فتح مكة
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يوم فتح مكة أن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السموات و الأرض فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لأحد قبلي و لا تحل لأحد من بعدي و لم تحل لي إلا ساعة من النهار فهذا الخبر و أمثاله المشهورة في الروايات تدل على أن الحرم كان آمنا قبل دعوة إبراهيم (عليه السلام) و إنما تأكدت حرمته بدعائه
أنّ الكعبة من حرمات الله تبارك وتعالى، وأنّها بيته الّذي جعله قبلة للناس، عن جعفر بن محمد (عليه السلام ) أنه قال : خرج رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) عام الحديبية , و معه من أصحابه أزيد من ألف رجل يريد العمرة , فلما صار بذي الحليفة احرم و احرموا, و قلد و قلدوا الهدي و أشعروه , و ذلك قبل فتح مكة , و بلغ قريشا فجمعوا له جموعا, فلما كان قريبا من عسفان أتاه خبرهم , فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) : إنا لم نأت عسفان لقتال احد, و إنما جئنا معتمرين , فان شاءت قريش هادنتها مدة , و خلت بيني وبين الناس , فان شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس دخلوا, وأن أبوا قاتلتهم حتى يحكم اللّه بيننا و هو خير الحاكمين , و مشت الرسل بينه و بين قريش , فوادعهم مدة على أن ينصرف من عامه و يعتمر إن شاء من قابل , و قالت قريش : لن ترى العرب أنه دخل علينا قسرا, فأجابهم رسول اللّه (ص ) إلى ذلك وكان بين فتح مكة والحديبية ثلاث سنين ومن مصالح هذا الصلح فتح مكة وإسلام أهلها ودخول الناس في دين الله أفواجا لأنه لما وقع الصلح اختلط الناس بعضهم ببعض وجاءوا إلى المدينة وذهبوا إلى مكة فسمعوا منهم أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله) مفصلة ووقفوا على معجزاته الظاهرة وأعلام نبوته وحسن سيرته وحميدة طريقته وعاينوا بأنفسهم كثيرا من ذلك فمالت نفوسهم إلى الإيمان، فبعد أن تم َّ صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة بين النبي ِّ (ص) وقريش ، أخلَّت قريش بهذه الاتفاقية ونقضتها سنة ثماني للهجرة ، حيث زودت قبيلة بني بكر بالاسلحة ، وهي من كنانة المتحالفة معها، وحرَّضتهم على أن يبيِّنوا لخزاعة المتحالفين مع المسلمين فيغيروا عليهم ليلاً، يقتلون فريقاً ويأسرون آخرين ، وأُبلغ النبي ُّ (ص) بماحدث لخزاعة على أيدي بني بكر، فوعدهم النصرة وأعلن التعبئة العامة وذلك بعد نقض قريش عهد الحديبية. ومضى رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ) ومعه المسلمون واستخلف على المدينة أبا ذر الغفاري.ومن أجل دراسة
الاسباب التي دعت الى نقض صلح الحديبية نجد ان احد الاسباب كانت وبعد عودة جيش المسلمين من موقعة مؤتة لا منتصرًا ولا منهزمًا، ترك انسحابه أثرًا مختلفًا عند المسلمين بالمدينة، وعند الروم، وعند قريش بمكة. ؛ فلما كانت مؤتة خُيِّل لقريش وحلفائها أن المسلمين قد قضي عليهم وظن بنو بكر أن الفرصة سانحة ليصيبوا ثأرهم من خزاعة، وحرضهم على ذلك رجال من شباب قريش لم يقدروا الموقف تقديرًا صحيحًا، منهم عكرمة بن أبي جهل وبعض سادات قريش، وأمدوهم بالسلاح، وبيتت بنو بكر خزاعة ذات ليلة وهم على ماء لهم يسمى الوتير، فقتلوا منهم، وهزموهم حتى ألجأوهم إلى الحرم، وإلى دار بُديل بن ورقاء الخزاعي بمكة.
وخرج عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة حتى وقف على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بالمسجد، فقص عليه نقض بني بكر وقريش العهد، وشكا إليه ما أصاب قومه، واستنصره بالعهد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "نصرت يا عمرو بن سالم" 2.
ثم خرج بديل بن ورقاء في جماعة من خزاعة حتى قدموا المدينة فأخبروا النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أصابهم وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم3، وعند ذلك رأى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أن ما قامت به قريش من نقض العهد، لا مقابل له إلا فتح مكة، وأنها فرصة لا يجب أن تفوت فقد كان فتح مكة هدفًا يعمل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لتحقيقه منذ أمد بعيد، ويهيئ له في أناة وصبر، ولذلك أرسل إلى المسلمين في أنحاء الجزيرة ليكونوا على أهبة الإجابة لندائه من غير أن يعرفوا وجهته بعد هذا النداء ووصل الجيش الإسلامي إلى مشارف مكّة ، فعمد النبي ُّ (ص) إلى أشعال النيران فوق الجبال والتلال ، وزيادة ً في التخويف وإظهار القوَّة وقد قام النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) بتقسيم القوات الى اربع محاور تدخل مكة في آن واحد ،وهنا كان للعباس بن عبد المطلب ـ عم ِّ النبي ـ دوراً مميزاً، أذ استطاع أن يقنع قريشاً بالاستسلام وعدم المقاومة وهذا هو الذي حدث فعلاً.
وهكذا فُتحت مكَّة من دون إراقة دماء وإزهاق أرواح وتم ّ تسليم العدو دون قيد أو شرط .
عن علي ابن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن (عليهم السلام) قال دخل رسول الله(صلى الله عليه و آله) يوم فتح مكة و الأصنام حول الكعبة و كانت ثلاثمائة و ستين صنما، فجعل يطفها بمخصرة في يده، و يقول جاء الحق و زهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق و ما يبدئ الباطل و ما يعيد، فجعلت تكبب لوجوهها
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم فتح مكة لعلي (عليه السلام) : أما ترى هذاالصنم ياعلي على الكعبة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال فأحملك تتناوله ، قال : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال : لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا علي ، قال : فضرب رسول الله يديه إلى ساقي علي عليه السلام فوق
القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال له : ما ترى يا علي ؟ قال : أرى أن الله عزوجل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا علي ، فتناوله علي عليه السلام فرمى به ، ثم خرج رسول
الله (صلى الله عليه واله )من تحت علي وترك رجليه فسقط على الأرض ، فضحك ، فقال له : ما أضحكك يا علي ؟ فقال : سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ ، فقال له رسول الله( صلى الله عليه واله) : كيف يصيبك وإنما حملك محمد وأنزلك جبرئيل.
وعن أبي جعفر(عليه السلام) قال: لمّا كان يوم فتح مكّة قام رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس ليبلغ الشاهد الغائب، إنّ الله قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهليّة والتفاخر بآبائها وعشائرها. أيّها الناس إنّكم من آدم، وآدم من الطين. ألا وإنّ خيركم عند الله وأكرمكم عليه اليوم أتقاكم وأطوعكم له.
إن فتح مكة ودخول بني ثقيف الإسلام كانت مؤشرات على عظمة الإسلام وصدق هذا الدين فتوافد كثير من القبائل على الرسول (ص ) واطلعوا تدريجيا على معارف الاسلام وعظمته فاعتنق بعضهم الاسلام وبعض عقد صلحا وترك الحرب مع الرسول فسمي ذلك العام ( بعام الوفود فجاء وفد ( بني اسد ) الى الرسول (ص ) قائلين : (( اتيناك قبل ان ترسل الينا رسولا )) ووفد ( بلى ) ,ووفد ( زاريين ) , ووفد ( بني تميم ) ووصلت رسائل كثيرة من ملوك وسلاطين ( حمير ) تدل على قبول قدرة وحكومة الاسلام
وكذلك جاء وفد ( بهرا ) ووفد ( بني البكا ) ووفد ( بني فزارة ) , ووفد ( ثعلبة بن منقذ ) , ووفد ( سعد بن بكر )
ونزلت سورة البراءة وقراها الإمام علي (ع ) معلنا البراءة من الشرك وعبادة الأوثان ومنع المشركين من الدخول إلى مكة للحج
إن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة ألصق مقام إبراهيم بالبيت كما كان على عهد إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام لان العرب في الجاهلية أخروه إلى مكانه اليوم فلما ولى عمر بن الخطاب أخره إلى موضعه الآن، وكان على عهد النبي وأبي بكر ملصقا بفي الجدار) هذه السنن التي جرت على رسول الله (صلى الله عليه واله ستجري في القائم (عليه السلام )حيث أكدت الروايات ان للقائم سنة من محمد(صلى الله عليه واله وسلم )وبما ان هذه السنن ستجري عليه صلوات الله عليه اذن ستجري على امته على نحو التأويل قال الله تعالى (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ). سسشش
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يوم فتح مكة أن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السموات و الأرض فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لأحد قبلي و لا تحل لأحد من بعدي و لم تحل لي إلا ساعة من النهار فهذا الخبر و أمثاله المشهورة في الروايات تدل على أن الحرم كان آمنا قبل دعوة إبراهيم (عليه السلام) و إنما تأكدت حرمته بدعائه
أنّ الكعبة من حرمات الله تبارك وتعالى، وأنّها بيته الّذي جعله قبلة للناس، عن جعفر بن محمد (عليه السلام ) أنه قال : خرج رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) عام الحديبية , و معه من أصحابه أزيد من ألف رجل يريد العمرة , فلما صار بذي الحليفة احرم و احرموا, و قلد و قلدوا الهدي و أشعروه , و ذلك قبل فتح مكة , و بلغ قريشا فجمعوا له جموعا, فلما كان قريبا من عسفان أتاه خبرهم , فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) : إنا لم نأت عسفان لقتال احد, و إنما جئنا معتمرين , فان شاءت قريش هادنتها مدة , و خلت بيني وبين الناس , فان شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس دخلوا, وأن أبوا قاتلتهم حتى يحكم اللّه بيننا و هو خير الحاكمين , و مشت الرسل بينه و بين قريش , فوادعهم مدة على أن ينصرف من عامه و يعتمر إن شاء من قابل , و قالت قريش : لن ترى العرب أنه دخل علينا قسرا, فأجابهم رسول اللّه (ص ) إلى ذلك وكان بين فتح مكة والحديبية ثلاث سنين ومن مصالح هذا الصلح فتح مكة وإسلام أهلها ودخول الناس في دين الله أفواجا لأنه لما وقع الصلح اختلط الناس بعضهم ببعض وجاءوا إلى المدينة وذهبوا إلى مكة فسمعوا منهم أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله) مفصلة ووقفوا على معجزاته الظاهرة وأعلام نبوته وحسن سيرته وحميدة طريقته وعاينوا بأنفسهم كثيرا من ذلك فمالت نفوسهم إلى الإيمان، فبعد أن تم َّ صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة بين النبي ِّ (ص) وقريش ، أخلَّت قريش بهذه الاتفاقية ونقضتها سنة ثماني للهجرة ، حيث زودت قبيلة بني بكر بالاسلحة ، وهي من كنانة المتحالفة معها، وحرَّضتهم على أن يبيِّنوا لخزاعة المتحالفين مع المسلمين فيغيروا عليهم ليلاً، يقتلون فريقاً ويأسرون آخرين ، وأُبلغ النبي ُّ (ص) بماحدث لخزاعة على أيدي بني بكر، فوعدهم النصرة وأعلن التعبئة العامة وذلك بعد نقض قريش عهد الحديبية. ومضى رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ) ومعه المسلمون واستخلف على المدينة أبا ذر الغفاري.ومن أجل دراسة
الاسباب التي دعت الى نقض صلح الحديبية نجد ان احد الاسباب كانت وبعد عودة جيش المسلمين من موقعة مؤتة لا منتصرًا ولا منهزمًا، ترك انسحابه أثرًا مختلفًا عند المسلمين بالمدينة، وعند الروم، وعند قريش بمكة. ؛ فلما كانت مؤتة خُيِّل لقريش وحلفائها أن المسلمين قد قضي عليهم وظن بنو بكر أن الفرصة سانحة ليصيبوا ثأرهم من خزاعة، وحرضهم على ذلك رجال من شباب قريش لم يقدروا الموقف تقديرًا صحيحًا، منهم عكرمة بن أبي جهل وبعض سادات قريش، وأمدوهم بالسلاح، وبيتت بنو بكر خزاعة ذات ليلة وهم على ماء لهم يسمى الوتير، فقتلوا منهم، وهزموهم حتى ألجأوهم إلى الحرم، وإلى دار بُديل بن ورقاء الخزاعي بمكة.
وخرج عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة حتى وقف على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بالمسجد، فقص عليه نقض بني بكر وقريش العهد، وشكا إليه ما أصاب قومه، واستنصره بالعهد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "نصرت يا عمرو بن سالم" 2.
ثم خرج بديل بن ورقاء في جماعة من خزاعة حتى قدموا المدينة فأخبروا النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أصابهم وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم3، وعند ذلك رأى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أن ما قامت به قريش من نقض العهد، لا مقابل له إلا فتح مكة، وأنها فرصة لا يجب أن تفوت فقد كان فتح مكة هدفًا يعمل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لتحقيقه منذ أمد بعيد، ويهيئ له في أناة وصبر، ولذلك أرسل إلى المسلمين في أنحاء الجزيرة ليكونوا على أهبة الإجابة لندائه من غير أن يعرفوا وجهته بعد هذا النداء ووصل الجيش الإسلامي إلى مشارف مكّة ، فعمد النبي ُّ (ص) إلى أشعال النيران فوق الجبال والتلال ، وزيادة ً في التخويف وإظهار القوَّة وقد قام النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) بتقسيم القوات الى اربع محاور تدخل مكة في آن واحد ،وهنا كان للعباس بن عبد المطلب ـ عم ِّ النبي ـ دوراً مميزاً، أذ استطاع أن يقنع قريشاً بالاستسلام وعدم المقاومة وهذا هو الذي حدث فعلاً.
وهكذا فُتحت مكَّة من دون إراقة دماء وإزهاق أرواح وتم ّ تسليم العدو دون قيد أو شرط .
عن علي ابن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن (عليهم السلام) قال دخل رسول الله(صلى الله عليه و آله) يوم فتح مكة و الأصنام حول الكعبة و كانت ثلاثمائة و ستين صنما، فجعل يطفها بمخصرة في يده، و يقول جاء الحق و زهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق و ما يبدئ الباطل و ما يعيد، فجعلت تكبب لوجوهها
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم فتح مكة لعلي (عليه السلام) : أما ترى هذاالصنم ياعلي على الكعبة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال فأحملك تتناوله ، قال : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال : لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا علي ، قال : فضرب رسول الله يديه إلى ساقي علي عليه السلام فوق
القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال له : ما ترى يا علي ؟ قال : أرى أن الله عزوجل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا علي ، فتناوله علي عليه السلام فرمى به ، ثم خرج رسول
الله (صلى الله عليه واله )من تحت علي وترك رجليه فسقط على الأرض ، فضحك ، فقال له : ما أضحكك يا علي ؟ فقال : سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ ، فقال له رسول الله( صلى الله عليه واله) : كيف يصيبك وإنما حملك محمد وأنزلك جبرئيل.
وعن أبي جعفر(عليه السلام) قال: لمّا كان يوم فتح مكّة قام رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس ليبلغ الشاهد الغائب، إنّ الله قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهليّة والتفاخر بآبائها وعشائرها. أيّها الناس إنّكم من آدم، وآدم من الطين. ألا وإنّ خيركم عند الله وأكرمكم عليه اليوم أتقاكم وأطوعكم له.
إن فتح مكة ودخول بني ثقيف الإسلام كانت مؤشرات على عظمة الإسلام وصدق هذا الدين فتوافد كثير من القبائل على الرسول (ص ) واطلعوا تدريجيا على معارف الاسلام وعظمته فاعتنق بعضهم الاسلام وبعض عقد صلحا وترك الحرب مع الرسول فسمي ذلك العام ( بعام الوفود فجاء وفد ( بني اسد ) الى الرسول (ص ) قائلين : (( اتيناك قبل ان ترسل الينا رسولا )) ووفد ( بلى ) ,ووفد ( زاريين ) , ووفد ( بني تميم ) ووصلت رسائل كثيرة من ملوك وسلاطين ( حمير ) تدل على قبول قدرة وحكومة الاسلام
وكذلك جاء وفد ( بهرا ) ووفد ( بني البكا ) ووفد ( بني فزارة ) , ووفد ( ثعلبة بن منقذ ) , ووفد ( سعد بن بكر )
ونزلت سورة البراءة وقراها الإمام علي (ع ) معلنا البراءة من الشرك وعبادة الأوثان ومنع المشركين من الدخول إلى مكة للحج
إن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة ألصق مقام إبراهيم بالبيت كما كان على عهد إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام لان العرب في الجاهلية أخروه إلى مكانه اليوم فلما ولى عمر بن الخطاب أخره إلى موضعه الآن، وكان على عهد النبي وأبي بكر ملصقا بفي الجدار) هذه السنن التي جرت على رسول الله (صلى الله عليه واله ستجري في القائم (عليه السلام )حيث أكدت الروايات ان للقائم سنة من محمد(صلى الله عليه واله وسلم )وبما ان هذه السنن ستجري عليه صلوات الله عليه اذن ستجري على امته على نحو التأويل قال الله تعالى (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ). سسشش