بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
قال الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ـ سورة الأحزاب آية 6 ـ
( { النبى أولى بالمؤمنين } في كل شيء من أمور الدين والدنيا { مّنْ أَنفُسِهِمْ } ولهذا أطلق ولم يقيد ، فيجب عليهم أن يكون أحبّ إليهم من أنفسهم ، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها ، وحقه آثر لديهم من حقوقها ، وشفقتهم عليه أقدم من شفقتهم عليها ، وأن يبذلوها دونه ويجعلوها فداءه إذا أعضل خطب ، ووقاءه إذا لقحت حرب ، وأن لا يتبعوا ما تدعوهم إليه نفوسهم ولا ما تصرفهم عنه ، ويتبعوا كل ما دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرفهم عنه ، لأنّ كل ما دعا إليه فهو إرشاد لهم إلى نيل النجاة والظفر بسعادة الدارين وما صرفهم عنه ، فأخذ بحجزهم لئلا يتهافتوا فيما يرمي بهم إلى الشقاوة وعذاب النار . )
ـ تفسير الكشاف للزمخشري ج 5 ـ
***
( النبي - عليه الصلاة والسلام - أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء من أمور
الدنيا والدين ، فواجب عليهم أن يكون اللّه ورسوله أحب إليهم من كل ما سواه حتى
أنفسهم ، وأن يكون حكمه أنفذ عليهم من حكم أنفسهم ، وحقه أثبت لديهم من حقوق
أنفسهم وتكون نفوسهم فداء له وأجسامهم وقاية له من كل شر ، وكل ما يملكون
تحت قدميه ، وكل ما أمر به أو نهى عنه أقبلوا عليه مؤمنين به ، إذ هو إرشاد لهم
وتوجيه ، ليظفروا بسعادة الدارين ،)
ـ التفسير الواضح للدكتور محمد حجازي ج 3 ـ
***
( { النبى أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } أي في كلِّ أمرٍ من أمورِ الدِّينِ والدُّنيا كما يشهدُ
به الإطلاقُ فيجبُ عليهم أنْ يكونَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أحبَّ إليهم من أنفسِهم وحكمُه
أنفذَ عليهم من حكمِها وحقُّه آثرَ لديهم من حقوقِها وشفقتُهم عليه أقدمَ من شفقتِهم
عليها .)
ـ تفسير ابي السعود ج 5 ـ
***
( { النبى أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } أي أحق بهم في كل شيء من أمور الدين
والدنيا ، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها ، فعليهم أن يبذلوها دونه ويجعلوها فداءه )
ـ تفسير النسفي ج 3 ـ
***
( { النبى أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } في الأمور كلها فإنه لا يأمرهم ولا يرضى منهم
إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس ، فلذلك أطلق فيجب عليهم أن يكون أحب
إليهم من أنفسهم وأمره أنفذ عليهم من أمرها وشفقتهم عليه أتم من شفقتهم عليها .)
ـ تفسير البيضاوي ج 5 ـ
***
( قوله تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } [ 6 ] قال : من لم ير نفسه في
ملك الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم ير ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم في
جميع الأحوال لم يذق حلاوة سنته بحال ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أولى
بالمؤمنين ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
من نفسه وماله وولده والناس أجمعين » .)
ـ تفسير التستري ج 1 ـ
***
( قول الحق جلّ جلاله : { النبيُّ أولى بالمؤمنين } أي : أحق بهم في كل شيء من
أمور الدين والدنيا ، وحكمه أنفذ عليهم { من أنفسهم } ، فإنه لا يأمرهم ، ولا يرضى
منهم إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم ، فيجب عليهم أن يبذلوها دونه ، ويجعلوها فداء
منه . )
ـ تفسير البحر المديد لابن عجيبة ج 5 ـ
***
( يقول تعالى ذكره: (النَّبيُّ) محمد(أوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ) يقول: أحق بالمؤمنين به(مِنْ
أنْفُسِهِمْ)، أن يحكم فيهم بما يشاء من حكم، فيجوز ذلك عليهم.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: (النَّبيُّ أوْلَى بالمُؤْمِنِينَ مِنْ
أنفُسهِمْ) كما أنت أولى بعبدك ما قضى فيهم من أمر جاز، كما أن كل ما قضيت على عبدك
جاز.)
ـ تفسير الطبري ج 20 ـ
***
( اعلموا أيها المؤمنون أن النبيّ أحرصُ على استقامة أمركم وأحقّ بولايتكم من أنفسِكم
، فعليكم أن تطيعوه وتتبعوا شرعه .)
ـ تفسير القطان ج 3 ـ
***
( { النبى أولى بالمؤمنين } أي أحق وأقرب إليهم { مّنْ أَنفُسِهِمْ } أو أشد ولاية ونصرة
لهم منها فإنه عليه الصلاة والسلام لا يأمرهم ولا يرضى منهم إلا بما فيه صلاحهم
ونجاحهم بخلاف النفس فإنها أما أمارة بالسوء وحالها ظاهراً أولاً فقد تجعل بعض
المصالح وتخفى عليها بعض المنافع وأطلقت الأولوية ليفيد الكلام أولويته عليه الصلاة
والسلام في جميع الأمور ويعلم من كونه صلى الله عليه وسلم أولى بهم من أنفسهم
كونه عليه الصلاة والسلام أولى بهم من كل من الناس )
ـ تفسير الآلوسي ج 16 ـ
***
( أى : النبى صلى الله عليه وسلم أحق بالمؤمنين بهم من أنفسهم وأولى فى المحبة
والطاعة ، فإذا ما دعاهم إلى أمر ، ودعتهم أنفسهم إلى خلافه ، وجب أن يؤثروا ما
دعاهم إليه ، على ما تدعوهم إليه أنفسهم ، لأنه صلى الله علي وسلم لا يدعوهم إلا
إلى ما ينفعهم ، أما أنفسهم فقد تدعوهم إلى ما يضرهم .)
ـ تفسير الوسيط لسيد طنطاوي ج 1 ـ
***
( ثم ذكر سبحانه لرسوله مزية عظيمة وخصوصية جليلة لا يشاركه فيها أحد من العباد
فقال : { النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } أي هو أحقّ بهم في كلّ أمور الدين
والدنيا ، وأولى بهم من أنفسهم فضلاً عن أن يكون أولى بهم من غيرهم ، فيجب
عليهم أن يؤثروه بما أراده من أموالهم ، وإن كانوا محتاجين إليها ، ويجب عليهم أن
يحبوه زيادة على حبهم أنفسهم ، ويجب عليهم أن يقدّموا حكمه عليهم على حكمهم
لأنفسهم . وبالجملة فإذا دعاهم النبيّ صلى الله عليه وسلم لشيء ودعتهم أنفسهم إلى
غيره وجب عليهم أن يقدّموا ما دعاهم إليه ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه ، ويجب
عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم ويقدّموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم
وتطلبه خواطرهم . )
ـ فتح القدير ج 6 ـ
***
فهذه الولاية العامة للرسول صلى الله عليه وسلم على المؤمنين قد جعلها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي قال فيه
( عن أبي الطفيل قال : " جمع علي رضي
الله عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام ، فقام ثلاثون من الناس ،
( و في رواية : فقام ناس كثير ) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس : " أتعلمون
أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : " من كنت
مولاه ، فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " . قال : فخرجت و كأن
في نفسي شيئا ، فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إني سمعت عليا يقول كذا و كذا ،
قال : فما تنكر ، قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له " . أخرجه
أحمد ( 4 / 370 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 2205 - موارد الظمآن ) و ابن
أبي عاصم ( 1367 و 1368 ) و الطبراني ( 4968 ) و الضياء في " المختارة " ( رقم -
527 بتحقيقي ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط البخاري . )
ـ السلسلة الصحيحة للألباني ج 4 ـ
***
( 18497 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْمَعْنَى قَالَا ثَنَا فِطْرٌ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ
جَمَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَنْشُدُ اللَّهَ كُلَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ لَمَّا قَامَ فَقَامَ ثَلَاثُونَ مِنْ النَّاسِ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ لِلنَّاسِ أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ
قَالَ فَخَرَجْتُ وَكَأَنَّ فِي نَفْسِي شَيْئًا فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَمَا تُنْكِرُ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ )
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر بن خليفة فمن رجال أصحاب السنن وروى له البخاري مقرونا
ـ مسند أحمد ج 4 ـ
فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل أمور الدين والدنيا
فهل ولاية ( الخليفة ، الحاكم ، ولي الأمر ) أعلى من هذه الولاية أو مساوية لها ؟؟؟ أم أدنى من هذه الولاية العامة في كل أمور الدين والدنيا ؟؟؟
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
قال الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ـ سورة الأحزاب آية 6 ـ
( { النبى أولى بالمؤمنين } في كل شيء من أمور الدين والدنيا { مّنْ أَنفُسِهِمْ } ولهذا أطلق ولم يقيد ، فيجب عليهم أن يكون أحبّ إليهم من أنفسهم ، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها ، وحقه آثر لديهم من حقوقها ، وشفقتهم عليه أقدم من شفقتهم عليها ، وأن يبذلوها دونه ويجعلوها فداءه إذا أعضل خطب ، ووقاءه إذا لقحت حرب ، وأن لا يتبعوا ما تدعوهم إليه نفوسهم ولا ما تصرفهم عنه ، ويتبعوا كل ما دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرفهم عنه ، لأنّ كل ما دعا إليه فهو إرشاد لهم إلى نيل النجاة والظفر بسعادة الدارين وما صرفهم عنه ، فأخذ بحجزهم لئلا يتهافتوا فيما يرمي بهم إلى الشقاوة وعذاب النار . )
ـ تفسير الكشاف للزمخشري ج 5 ـ
***
( النبي - عليه الصلاة والسلام - أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء من أمور
الدنيا والدين ، فواجب عليهم أن يكون اللّه ورسوله أحب إليهم من كل ما سواه حتى
أنفسهم ، وأن يكون حكمه أنفذ عليهم من حكم أنفسهم ، وحقه أثبت لديهم من حقوق
أنفسهم وتكون نفوسهم فداء له وأجسامهم وقاية له من كل شر ، وكل ما يملكون
تحت قدميه ، وكل ما أمر به أو نهى عنه أقبلوا عليه مؤمنين به ، إذ هو إرشاد لهم
وتوجيه ، ليظفروا بسعادة الدارين ،)
ـ التفسير الواضح للدكتور محمد حجازي ج 3 ـ
***
( { النبى أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } أي في كلِّ أمرٍ من أمورِ الدِّينِ والدُّنيا كما يشهدُ
به الإطلاقُ فيجبُ عليهم أنْ يكونَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أحبَّ إليهم من أنفسِهم وحكمُه
أنفذَ عليهم من حكمِها وحقُّه آثرَ لديهم من حقوقِها وشفقتُهم عليه أقدمَ من شفقتِهم
عليها .)
ـ تفسير ابي السعود ج 5 ـ
***
( { النبى أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } أي أحق بهم في كل شيء من أمور الدين
والدنيا ، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها ، فعليهم أن يبذلوها دونه ويجعلوها فداءه )
ـ تفسير النسفي ج 3 ـ
***
( { النبى أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } في الأمور كلها فإنه لا يأمرهم ولا يرضى منهم
إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس ، فلذلك أطلق فيجب عليهم أن يكون أحب
إليهم من أنفسهم وأمره أنفذ عليهم من أمرها وشفقتهم عليه أتم من شفقتهم عليها .)
ـ تفسير البيضاوي ج 5 ـ
***
( قوله تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } [ 6 ] قال : من لم ير نفسه في
ملك الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم ير ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم في
جميع الأحوال لم يذق حلاوة سنته بحال ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أولى
بالمؤمنين ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
من نفسه وماله وولده والناس أجمعين » .)
ـ تفسير التستري ج 1 ـ
***
( قول الحق جلّ جلاله : { النبيُّ أولى بالمؤمنين } أي : أحق بهم في كل شيء من
أمور الدين والدنيا ، وحكمه أنفذ عليهم { من أنفسهم } ، فإنه لا يأمرهم ، ولا يرضى
منهم إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم ، فيجب عليهم أن يبذلوها دونه ، ويجعلوها فداء
منه . )
ـ تفسير البحر المديد لابن عجيبة ج 5 ـ
***
( يقول تعالى ذكره: (النَّبيُّ) محمد(أوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ) يقول: أحق بالمؤمنين به(مِنْ
أنْفُسِهِمْ)، أن يحكم فيهم بما يشاء من حكم، فيجوز ذلك عليهم.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: (النَّبيُّ أوْلَى بالمُؤْمِنِينَ مِنْ
أنفُسهِمْ) كما أنت أولى بعبدك ما قضى فيهم من أمر جاز، كما أن كل ما قضيت على عبدك
جاز.)
ـ تفسير الطبري ج 20 ـ
***
( اعلموا أيها المؤمنون أن النبيّ أحرصُ على استقامة أمركم وأحقّ بولايتكم من أنفسِكم
، فعليكم أن تطيعوه وتتبعوا شرعه .)
ـ تفسير القطان ج 3 ـ
***
( { النبى أولى بالمؤمنين } أي أحق وأقرب إليهم { مّنْ أَنفُسِهِمْ } أو أشد ولاية ونصرة
لهم منها فإنه عليه الصلاة والسلام لا يأمرهم ولا يرضى منهم إلا بما فيه صلاحهم
ونجاحهم بخلاف النفس فإنها أما أمارة بالسوء وحالها ظاهراً أولاً فقد تجعل بعض
المصالح وتخفى عليها بعض المنافع وأطلقت الأولوية ليفيد الكلام أولويته عليه الصلاة
والسلام في جميع الأمور ويعلم من كونه صلى الله عليه وسلم أولى بهم من أنفسهم
كونه عليه الصلاة والسلام أولى بهم من كل من الناس )
ـ تفسير الآلوسي ج 16 ـ
***
( أى : النبى صلى الله عليه وسلم أحق بالمؤمنين بهم من أنفسهم وأولى فى المحبة
والطاعة ، فإذا ما دعاهم إلى أمر ، ودعتهم أنفسهم إلى خلافه ، وجب أن يؤثروا ما
دعاهم إليه ، على ما تدعوهم إليه أنفسهم ، لأنه صلى الله علي وسلم لا يدعوهم إلا
إلى ما ينفعهم ، أما أنفسهم فقد تدعوهم إلى ما يضرهم .)
ـ تفسير الوسيط لسيد طنطاوي ج 1 ـ
***
( ثم ذكر سبحانه لرسوله مزية عظيمة وخصوصية جليلة لا يشاركه فيها أحد من العباد
فقال : { النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ } أي هو أحقّ بهم في كلّ أمور الدين
والدنيا ، وأولى بهم من أنفسهم فضلاً عن أن يكون أولى بهم من غيرهم ، فيجب
عليهم أن يؤثروه بما أراده من أموالهم ، وإن كانوا محتاجين إليها ، ويجب عليهم أن
يحبوه زيادة على حبهم أنفسهم ، ويجب عليهم أن يقدّموا حكمه عليهم على حكمهم
لأنفسهم . وبالجملة فإذا دعاهم النبيّ صلى الله عليه وسلم لشيء ودعتهم أنفسهم إلى
غيره وجب عليهم أن يقدّموا ما دعاهم إليه ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه ، ويجب
عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم ويقدّموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم
وتطلبه خواطرهم . )
ـ فتح القدير ج 6 ـ
***
فهذه الولاية العامة للرسول صلى الله عليه وسلم على المؤمنين قد جعلها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي قال فيه
( عن أبي الطفيل قال : " جمع علي رضي
الله عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام ، فقام ثلاثون من الناس ،
( و في رواية : فقام ناس كثير ) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس : " أتعلمون
أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : " من كنت
مولاه ، فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " . قال : فخرجت و كأن
في نفسي شيئا ، فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إني سمعت عليا يقول كذا و كذا ،
قال : فما تنكر ، قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له " . أخرجه
أحمد ( 4 / 370 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 2205 - موارد الظمآن ) و ابن
أبي عاصم ( 1367 و 1368 ) و الطبراني ( 4968 ) و الضياء في " المختارة " ( رقم -
527 بتحقيقي ) .
قلت : و إسناده صحيح على شرط البخاري . )
ـ السلسلة الصحيحة للألباني ج 4 ـ
***
( 18497 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْمَعْنَى قَالَا ثَنَا فِطْرٌ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ
جَمَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَنْشُدُ اللَّهَ كُلَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ لَمَّا قَامَ فَقَامَ ثَلَاثُونَ مِنْ النَّاسِ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ لِلنَّاسِ أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ
قَالَ فَخَرَجْتُ وَكَأَنَّ فِي نَفْسِي شَيْئًا فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَمَا تُنْكِرُ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ )
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر بن خليفة فمن رجال أصحاب السنن وروى له البخاري مقرونا
ـ مسند أحمد ج 4 ـ
فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل أمور الدين والدنيا
فهل ولاية ( الخليفة ، الحاكم ، ولي الأمر ) أعلى من هذه الولاية أو مساوية لها ؟؟؟ أم أدنى من هذه الولاية العامة في كل أمور الدين والدنيا ؟؟؟
تعليق