية لتلقي العلوم نراها تنتعش وتجل في النجف الاشرف وأحضان الكوفة ولذلك نرى الكوفة ومنذ زمن أمير المؤمنين (ع) وليومنا هذا كانت قاعدة لانطلاق العلم فيها أرسيت قواعد الرياضيات والكيمياء والهندسة والأدب العربي والفقه وعلم الأصول والكلام ومنها تخرجت مدارس الفكر والعلم والكلام وفيها أجمل معالم الحوار الحر وحقوق الإنسان لذلك أمير المؤمنين لم يكن يقطع على الخوارج ما كانوا يفعلوه بمسجد الكوفة وكان يحميهم وهو حاكم لأكثر من خمسين دولة وهنا يضرب اروع مثل في حفظ كرامة الانسان وحقوقه والرأي الاخر حيث كان يدعوهم للحوار العلمي الهادئ ومن هنا حافظ عليه السلام على مداخل العلم الحقيقية والصحيحة.
منقول
تعليق