اخواني الكرام .. اخواتي العزيزات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قبل عدة ايام دعيت الى مناقشة موضوع ( هل ان ابي بكر بن ابي قحافة قد اغضب الزهراء سلام الله عليها ؟)
و كما تعلمون اننا اصحاب منهج و اصحاب حق و كما قال ائمتنا عليهم السلام (( نحن اصحاب الدليل .. اينما مال نميل ))
فبعد ان افحمتهم بالادلة من كتبهم و من صحاحهم بأحقية غضب الزهراء عليها السلام و كيف انها ماتت سلام الله عليها و هي واجدة عليه و كيف ان الامام علي عليه السلام كان قد دفنها سرا و لم يصلي عليها ابي بكر
بعد انقطاع المناقشة من قبلهم .. اشتركت الاخت نصيرة الصحابة بالموضوع و حاولت ان تذكر مجموعة ادلة كانت قد نقلتها حسبما تزعم من مصادر الشيعة ... الا انني قد اجبت عليها اجابة مفصلة و نشرتها بموقعهم ( شبكة الدفاع عن السنة ) لكنني احببت ان انقل اليكم بماذا حاولت الاخت نصيرة لصحابة ان توهم الاخرين حول قضية فدك و الصحابة
لقد فصلت كتاباتها و جعلتها بلون مغاير و بالاسفل منها الرد على كل شبهة منها ارجو ان تعم الفائدة الجميع
الاخت نصيرة الصحابة .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اولا عليكِ ان تعرفي ما هو كتاب نهج البلاغة
إن كتاب ( نهج البلاغة ) ليس كتاباً من تأليف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى يكون لسؤالكم وجهاً بالأجابة حسبما تطلبون، وإنما هو مجموعة خطب وكلمات ورسائل لأمير المؤمنين (عليه السلام) جمعها في كتاب الشريف الرضي (رحمه الله) واطلق عليها الأسم المتقدم, وكان الشريف قد جمعها من مجموعة كتب معروفة في زمانه لكنه لم يذكر سنده أو سند تلك الكتب عند جمعه لها.
ويمكن أن يرد هنا سؤال حول السند الى الرضي (رحمه الله) وهو مقطوع النسبة.
وقد قام بعض الأفاضل بمهمة إرجاع تلك الخطب والكلمات المأثورة الى علي (عليه السلام) بذكر أسانيدها وذكر المصادر المشهورة التي اعتمد عليها الشريف الرضي.
ويمكن لك في هذا الجانب ان تراجع كتاب: ( مصادر نهج البلاغة وأسانيده) للشيخ عبد الزهرة الخطيب..
وأيضاً يمكنكم للاطلاع على الدليل في اثبات صحة انتساب هذه الخطب الى امير المؤمنين (عليه السلام) مراجعة مقدمة ابن أبي الحديد المعتزلي في مقدمة شرحه للنهج
اما ما ذكرتيه .. فاليكِ الرد على كل مها :
وورد في النهجأن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما استشار عليا رضي الله عنه عند انطلاقه لقتالفارس وقد جمعوا للقتال ، أجابه : ( إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولاقلة ، وهو دين الله تعالى الذي أظهره ، وجنده الذي أعده وأمده ، حتى بلغ مابلغ وطلعحيثما طلع ، ونحن على موعد من الله تعالى حيث قال عز اسمه { وعد الله الذين آمنوا } وتلى الآية ، والله تعالى منجز وعده وناصر جنده ، ومكان القيم بالأمر في الإسلاممكان النظام من الخرز فإن انقطع النظام تفرق الخرز ، ورب متفرق لم يجتمع ، والعرباليوم وإن كانوا قليلاً فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالإجتماع ، فكن قطباً ، واستدرالرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب ، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انقضت عليك منأطرافها وأقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك . إنالأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا : هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكونذلك أشد لكَلَبِهم عليك وطمعهم فيك . فأما ماذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمينفإن الله سبحانه وتعالى هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره . وأماماذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنما كنا نقاتل بالنصروالمعونة )[ - نهج البلاغة ص257 ، 258 شرح محمد عبده / دار الأندلس للطباعة والنشروالتوزيع / بيروت]. انتهى بلفظه
- وأيضا في النهج لما استشار عمر بن الخطاب عليا رضى الله عنهما فيالخروج إلى غزوة الروم ، قال : ( وقد توكل الله لهذا الدين بإعزاز الحوزة ، وسترالعورة ، والذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون ، ومنعهم وهم قليل لا يمتنعون ، حي لايموت ، إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك ، فتلقهم فتنكب ، لاتكن للمسلمين كانفة دونأقصى بلادهم ، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه . فابعث إليهم رجلاً مجرباً ، واحفز معهأهل البلاء وإلنصيحة ، فإن أظهر الله فذاك ما تحب ، وإن كانت الأخرى ، كنت ردْءاًللناس ومثابة للمسلمين )[ نهج البلاغة ص246،247. شرح محمد عبده / دار الاندلسلملطباعة والنشر والتوزيع
الحكومة في نظر الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ليست هدفاً , وإنما وسيلة , والهدف هو رضى الله وليتمكنوا من تطبيق أوامر الله ونواهيه , وحتى أن الحكومة هي إحدى مهامّ الأنبياء والأئمة , وليست هي كل مهامهم .
ولأجل هذا , تجد أن أكثر الأنبياء والرسل والأئمة لم يصلوا إلى الحكومة , لأنها لم تكن الهدف , ولم يكونوا (عليهم السلام) كسائر السلاطين والحكام الذين كرّسوا كل جهودهم للوصول إلى الحكم وبأيّ وسيلة كانت .
فاذا تبين هذا , فان الحفاظ على أصل الاسلام وكيانه من أهم واجبات الامام (عليه السلام ), ولمّا رأى الامام علي (عليه السلام) أن الناس جديدوا عهد بالاسلام وأن أيّ منازعة منه للخلفاء ستؤدّي إلى ارتداد الكثيرين , وبالتالي سيكون الاسلام في خطر , فكان (عليه السلام) كما وصف هو حاله : (( فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ارى تراثي نهبا )) .
فكذلك بالنسبة إلى هذه الخطبة , فانه (عليه السلام) ليس له همّ إلا الحفاظ على أصل الاسلام , فلما كان في شخوص عمر بن الخطاب بنفسه إلى الحرب مما سيؤدّي إلى تضعيف الاسلام , وذلك للأسباب التي وضّحها (عليه السلام) في هذه الخطبة , وجّه الامام (عليه السلام) نصحه الى عمر بأن لا يخرج , وهذا ليس منه (عليه السلام) اعتراف بصحة خلافة عمر , كما أن صبره (عليه السلام) ليس اعتراف بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان .
هذا , وإن نصح الامام وخطابه ليس موجّها إلى عمر بن الخطاب بشخصه , بل إلى عمر بن الخطاب بما يستحله من مقام زعامة المسلمين , وإن كان هذا المقام قد اغتصبه عمر بن الخطاب وليس هو له حقاً , ولكن الآن هو يحتلّ هذا المقام , وفي شخوصه وهو بهذه الحالة تضعيف للاسلام , والامام من أهم وظائفه حفظ بيضة الاسلام
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
-
- 3 - وأورد المرتضى في النهج عنعلي رضي الله عنه من كتابه الذي كتبه إلى معاوية رضي الله عنهما : ( إنه بايعنيالقوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، على مابايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أنيختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجلوسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ماخرج منهفإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى )[ نهج البلاغةص 446. شرح محمد عبده / دار الاندلس لملطباعة والنشر والتوزيع
المقطع المشار إليه إنما هو مقطع من كتاب كان قد بعثه الامام أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى معاوية ، والمشار إليه سابقاً، فقد تحدّث فيه الإمام (عليه السلام) وفق قاعدة الإلزام، وهي القاعدة الّتي تستعمل في مقام الاحتجاج على الخصوم وإلزامهم بما ألزموا به أنفسهم من قبل.. وبداية هذا الكتاب قوله (ع) : (( أما بعد .. فإنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوا عليه , فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد , وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار..))
ومعنى قوله (ع) : إن كان معاوية يرى صحّة خلافة الّذين سبقوا الإمام (عليه السلام) وأنّ المسلمين قد بايعوهم، فما يكون لمعاوية بعد هذا إلاّ الانصياع للأمر الّذي ألزم به نفسه ويبايع للإمام (عليه السلام) ; لأنّه قد بايع الإمام (عليه السلام) القوم الّذين بايعوا السابقين عليه، وإلاّ فيكون ممّن اتّبع هواه فتردّى، الأمر الّذي أشار إليه الإمام (عليه السلام) في نهاية رسالته إليه: ولعمري يا معاوية! لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمنّ أنّي كنت في عزلة عنه إلاّ أن تتجنّى ; فتجـنَّ ما بدا لك!
وكلامه (عليه السلام) هنا إنّما جرى وفق مقتضى الحال، وحسب القواعد البلاغية الّتي تلزم الإتيان للمنكِر بكلّ الوسائل الممكنة للإثبات، وقاعدة الإلزام هنا هي إحدى الوسائل النافعة في المقام، بل وجدنا مَن يذكر هذا الإلزام الّذي أشرنا إليه هنا، بصريح العبارة عنه (عليه السلام)..
قال الخوارزمي الحنفي في كتابه المناقب: ومن كتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قبل نهضته إلى صِـفّين، إلى معاوية ; لأخذ الحجّة عليه: أمّا بعد.. فإنّه لزمتك بيعتي بالمدينة وأنت بالشام ; لأنّه بايعني القوم الّذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوا عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يردّ... إلى قوله: ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لَتجدني أبرأ قريش من دم عثمان، واعلم إنّك من الطلقاء الّذين لا تحلّ لهم الخلافة.
فقوله (عليه السلام): (( وإنّما الشورى للمهاجرين والأنصار... ))، بمعنى: إن كنت يا معاوية لا ترى الخلافة بالنصّ الإلهي، وإنّها تتمّ عندك بالاختيار واجتماع أهل الحلّ والعقد، فأمرها لا يعدو المهاجرين والأنصار، فهم أهل الشـورى، وها هم قد بايعوني كما بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان من قبل، فما كان لك يا معاوية أن تردّ هذه البيعة أو تحتال عليها بأي حال.
وقوله (عليه السلام): (( فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إماماً، كان ذلك لله رضا... )) يشـتمل على دلالة لطيفة، وهو أقـرب للتعريـض منه بالإقرار ; فمن المعلوم أنّه قد ناهض الخلفاء الثلاثة الّذين سبقوه (عليه السلام) جمع كبير من المهاجرين والأنصار، كما هو الثابت تاريخياً.
ويشير (عليه السلام) إلى أنّه الوحيد الذي اجتمع عليه المهاجرون والأنصار بأغلبية غالبة في المدينة، وقد قال (عليه السلام) يصف هذه الحال في خطبة له: فما راعني إلاّ والناس كعرف الضبع إليَّ ينثالون علَيّ من كلّ جانب حتّى لقد وطئ الحسنان، وشُـقّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضـة الغنم.
ويقول (عليه السلام) في مقام آخر: وبسطتم يدي فكففتها، ومددتموها فقبضـتها، ثمّ تداككتم علَيّ تداك الإبل الهيم على حياضـها يوم ورودها، حتّى انقطعت النعل وسقط الرداء ووطئ الضعيف، وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إياي أن ابتهج بها الصغير، وهدج إليها الكبير، وتحامل نحوها العليل، وحسـرت إليها الكعاب.
قال أبو جعفر الاسكافي المعتزلي ـ المتوفّى سنة 220 هـ ـ: فلمّا قُتل عثمان تداك الناس على عليّ بن أبي طالب بالرغبة والطلب له بعد أن أتوا مسـجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحضـر المهاجرون والأنصار وأجمع رأيهم على عليّ بن أبي طالب بالإجماع منهم أنّه أوْلى بها من غيره، وأنّه لا نظير له في زمانه، فقاموا إليه حتّى استخرجوه من منزله، وقالوا له: أبسط يدك نبايعك. فقبضها ومدّوها، ولمّا رأى تداكهم عليه واجتماعهم، قال: لا أُبايعكم إلاّ في مسـجد النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ظاهراً، فإن كرهني قوم لم أُبايع، فأتى المسـجد وخرج الناس إلى المسـجد، ونادى مناديه.
فيروى عن ابن عبّـاس أنّه قال: إنّي والله لمتخوّف أن يتكلّم بعض السفهاء، أو مَن قتل عليّ أباه أو أخاه في مغازي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فيقول: لا حاجة لنا بعليّ بن أبي طالب، فيمتنع عن البيعة.
قال: فلم يتكلّم أحد إلاّ بالتسليم والرضا.
4 - وفى النـهج أيضـا - عن عليرضي الله عنه ( لله بلاء فـلان لقـد قـوم الأود ، وداوى العمد ، وأقام السنة ، وخلفالبدعة ، وذهب نقي الثوب ، قليل العيب ، أصاب خيرها واتقى شرها ، أدى لله طاعةواتقاه بحقه ، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي إليها الضال ، ولا يستيقن المهتدي )[ نهج البلاغة ص430 شرح محمدعبده] .
بالنسبة لما اوردتهمن رواية من نهج البلاغة :
نسبالشريفالرضي في كتابه نهج البلاغةللإمام علي عليه السلام أنّه قال : ( لله بلاء فلان فقد قوّم الأود ، وداوى العمد ، وأقامالسّنة ، وخلّف الفتنة ، ذهب نقي الثوب ، قليل العيب ، أصاب خيرها ، وسبق شرّها ،أدّى إلى الله الطاعة واتقاه بحقّه)
وبحثت عن هذا القول المنسوب للإمام عليه السلام فيكتب الشيعة فلم أجد له رواية من طرقهم ، والظاهر أن الشريف الرضي نقله من مصادر أهلالسنة ، فبحثت عنه في مصادر أهل السنة فتفاجأت أنّ هذا الكلام منسوب لإمرأة تدعىعاتكة وليس للإمام علي عليه السلام .
ففي تاريح دمشق لابن عساكر 44/475 قال : ( أنبأنا أبوسعد محمد ابن محمد بن المطرز وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، ناأبو محمد بن حيان ، نا محمد بن سليمان ، نا الخليل بن أسد البصري ، نا نصر بن أبيسلام الكوفي أبو عمرو ، نا عباءة بن كليب الليثي ، عن عثمان بن زيد الكناني ، عنعيسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أوفى بن حكيم قال : لما كان اليوم الذي هلك فيهعمر خرج علينا علي مغتسلاً فجلس فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال : لله در باكية عمر قالت واعمراه قوّمالأود وأبرأ العمد واعمراه مات نقي الثوب قليل العيب واعمراه ذهب بالسنة وأبقىالفتنة) .
وفي تاريخ دمشق 44/458 قال ابنعساكر : ( أخبرنا أبو طالب علي بن عبدالرحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمدبن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا ابن المنادي ، نا إبراهيم بن يوسفالزهري ، نا بردان ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن بحينة قال : لما أصيب عمر قلت واللهلآتين علياً فلأسمعن مقالته فخرج من المغتسل فأطم ساعة فقال : لله نادبة عمر عاتكة وهي تقول واعمراه، مات والله قليل العيب ، أقام العوج ، وأبرأ العمد واعمراه ، ذهب والله بحظها ونجامن شرها ، واعمراه ذهب والله بالسنة وأبقى الفتنة ، فقال علي : والله ما قالتولكنها قولت) .
ووجدته مروياً في كتاب أخبارالمدينة لابن شبّة النميري 2/91 فقال : ( حدثنا محمد بن عباد بن عباد قال حدثناغسان بن عبد الحميد قال : بلغنا أن عبد الله بن مالك بن عيينة الأزدي حليف بنيالمطلب قال : لما انصرفنا مع علي رضي الله عنه من جنازة عمر رضي الله عنه دخلفاغتسل ثم خرج إلينا فصمت ساعة ، ثم قال : لله بلاء نادبةعمر لقد صدقت ابنة أبي خثمة حين قالتواعمراه ، أقام الأود ، وأبدأ العهد ، واعمراه ذهب نقي الثوب ، قليل العيب ،واعمراه أقام السنة ، وخلف الفتنة .
ثم قالوالله ما درت هذا ولكنها قولته وصدقت والله لقد أصابعمر خيرها وخلف شرها ولقد نظر له صاحبه فسار على الطريقة ما استقامت ورحل الركبوتركهم في طرق متشعبة لا يدري الضال ولا يستيقن المهتدي) .
ووجدته مروياً في تاريخ الطبري 2/575 فقال : (حدثنيعمر ، قال : حدثنا علي ، قال حدثنا : ابن دأب وسعيد بن خالد ، عن صالح بن كيسان ،عن المغيرة بن شعبة قال : لما مات عمر رضي الله عنه بكته ابنة أبي حثمة فقالتواعمراه أقام الأود وأبرأ العمد أمات الفتن وأحيا السنن خرج نقي الثوب بريئاً منالعيب ، قال : وقال المغيرة بن شعبة : لما دفن عمر أتيت علياً وأنا أحب أن أسمع منهفي عمر شيئاً فخرج ينفض رأسه ولحيته وقد اغتسل وهو ملتحف بثوب لا يشك أن الأمر يصيرإليه فقال : يرحمالله ابن الخطاب لقد صدقت ابنة أبي حثمة لقد ذهب بخيرها ونجا من شرها أما والله ماقالت ولكن قولت)
ولم أجده في مصدرآخر من مصادر أهل السنة مروياً مسنداً – حسب تتبعي - غير المصادر التي ذكرتها .
والذي نخلص إليه : أن هذاالكلام المنسوب للإمام علي عليه السلام ليس له وإنما هو منسوب للمرأة عاتكة نادبةعمر ، والظاهر أن هناك من المؤرخين أو الرواة من نسبه للإمام علي عليه السلام فوجدهالشريف الرضي في مصدر من المصادر كذلك ، فذكره في كتابه نهج البلاغة على أنه منالكلام المنسوب للإمام عليه السلام .
قد يقول قائل أن الكلام وإن لم يكن للإمام علي ولكننانجده في بعض الروايات يقر الكلام المذكور ويصدّقه ... نقول في الجواب :
1- أن هذه الروايات سنية فلا حجة فيها علىالشيعة .
2- أن جميع أسانيد هذه الروايات حسبالقواعد والأسس التي وضعها علماء أهل السنة لتصحيح الروايات وتضعيفها لا تصح سنداً :
أما رواية ابن عساكر الأولى فهيضعيفة سنداً ، في سندها ضعفاء ومجاهيل منهم أوفى بن حكيم وعثمان بن زيد الكنانيونصر بن أبي سلام .
وكذلك الثانيةففي سندها إبراهيم بن يوسف الزهري وهو مجهول أيضاً ، وصالح بن كيسان قال عنه ابنحبّان : ( ولم يصح عندي سماعه من ابن عمر ولا عن واحد من الصحابة ) ( مشاهير علماءالأمصار صفحة 135 ) فتكون روايته عن الصحابي ابن بحينة وهو (عبد الله بن مالك ) مرسلة .
أما رواية ابن شبّة فهيضعيفة أيضاً لوجود الإرسال في سندها بين غسان بن عبد الحميد والصحابي عبد الله بنمالك، فغسان روى هذه الرواية بلاغاً عن عبد الله بن مالك فلا يعلم من هو الذي أبلغهبها ، فهو لم يسمع من عبد الله بن مالك ، وغسان هذا مجهول صرّح بذلك ابن حجر ( لسانالميزان 4/418 ) ، وأبو حاتم (الجرح والتعديل 7/51 ) .
أما رواية الطبري فقد مرّ أن صالح بن كيسان لم يصحسماعه عن أحد من الصحابة وعليه فروايته عن المغيرة بن شعبة مرسلة ، والمغيرة بنشعبة قد ثبت من الروايات الصحيحة أنه كان يسب الإمام علياً عليه السلام فلا يؤمنعليه أن يفتري على علي وينسب إليه ما لم يقله ، وابن دأب وهو عيسى بن يزيد بن بكربن دأب كذاب كان يضع الحديث (الكشف الحثيث صفحة 205 ، لسان الميزان 4/408 ) وخالدبن سعيد لا يعرف من هو تحديداً فهو من المجاهيل .
فلم تصح هذه الروايات عند أهل السنة !!!
ا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قبل عدة ايام دعيت الى مناقشة موضوع ( هل ان ابي بكر بن ابي قحافة قد اغضب الزهراء سلام الله عليها ؟)
و كما تعلمون اننا اصحاب منهج و اصحاب حق و كما قال ائمتنا عليهم السلام (( نحن اصحاب الدليل .. اينما مال نميل ))
فبعد ان افحمتهم بالادلة من كتبهم و من صحاحهم بأحقية غضب الزهراء عليها السلام و كيف انها ماتت سلام الله عليها و هي واجدة عليه و كيف ان الامام علي عليه السلام كان قد دفنها سرا و لم يصلي عليها ابي بكر
بعد انقطاع المناقشة من قبلهم .. اشتركت الاخت نصيرة الصحابة بالموضوع و حاولت ان تذكر مجموعة ادلة كانت قد نقلتها حسبما تزعم من مصادر الشيعة ... الا انني قد اجبت عليها اجابة مفصلة و نشرتها بموقعهم ( شبكة الدفاع عن السنة ) لكنني احببت ان انقل اليكم بماذا حاولت الاخت نصيرة لصحابة ان توهم الاخرين حول قضية فدك و الصحابة
لقد فصلت كتاباتها و جعلتها بلون مغاير و بالاسفل منها الرد على كل شبهة منها ارجو ان تعم الفائدة الجميع
الاخت نصيرة الصحابة .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اولا عليكِ ان تعرفي ما هو كتاب نهج البلاغة
إن كتاب ( نهج البلاغة ) ليس كتاباً من تأليف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى يكون لسؤالكم وجهاً بالأجابة حسبما تطلبون، وإنما هو مجموعة خطب وكلمات ورسائل لأمير المؤمنين (عليه السلام) جمعها في كتاب الشريف الرضي (رحمه الله) واطلق عليها الأسم المتقدم, وكان الشريف قد جمعها من مجموعة كتب معروفة في زمانه لكنه لم يذكر سنده أو سند تلك الكتب عند جمعه لها.
ويمكن أن يرد هنا سؤال حول السند الى الرضي (رحمه الله) وهو مقطوع النسبة.
وقد قام بعض الأفاضل بمهمة إرجاع تلك الخطب والكلمات المأثورة الى علي (عليه السلام) بذكر أسانيدها وذكر المصادر المشهورة التي اعتمد عليها الشريف الرضي.
ويمكن لك في هذا الجانب ان تراجع كتاب: ( مصادر نهج البلاغة وأسانيده) للشيخ عبد الزهرة الخطيب..
وأيضاً يمكنكم للاطلاع على الدليل في اثبات صحة انتساب هذه الخطب الى امير المؤمنين (عليه السلام) مراجعة مقدمة ابن أبي الحديد المعتزلي في مقدمة شرحه للنهج
اما ما ذكرتيه .. فاليكِ الرد على كل مها :
وورد في النهجأن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما استشار عليا رضي الله عنه عند انطلاقه لقتالفارس وقد جمعوا للقتال ، أجابه : ( إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولاقلة ، وهو دين الله تعالى الذي أظهره ، وجنده الذي أعده وأمده ، حتى بلغ مابلغ وطلعحيثما طلع ، ونحن على موعد من الله تعالى حيث قال عز اسمه { وعد الله الذين آمنوا } وتلى الآية ، والله تعالى منجز وعده وناصر جنده ، ومكان القيم بالأمر في الإسلاممكان النظام من الخرز فإن انقطع النظام تفرق الخرز ، ورب متفرق لم يجتمع ، والعرباليوم وإن كانوا قليلاً فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالإجتماع ، فكن قطباً ، واستدرالرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب ، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انقضت عليك منأطرافها وأقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك . إنالأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا : هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكونذلك أشد لكَلَبِهم عليك وطمعهم فيك . فأما ماذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمينفإن الله سبحانه وتعالى هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره . وأماماذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنما كنا نقاتل بالنصروالمعونة )[ - نهج البلاغة ص257 ، 258 شرح محمد عبده / دار الأندلس للطباعة والنشروالتوزيع / بيروت]. انتهى بلفظه
- وأيضا في النهج لما استشار عمر بن الخطاب عليا رضى الله عنهما فيالخروج إلى غزوة الروم ، قال : ( وقد توكل الله لهذا الدين بإعزاز الحوزة ، وسترالعورة ، والذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون ، ومنعهم وهم قليل لا يمتنعون ، حي لايموت ، إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك ، فتلقهم فتنكب ، لاتكن للمسلمين كانفة دونأقصى بلادهم ، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه . فابعث إليهم رجلاً مجرباً ، واحفز معهأهل البلاء وإلنصيحة ، فإن أظهر الله فذاك ما تحب ، وإن كانت الأخرى ، كنت ردْءاًللناس ومثابة للمسلمين )[ نهج البلاغة ص246،247. شرح محمد عبده / دار الاندلسلملطباعة والنشر والتوزيع
الحكومة في نظر الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ليست هدفاً , وإنما وسيلة , والهدف هو رضى الله وليتمكنوا من تطبيق أوامر الله ونواهيه , وحتى أن الحكومة هي إحدى مهامّ الأنبياء والأئمة , وليست هي كل مهامهم .
ولأجل هذا , تجد أن أكثر الأنبياء والرسل والأئمة لم يصلوا إلى الحكومة , لأنها لم تكن الهدف , ولم يكونوا (عليهم السلام) كسائر السلاطين والحكام الذين كرّسوا كل جهودهم للوصول إلى الحكم وبأيّ وسيلة كانت .
فاذا تبين هذا , فان الحفاظ على أصل الاسلام وكيانه من أهم واجبات الامام (عليه السلام ), ولمّا رأى الامام علي (عليه السلام) أن الناس جديدوا عهد بالاسلام وأن أيّ منازعة منه للخلفاء ستؤدّي إلى ارتداد الكثيرين , وبالتالي سيكون الاسلام في خطر , فكان (عليه السلام) كما وصف هو حاله : (( فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ارى تراثي نهبا )) .
فكذلك بالنسبة إلى هذه الخطبة , فانه (عليه السلام) ليس له همّ إلا الحفاظ على أصل الاسلام , فلما كان في شخوص عمر بن الخطاب بنفسه إلى الحرب مما سيؤدّي إلى تضعيف الاسلام , وذلك للأسباب التي وضّحها (عليه السلام) في هذه الخطبة , وجّه الامام (عليه السلام) نصحه الى عمر بأن لا يخرج , وهذا ليس منه (عليه السلام) اعتراف بصحة خلافة عمر , كما أن صبره (عليه السلام) ليس اعتراف بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان .
هذا , وإن نصح الامام وخطابه ليس موجّها إلى عمر بن الخطاب بشخصه , بل إلى عمر بن الخطاب بما يستحله من مقام زعامة المسلمين , وإن كان هذا المقام قد اغتصبه عمر بن الخطاب وليس هو له حقاً , ولكن الآن هو يحتلّ هذا المقام , وفي شخوصه وهو بهذه الحالة تضعيف للاسلام , والامام من أهم وظائفه حفظ بيضة الاسلام
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
-
- 3 - وأورد المرتضى في النهج عنعلي رضي الله عنه من كتابه الذي كتبه إلى معاوية رضي الله عنهما : ( إنه بايعنيالقوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، على مابايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أنيختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجلوسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ماخرج منهفإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى )[ نهج البلاغةص 446. شرح محمد عبده / دار الاندلس لملطباعة والنشر والتوزيع
المقطع المشار إليه إنما هو مقطع من كتاب كان قد بعثه الامام أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى معاوية ، والمشار إليه سابقاً، فقد تحدّث فيه الإمام (عليه السلام) وفق قاعدة الإلزام، وهي القاعدة الّتي تستعمل في مقام الاحتجاج على الخصوم وإلزامهم بما ألزموا به أنفسهم من قبل.. وبداية هذا الكتاب قوله (ع) : (( أما بعد .. فإنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوا عليه , فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد , وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار..))
ومعنى قوله (ع) : إن كان معاوية يرى صحّة خلافة الّذين سبقوا الإمام (عليه السلام) وأنّ المسلمين قد بايعوهم، فما يكون لمعاوية بعد هذا إلاّ الانصياع للأمر الّذي ألزم به نفسه ويبايع للإمام (عليه السلام) ; لأنّه قد بايع الإمام (عليه السلام) القوم الّذين بايعوا السابقين عليه، وإلاّ فيكون ممّن اتّبع هواه فتردّى، الأمر الّذي أشار إليه الإمام (عليه السلام) في نهاية رسالته إليه: ولعمري يا معاوية! لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمنّ أنّي كنت في عزلة عنه إلاّ أن تتجنّى ; فتجـنَّ ما بدا لك!
وكلامه (عليه السلام) هنا إنّما جرى وفق مقتضى الحال، وحسب القواعد البلاغية الّتي تلزم الإتيان للمنكِر بكلّ الوسائل الممكنة للإثبات، وقاعدة الإلزام هنا هي إحدى الوسائل النافعة في المقام، بل وجدنا مَن يذكر هذا الإلزام الّذي أشرنا إليه هنا، بصريح العبارة عنه (عليه السلام)..
قال الخوارزمي الحنفي في كتابه المناقب: ومن كتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قبل نهضته إلى صِـفّين، إلى معاوية ; لأخذ الحجّة عليه: أمّا بعد.. فإنّه لزمتك بيعتي بالمدينة وأنت بالشام ; لأنّه بايعني القوم الّذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوا عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يردّ... إلى قوله: ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لَتجدني أبرأ قريش من دم عثمان، واعلم إنّك من الطلقاء الّذين لا تحلّ لهم الخلافة.
فقوله (عليه السلام): (( وإنّما الشورى للمهاجرين والأنصار... ))، بمعنى: إن كنت يا معاوية لا ترى الخلافة بالنصّ الإلهي، وإنّها تتمّ عندك بالاختيار واجتماع أهل الحلّ والعقد، فأمرها لا يعدو المهاجرين والأنصار، فهم أهل الشـورى، وها هم قد بايعوني كما بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان من قبل، فما كان لك يا معاوية أن تردّ هذه البيعة أو تحتال عليها بأي حال.
وقوله (عليه السلام): (( فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إماماً، كان ذلك لله رضا... )) يشـتمل على دلالة لطيفة، وهو أقـرب للتعريـض منه بالإقرار ; فمن المعلوم أنّه قد ناهض الخلفاء الثلاثة الّذين سبقوه (عليه السلام) جمع كبير من المهاجرين والأنصار، كما هو الثابت تاريخياً.
ويشير (عليه السلام) إلى أنّه الوحيد الذي اجتمع عليه المهاجرون والأنصار بأغلبية غالبة في المدينة، وقد قال (عليه السلام) يصف هذه الحال في خطبة له: فما راعني إلاّ والناس كعرف الضبع إليَّ ينثالون علَيّ من كلّ جانب حتّى لقد وطئ الحسنان، وشُـقّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضـة الغنم.
ويقول (عليه السلام) في مقام آخر: وبسطتم يدي فكففتها، ومددتموها فقبضـتها، ثمّ تداككتم علَيّ تداك الإبل الهيم على حياضـها يوم ورودها، حتّى انقطعت النعل وسقط الرداء ووطئ الضعيف، وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إياي أن ابتهج بها الصغير، وهدج إليها الكبير، وتحامل نحوها العليل، وحسـرت إليها الكعاب.
قال أبو جعفر الاسكافي المعتزلي ـ المتوفّى سنة 220 هـ ـ: فلمّا قُتل عثمان تداك الناس على عليّ بن أبي طالب بالرغبة والطلب له بعد أن أتوا مسـجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحضـر المهاجرون والأنصار وأجمع رأيهم على عليّ بن أبي طالب بالإجماع منهم أنّه أوْلى بها من غيره، وأنّه لا نظير له في زمانه، فقاموا إليه حتّى استخرجوه من منزله، وقالوا له: أبسط يدك نبايعك. فقبضها ومدّوها، ولمّا رأى تداكهم عليه واجتماعهم، قال: لا أُبايعكم إلاّ في مسـجد النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ظاهراً، فإن كرهني قوم لم أُبايع، فأتى المسـجد وخرج الناس إلى المسـجد، ونادى مناديه.
فيروى عن ابن عبّـاس أنّه قال: إنّي والله لمتخوّف أن يتكلّم بعض السفهاء، أو مَن قتل عليّ أباه أو أخاه في مغازي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فيقول: لا حاجة لنا بعليّ بن أبي طالب، فيمتنع عن البيعة.
قال: فلم يتكلّم أحد إلاّ بالتسليم والرضا.
4 - وفى النـهج أيضـا - عن عليرضي الله عنه ( لله بلاء فـلان لقـد قـوم الأود ، وداوى العمد ، وأقام السنة ، وخلفالبدعة ، وذهب نقي الثوب ، قليل العيب ، أصاب خيرها واتقى شرها ، أدى لله طاعةواتقاه بحقه ، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي إليها الضال ، ولا يستيقن المهتدي )[ نهج البلاغة ص430 شرح محمدعبده] .
بالنسبة لما اوردتهمن رواية من نهج البلاغة :
نسبالشريفالرضي في كتابه نهج البلاغةللإمام علي عليه السلام أنّه قال : ( لله بلاء فلان فقد قوّم الأود ، وداوى العمد ، وأقامالسّنة ، وخلّف الفتنة ، ذهب نقي الثوب ، قليل العيب ، أصاب خيرها ، وسبق شرّها ،أدّى إلى الله الطاعة واتقاه بحقّه)
وبحثت عن هذا القول المنسوب للإمام عليه السلام فيكتب الشيعة فلم أجد له رواية من طرقهم ، والظاهر أن الشريف الرضي نقله من مصادر أهلالسنة ، فبحثت عنه في مصادر أهل السنة فتفاجأت أنّ هذا الكلام منسوب لإمرأة تدعىعاتكة وليس للإمام علي عليه السلام .
ففي تاريح دمشق لابن عساكر 44/475 قال : ( أنبأنا أبوسعد محمد ابن محمد بن المطرز وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، ناأبو محمد بن حيان ، نا محمد بن سليمان ، نا الخليل بن أسد البصري ، نا نصر بن أبيسلام الكوفي أبو عمرو ، نا عباءة بن كليب الليثي ، عن عثمان بن زيد الكناني ، عنعيسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أوفى بن حكيم قال : لما كان اليوم الذي هلك فيهعمر خرج علينا علي مغتسلاً فجلس فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال : لله در باكية عمر قالت واعمراه قوّمالأود وأبرأ العمد واعمراه مات نقي الثوب قليل العيب واعمراه ذهب بالسنة وأبقىالفتنة) .
وفي تاريخ دمشق 44/458 قال ابنعساكر : ( أخبرنا أبو طالب علي بن عبدالرحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمدبن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا ابن المنادي ، نا إبراهيم بن يوسفالزهري ، نا بردان ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن بحينة قال : لما أصيب عمر قلت واللهلآتين علياً فلأسمعن مقالته فخرج من المغتسل فأطم ساعة فقال : لله نادبة عمر عاتكة وهي تقول واعمراه، مات والله قليل العيب ، أقام العوج ، وأبرأ العمد واعمراه ، ذهب والله بحظها ونجامن شرها ، واعمراه ذهب والله بالسنة وأبقى الفتنة ، فقال علي : والله ما قالتولكنها قولت) .
ووجدته مروياً في كتاب أخبارالمدينة لابن شبّة النميري 2/91 فقال : ( حدثنا محمد بن عباد بن عباد قال حدثناغسان بن عبد الحميد قال : بلغنا أن عبد الله بن مالك بن عيينة الأزدي حليف بنيالمطلب قال : لما انصرفنا مع علي رضي الله عنه من جنازة عمر رضي الله عنه دخلفاغتسل ثم خرج إلينا فصمت ساعة ، ثم قال : لله بلاء نادبةعمر لقد صدقت ابنة أبي خثمة حين قالتواعمراه ، أقام الأود ، وأبدأ العهد ، واعمراه ذهب نقي الثوب ، قليل العيب ،واعمراه أقام السنة ، وخلف الفتنة .
ثم قالوالله ما درت هذا ولكنها قولته وصدقت والله لقد أصابعمر خيرها وخلف شرها ولقد نظر له صاحبه فسار على الطريقة ما استقامت ورحل الركبوتركهم في طرق متشعبة لا يدري الضال ولا يستيقن المهتدي) .
ووجدته مروياً في تاريخ الطبري 2/575 فقال : (حدثنيعمر ، قال : حدثنا علي ، قال حدثنا : ابن دأب وسعيد بن خالد ، عن صالح بن كيسان ،عن المغيرة بن شعبة قال : لما مات عمر رضي الله عنه بكته ابنة أبي حثمة فقالتواعمراه أقام الأود وأبرأ العمد أمات الفتن وأحيا السنن خرج نقي الثوب بريئاً منالعيب ، قال : وقال المغيرة بن شعبة : لما دفن عمر أتيت علياً وأنا أحب أن أسمع منهفي عمر شيئاً فخرج ينفض رأسه ولحيته وقد اغتسل وهو ملتحف بثوب لا يشك أن الأمر يصيرإليه فقال : يرحمالله ابن الخطاب لقد صدقت ابنة أبي حثمة لقد ذهب بخيرها ونجا من شرها أما والله ماقالت ولكن قولت)
ولم أجده في مصدرآخر من مصادر أهل السنة مروياً مسنداً – حسب تتبعي - غير المصادر التي ذكرتها .
والذي نخلص إليه : أن هذاالكلام المنسوب للإمام علي عليه السلام ليس له وإنما هو منسوب للمرأة عاتكة نادبةعمر ، والظاهر أن هناك من المؤرخين أو الرواة من نسبه للإمام علي عليه السلام فوجدهالشريف الرضي في مصدر من المصادر كذلك ، فذكره في كتابه نهج البلاغة على أنه منالكلام المنسوب للإمام عليه السلام .
قد يقول قائل أن الكلام وإن لم يكن للإمام علي ولكننانجده في بعض الروايات يقر الكلام المذكور ويصدّقه ... نقول في الجواب :
1- أن هذه الروايات سنية فلا حجة فيها علىالشيعة .
2- أن جميع أسانيد هذه الروايات حسبالقواعد والأسس التي وضعها علماء أهل السنة لتصحيح الروايات وتضعيفها لا تصح سنداً :
أما رواية ابن عساكر الأولى فهيضعيفة سنداً ، في سندها ضعفاء ومجاهيل منهم أوفى بن حكيم وعثمان بن زيد الكنانيونصر بن أبي سلام .
وكذلك الثانيةففي سندها إبراهيم بن يوسف الزهري وهو مجهول أيضاً ، وصالح بن كيسان قال عنه ابنحبّان : ( ولم يصح عندي سماعه من ابن عمر ولا عن واحد من الصحابة ) ( مشاهير علماءالأمصار صفحة 135 ) فتكون روايته عن الصحابي ابن بحينة وهو (عبد الله بن مالك ) مرسلة .
أما رواية ابن شبّة فهيضعيفة أيضاً لوجود الإرسال في سندها بين غسان بن عبد الحميد والصحابي عبد الله بنمالك، فغسان روى هذه الرواية بلاغاً عن عبد الله بن مالك فلا يعلم من هو الذي أبلغهبها ، فهو لم يسمع من عبد الله بن مالك ، وغسان هذا مجهول صرّح بذلك ابن حجر ( لسانالميزان 4/418 ) ، وأبو حاتم (الجرح والتعديل 7/51 ) .
أما رواية الطبري فقد مرّ أن صالح بن كيسان لم يصحسماعه عن أحد من الصحابة وعليه فروايته عن المغيرة بن شعبة مرسلة ، والمغيرة بنشعبة قد ثبت من الروايات الصحيحة أنه كان يسب الإمام علياً عليه السلام فلا يؤمنعليه أن يفتري على علي وينسب إليه ما لم يقله ، وابن دأب وهو عيسى بن يزيد بن بكربن دأب كذاب كان يضع الحديث (الكشف الحثيث صفحة 205 ، لسان الميزان 4/408 ) وخالدبن سعيد لا يعرف من هو تحديداً فهو من المجاهيل .
فلم تصح هذه الروايات عند أهل السنة !!!
ا
تعليق