السباب الصريح بعد الترويح
دعوة للوقوف في وجه مؤامرة "المستقلة" ضد الوحدة الإسلامية
لابد أن الجميع قد سمع على الأقل إذا لم يكن تابع ما يسمى بالحوار بين الشيعة والسنة في برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" على قناة (المستقلة) الفضائية. وقد رأى الجميع ما وصل له "الحوار" إذا صحت التسمية ، من الركاكة والتي تجلت في السباب والشتائم التي صار يوجهها كل طرف للآخر. ويبدوا أن القناة بدأت تحصد ثمرات الإثارة التي كانت تطمح لها منذ تأسيسها حيث باءت جميع محاولاتها السابقة للانتشار بالفشل نظراً للمستوى الهابط والرخيص لبرامجها التي تخلوا من أبسط أنواع الموضوعية.
وحيث أن الطرح الأخير للقناة لموضوع حساس يمس مشاعر كل الطوائف الإسلامية ، فقد وجد بعض ضعاف النفوس في ذلك منفذاً سهلاً للتنفيس عما يختلج في صدورهم من أحقاد وضغائن لم يكونوا ليجدوا سبيلاً لإظهارها لو لم تعطهم المستقلة هذه الفرصة الذهبية ليخرجوا النتن المتعفن في صدورهم.
ونحن هنا نتساءل عن مدى استقلال المستقلة ونود أن نعلم لصالح من تعمل هذه القناة ، وعن الهدف الذي ترمي إليه من طرح هذه المواضيع الحساسة في هذا الوضع الدقيق الذي تمر فيه الأمة الإسلامية.
فإذا كان الهدف من هذا الجدل ولن نسميه بعد هذا حواراً لافتقاره لأبسط مقومات الحوار العقلائي ، إذا كان الهدف منه هو الوصول إلى النقاط المشتركة بين الشيعة والسنة ، فمن الواضح أن هذا الجدل قد ضل طريقه بل وتحول إلى الاتجاه المعاكس لما قد كان يرجى منه. فلكي نصل إلى النقاط المشتركة بين أي فريقين ، ينبغي لنا أن نجمع العقلاء وأصحاب النوايا الحسنة من الجانبين ثم يكون الحوار منطقياً ومبنياً على احترام الطرف الآخر وعدم التعرض لمقدساته. أما ما يحدث على المستقلة فهو النقيض لما ينبغي فقد تم جمع أقطاب التطرف من الفريقين وتحولت القناة إلى ساحة معركة ، والخوف الآن من انتقال المعركة من على الشاشة إلى الشارع فالحرب أولها كلام.
وقد وفقت القناة في اختيارها للبلوشي وغيره ليكون طرفاً أساساً في هذا الجدل ،فنحن لا نلوم الرجل فهو يخدم مصالحه ومصالح من يدفع له ، ولكننا نلوم القناة التي سمحت له بالظهور على شاشتها ، ونوجه اللوم للدكتور الهاشمي صاحب القناة ومقدم البرنامج بالخصوص ونتساءل عن مقاصده الحقيقة من السماح لمثل هذا الرجل المريض من إثارة نعرة طائفية نرجوا من الله أن يسلم الأمة من شرها انطلاقا من قناته. وإذا كان هدف الدكتور الهاشمي هو انتشال قناته المغمورة من هامش الساحة الإعلامية ليحصل على أكبر قدر من الإعلانات التجارية فإننا نقول له بئس الثمن ذلك الذي يكون على حساب دينك وأمتك إذا كانت هذه الكلمات ما تزال تمثل لك شيئاً.
والطرف الثاني الملوم على هذه المهزلة هم العلماء الآخرون من السنة والشيعة والذين قبلوا أصل الدخول في مثل هذه المهاترات والجلوس على مائدة مشبوهة يدعي أصحابها قصد التوفيق بين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة بينما يدسون أسباب الفرقة والعداء ويثيرون الحساسيات التاريخية بين السنة والشيعة. فهل يعتقد هؤلاء أن يتم الاتفاق على الخلافات التاريخية وعلى الأخص ما يتعلق بموضوع الخلافة واقتتال الصحابة فيما بينهم بمجرد الدخول في مثل هذا الجدل العقيم.
فهل يظن علماء الشيعة أنهم بدخولهم في مثل هذا الجدل مع مثل هذا الرجل سيدفعون عن مذهبهم ما يروج له هو من تهم؟ وهل التعرض للصحابة على شاشات التلفاز سيحلّ ما بين السنة والشيعة أم أنه سيزيد الطين بلةً؟
وهل يظن علماء السنة الذين يشاركون في هذا الجدل أن أبناء الشيعة سينسون أرثهم التاريخي وسيتخلون عن مذهبهم بمجرد مشاهدة هذه الجولات من السباب والشتائم والتكفير؟
وأين الطرفين من قول الباري سبحانه وتعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" سورة النحل الآية 125، وقوله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون" سورة الأنعام الآية 108.
فإذا كان الله يأمرنا بالتخلق بالأدب مع الكفار فبماذا إذاً يأمرنا بالتخلق فيما بيننا، بالسباب والشتائم والتعرض لمقدسات الآخرين ليتعرضوا لمقدساتنا؟
أما الطرف الثالث الذي نلقي عليه اللوم فهم المشاهدين الأعزاء من السنة والشيعة الذين هزأت القناة بمشاعرهم وعقائدهم فكيف تقفون مكتوفي الأيدي ولا تحركون ساكناً. إن بوسع كل منا على الأقل أن يقوم بالإجراءات التالية:
1. أن يوجه خطاب استنكار وشجب يطالب فيه القناة أن توقف هذا الجدل العقيم حالاً ويهدد فيه القناة بمقاطعتها إذا لم تستجب لذلك على وجه السرعة. ويمكن توجيه مثل هذا الخطاب على فاكس القناة الذي يظهر في بداية كل حلقة من حلقات برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" أو الكتابة لهم على البريد الإلكتروني التالي: atv@almustakillah.com
2. أن تتم مخاطبة المؤسسة العربية للبث الفضائي القائمة على إدارة القمر العربي "عرب سات" ومطالبتها بإيقاف بث القناة فوراً إذا لم تستجب وتوقف بث البرنامج.
3. وأخيراً فكل منا يملك سلاح هو أقوى من كل أسلحة العالم وهو سلاح المقاطعة فإذا لم تستجب القناة للضغوط الرسمية فلابد أن ترضخ لرغبة الناس الذين يمثلون لها السوق الذي تبيع فيه بضاعتها ، وهذا أضعف الإيمان.
إن النتيجة الحتمية لمثل هذا الجدل العقيم هو توسيع هوة الخلاف المذهبي ودق إسفين في وحدة الصف الإسلامي وكلنا يعرف من المستفيد من طرح وإثارة مثل هذه الحزازات في مثل هذه الظروف.إن ما يحدث يتطلب من الجميع سنةً وشيعةً الوقوف وقفة رجل واحد للحفاظ على وحدة الصف الإسلامي في هذا الظرف الدقيق والحساس ، والتصدي لمثل هذه البرامج المشبوهة هو واجب شرعي في هذه المرحلة الخطرة من تاريخ أمتنا المستهدفة.
منقول
دعوة للوقوف في وجه مؤامرة "المستقلة" ضد الوحدة الإسلامية
لابد أن الجميع قد سمع على الأقل إذا لم يكن تابع ما يسمى بالحوار بين الشيعة والسنة في برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" على قناة (المستقلة) الفضائية. وقد رأى الجميع ما وصل له "الحوار" إذا صحت التسمية ، من الركاكة والتي تجلت في السباب والشتائم التي صار يوجهها كل طرف للآخر. ويبدوا أن القناة بدأت تحصد ثمرات الإثارة التي كانت تطمح لها منذ تأسيسها حيث باءت جميع محاولاتها السابقة للانتشار بالفشل نظراً للمستوى الهابط والرخيص لبرامجها التي تخلوا من أبسط أنواع الموضوعية.
وحيث أن الطرح الأخير للقناة لموضوع حساس يمس مشاعر كل الطوائف الإسلامية ، فقد وجد بعض ضعاف النفوس في ذلك منفذاً سهلاً للتنفيس عما يختلج في صدورهم من أحقاد وضغائن لم يكونوا ليجدوا سبيلاً لإظهارها لو لم تعطهم المستقلة هذه الفرصة الذهبية ليخرجوا النتن المتعفن في صدورهم.
ونحن هنا نتساءل عن مدى استقلال المستقلة ونود أن نعلم لصالح من تعمل هذه القناة ، وعن الهدف الذي ترمي إليه من طرح هذه المواضيع الحساسة في هذا الوضع الدقيق الذي تمر فيه الأمة الإسلامية.
فإذا كان الهدف من هذا الجدل ولن نسميه بعد هذا حواراً لافتقاره لأبسط مقومات الحوار العقلائي ، إذا كان الهدف منه هو الوصول إلى النقاط المشتركة بين الشيعة والسنة ، فمن الواضح أن هذا الجدل قد ضل طريقه بل وتحول إلى الاتجاه المعاكس لما قد كان يرجى منه. فلكي نصل إلى النقاط المشتركة بين أي فريقين ، ينبغي لنا أن نجمع العقلاء وأصحاب النوايا الحسنة من الجانبين ثم يكون الحوار منطقياً ومبنياً على احترام الطرف الآخر وعدم التعرض لمقدساته. أما ما يحدث على المستقلة فهو النقيض لما ينبغي فقد تم جمع أقطاب التطرف من الفريقين وتحولت القناة إلى ساحة معركة ، والخوف الآن من انتقال المعركة من على الشاشة إلى الشارع فالحرب أولها كلام.
وقد وفقت القناة في اختيارها للبلوشي وغيره ليكون طرفاً أساساً في هذا الجدل ،فنحن لا نلوم الرجل فهو يخدم مصالحه ومصالح من يدفع له ، ولكننا نلوم القناة التي سمحت له بالظهور على شاشتها ، ونوجه اللوم للدكتور الهاشمي صاحب القناة ومقدم البرنامج بالخصوص ونتساءل عن مقاصده الحقيقة من السماح لمثل هذا الرجل المريض من إثارة نعرة طائفية نرجوا من الله أن يسلم الأمة من شرها انطلاقا من قناته. وإذا كان هدف الدكتور الهاشمي هو انتشال قناته المغمورة من هامش الساحة الإعلامية ليحصل على أكبر قدر من الإعلانات التجارية فإننا نقول له بئس الثمن ذلك الذي يكون على حساب دينك وأمتك إذا كانت هذه الكلمات ما تزال تمثل لك شيئاً.
والطرف الثاني الملوم على هذه المهزلة هم العلماء الآخرون من السنة والشيعة والذين قبلوا أصل الدخول في مثل هذه المهاترات والجلوس على مائدة مشبوهة يدعي أصحابها قصد التوفيق بين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة بينما يدسون أسباب الفرقة والعداء ويثيرون الحساسيات التاريخية بين السنة والشيعة. فهل يعتقد هؤلاء أن يتم الاتفاق على الخلافات التاريخية وعلى الأخص ما يتعلق بموضوع الخلافة واقتتال الصحابة فيما بينهم بمجرد الدخول في مثل هذا الجدل العقيم.
فهل يظن علماء الشيعة أنهم بدخولهم في مثل هذا الجدل مع مثل هذا الرجل سيدفعون عن مذهبهم ما يروج له هو من تهم؟ وهل التعرض للصحابة على شاشات التلفاز سيحلّ ما بين السنة والشيعة أم أنه سيزيد الطين بلةً؟
وهل يظن علماء السنة الذين يشاركون في هذا الجدل أن أبناء الشيعة سينسون أرثهم التاريخي وسيتخلون عن مذهبهم بمجرد مشاهدة هذه الجولات من السباب والشتائم والتكفير؟
وأين الطرفين من قول الباري سبحانه وتعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" سورة النحل الآية 125، وقوله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون" سورة الأنعام الآية 108.
فإذا كان الله يأمرنا بالتخلق بالأدب مع الكفار فبماذا إذاً يأمرنا بالتخلق فيما بيننا، بالسباب والشتائم والتعرض لمقدسات الآخرين ليتعرضوا لمقدساتنا؟
أما الطرف الثالث الذي نلقي عليه اللوم فهم المشاهدين الأعزاء من السنة والشيعة الذين هزأت القناة بمشاعرهم وعقائدهم فكيف تقفون مكتوفي الأيدي ولا تحركون ساكناً. إن بوسع كل منا على الأقل أن يقوم بالإجراءات التالية:
1. أن يوجه خطاب استنكار وشجب يطالب فيه القناة أن توقف هذا الجدل العقيم حالاً ويهدد فيه القناة بمقاطعتها إذا لم تستجب لذلك على وجه السرعة. ويمكن توجيه مثل هذا الخطاب على فاكس القناة الذي يظهر في بداية كل حلقة من حلقات برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" أو الكتابة لهم على البريد الإلكتروني التالي: atv@almustakillah.com
2. أن تتم مخاطبة المؤسسة العربية للبث الفضائي القائمة على إدارة القمر العربي "عرب سات" ومطالبتها بإيقاف بث القناة فوراً إذا لم تستجب وتوقف بث البرنامج.
3. وأخيراً فكل منا يملك سلاح هو أقوى من كل أسلحة العالم وهو سلاح المقاطعة فإذا لم تستجب القناة للضغوط الرسمية فلابد أن ترضخ لرغبة الناس الذين يمثلون لها السوق الذي تبيع فيه بضاعتها ، وهذا أضعف الإيمان.
إن النتيجة الحتمية لمثل هذا الجدل العقيم هو توسيع هوة الخلاف المذهبي ودق إسفين في وحدة الصف الإسلامي وكلنا يعرف من المستفيد من طرح وإثارة مثل هذه الحزازات في مثل هذه الظروف.إن ما يحدث يتطلب من الجميع سنةً وشيعةً الوقوف وقفة رجل واحد للحفاظ على وحدة الصف الإسلامي في هذا الظرف الدقيق والحساس ، والتصدي لمثل هذه البرامج المشبوهة هو واجب شرعي في هذه المرحلة الخطرة من تاريخ أمتنا المستهدفة.
منقول
تعليق