إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سلسله الامام الحجه ورد الشبهات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسله الامام الحجه ورد الشبهات

    اولا يمنع النقاش لاني اترفع عن هذه المهاترات



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد واله

    الحلقه الاولى من سلسله الامام الحجه ورد الشبهات
    اثبات ولاده الامام :


    س) ما دليلكم على أن المهدي (عليه السلام) مولود و حي؟


    ج) إن ولادة أي انسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه وشهادة القابلة وان لم يره أحد قط غيرهما ، فكيف لو شهد المئات برؤيته واعترف المؤرخون بولادته ، وصرّح علماء الانساب بنسبه وظهر على يديه ما عرفه المقربون اليه وصدرت منه وصايا وتعليمات ونصائح وإرشادات ورسائل وتوجيهات وأدعية وصلوات وأقوال مشهورة وكلمات مأثورة وكان وكلاؤه معروفين وسفراؤه معلومين وانصاره في كل عصر وجيل بالملايين، وللوقوف على ما ندّعية عليكم بمراجعة كتاب ( المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي 107 ـ 133)، وكتاب (المسائل العشر)

    . حيث تطرّق الأول الى المواضيع التالية:
    1 ـ إخبار الامام العسكري بولادة ابنه المهدي (عليهما السلام).
    2 ـ شهادة القابلة بولادة الامام المهدي (عليه السلام).
    3 ـ من شهد برؤية المهدي من أصحاب الائمة (عليهم السلام) وغيرهم.
    4 ـ شهادة وكلاء المهدي ومن وقف على معجزاته (عليه السلام) برؤيته.
    5 ـ شهادة الخدم والجواري والإماء برؤية المهدي (عليه السلام).
    6 ـ تصرف السلطة دليل على ولادة الامام المهدي (عليه السلام).
    7 ـ اعتراف علماء الانساب بولادة الامام المهدي (عليه السلام).
    8 ـ اعتراف علماء أهل السنة بولادة الامام المهدي (عليه السلام).
    9 ـ اعتراف أهل السنة بان المهدي هو ابن العسكري (عليهما السلام).



    س ) اريد ادله واحاديث صحيحه بالسند تثبت ولاده امامنا المهدي عج ؟

    ج ) جواب السؤال : هناك نوعان من الادلة تثبت ولادة الحجة (عج)
    الأولى: نسمّيها بالادلة الممّهدة، والثانية: بالادلة الصريحة.

    أما الأدلة الممهدة:

    وهي:
    أولا: ما رواه الصدوق في (الاكمال ص382 ـ ج40) قائلاً: حدثنا أبي (رض) ومحمد بن الحسن (رض) قالا حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي مهزيار عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن اسحاق بن جرير عن عبد الله بن سنان.
    ورواه النعماني في (الغيبة ص161 ـ ح4) قائلاً: حدثنا محمد بن همام حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى والحسن بن ظريف جميعاً عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن سنان: قال دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله (عليه السلام): (فقال كيف أنتم اذا صرتم في حال لا ترون فيها أمام هدى ولا علماً يرى, فلا ينجو من تلك الحيرة إلا مَنْ دعا بدعاء الغريق فقال أبي هذا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟ قال: اذا كان ذلك فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر).
    التحقيق: هذه الرواية صحيحة السند ورجالها كلهم ثقات حسب قواعد علم الحديث والرجال.
    ثانياً: ما رواه النعماني في (الغيبة ص162 ـ ح5) بسنده أيضاً عن محمد بن همام حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى والحسن بن ظريف عن الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له إنّا نروي بانّ صاحب هذا الأمر يفقد زماناً, فكيف نصنع عند ذلك؟! قال: (تمسكوا بالامر الاول).
    التحقيق: وهذه الرواية أيضاً صحيحه السند.
    ثالثاً: ما رواه النعماني في كتاب (الغيبة ص175 ـ ح1ـ ح2) قائلاً حدثنا ابن عقدة حدثنا علي بن الحسن عن عمر بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن اسحاق بن عمار.
    وقال أيضاً: حدثنا الكليني عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن اسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (للقائم غيبتان احداهما قصيرة والأخرى طويلة, الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصه شيعته, والأخرى لا يعلم بمكانه إلا خاصة مواليه).
    التحقيق: وهذه الرواية أيضاً صحيحة السند.
    رابعاً: النعماني في كتابه (الغيبة ص194) قال: أخبرنا محمد بن يعقوب عن عدة من رجاله عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم.
    وقال أيضاً: حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إنْ بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها).
    التحقيق: وهذه الرواية ايضاً صحيحة السند.
    خامساً: ما رواه الشيخ الصدوق في كتابه (الاكمال ص375) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أبي عن ابراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن صفوان بن مهران الجمال: قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): (أما والله ليغيبَنَّ عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم, ما لله في آل محمد حاجة, ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلاًّ وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
    التحقيق: هذه الرواية سندها حسن رجالها كلهم موثقون غير شيخ المصنف فهو صدوق لأنه من مشايخ الاجازة وقد اعتمده اكثر علمائنا.
    سادساً: ما رواه الصدوق في (الاكمال أيضاً ص373) قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن (رضي الله عنهما) قالا حدثنا سعد بن عبد الله وعبد بن جعفر الحميري جميعاً عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (أقرب ما يكون العبد الى الله عز وجل وأرضى ما يكون عنه اذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وحجبَ عنهم فلم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لا تبطل حجج الله ولا بيّناته, فعندها فليتوقعوا الفرج صباحاً ومساءً, وإن أشد ما يكون غضباً على أعدائه اذا أفقدهم حجته فلم يظهر لهم وقد علم أنّ اولياءه لا يرتابون, ولو علم أنهم يرتابون ما أفقدهم حجته طرفة عين).
    التحقيق: وهذه الرواية صحيحة سنداً ورجالها كلهم ثقات معروفون.
    سابعاً: ما رواه الصدوق في (الاكمال ص404) قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى (عليه السلام) قصيدتي التي أولها.

    مدارس آيات خلت من تلاوة ***** ومنزل وحي مقفر العرصات

    فلما انتهيت الى قولي

    خروج إمام لا محالة خارج ***** يقوم على اسم الله والبركات
    يميز فينا كل حق وباطل ***** ويجزي على النعماء والنقمات


    بكى الرضا (عليه السلام) بكاءً شديداً, ثم رفع رأسه فقال لي: (يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين, فهل تدري مَنْ هذا الامام ومتى يقوم؟)، فقلت لا يا مولاي, إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً. فقال: (يا دعبل الامام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره, لو لم يبق, من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً).
    وأما (متى) فإخبار عن الوقت؛ فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) أنّ النبي (ص) قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال (عليه السلام): (مَثله مَثل الساعة التي (لا يجلّيها لوقتها إلا هو, ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم إلا بغتة).
    التحقيق: وهذه الرواية صحيحة سنداً لا يشك فيها إلا مرتاب وتعدّ من أفضل الروايات دلالة على المطلوب ويوجد غيرها الكثير, لكنْ فيما قدمناه كفاية لمنْ كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

    أما بخصوص الادلة الصريحة

    على ولادة الحجة (عج) فأيضاً توجد لدينا مجموعة من الاحاديث الصحيحة التي لا يختلف عليها اثنان من الشيعة الامامية وهي:
    أولاً: ما رواه الصدوق في (الاكمال ص463ـ ح3) قال: حدثنا محمد بن الحسن (رض) حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري (رض) إني اسألك سؤال ابراهيم (عليه السلام) ربه جلّ جلاله حين قال له (ربّ أرني كيف تحي الموتى: قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي). فأخبرني عن صاحب هذا الأمر, هل رأيته؟ قال: نعم وله رقبة مثل ذي واشار بيده الى عنقه.
    التحقيق: وهذه الرواية صحيحة سنداً ورجالها معروفون بالوثاقة والوجاهة والامانة.
    ثانياً: ما رواه الصدوق أيضاً في (الاكمال ص468) قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عثمان العمري (رض) قال سمعته يقول: (انّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه).
    التحقيق: وهذا الخبر صحيح ومحمد بن عثمان العمري هو السفير الثاني من سفراء الحجة (عج) وجلالة قدره أشهر من ان تخفى فقد وثقه الامام العسكري (عليه السلام) نفسه وناهيك به من موثق.
    ثالثاً: قال الصدوق في (الاكمال ص468): حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال سألت محمد بن عثمان العمري (رض) أرأيت صاحب هذا الامر؟ قال: نعم, وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: ((اللهم أنجز لي ما وعدتني)). وفي رواية اخرى سمعه يقول: ((اللهم إنتقم لي من أعدائي)).
    التحقيق: أيضاً هذا الخبر صحيح.


    ومن خلال هذا تعرف الادلة الوافية على أنه (عليه السلام) حي يرزق وما يستلزمه من طول عمره (عليه السلام) فمسألته محلولة.
    والخلاصة: ان الشيعة ولاستنادهم على جملة واسعة من الروايات والأدلة الصحيحة يذهبون الى أنه (عليه السلام) ولد في مدينة سامراء عام 255هـ وغاب بأمر الله سبحانه سنة وفاة والده الامام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) عام 260 هـ ، وهو يحيى حياة طبيعية كسائر الناس ، غير أن الناس يرونه ولا يعرفونه ، وسوف يظهره الله سبحانه ليحقق عدله
    .

  • #2
    اسئله وشبهات حول الامام الغائب !!!

    اولا يمنع النقاش


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد واله

    الحلقه الثالثه من سلسله الامام الحجه ورد الشبهات
    الغيبه لماذا و ما الدليل


    س ) ما هذا الكلام العجيب امام غائب !!!
    ما الدليل و لماذا غيبه الله عزوجل و كيف عاش كل هذه المده !!!
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    اسئله واسئله كثيره !!!

    انشاء الله الجواب هنا




    أسباب الغيبة ومعنى الإنتظار



    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

    «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من ولدي, اسمه اسمي, وكنيته كنيتي, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا».(
    1)



    هناك نقاط مهمة نتعرض لها:

    النقطة الأولى: عمر الإمام المهدي عليه السلام

    من المسائل المطروحة حول قضية الإمام المهدي عليه السلام هي مسألة العمر الطويل, حتى قال بعض العامة إذا أوصى إنسان ان تعطى أمواله لأجهل الناس فإنّها تعطى للشيعة لأنّهم يعتقدون بالمهدي وعمره الطويل(2)! رغم ان هذا البعض يعتقد بالمهدي عليه السلام أيضاً ولكنه يقول انّه سيولد, فإشكاله على الشيعة هو مسألة العمر الطويل للحجة عليه السلام.

    هذا القول والإشكال غريب في الواقع، واعتقد انّ اجهل الناس ليس من يعتقد بطول عمر الإمام المهدي عليه السلام بل الذي لا يعتقد بطول العمر, ويسيء الظن بقدرة الله تعالى, والمسألة تماماً كما يحدثنا القرآن الكريم عن بعض المشركين الذين كانوا يستبعدون أمر المعاد ويقولون:

    (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ).(3)

    القرآن ينكر عليهم هذا التشكيك والإستبعاد ويقول:

    (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ).(4)

    انتم تستبعدون العودة لكن فكّروا في أصلكم من أين؟ من نطفة وعلقة ومضغة إلى تكون إنساناً كاملاً.

    إذن الذي يسيء الظن ويجهل قدرة الله إلى هذا الحد هو الجاهل، وليس الذي يعتقد بها، ثم ان المسألة لا تصطدم مع العقل فانه يرى بعض الأمور مستحيلة كوجود المعلول بلا علة واجتماع النقيضين ولا يحيل العمر الطويل, كما لا تصطدم مع العلم .

    أجل, إننا لم نشاهد عادة إنساناً يعمّر هذا العمر الطويل اعتيادياً لكن مسألة العادة غير العلم والعقل, فإذا جاءت النصوص المعتبرة والأدلة القطعية لتؤكد وجود الإمام المهدي عليه السلام فماذا نصنع إزاءها وهي التي النصوص التي نأخذ شريعتنا عن طريقها؟ أن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام تدل على وجود المهدي عليه السلام فلا مجال لنا إلاّ أن نتعبد بها, والمسألة عقائدية التي دلت عليها النصوص المعتبرة عن النبي صلى الله عليه وآله وروتها كل فئات المسلمين لا يكون صرف الاستبعاد دليلاً منطقيا وعلمياً أمام الأدلة القاطعة.

    ثم ليست هي المرة الأولى التي يمر فيها شخص عمره طويل على الإنسان المسلم, وعلى حد قول السيد ابن طاووس: إذا جاء شخص يمشي على البحر فان الناس يجتمعون متعجبين, وفي اليوم الثاني إذا جاء آخر وقال أنا امشي على الماء أيضا ضعف الإستبعاد, وفي اليوم الثالث سوف لا يجتمع الناس لأنّه أصبح أمرا غير غريب.

    فمسألة طول عمر الإمام المهدي ليست غريبة لدى المسلم لانّ القرآن يصرح عن نوح _ مثلاً _:

    (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عام).(5)

    وصريح القرآن عن يونس:

    (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(6)

    يعني من الممكن أن يطول عمره في بطن الحوت بقدرة الله.

    كل المسلمين يعتقدون بانّ عيسى بن مريم عليه السلام حي وانّه ينزل فيصلي خلف الإمام المهدي عليه السلام(7) وصريح القرآن:

    (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ).(

    ليس فقط عيسى بن مريم بل يقرّ الكثير من المسلمين بحياة الخضر

    ، كما ان إدريس حي في اعتقاد الكثير من المسلمين، وحتى إبليس هذا الوجود الشرير قد طلب العمر الطويل من الله وقال:

    (قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ).(9)

    إذا صح منطقنا الإسلامي القرآني هذا فلماذا الإستبعاد؟ هل تستبعد قدرة الله؟ انه سوء ظن بالله الذي خلقك, وفي منظارنا يكون الإيجاد من العدم أصعب من الإعادة مرة ثانية. أنّ إيجاد الإنسان في تلك الظلمات الثلاثة والمراحل التي مرت على الإنسان هي أصعب من العمر الطويل قطعاً.

    رحم الله الشهيد الصدر (ره) له كلمة يقول فيها:

    أنتم تستغربون العمر الطويل للإمام المهدي عليه السلام والأجدر بكم أن تستغربوا مهمة هذا الإنسان، المهمة التي لم تكن على وجه الأرض, هذا الإنسان الذي يظهر بنهضة عالمية شاملة فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، الإنسان الذي يفرغ كل الحضارات من محتواها الفاسد, ويقيم حضارة ربانية في الأرض, الإنسان الذي يقضي على كل القوى فلا تبقى إلاّ قوة التوحيد والإسلام مسيطرة على الأرض, أليست هذه مهمة غريبة، المهمة التي لم تنجز على أيدي الأنبياء حتى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله.(10)

    لا يحصل التباس, فنحن الشيعة نعتقد بانّ النبي محمد صلى الله عليه وآله هو أفضل موجود على ظهر هذا الكوكب, وكل الشيعة يعتقدون بقول شاعرنا الأزري:

    قلب الخافقين ظهراً لبطن
    فرآى ذات احمد فاجتباها


    لكن الظروف الموضوعية ما كانت مهيأة أيام النبي صلى الله عليه وآله ليقوم بهذا الدور المهم, وستتهيأ للإمام المهدي عليه السلام, وبدعم الغيب سيقوم بهذا الدور الشامل على وجه الأرض.

    أليس من الغريب أن ينزل نبي من أنبياء أولي العزم وهو عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلف الإمام المهدي عليه السلام؟

    هذا ما يقوله البخاري في صحيحه:

    «كيف بكم إذا نزل بن مريم فيكم وإمامكم منكم».(11)









    النقطة الثانية: سبب غيبة الإمام عليه السلام

    لماذا غاب الإمام المهدي عليه السلام وما هي الفائدة من إمام مستور عن الأنظار؟

    هناك نص وارد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام يبين لنا الجواب على هذا السؤال:

    يروى عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قوله:

    كنت عند الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام إذ التفت إليّ فقال:

    «يا بن الفضل أنّ لصاحب هذا الأمر غيبة يرتاب فيها كل مبطل، قلت له سيدي جعلت فداك: لم هذه الغيبة؟ فأجابني: يا بن الفضل لأمر لم يؤذن لنا في كشفه، قال يا أبا عبد الله: ما هي الحكمة في غيبته؟ فقال: يا بن الفضل وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة فيمن تقدمه من حجج الله, وان وجه الحكمة في غيبته لن يكشف إلاّ بعد ظهوره، كما خرق خضر السفينة, وقتل الغلام, وأقام الجدار لليتيمين إلاّ عند افتراقهما، افتراق الخضر عن موسى، يا بن الفضل أنّ ذلك أمر من أمر الله, وسر من سر الله, وغيب من غيب الله, ومتى آمنا بانّ الله حكيم صدقنا بانّ أقواله وأفعاله حكيمة وان لم يكشف لنا عن الوجه في ذلك».(12)


    خلاصة جواب الإمام هي:

    انّ المسألة إذا آمنا بها عن طريق النصوص المعتبرة فانّها تعود غيبية, والدليل على انّ المسألة غيبية هو بعض الآيات القرآنية, فقد لاحظت في الروايات في تفسير الآية:

    (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)(13)

    تقول:

    يؤمنون بالغيب يعني يؤمنون بالمهدي(14), ولا أقول انّ تفسير الآية هو هذا لانّ تفسير الآية مطلق يشمل كل شيء غيبي: أي يؤمنون بالله, الملائكة والشيء الغائب عن الحواس فيؤمنون به عن طريق العقل.

    ومن المسائل الغيبية التي يجب انّ نتعبد فيها هي هذه المسألة ما دام أنّها ثبتت عن طريق الأدلة, يعني نحن آمنا بالإسلام كقاعدة, وآمنا بالقرآن ككتاب منزل من قبل الله تعالى, وآمنا بالنبي صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء والمرسلين, وآمنا بأنّه لا ينطق عن الهوى, ان هو الاّ وحي يوحى, وفي الأخبار المتواترة أخبر النبي صلى الله عليه وآله بانّ المهدي موجود ولابد أن يظهر, وعنه صلى الله عليه وآله:


    «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».(15)

    «الخلفاء من بعدي اثنا عشر وكلهم من قريش».(16)


    وصلنا إذن إلى هذه النتيجة وهي انّ المهدي واحد من اثني عشر, وانّ كل زمان لا يمكن أن يخلو من إمام(17), والإمام الموجود في هذا العصر هو المهدي عليه السلام.

    انّنا إذا لم نعرف السبب نتعبّد بالشريعة, وهل الإنسان يعرف كل شيء في كل الكون الذي تسوده ملايين الأنظمة والقوانين التكوينية؟

    هل اكتشف علماؤنا كل ما يوجد في الشريعة من حكم ومصالح؟

    أين الإنسان من العلم، والعلماء يقولون لم تصل نسبة جهلنا إلى علمنا نسبة قطرة إلى البحار والمحيطات؟

    ماذا نعرف من السنن التكوينية أو التشريعية, والإمام يؤكد على هذه النقطة, فعندما مشى الخضر مع موسى عليه السلام _ يقولون انّ موسى وهو نبي من أولي العزم ابتلي بهذه القصة لانّ الله أراد أن ينبهه انّك لست بأعلم الناس حيث توجد أشياء في الدنيا لا تعلم بها, ولذلك قال له إذهب إلى ذلك المكان المعين والتق بالخضر عليه السلام.

    ولما قتل الخضر ذلك الغلام، قال قتلت نفساً زكية بغير ذنب, قال ألم اقل لك اصبر, ولما جاء إلى السفينة وخرقها قال أتخرق سفينة لا تملكها؟ ثم جاء إلى الجدار وأقامه في حين لم يضيفهما أهل تلك المنطقة. ترى انّ الله أراد أن يعلم موسى بوجود مناطق غيبيه في هذا العالم لا يعرفها والخضر يعرفها.

    إذن كلنا جهل لا ندري ما يدور في هذا العالم, فمادام انّ المسألة ثبتت عن طريق الأدلة الشرعية يبقى السؤال: لماذا غاب الإمام؟

    الجواب: إنّنا لا نعلم, هذا مجهول, والإمام يقول انّ الوجه في غيبة الإمام لا يظهر إلا عند ظهوره سلام الله عليه.



    فوائد غيبة الإمام عليه السلام

    ما هي الفائدة من وجود إمام غائب مستور عن الأنظار؟ يمكن الإشارة إلى هذه الفوائد:

    الأولى: هناك روايات معتبرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله كقوله:

    «أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب الأرض»(1 _ «لا يزال هذا الدين قائماً أو يكون عليكم اثنا عشر وكلهم من قريش فإذا ذهبوا ساخت الأرض بأهلها».(19)

    يقول الله عزّ وجل للنبي صلى الله عليه وآله:

    (وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ).(20)

    وأهل البيت كذلك, فصريح قول لولا النبي فيهم لعذبهم الله و تاويل الايه هنا يعني: لولا الإمام المهدي المنقذ ابن رسول الله ولولا وجود الإنسان الكامل لنزل البلاء على هذا الكون ولما بقيت الأرض، إذن وجودنا كله والبركات الموجودة والعلوم التي نتوصل إليها قد جعلها الله ببركة وجود الإنسان الكامل.

    هذه الكلمة المعروفة _ لو خليت لقلبت _ لا تعني من الناس الصالحين فقط وإنّما من الإنسان المعصوم الكامل, فوجود الحياة مرتبطة به, كما عند كثير من أهل العرفان انّ الحياة لابد لها من وجود إنسان كامل, والإنسان الكامل لا ينطبق إلاّ على الإنسان المعصوم .

    الثانية: على حد قول نصير الدين الطوسي: وجود الإمام الحجة.

    لطف, وتصرفه لطف آخر, وعدمه من(21),


    لماذا الإمام الآن غائب؟

    أليس السبب في غيبته هو الظلمة والطغاة؟ إذن نحن البشرية الظالمة السبب في غيبة الإمام.

    الثالثة:

    من قال انّ الإمام المهدي مستور تماماً؟ ربما ينكشف عليه السلام لبعض الأولياء في الأمور المهمة, ربما يلهم أو يحضر عند بعض الأولياء, قد يعطيهم برنامجا لا نستطيع أن نتأكد مائة بالمائة انّ الإمام غائب عن كل الناس, ربما يلتقي ببعض الناس ويعطيهم بعض البرامج, الله العالم.

    إذن لا نستطيع ان نقول الإمام غائب تماماً, الإمام الصادق يقول لسليمان بعد سؤاله عن فائدة الإمام المستور: كفائدة الشمس حين يسترها السحاب.(22)












    النقطة الثالثة: معنى الانتظار

    ورد في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله:

    «أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج».(23)

    وهناك رواية أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام بهذا المعنى.(24)

    عندما نعتقد بالإمام المهدي عليه السلام فانّ هذه العقيدة فيها لوازم وخصائص ومميزات:

    الأولى: انّ هذا الإنسان ينظر إلى مستقبل البشرية نظرة متفائلة, فالنظريات اليوم تذهب بانّ الدنيا ملازمة للشر والشقاء والإنسان لا يستطيع أن يتخلص من هذا الشر, فأحسن خطوة يقدم عليها الإنسان العاقل هي أن ينتحر ويخلص نفسه من شر الدنيا!

    هناك نظرية أخرى تُنقل عن أنشتاين يقول فيها انّه يرى انّ أجل البشرية أوشك على الإنتهاء, وانّ البشرية بواسطة التقدم التكنولوجي وتقدم الوسائل العلمية ليس بينها وبين القبر الذي حفرتها بأيديها لنفسها إلاّ خطوة واحدة، إذن لا يوجد أمل, ومستقبل البشرية مظلم

    طبعاً الإنسان عندما ينظر إلى القرآن والأدلة الظاهرية يراها نظرية معقولة حسب الظاهر, فعندما يكون مصيرك بأيدي المستكبرين ووسائل الدمار بأيديهم ففي لحظة من اللحظات ينتهي كل شيء.


    هناك نظرية الماركسية _ وبحمد الله انتهت _ تقول لا شر ولا شقاء في الدنيا إلاّ بسبب الملكية الفردية, ومتى ما تقدمت وسائل الإنتاج وقضينا على الملكية الفردية وطبقت الشيوعية فسوف يقضي على كل شر وشقاء في الدنيا.

    هناك نظرية رابعة تقول: أنّ هناك خللاً في الحضارة المادية لكن هذا الخلل لم يأت من طبيعة الإنسان وإنّما هناك نقص معنوي وخلل أخلاقي في حضارة البشر, فلا تزال الشهوة والحقد والغضب تحكم مسيرتها وعقلها, يعني انّ العقل اليوم لا يسيّر البشر وإنّما الشهوة والغضب, البشرية تعيش عدم النضج فمتى تنجو البشرية من هذا الشقاء؟

    تنجو إذا سارت في طريق التكامل الأخلاقي والإجتماعي والفكري, ومتى يكون هذا التكامل؟

    هذه النظرية تقول يكون هذا التكامل حين تفرّغ الحضارة من محتواها الفاسد, حين تجتث جذور الظلم والفساد من الأرض، إذن هناك مستقبل مشرق وزاهر للبشرية.

    على يد من يتحقق هنا الأمل في انتصار الإنسانية في هذه الحياة؟

    هذا المستقبل المشرق سوف لن يتحقق إلاّ على يد ولي الله المهدي عليه السلام وهذه نظرية أهل الدين:


    (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).(25)

    تلك هي الميزة الأولى من مميزات انتظارنا للفرج.

    الثانية: القضاء على الإستكبار والإستعباد وانتصار الحرية والعدالة والتوحيد وكل ما هو شريف في الدنيا.

    الثالثة: الحكومة العالمية الواحدة على يد الإمام المهدي عليه السلام.

    الرابعة: أعمار جميع نقاط الأرض بحيث لا تبقى منطقة خربة في الأرض.

    الخامسة: النضوج العقلاني للبشر وتحرر البشر من الغرائز الهابطة

    السادسة: توزيع الثروة على البشر بشكل متساو, وهذا وارد في الروايات انّ الإمام المهدي يوزع الثروة بشكل متساوٍ(26) مع زوال شبح الحروب والقلاقل والإضطرابات, وانتشار الأمن والسلام في الدنيا, والقضاء على الفساد كالزنا والربا والظلم والخيانة والقتل.

    ثم انسجام الإنسان مع الطبيعة, هذه بعض المميزات لعصر الإمام المهدي عليه السلام فنحن حين ننتظر ذلك العصر تنتظره بكل هذه الخصائص والمميزات.


    لنعرف ما هو معنى الإنتظار؟

    الكثير من الناس يتصور أن الإنتظار هو انه إذا رأى منكرا وفسادا أن يقول للفساد انتشر حتى يظهر الحجة عليه السلام وهذا لا يجوز. أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,

    (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(27)
    الإنتظار إذن ليس معناه التكاسل والتخلي عن المسؤوليات وإنّما يعني انّ الإنسان ينتظر وضعاً أفضل، كالمريض ينتظر لشفاء العاجل أو المسافر ليلا أو نهارا تنتظر عودته، أنت عندما تنتظر عودة مسافر تتهيأ له أو لا؟ إذن كل انتظار يلازمه لون من التهيؤ والإعداد النفسي. يا ترى نحن المنتظرون للمهدي هل يجب ان نستعد أم لا؟ يجب ان نكمل أنفسنا خلقياً واجتماعياً وفكرياً حتى نكون لائقين لنكون جنوداً تحت لواء المهدي عليه السلام المظفر وهذه نعمة لأنّه ليس كل احد يكون جنديا تحت لوائه، كيف نستعد حتى ننسجم مع الحضارة الجديدة للإمام المهدي, وقد قرأت بعض النصوص تقول انّ بعض الناس يستعجلون متى يظهر الإمام, في حين إذا ظهر الإمام يكون صعباً عليهم. إذن الإعداد النفسي والفكري والأخلاقي هو معنى الإنتظار المهدي عليه السلام، نحن ننتظر الإمام المهدي حتى يقضي على الظلم، فأنا الذي اظلم بالحياة هل انتظر المهدي ليقضي على الظلم؟

    أنا الذي أعيش بحضارة فاسدة وأفلام خليعة ولا اعرف غير الخلاعة والفساد كيف انتظر قيام المصلح الذي سيحرق كل المدمنين بالرذيلة؟

    إذن متى انتظر هذا المصلح الذي يقضي على الرذيلة والفساد والظلم عندما لا أكون ظالماً لا أؤيد الحضارة الفاسدة بل أتمرد على هذه الحضارة لأنّني مهدوي.

    هناك فلسفة أخرى للانتظار الحقيقي هي وجود الأمل للإنسان المنتظر, ورد في الروايات(2 والقرآن الكريم أيضا يقول:

    (لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ).(29)


    اشد جريمة في الإسلام هو اليأس من رحمة الله، لانّ نتيجة اليأس استمرار العصيان والجريمة, فعندما أرى هذا العالم المغمور بالجريمة والرذيلة والفساد أقول هذه الدنيا كلها فساد فلأكن معهم «حشر مع الناس عيد» لكن المنتظر للحجة عليه السلام ليس كذلك لأنّه يملك قوة عزيمة وأمل ويعلم انّ هذا الفساد يجب أن يقضى عليه, والصلاح والفضيلة لابد ان تنتصر وتتغلب في الحياة.

    فلسفة الإنتظار إذن لا تذوب إرادة المسلم في الكيانات الفاسدة بل تبقى باب الأمل مفتوحة على الإنسان المسلم, فمهما تفشى الفساد وانتشر الظلام والرذيلة لابد ان ستمتد اليد الربانية على يد ولي الله الإمام المهدي عليه السلام ولابد أن يوجد ذلك النصير للمظلومين وتزال كل الظلامات وينكشف الغطاء عن ذلك الوجه المشرق، إذن أنا لا أيأس لأنّي لست وحدي بل عندي المهدي عليه السلام هذا هو معنى الإنتظار الحقيقي.­­­­­

    سلام الله عليك يا بن رسول الله, متى نرى وجهك ما بيننا كالشمس أضاءت بعد طول استتار، ذلك الأمل الحلو النغم العذب الحلم الجميل, الأمنية التي ليس نحن تعشقناها فقط بل أئمتنا تعشقوا وجود المهدي عليه السلام فعندما دخل دعبل الخزاعي على الإمام الرضا قرأ القصيدة التائية المعروفة:

    مدارس آيات خلت من تلاوة ومنـزل وحي مقفر العرصات

    ثم اخذ يعدد قبور أهل البيت عليهم السلام:

    قبور بكوفان وأخرى بطيبة وأخرى بفخ نالها صلواتي

    وأخرى بارض الجوزجان محلها وأخرى بباخمرى لدى الغربات وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن بالغرفات

    ثم أضاف الإمام لدعبل وقال قل:

    وقبر بطوس يالها من مصيبة ألحت على الأحشاء بالزفرات
    ثم قال دعبل:

    إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً يفرج عنا الهم والكربات

    قال له الإمام يا دعبل! تعرف هذا القائم من هو؟

    قال: سيدي لا اعرفه, لكني سمعت عنه من أئمتي انّه يوجد قائم سيظهر يطهر الأرض, قال يا دعبل! انّ ولدي محمد وابن محمد هو علي وابن علي هو الحسن وابن الحسن هو محمد المهدي المنتظر عليه السلام.(30)
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







    الهوامش--------------------------------------------------------------------------------

    (1)- سنن الترمذي, ج3: 343, ح2332, سنن أبي داود, ج2: 309, ح 4282, المعجم الكبير للطبراني, ج10: 135, ح 10222, كمال الدين للصدوق: 317, ح4,....

    (2)- انظر روضة الطالبين للنووي، ج5: 157.

    (3)- سورة المؤمنون: الآية 82.

    (4)- سورة الحج : الآية 5.

    (5)- سورة العنكبوت: الآية 14.

    (6)- سورة الصافات: الآيات 143 و144.

    (7)- انظر كنز العمال للمتقي الهندي, ج14: 579, ح 39652, تاريخ دمشق لابن عساكر, ج47: 505, ينابيع المودة للقندوزي الحنفي,ج3: 344, الفتن لابن حماد: 230,...

    (- سورة النساء: الآية 159.

    (9)- سورة الأعراف: الآيات 14 و15.

    (10)- انظر بحث حول المهدي عليه السلام للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (المبحث الأول).

    (11)- صحيح البخاري, ج4: 143.

    (12)- كمال الدين للصدوق: 481, ح11.

    (13)- سورة البقرة: الآية 3.

    (14)- انظر كمال الدين: 17, 340: ح 19 و20.

    (15)- ورد الحديث بالفاظ مختلفة, راجع صحيح مسلم, ج6: 22, مسند احمد, ج4: 96, الكافي للكليني, ج1: 376, باب «من مات وليس له إمام ...».

    (16)- انظر صحيح البخاري, ج8: 127, صحيح مسلم, ج6: 3, سنن أبى داود, ج2: 309, ب31, (كتاب المهدي)...

    (17)- انظر الكافي للكليني, ج1: 178, باب «أن الأرض لا تخلو من حجة».

    (1- كمال الدين للصدوق: 205, ح19, ينابيع المودة للقندوزي, ج2: 114, ح 320.

    (19)- مناقب آل أبى طالب لابن شهر آشوب, ج1: 250, كنز العمال للمتقي الهندي, ج 12: 34, ح 33861, إعلام الورى للطبرسي, ج2: 161.

    (20)- سورة الأنفال: الآية 33.

    (21)- تجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي: 285, شرح العلامة الحلي (ره).

    (22)- كمال الدين للصدوق: 207, ح22.

    (23)- كمال الدين للصدوق: 644, ح3, المناقب لابن آشوب, ج3: 527.

    (24)- انظر كمال الدين للصدوق: 287, ح6.

    (25)- سورة الأنبياء: الآية 105.

    (26)- عن أبى سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «أبشركم بالمهدي... يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, يقسم المال صحاحا, فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسوية بين الناس...» انظر مسند احمد, ج3: 27.

    (27)- سورة آل عمران: الآية 110.

    (2- منها ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال: «انتظروا الفرج, ولا تيأسوا من روح الله فان أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج...» انظر الخصال للصدوق: 610, ح10.

    (29)- سورة يوسف: الآية 87.

    (30)- فرائد السمطين للحمويني الشافعي, ج2: 337, ح591.

    تعليق


    • #3
      اسئله وشبهات حول هل ذكر الامام المهدي عج في القران

      اولا يمنع النقاش


      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

      الحلقه الثانيه من سلسله الامام الحجه ورد الشبهات


      الامام المهدي في القران :

      س ) هل في القران ايات تدل على الامام المهدي ؟

      ج ) نعم

      إن حياة الإمام المهدي (عليه السلام) في القرآن تثبت بالرجوع إلى الآيات القرآنية التي تثبت وجوب الإمام في كل عصر ، فإثبات وجوب الإمامة لا يعني في وقت دون وقت ، فإن ذلك يمتد حتى إلى عصرنا الذي نحتاج فيه الإمام لنفس الغرض الذي نثبته في كل عصر .

      1 ـ قال تعالى : ((إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)) .

      روي عن ابن عباس أنه قال : لما نزلت الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أنا المنذر وعليٌ الهادي من بعدي يا علي بك يهتدي المهتدون) (البحار 2:23). فهل الهادي لزمان دون زمان وعصر دون عصر؟
      وعن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك: ((إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)) فقال (عليه السلام): (رسول الله المنذر ، وعلي الهادي ، والله ما ذهبت منّا وما زالت فينا إلى الساعة) (نفس المصدر) . مما يدلّ على أن هذه الآية مستمرة إلى قيام الساعة ففي كل عصر هاد من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ومنهم الإمام المهدي (عليه السلام) حتى عصرنا هذا وما بعده ، إذ لا يخلو زمان عن إمام هاد.
      وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قلت له ((إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)) فقال (عليه السلام): (رسول الله المنذر وعلي (عليه السلام) الهادي ، يا أبا محمّد فهل منا هاد اليوم ؟) قلت : بلى جعلت فداك ، ما زال فيكم هاد من بعد هاد حتى رفعت إليك ، فقال : (رحمك الله يا أبا محمّد ، ولو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى).
      وعن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزّ وجل: ((إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)) فقال : إمام هاد لكل قوم في زمانهم .
      وعن الصادق (عليه السلام) في حديث طويل: (... ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله) قال سليمان (راوي الحديث) فقلت للصادق (عليه السلام) فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال (عليه السلام): (كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب). (نفس المصدر السابق).

      2 ـ قوله تعالى: ((ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون)).

      وإيصال القول أي تبليغهم بآيات الله وأحكامه وهذه لا يقوم بها إلاّ الإمام ، وفي زماننا هو الإمام المهدي (عليه السلام) فلابد من وجوده ، ليتم مصداق هذه الآية . فعن الصادق (عليه السلام) في قوله: ((ولقد وصلنا لهم القول)) قال : (إمام بعد إمام).


      3 ـ قوله تعالى : ((إني جاعل في الأرض خليفة)).

      فهل هذه الآية لزمان دون زمان أم هي متصلة إلى أن تقوم الساعة ، فمن هو خليفة الله في الأرض في زماننا هذا ؟ لابد أن يكون ذلك الخليفة هو الإمام، والإمام اليوم هو الإمام المهدي (عليه السلام) فهو حيٌ بمقتضى هذه الآية.


      4 ـ قوله تعالى: ((يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون)) (الصف : .

      فإتمام النور بالتبليغ إلى الله تعالى، فهل هذا لزمان دون زمان . فمن هو الذي يتم نور الله في هذا الزمان ؟ إنه الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يعيش في زماننا هذا.
      عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (لا تخلو الأرض منذ كانت من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق ثم تلا هذه الآية : ((يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)) (البحار: 37:23).

      5 ـ قوله تعالى: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها...)).

      فنقول: هل أن ليلة القدر كانت في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أم حتى من بعده؟ فإذا كانت ليلة القدر مستمرة وتنزل الملائكة والروح فيها في كل عام ، فعلى من تنزل في زماننا هذا ؟ لابد من نزولها على خليفة رسول الله وهو الإمام المعصوم الذي هو إمامنا المهدي (عليه السلام).
      عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (كان علي (عليه السلام) كثيراً ما يقول : اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو يقرأ ((إنا أنزلناه)) بتخشع وبكاء فيقولان : ما أشد رقتك لهذه السورة . فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): لما رأت عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدي . فيقولان : وما الذي رأيت وما الذي يرى ؟ قال : فيكتب لها في التراب ((تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر)) قال : ثم يقول : هل بقي شيء بعد قوله ((كل أمر)) ؟ فيقولان : لا ، فيقول : هل تعلمان مَن المنزل عليه بذلك ؟ فيقولان : أنت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) . فيقول : نعم، فيقول : هل تكون ليلة القدر من بعدي ؟ فيقولان : نعم . فيقول : فهل ينزل ذلك الأمر فيها ؟ فيقولان : نعم . فيقول : فإلى من ؟ فيقولان : لا ندري . فيأخذ برأسي ويقول : إن لم تدريا فادريا ، هو هذا من بعدي ...) (الكافي 249:1 ح 5، وتفسير كنز الدقائق 365:14).
      مما يدل على أن ليلة القدر مستمرة ونزول الروح في هذه الليلة من كل عام على الإمام المعصوم وهو الإمام المهدي(عليه السلام)، فالإمام (عليه السلام) حي بمقتضى هذه الآية .

      6 ـ قوله تعالى : ((ينزل الملائكة والروح من أمره على من يشاء من عباده ...)) (النحل : 2) .

      عن الباقر (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الآية، فقال : (جبرئيل الذي ينزل على الأنبياء ، والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم ويسددهم من عند الله) (بصائر الدرجات : 483 ح 1، وتفسير كنز الدقائق 178:7).
      فعلى من تتنزل الروح من عباد الله ، أليس هو الإمام المعصوم والذي هو الإمام المهدي (عليه السلام) في زماننا هذا ، فهو حي بدليل هذه الآية .

      7 ـ قوله تعالى : ((إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنّا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنّا مرسلين)) (الدخان : 3 ـ 5)).

      والليلة هذه هي ليلة القدر ، ويأتي نفس ما ذكرناه في ليلة القدر ، فبمقتضى هذه الآية فإن الإمام المهدي (عليه السلام) حي.
      هذا ما أمكننا ذكره من آيات تثبت حياة الإمام المهدي (عليه السلام)

      8 -
      قوله تعالى {فاستبقوا الخيرات اين ما تكونوا يأت بكم الله جميعاً} سورة البقرة آية148.

      قال ابن عباس في تفسيرها اصحاب القائم عليه السلام يجمعهم الله في يوم واحد.

      وعن ابي جعفر عليه السلام قال الخيرات الولايات، وقوله تعالى {اين ما تكونوا يأت بكم الله جميعاً} يعني اصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً. قال هم والله الامة المعدودة، يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف.

      وعن ابي عبدالله عليه السلام قال نزلت في القائم واصحابه، يجتمعون على غير ميعاد.

      وعن المفضل بن عمر عن ابي عبدالله عليه السلام انهم المفتقدون من فرشهم ليلاً..الخ.

      وعن ابي الحسن عليه السلام قال وذلك والله لو قد قام قائمنا يجمع الله اليه شيعتنا ممن جميع البلدان.


      9-
      قوله تعالى {وله اسلم من في السموات والارض طوعاً وكرها} سورة آل عمران، آية83.


      عن ابي جعفر عليه السلام في حديث طويل ولا يبقى ارض الا نودي فيها شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمداً رسول الله، وهو قوله {وله اسلم من في السموات والارض طوعاً وكرهاً واليه يرجعون}.

      وعن رفاعة بن موسى قال سمعت جعفر الصادق رضي الله عنه يقول في قوله تعالى في سورة آل عمران {وله اسلم من في السموات والارض طوعاً وكرها} قال اذا قام القائم المهدي لا تبقى ارض الا نودي فيها بشهادة ان لا اله الا الله، وان محمداً رسول الله.

      وعن ابي بكر قال سألت ابا الحسن عليه السلام عن قوله {وله اسلم من في السموات والارض طوعاً وكرها} قال انزلت في القائم عليه السلام، اذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة واهل الردة والكفار في شرق الارض وغربها فعرض عليهم الاسلام فمن اسلم طوعاً امره بالصلاة والزكاة، وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب احد الا وحّد الله.

      10-
      قوله تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} سورة التوبة، آية33.

      عن ابن عباس قال لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة الا دخل في الاسلام.. وذلك يكون عند قيام القائم.

      وعن ابي بصير عن سماعة عن جعفر الصادق عليه السلام في قوله تعالى {هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال والله ما يجيء تأويلها حتى يخرج القائم المهدي (عج) فاذا خرج لم يبق مشرك الا كره خروجه، ولا يبقى كافر الا قتل، حتى لو كان الكافر في بطن صخرة قالت يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله.


      ملاحظه : الايات كثيره و اكثر مما ذكرت لكم اليوم و يمكن مراجعه المصدر حيث جمع السيد ايه الله العظمى اكثر من ذلك بكثير

      .

      المصدر
      كتاب
      المهدي سلام الله عليه في القرآن:
      يشتمل الكتاب على ما ورد في القرآن الكريم من الآيات المباركة في الإمام المهدي سلام الله عليه جمعها السيد المؤلف من مصادر العامة وأسانيدهم الموثقة، من سورة البقرة إلى سورة البروج. وفيها عشرات الآيات المباركة من 46 سورة. وقد ألفه سماحته في الكويت، ويقع في ٢٦٠ صفحة، وطبع عدة مرات.

      من تاليف ايه الله العظمى صادق الحسيني الشيرازي

      تعليق


      • #4
        اسئله وشبهات(ما الدليل على ان الامام المهدي عج امام هذا العصر )

        اولا يمنع النقاش

        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محود واله و عجل فرجهم



        الحلقه الرابعه من سلسله الامام الحجه ورد الشبهات

        ما الادله على انه هو الامام و يجب ان نطيعه و هو
        غائب ؟؟؟






        س )كيف يتم إثبات إمامة الإمام الحجة عليه السلام وهو غائب عنا ولم نره في هذا العصر؟


        يمكن أن نستدل على إمامة الإمام المهدي المنتظر (عج) بروايات متواترة من الفريقين،
        وسواء كان غائباً أم حاضراً فلا يؤثر ذلك في صحة الإستدلال على إمامته .
        فلا علاقة بين صدر السوال و ذيله ، أمّا إذا أردت معرفة فلسفة الغيبة وأسبابها فلذلك جواب آخر .
        و مّمن صرّح بتواتر أحاديث المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف جمعٌ غفير من كبار علماء إخواننا اهل السنة، نقتصر على ذكر بعضهم:

        1ـ البربهاري / شيخ الحنابلة و كبيرهم في عصره (ت329هـ).
        2ـ محمد بن الحسين الآبري الشافعي (ت363هـ).
        3ـ القرطبي المالكي (ت671هـ).
        4 ـ ابن القيم (ت751هـ).
        5 ـ ابن حجر العسقلاني (ت852هـ).
        6 ـ ابن حجر الهيتمي (ت974هـ).
        7 ـ المتقي الهندي (ت975هـ) مؤلف (كنـز العمال).
        وآخرون غيرهم .


        وقد صرّح آخرون ـ من أهل السنّة ـ بوجوده و بقائه وحياته ( أو قريب من ذلك ) ومنهم:


        1 ـ الشيخ عبد الوّهاب الشعراني في كتاب (اليواقيت والجواهر على ما في إسعاف الراغبين)، حيث قال: ((المهدي ابن الامام الحسن العسكري ، ومولده النصف من شعبان سنة 255 وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم … )).
        2 ـ الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان) على ما نقله عنه في (إسعاف الراغبين) .
        3 ـ الشيخ سعد الدين الحموي على ما في (ينابيع المودة) .
        4 ـ الشيخ المحدث ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب (فتح الباري في شرح البخاري) في كتابه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) على ما في (الفتوحات الاسلامية) ، قال : يتعين اعتقاد ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة في (وجود) المهدي المنتظر ، و هو الذي يخرج الدجال و ينـزل عيسى (عليه السلام) في زمنه …
        وهناك أدلة من القرآن الكريم (تجدها في الحلقه الثانيه)


        و روايات متواترة أيضاً من طرقنا كلها تثبت إمامة المهدي الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف).






        وهنا بعض هذه الروايات


        - قوله (ص): (( المهدي حق و هو من بني فاطمة )).
        المصادر: المستدرك على الصحيحين للحاكم, ينابيع المودة ج3 باب 72.

        - قوله (ص): (( المهدي من ولدي تكون له غـيـبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطاً و عدلاً )).
        المصادر: ينابيع المودة ج3 باب 78.

        - قوله (ص): (( المهدي منا أهل البيت يملأ الأرض قسطاً و عدلا كما ملئت جورا )).
        المصادر: ينابيع المودة ج3 باب 94, الصواعق المحرقه باب 11 الفصل الأول.

        - قوله (ص): (( المهدي من ولدي, اسمه إسمي, و كنيته كنيتي و هو أشبه الناس بي خلقاً و خُلقاً )).
        المصادر: ينابيع المودة ج 3 باب 94.

        - قوله (ص): (( أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين و ان أوصيائي بعدي اثني عشر أولهم علي و آخرهم المهدي ))
        المصادر: فرائد السمطين للجويني الشافعي ج2 ص 313 لبنان 1400 هـ و ينابيع المودة ج 3 باب 94.

        - قوله (ص): (( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي )).
        المصادر: ينابيع المودة ج3 باب 72, الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول.

        - قوله (ص): (( فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلف المهدي )).
        المصادر: ينابيع المودة ج 3 باب 78 الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول.

        - قوله (ص): (( يخرجُ في آخر الزمان رجل من ولدي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو المهدي )).
        المصادر: تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي عن ابن عمر.

        - قوله (ص): (( إن علياً وصيي ومن ولده المهدي القائم المنتظر )).
        المصادر: ينابيع المودة ج3 باب 78.

        - قوله (ص): (( نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة: أنا وأخي علي وعمي حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي )).
        المصادر: الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول و الفصل الثاني.

        - قوله (ص): (( إن الله فتح هذا الدين بعلي و إذا قتل فسد الدين و لا يصلحه إلا المهدي )).
        المصادر: ينابيع المودة ج2 باب 56 المودة العاشرة و ج3 باب 77.

        - قوله (ص): (( المهدي طاووس أهل الجنة )).
        المصادر: نور الأبصار و عقد الدرر, ينابيع المودة ج3 باب 73.

        - قوله (ص): (( المهدي مني... يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً )).
        المصادر: سنن أبو داود ج4, عقد الدرر.

        - قوله (ص): (( المهدي منا... يختم الدين بنا, كما فتح بنا )).
        المصادر: الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول, ينابيع ج3 باب 73.

        - قوله (ص): (( المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدُّري )).
        المصادر: السيوطي من الحاوي ج2, الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول.

        - قوله (ص): (( المهدي من هذه الأمة و هُو الذي يؤم عيسى )).
        المصادر: كتاب الفتن ج5, عقد الدرر, ينابيع المودة ج3 باب 94.

        - قوله (ص): (( المهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس )).
        المصادر: مسند أحمد عن سعيد الخدري, ينابيع المودة ج3 باب 94.

        - قوله (ص): (( المهدي رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي )).
        المصادر: ينابيع المودة ج3 باب 73, الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول.

        - قوله (ص): (( المهدي من عترتي من ولد فاطمة )).
        المصادر: الصواعق المحرقه باب 11 الفصل الأول - ابن ماجة في سننه ج2 - الحاوي ج2.







        س )من هو إمام هذا الزمان؟



        إمام هذا الزمان هو الإمام المهدي ( عليه السلام), واسمه الكامل محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين).
        وهو الإمام الثاني عشر من هذه السلسلة المباركة بالإضافة إلى الإمام الحسن(عليه السلام) التي أشار إليها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديث متواترة مشهورة عند الفريقين: (لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة, أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة, كلهم من قريش) رواه مسلم وأحمد, ولا يوجد أي بيان صحيح لهذه الأحاديث - أي أحاديث الخلفاء الاثنا عشر في كتب أهل السنة سوى ما أشرنا إليه أعلاه..

        والبيان المتقدم بأن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم الخلفاء الاثنا عشر الوارد ذكرهم في الأحاديث النبوية يتوافق تماماً مع أحاديث نبوية أخرى صحيحة وردت في هذا المعنى نذكر منها ـ الحديث الصحيح: حديث الثقلين, وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً, وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) رواه الترمذي والحاكم وابن أبي عاصم وغيرهم, فهذا الحديث الشريف يثبت استمرار إمامة أهل البيت (عليهم السلام) إلى يوم القيامة، وقد نصَ على هذا المعنى (المستفاد من الحديث) عدة من علماء أهل السنة كابن حجر في (الصواعق) والسمهودي الشافعي في (جواهر العقدين) والزرقاني في (شرح المواهب) وغيرهم.


        الحديث الصحيح: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية), فهو دال على وجود إمام لكل زمان

        ينبغي معرفته وإتباعه, ولا تجد لهذا الحديث تفسيراً واضحاً عند أهل السنة, سوى حديث الخلفاء الاثني عشر الذي تستمر إمامتهم إلى يوم القيامة, ولا يفسر حديث الخلفاء الاثنا عشر تفسيراً صحيحاً إلا بحديث الثقلين الموافق له في المضمون والمعنى, فتعين أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم الخلفاء الذين منهم إمام زماننا








        س )أشرتم في جوابكم أن إمام الزمان المهدي وهو المطلوب معرفته وإتباعه؛ فكيف تتبع إنساناً لا تراه؟
        وما هو مفهوم الطاعة عندكم؟



        لقد دلَّ على وجود إثني عشر إماماً أو خليفة. أو أميراً, بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتولون شؤون المسلمين وقيادتهم إلى قيام الساعة كما ذكرنا ذلك لكم في الجواب السابق, ومن المصادر المعتبرة عند أهل السنة قبل الشيعة.. وقد قلنا ان هذه الأحاديث لا يوجد تفسير صحيح لها سوى تطبيقها على أئمة العترة النبوية الطاهرة من الائمة الأثني عشر المعصومين (عليهم السلام), وهذا ما يستفاد أيضاً من حديث التمسك بالثقلين ـ الكتاب والعترة ـ المتظافر المشهور, الذي دلَّ على وجود إمام من أهل البيت (عليهم السلام) يجب التمسك به مع القرآن الكريم إلى يوم القيامة؛ لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في بعض طرق هذا الحديث الكريم إلى يوم القيامة, لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في بعض طرق هذا الحديث: ( وإنهما ـ الكتاب والعترة ـ لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض), وقد استفاد ما ذكرناه أيضاً بعضاً من علماء الجمهور كالسمهودي الشافعي فيما نقله عنه الإمام الزرقاني المالكي في (شرح المواهب 7 / حيث قال: ((هذا الخبر يفهم منه وجود من يكون أهلاً للتمسك به من عترته في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور على التمسك به كما أن الكتاب كذلك))( أنتهى).
        فالإمام الثاني عشر, حسب حديث الثقلين, موجود حي لا يفارق القرآن ولا يفارقه إلى يوم وفاته عليه السلام وهو قبل قيام الساعة.. فالمعلوم أنَّ الأئمة الأحد عشر من آبائه (عليهم السلام) قد توفوا وهذا ثابت مشهور, وبقي هو (عليه السلام) حياً غائباً قد دلّت على ذلك نصوص كثيرة متظافرة عندنا, وأثبت أيضاً أمره ولادته وأنه ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وهو حي غائب.

        وسؤالك عن كيفية إتباعه وهو غائب أو عن كيفية أطاعته.

        فنقول: لقد وردت الروايات الصحيحة عندنا التي توجّه المسلمين الذين يعتقدون بإمامة الأئمة الاثني عشر, ويتّبعون الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) فيما ذكره في هذا الجانب, إلى العودة إلى الفقهاء الذين يروون أحاديث أهل البيت(ع), وقد ورد عن الإمام المهدي (عليه السلام)نفسه قول: (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا, فأنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم) {أنظر إكمال الدين للشيخ الصدوق ص 484}.. وهذا الحديث الوارد عنه (عليه السلام) هو لسبيل لطاعته في زمن الغيبة, أي بالعودة, إلى الفقهاء ومراجع الدين يروون أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) وتقليدهم في العبادات والمعاملات ومفهوم الإطاعة والإتباع لا ينحصر بالتلقي المباشر من المطاع, بل له طريق آخر وهو من خلال نوابه أو من يوصل أوامره وإلا كيف تفسر كوننا مسلمين ونتبع رسول الله (ص) في هذا الزمن!!
        وأما ما ذكرته عن كلام العالم الشيعي، فلم نطلع عليه, وإن كان النص الكامل لكلامه موجوداً عندكم, فزودنا به ولكم الشكر..

        وعلى أية حال لا يوجد خلاف بين علماء الإمامة متقدم ومتأخرهم في أن إمام الزمان في عصر الغيبة الكبرى هو المهدي المنتظر (عليه السلام), بل عدَّ من القابه لقب (صاحب العصر والزمان) الذي يعني مصاحبته للزمان كل هذه المدة الطويلة من حياته الشريفة عجّل الله تعالى ظهوره المبارك, وأنقذ المسلمين بطلعته البهية, إذ به يتحقق حلم الأنبياء والمؤمنين بإقامة دولة العدل الكبرى

        ..

        تعليق


        • #5
          اسئله و شبهات انتظار ظهور الامام و ما هو معنى الانتظار ؟؟

          اولا يمنع النقاش


          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد واله

          الحلقه الخامسه من الامام الحجه ورد الشبهات


          الحلقه بعنوان صفات المنتظر لظهور الامام المهدي






          ما هي سمات المنتظر للإمام المهدي ( عليه السَّلام ) في زمن الغيبة ؟
          الاجابة للشيخ صالح الكرباسي

          من الطبيعي جداً أن يُولي الإنسان المؤمن مسالة إنتظار ظهور الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) إهتماماً كبيراً ، حيث أن هذه المسألة من أهم المسائل التي تتعلق بإمام العصر و الزمان الإمام الثاني عشر ( عجَّل الله فرَجَه ) الذي بشَّرت الأحاديث الشريفة بظهوره و قيام دولة الحق و العدالة الشاملة على يده ، بعد أن يقضي على كل ألوان الباطل و على كل مظاهر الظلم و الجور و الحرمان و الكفر ، فتكون نهاية دولة الطغاة و الجبابرة و المستكبرين و الكفار على يده .
          و مما يزيد من إهتمام الإنسان المؤمن بمسالة الانتظار هي البشارة التي حملتها الأحاديث الكثيرة للمنتظر في زمان الغيبة ، الأمر الذي يزيد من لهفة المؤمنين للتعرف على معنى الانتظار ، و صفات المنتظِر ، بغرض السعي إلى تحصيلها ، أو للتأكد من إنطباقها عليهم .



          ثواب من مات منتظراً :


          رُوِيَ عَنِ الإمام الرِّضَا ( عليه السَّلام ) ، عَنْ آبَائِهِ ( عليهم السلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِي انْتِظَارُ فَرَجِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ " [1] .


          وَ رَوَى السِّنْدِيُّ عَنْ جَدِّهِ ، أنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ [2] ( عليه السَّلام ) : مَا تَقُولُ فِيمَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ ، مُنْتَظِراً لَهُ ؟
          قَالَ : " هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ مَعَ الْقَائِمِ فِي فُسْطَاطِهِ " .
          ثُمَّ سَكَتَ هُنَيْئَةً ، ثُمَّ قَالَ : " هُوَ كَمَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) " [3] .


          وَ عَنْ عَلَاءِ بْنِ سَيَابَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : " مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ مُنْتَظِراً لَهُ كَانَ كَمَنْ كَانَ فِي فُسْطَاطِ الْقَائِمِ ( عليه السَّلام ) " [4] .



          سِمات المنتظر :

          لمعرفة سمات المنتظر للإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) لا بُدَّ لنا

          أولاً
          من معرفة معنى الانتظار و المنتظِر


          ، حيث أن معرفة المعنى الصحيح لهذين المصطلحين يعتبر مقدمة ضرورية لمعرفة سمات المنتظر ، و ذلك لأن الفهم الخاطيء للمصطلحين المذكورين يشكل عقبة كبرى في هذا المجال .
          الفهم الخاطئ لمعنى الانتظار :
          مما يؤسف له هو أن بعض الناس فهم معنى الانتظار فهماً خاطئاً حيث تصور هؤلاء بأن المراد بالانتظار هو التسليم للأمر الواقع و الرضا به أياً كان هذا الواقع ، و الوقوف أمام التيارات الفكرية الجارفة وقوف المشاهد المتفرج ، و مجارات الأحداث كيفما إتفقت دونما خشية من الإنجراف مع موجات الفساد العارمة ، بل و مسايرتها لأنها من الواقع الذي لا يمكن الوقوف في وجهه ، ضناً منهم بأنهم غير مسؤولين عن شيء أبداً ، و ليس عليهم سوى الصبر و الرضا بالواقع المُّر حتى يظهر الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) فهو المأمور برفع الظلم عن شعوب العالم و إقامة دولة الحق .
          و الأسوأ من هذا هو ما فهمه البعض من أن معنى الإنتظار هو الامتناع عن أي عمل إصلاحي تربوي أو إجتماعي أو سياسي من شأنه إصلاح ما فسد من أمر الأمة ، أو تغيير الفاسد إلى الحَسن ، أو الحسن إلى الأحسن .
          و كذلك ترى البعض يمتنع عن أي عمل استنكاري يقاوم المنكر و الفساد و الظلم ، كل ذلك بحجة أن مثل هذه الأمور سوف تؤخر قيام دولة الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) الذي لا يظهر إلا بعد أن تمتلئ الأرض ظلماً و جوراً ، و ذلك لما ورد في الحديث عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قال : " ... يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً " [5] ، زاعمين بأنه لا بُدَّ أن تمتلئ الأرض ظلماً و جوراً حتى يظهر الإمام ( عليه السَّلام ) فيملأها قسطاً و عدلاً !
          لكن أدنى مراجعة للأحاديث الشريفة تكشف لنا أن هذا الفهم لا يتطابق مع روح الإسلام و تعاليمه البناءة ، و هو فهم خاطئ يغاير التعاليم الإسلامية و النصوص الدينية الصريحة .


          الفهم الصحيح لمعنى الانتظار :

          إذا راجعنا الأحاديث التي تتحدث عن الانتظار و حقيقته ، و المنتظر الحقيقي و وظيفته ، فسوف نعرف بأن " الإنتظار " إنما هو مدرسة نموذجية تصنع الأبطال المتميزين ، فتلميذها المتخرج منها بدرجة امتياز هو " المنتظِر " .
          و المنتظر يتروَّض في مدرسة الإنتظار و يتربى فيها تربية كاملة تجعله يتحمل أعلى مراتب المسؤولية ، و هذه التربية تمكنه من أن يتحلى بكل صفات المؤمن الصادق الذي لا تأخذه في الله لومة لائم .
          و متى استطاع هذا التلميذ " المنتظر " من إجتياز المراحل التربوية العالية و النموذجية من خلال جهاد النفس و الورع و التقوى و الأخلاق الإسلامية ، عندها يكون عبداً صالحاً مطيعاً لله و رسوله ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، و مقتدياً بإمام زمانه ( عليه السَّلام ) فيصح أن يُطلق عليه لقب " المنتظِر " و يكون مؤهلاً لأن يكون من أعوان الإمام المهدي المنتظَر و أنصاره ( عليه السَّلام ) حال غيبته و لدى ظهوره .


          فعَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [6] ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ذَاتَ يَوْمٍ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ‏ : اللَّهُمَّ لَقِّنِي إِخْوَانِي " ـ مَرَّتَيْنِ ـ .
          فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ : أَ مَا نَحْنُ إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
          فَقَالَ : " لَا ، إِنَّكُمْ أَصْحَابِي ، وَ إِخْوَانِي قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ آمَنُوا وَ لَمْ يَرَوْنِي ، لَقَدْ عَرَّفَنِيهِمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ ، لَأَحَدُهُمْ أَشَدُّ بَقِيَّةً عَلَى دِينِهِ مِنْ خَرْطِ الْقَتَادِ [7] فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ ، أَوْ كَالْقَابِضِ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا [8] ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى [9] ، يُنْجِيهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ " [10] .


          وَ قَالَ أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) : " الْآخِذُ بِأَمْرِنَا مَعَنَا غَداً فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ ، وَ الْمُنْتَظِرُ لِأَمْرِنَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " [11] .


          فحقيقة الانتظار ليست إلا الإلتزام الديني و الورع عن محارم الله التي نهى عن إرتكابها ، و العمل بما افترض الله عَزَّ و جَلَّ على الإنسان من الواجبات و التكاليف الشرعية حتى في أحلك الظروف .
          و المنتظر وفقاً لهذا الفهم لا يُفوِّت أي فرصة لرفع مستواه العلمي و الإيماني و التحلي بالأخلاق الحسنة ، و إيجاد حالة الجهوزيته التامة لنفسه من كل النواحي لكي يكون من جند الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) .
          فالمنتظر الحقيقي هو دائماً على أهبة الاستعداد التام لإمتثال أوامر الإمام ( عليه السَّلام ) حال ظهوره و حال غيبته على حد سواء ، فحاله حال من يعيش مع الإمام المهدي ( عليه السَّلام ) و يرتبط به ارتباطاً وثيقاً ، بل كمن يلازم الإمام ( عليه السَّلام ) في غرفة قيادته .


          فعَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : " تَمْتَدُّ الْغَيْبَةُ بِوَلِيِّ اللَّهِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ أَوْصِيَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُ .
          يَا أَبَا خَالِدٍ : إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَيْبَتِهِ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَتِهِ الْمُنْتَظِرُونَ لِظُهُورِهِ ، أَفْضَلُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَعْطَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ وَ الْأَفْهَامِ وَ الْمَعْرِفَةِ مَا صَارَتْ بِهِ الْغَيْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُشَاهَدَةِ ، وَ جَعَلَهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِينَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) بِالسَّيْفِ ، أُولَئِكَ الْمُخْلَصُونَ حَقّاً ، وَ شِيعَتُنَا صِدْقاً ، وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِ اللَّهِ سِرّاً وَ جَهْراً " [12] .



          وصايا و بشارات للمنتظرين :

          1 ـ عَنْ جَابِرٍ أنَّهُ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ‏ عَلِيٍّ [13] ( عليه السَّلام ) وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ بَعْدَ مَا قَضَيْنَا نُسُكَنَا ، فَوَدَّعْنَاهُ وَ قُلْنَا لَهُ أَوْصِنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .
          فَقَالَ : " لِيُعِنْ قَوِيُّكُمْ ضَعِيفَكُمْ ، وَ لْيَعْطِفْ غَنِيُّكُمْ عَلَى فَقِيرِكُمْ ، وَ لْيَنْصَحِ الرَّجُلُ أَخَاهُ كَنُصْحِهِ لِنَفْسِهِ ، وَ اكْتُمُوا أَسْرَارَنَا ، وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَى أَعْنَاقِنَا ، وَ انْظُرُوا أَمْرَنَا وَ مَا جَاءَكُمْ عَنَّا فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُ فِي الْقُرْآنِ مُوَافِقاً فَخُذُوا بِهِ ، وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا مُوَافِقاً فَرُدُّوهُ ، وَ إِنِ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ عَلَيْكُمْ فَقِفُوا عِنْدَهُ وَ رُدُّوهُ إِلَيْنَا ، حَتَّى نَشْرَحَ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا شُرِحَ لَنَا ، فَإِذَا كُنْتُمْ كَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَ لَمْ تَعَدَّوْا إِلَى غَيْرِهِ ، فَمَاتَ مِنْكُمْ مَيِّتٌ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ قَائِمُنَا كَانَ شَهِيداً ، وَ مَنْ أَدْرَكَ قَائِمَنَا فَقُتِلَ مَعَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ ، وَ مَنْ قَتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَدُوّاً لَنَا كَانَ لَهُ أَجْرُ عِشْرِينَ شَهِيداً " [14]


          2 ـ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ الصَّادِقِ ، عَنْ آبَائِهِ ( عليهم السلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه و آله ) لِعَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) : " يَا عَلِيُّ ، وَ اعْلَمْ أَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ يَقِيناً قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَمْ يَلْحَقُوا النَّبِيَّ وَ حُجِبَ عَنْهُمُ الْحُجَّةُ ، فَآمَنُوا بِسَوَادٍ فِي بَيَاضٍ " [15] .


          3 ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ أنَّهُ قَالَ : قَالَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ ( عليه السَّلام ) : " مَنْ ثَبَتَ عَلَى وَلَايَتِنَا فِي غَيْبَةِ قَائِمِنَا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ مِثْلِ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ أُحُدٍ " [16] .

          4 ـ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيِّ ، أنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، وَ اللَّهِ لَقَدْ تَرَكْنَا أَسْوَاقَنَا انْتِظَاراً لِهَذَا الْأَمْرِ ، حَتَّى أَوْشَكَ الرَّجُلُ مِنَّا يَسْأَلُ فِي يَدَيْهِ !
          فَقَالَ : " يَا عَبْدَ الْحَمِيدِ ، أَ تَرَى مَنْ حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ لَا يَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجاً ، بَلَى وَ اللَّهِ لَيَجْعَلَنَّ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجاً ، رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَيْنَا ، رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْيَا أَمْرَنَا " .
          قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ مِتُّ قَبْلَ أَنْ أُدْرِكَ الْقَائِمَ ؟
          فَقَالَ : " الْقَائِلُ مِنْكُمْ إِنْ أَدْرَكْتُ الْقَائِمَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ نَصَرْتُهُ كَالْمُقَارِعِ مَعَهُ بِسَيْفِهِ ، وَ الشَّهِيدُ مَعَهُ لَهُ شَهَادَتَانِ " [17] .

          5 ـ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ أنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : الْعِبَادَةُ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي السِّرِّ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَفْضَلُ أَمِ الْعِبَادَةُ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ وَ دَوْلَتِهِ مَعَ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ مِنْكُمْ ؟
          فَقَالَ : " يَا عَمَّارُ ، الصَّدَقَةُ فِي السِّرِّ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي الْعَلَانِيَةِ ، وَ كَذَلِكَ عِبَادَتُكُمْ فِي السِّرِّ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَفْضَلُ ـ لِخَوْفِكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ وَ حَالِ الْهُدْنَةِ ـ مِمَّنْ يَعْبُدُ اللَّهَ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ مَعَ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ ، وَ لَيْسَ الْعِبَادَةُ مَعَ الْخَوْفِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ مِثْلَ الْعِبَادَةِ مَعَ الْأَمْنِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ .
          اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ صَلَاةً فَرِيضَةً وُحْدَاناً مُسْتَتِراً بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِي وَقْتِهَا فَأَتَمَّهَا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا خَمْساً وَ عِشْرِينَ صَلَاةً فَرِيضَةً وَحْدَانِيَّةً ، وَ مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ صَلَاةً نَافِلَةً فِي وَقْتِهَا فَأَتَمَّهَا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ نَوَافِلَ ، وَ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عِشْرِينَ حَسَنَةً ، وَ يُضَاعِفُ اللَّهُ تَعَالَى حَسَنَاتِ الْمُؤْمِنِ مِنْكُمْ إِذَا أَحْسَنَ أَعْمَالَهُ ، وَ دَانَ اللَّهَ بِالتَّقِيَّةِ عَلَى دِينِهِ وَ عَلَى إِمَامِهِ وَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَ أَمْسَكَ مِنْ لِسَانِهِ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً كَثِيرَةً ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَرِيمٌ " .
          قَالَ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ رَغَّبْتَنِي فِي الْعَمَلِ ، وَ حَثَثْتَنِي عَلَيْهِ ، وَ لَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ كَيْفَ صِرْنَا نَحْنُ الْيَوْمَ أَفْضَلَ أَعْمَالًا مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ ، وَ نَحْنُ وَ هُمْ عَلَى دِينٍ وَاحِدٍ ، وَ هُوَ دِينُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ؟!
          فَقَالَ : " إِنَّكُمْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَى الدُّخُولِ فِي دِينِ اللَّهِ وَ إِلَى الصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ إِلَى كُلَّ فِقْهٍ وَ خَيْرٍ ، وَ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ سِرّاً مِنْ عَدُوِّكُمْ مَعَ الْإِمَامِ الْمُسْتَتِرِ ، مُطِيعُونَ لَهُ ، صَابِرُونَ مَعَهُ ، مُنْتَظِرُونَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ ، خَائِفُونَ عَلَى إِمَامِكُمْ وَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مِنَ الْمُلُوكِ ، تَنْظُرُونَ إِلَى حَقِّ إِمَامِكُمْ وَ حَقِّكُمْ فِي أَيْدِي الظَّلَمَةِ قَدْ مَنَعُوكُمْ ذَلِكَ ، وَ اضْطَرُّوكُمْ إِلَى جَذْبِ الدُّنْيَا وَ طَلَبِ الْمَعَاشِ مَعَ الصَّبْرِ عَلَى دِينِكُمْ وَ عِبَادَتِكُمْ وَ طَاعَةِ رَبِّكُمْ وَ الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّكُمْ ، فَبِذَلِكَ ضَاعَفَ اللَّهُ أَعْمَالَكُمْ ، فَهَنِيئاً لَكُمْ هَنِيئاً " .
          قَالَ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا نَتَمَنَّى إِذًا أَنْ نَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ ( عليه السَّلام ) فِي ظُهُورِ الْحَقِّ وَ نَحْنُ الْيَوْمَ فِي إِمَامَتِكَ وَ طَاعَتِكَ أَفْضَلُ أَعْمَالًا مِنْ أَعْمَالِ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ ؟!
          فَقَالَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ يُظْهِرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَقَّ وَ الْعَدْلَ فِي الْبِلَادِ ، وَ يُحْسِنَ حَالَ عَامَّةِ النَّاسِ ، وَ يَجْمَعَ اللَّهُ الْكَلِمَةَ ، وَ يُؤَلِّفَ بَيْنَ الْقُلُوبِ الْمُخْتَلِفَةِ ، وَ لَا يُعْصَى اللَّهُ فِي أَرْضِهِ ، وَ يُقَامَ حُدُودُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ ، وَ يُرَدَّ الْحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ ، فَيُظْهِرُوهُ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ ؟!
          أَمَا وَ اللَّهِ يَا عَمَّارُ ، لَا يَمُوتُ مِنْكُمْ مَيِّتٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ كَثِيرٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً وَ أُحُداً فَأَبْشِرُوا " [18] .





          6 ـ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَى ، وَ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " طُوبَى لِمَنْ أَدْرَكَ قَائِمَ أَهْلِ بَيْتِي وَ هُوَ مُقْتَدٍ بِهِ قَبْلَ قِيَامِهِ ، يَتَوَلَّى وَلِيَّهُ ، وَ يَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّهِ ، وَ يَتَوَلَّى الْأَئِمَّةَ الْهَادِيَةَ مِنْ قَبْلِهِ ، أُولَئِكَ رُفَقَائِي وَ ذُو وُدِّي وَ مَوَدَّتِي ، وَ أَكْرَمُ أُمَّتِي عَلَيَّ " [19] .


          7 ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " سَيَأْتِي قَوْمٌ مِنْ بَعْدِكُمْ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ " .
          قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْنُ كُنَّا مَعَكَ بِبَدْرٍ وَ أُحُدٍ وَ حُنَيْنٍ ، وَ نَزَلَ فِينَا الْقُرْآنُ !
          فَقَالَ : " إِنَّكُمْ لَوْ تُحَمَّلُونَ‏ لِمَا حُمِّلُوا لَمْ تَصْبِرُوا صَبْرَهُمْ " [20] .


          8 ـ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ أنَّهُ قَالَ : لَمَّا قَتَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) الْخَوَارِجَ يَوْمَ النَّهْرَوَانِ ، قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، طُوبَى لَنَا إِذْ شَهِدْنَا مَعَكَ هَذَا الْمَوْقِفَ ، وَ قَتَلْنَا مَعَكَ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجَ !
          فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : " وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَدْ شَهِدَنَا فِي هَذَا الْمَوْقِفِ أُنَاسٌ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ آبَاءَهُمْ وَ لَا أَجْدَادَهُمْ بَعْدُ " !
          فَقَالَ الرَّجُلُ : وَ كَيْفَ يَشْهَدُنَا قَوْمٌ لَمْ يُخْلَقُوا ؟!
          قَالَ : " بَلَى قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَشْرَكُونَنَا فِيمَا نَحْنُ فِيهِ وَ يُسَلِّمُونَ لَنَا ، فَأُولَئِكَ شُرَكَاؤُنَا فِيمَا كُنَّا فِيهِ حَقّاً حَقّاً " [21] .


          9 ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ : " أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِهِ " !
          فَقُلْتُ : بَلَى .
          فَقَالَ : " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ الْإِقْرَارُ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ ، وَ الْوَلَايَةُ لَنَا ، وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَائِنَا ـ يَعْنِي الْأَئِمَّةَ خَاصَّةً ـ وَ التَّسْلِيمُ لَهُمْ ، وَ الْوَرَعُ ، وَ الِاجْتِهَادُ ، وَ الطُّمَأْنِينَةُ ، وَ الِانْتِظَارُ لِلْقَائِمِ " .
          ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ لَنَا دَوْلَةً يَجِي‏ءُ اللَّهُ بِهَا إِذَا شَاءَ " .
          ثُمَّ قَالَ : " مَنْ سُرَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ فَلْيَنْتَظِرْ ، وَ لْيَعْمَلْ بِالْوَرَعِ وَ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ هُوَ مُنْتَظِرٌ ، فَإِنْ مَاتَ وَ قَامَ الْقَائِمُ بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَدْرَكَهُ ، فَجِدُّوا وَ انْتَظِرُوا ، هَنِيئاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ " [22] .


          10 ـ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ لَمْ يَضُرَّهُ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ ، وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ كَانَ كَمَنْ هُوَ مَعَ الْقَائِمِ فِي فُسْطَاطِهِ " [23] .


          11 ـ عَنْ يَحْيَى‏ بْنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : " كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ وَ إِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَ هُوَ كَمَنْ مَاتَ فِي عَسْكَرِ الْقَائِمِ ( عليه السَّلام ) " .
          ثُمَّ قَالَ : " أَ يَحْبِسُ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ! " [24] .


          12 ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ أنَّهُ قَالَ : قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنَ مُحَمَّدٍ ( عليه السَّلام ) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ ... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ... ﴾ [25] قَالَ : " يَعْنِي يَوْمَ خُرُوجِ الْقَائِمِ الْمُنْتَظَرِ مِنَّا " .
          ثُمَّ قَالَ ( عليه السَّلام ) : " يَا بَا بَصِيرٍ ، طُوبَى لِشِيعَةِ قَائِمِنَا الْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ فِي غَيْبَتِهِ ، وَ الْمُطِيعِينَ لَهُ فِي ظُهُورِهِ ، أُولَئِكَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏ " [26]
          .

          --------------------------------------------------------------------------------
          [1] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 52 / 122 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
          [2] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، المولود سنة : 83 و المستشهد سنة : 148 هجرية .
          [3] بحار الأنوار : 52 / 125 .
          [4] بحار الأنوار : 52 / 125 .
          [5] بحار الأنوار : 52 / 143 .
          [6] أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
          [7] خرط القتاد : إشارة إلى المثل المشهور " دونه خرط القتاد " و هذا المثل يضرب للدلالة على استحالة حصول شيء ما أو صعوبته .
          و القتاد : شجر صلب له أشواك مثل الإبر ، تضرب فيه الأمثال .
          و الخرط : نزع قشر الشجر أو أغصانه الرفيعة ، أو أوراق الأغصان جذبا بالكف .
          انظر مجمع البحرين : 3 / 124 و 4 / 245 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
          [8] الغضى بالقصر : شجر ذو شوك و خشبة من أصلب الخشب و لذا يكون في فحمه صلابة . ( مجمع البحرين : 1 / 318 ) .
          [9] مصابيح الدجى : أي مثلهم مثل المصابيح المضيئة و الكاشفة في الأمور المظلمة و الظروف الحالكة المحيرة .
          [10] بحار الأنوار : 52 / 123 .
          [11] بحار الأنوار : 52 / 123 .
          [12] بحار الأنوار : 52 / 122 .
          [13] أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
          [14] بحار الأنوار : 52 / 122 .
          [15] بحار الأنوار : 52 / 125 .
          [16] بحار الأنوار : 52 / 125 .
          [17] بحار الأنوار : 52 / 126 .
          [18] بحار الأنوار : 52 / 127 .
          [19] بحار الأنوار : 52 / 129 .
          [20] بحار الأنوار : 52 / 130 .
          [21] بحار الأنوار : 52 / 131 .
          [22] بحار الأنوار : 52 / 140 .
          [23] بحار الأنوار : 52 / 142 .
          [24] بحار الأنوار : 52 / 144 .
          [25] القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 158 ، الصفحة : 150 .
          [26] بحار الأنوار : 52 / 145 .

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            العضو faisalziad91
            الحد المسموح به هو 3 مواضيع جديدة في اليوم الواحد و لقد نبهنا الى ذلك اكثر من مرة
            كما ان المواضيع التي تكون على شكل اجزاء او متشابهة يجب دمجها كلها في موضوع واحد لكي لا تؤثر
            مثل هذه الامور على مواضيع الغير
            لذا تم دمج مواضيعك في موضوع واحد و ان اردت ان تضع اجزاء اخرى فيجب كتابتها في نفس هذا الموضوع
            و الا ستحصل على تنبيه ...

            وفقكم الله

            محرر المنبر
            م12

            تعليق


            • #7
              مشكور مولاي ولكن لم اعرف يجب 3 مواضيع في اليوم فقط و لم اعرف انه يجب دمجها فاعذرني

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد واله

                الحلقه السادسه من الامام الحجه ورد الشبهات


                الحلقه بعنوان العقيده بالمهديه






                العقيدة بالمهدية


                الكاتب : سماحة آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي دامت بركاته


                دراسة علمية قيمة لسماحة آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي دامت بركاته تتناول عقيدة المسلمين بالامام المهدي المنتظر الموعود عجل الله فرجه ، من وجهة نظر المذاهب المختلفة ، و يليها أربعون حديثاً حول الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف .


                العقيدة بالمهدية :
                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد للّه رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين أبي القاسم محمد و آله الطاهرين .


                لا ريب أن العقيدة بالمهدية عقيدة إسلامية خالصة نبعت من الكتاب و السنة ، و اتفق المسلمون سلفاً و خلفاً عليها ، و حكم بتواتر أحاديثها جمع من الأكابر و الأفذاذ .
                فهي فكرة إسلامية مبنية على أقوى الأدلة النقلية و العقلية ، و يؤيدها التاريخ و الشواهد الكثيرة ، و لم يبلغنا إنكارها و الشك فيها من أحد من المسلمين ، خواصهم و عوامهم ، إلا بعض الناشئة المتأثرين بدعايات الغربيين ، و الساقطين في شبكات الاستعمار ، و الذين لا يفسرون الثقافة إلا بإنكار النصوص أو تأويلها بما يوافق أهواء الملحدين و المادِّيين ، و قد حاولوا بذلك فتح بابٍ لو فُتحت ـ و لا وفَّقهم اللّه له ـ لسقط الاعتماد على السُّنة ، و الاستناد إليها ، و بظواهرها ، و ظواهر الكتاب ، و وقعت الشريعة و الدعوة المحمَّدية في معرض التغيير و التحريف حسب ما يريده أهل البدع و الأهواء .
                و إذا أمكن إنكار مثل هذه الأحاديث التي صرَّح رجال علم الحديث ، و مهرة هذا الفن ، من المتقدمين و المعاصرين بتواترها ، فما ظنُّك بغيرها من الأحاديث المستفيضة و الآحاد ؟!
                و قد نبَّه على خطر هؤلاء الخارجين على الكتاب و السنة ، و جرأتهم على الله و رسوله ، جماعة من علماء الإسلام ، و ألفوا في تفنيد آرائهم الكتب و المقالات ، و لا أرى وراء ذلك إلا أيدي الذين يريدون تضعيف التزام المسلمين و تمسُّكهم بنصوص الشريعة ، فما يمنعهم عن النفوذ في بلاد المسلمين و السلطة عليهم إلا تمسك المسلمين بالكتاب و السُّنة ، و لم يفتح لهم باب ذلك إلا بعد ضعف هذا الإلتزام و الغفلة عنه . عصمنا اللّه تعالى من فتن أهل الزيغ و الأهواء ، و أذناب الاستعمار .
                و مما يُضحك الثكلى أن هؤلاء الذين اتبعوا أهواءهم كثيراً ما استندوا في تضعيف هذه الأحاديث تارة بأن هذه العقيدة ليست في أصلها من عقائد أهل السنة القدماء ، و لم يقع لها ذكر بين الصحابة في القرن الأول و لا بين التابعين ، و اُخرى بأنها سبّبت المنازعات و الثورات على الحكومات ، و الدعايات السياسية ، و ثالثة ببعض اختلافات وقع في بعض أحاديثها مع البعض الآخر و هذا من غرائب ما تشبث به في رد السُّنة النبوية .



                أما أولا :

                فأيُّ دليل أقوى على وقوع ذكرها بين الصحابة و التابعين ، و ان النبي ( صلى الله عليه و آله ) هو المصدر الأول لبث هذه العقيدة بين المسلمين ، من هذه الأحاديث المتواترة ، و من إجماع المسلمين ، و من أنهم لم يردوا دعوى أحد من مدعي المهدوية بإنكار صحة خروج المهدي ( عليه السلام ) ، بل ردوهم بفقدانهم الصفات و العلائم المذكورة له ، كما تشهد بذلك حكاية محمد بن عجلان مع جعفر بن سليمان ، و ما قاله فقهاء أهل المدينة و أشرافهم [1] .
                فإذا لم تكن هذه الأحاديث مع كثرتها و تواترها ، و اتفاق المسلمين على مضمونها ، دليلا ، فبأيِّ دليل يُستند على صحِّة نسبة أية عقيدة إسلامية إلى الصحابة ، و إلى الرسول الأعظم ( صلى الله عليه و آله ) ؟!

                و ثانيا :

                فلعلَّك لا تجد عقيدة و لا أصلا لم تقع حولها المنازعات ، و المخاصمات و قد وقعت حول اللأُلوهية و حول النبوات المنازعات و المخاصمات أكثر من المهدية بكثير ، كما وقع النزاع بين الأشاعرة و غيرهم ، و بين أتباع المذاهب من الشوافع و الأحناف و الحنابلة و المالكية و غيرهم منازعات و حروب كثيرة ، بل يمكن أن يقال : إن العدل و الأمن ، و غيرهما من المفاهيم التي اتفق أبناء الإنسان كلهم على لزومها وقعت حولها و حول تحققها ، و دفع من اتخذها وسيلة لمقاصدها السياسية ، معارك دامية . و لعلَّك لا تجد ضحايا موضوع أكثر من ضحايا البشرية باسم إقامة الحق و رعاية العدل و القسط ، و الحماية عن حرية الإنسان و حقوقه .
                و الحاصل أن لُبس الحق بالباطل ، و عرض الباطل مقام الحق ، و إن كان يصدر من أهل الباطل و المبطلين بكثير ، غير أنه لا يضرُّ الحق ، و اللّه تعالى يقول :


                ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [2] .
                هذا مضافاً إلى أن قبول دعوة الدجاجلة المدَّعين للمهدوية كثيراً ما يقع من أجل عدم الاهتداء بعلامات المهديِّ ( عليه السلام ) و نسبه و خصائصه المصرحة بها في الأحاديث ، و إلا ليس فيه موضع للإضلال و التضليل ، و من واجب العلماء أن يبينوا هذه العقيدة ، و ما تهدف إليه ، و ما به يعرف المهدي من الدجاجلة المدَّعين للمهدوية وفق الروايات المأثورة .


                و ثالثا :

                أن من الفروق بين المتواتر و غيره ، أن في المتواتر اللفظي التفصيلي يحصل القطع و اليقين بصدور حديث معين بعين ألفاظ متنه ، و فيه لا يمكن الاختلاف و التعارض إلا مع متواتر آخر ، و المتبع فيه علاج التعارض بالتوفيق و الجمع بينهما بحمل العام على الخاص ، أو المطلق على المقيد ، أو الظاهر على الأظهر ، و غير ذلك ، و إلا فيتساقط ظاهر كل منهما من صلاحية الاستناد به ، و في المتواتر الإجمالي لا عبرة بالاختلاف و تعارض متون الأحاديث التي عُلم إجمالا بصدور واحد منها بلفظه ، بل يؤخذ ما هو الأخصُّ مضموناً من الجميع .
                و في المتواتر المعنوي ـ و هو ما اتفق عليه عدة أحاديث يحصل القطع بها عليه و إن لم يكن بينها مقطوع الصدور بلفظه و متنه ، مثل ما جاء في جود حاتم من الحكايات الكثيرة ، فإن من جميعها يحصل القطع بما هو القدر المشترك و المضمون العام بين الجميع ، و هو وجود حاتم في زمان من الأزمنة ، و جُودِهِ ـ يؤخذ بالقدر المشترك و المضمون المتفق عليه بين الأحاديث .
                فعليه ، لا يضرُّ بالتواتر اختلاف المتون و المضامين ، بل في غير المتواتر أيضاً من الأحاديث لا يضرُّ الإختلاف بصحة ما هو الصحيح بين المتعارضين ، و ما هو أقوى بحسب السُّنة أو المتن أو الشواهد و المتابعات ، و هذه أمور لا يعرفها إلا الحاذق في فن الحديث ، و إلا فلو أمكن ترك الأحاديث بمجرد وجود تعارض بينها ، لزم ترك جلّها لولا كلها ، و لتغيَّر وجه الشريعة في أكثر الأحكام الفرعية ، لأنه قلَّ موضوع في العقائد و الأحكام و التاريخ و تفسير القرآن الكريم و غيرها يكون أحاديثه سليمة عن التعارض ، و لو بالعموم و الخصوص ، و الإطلاق و التقييد .
                فالمتَّبَع في علاج هذه التعارضات التي لا يخلو كلام أهل المحاورة عنها ، و في تشخيص الحديث الصحيح عن السقيم ، و القوي عن الضعيف ، و المعتبر و الحجة عن غير المعتبر ، هي القواعد المعتبرة العقلانية ، و الرجوع إلى مهرة الفن ، و رَدُّ بعض الأحاديث إلى البعض ، و الجمع و التوفيق بينها في موارد إمكان الجمع و الأخذ بما هو أقوى سنداً ، أو متناً ، أو أوفق بالكتاب و السنة الثابتة و غير ذلك ، لا ردها و الإعراض عنها .
                و الأخبار التي وردت في المهدية كلُّها تلاحظ على ضوء هذه القواعد ، فيؤخذ بمتواترها ، و يعامل مع آحادها معاملة غيرها من أخبار الآحاد ، فيقوى بعضها ببعض ، و يفسِّر بعضها بعضا ، و يؤخذ بالضعيف منها أيضاً بالشواهد و المتابعات ، و غيرها من المؤيدات المعتبرة ، فلا يَرُدُّ مثل هذه الأحاديث إلا الجاهل بفن الحديث ، و المثقف المعادي للسُّنة ، و المتأثر بالدعايات الباطلة و أضاليل المستعمرين .


                إيحاءات العقيدة بالمهدية :

                و لا يخفى عليك أن العقيدة بالمهدية عقيدة ينبعث منها الرجاء و النشاط و العمل ، و تطرد الفشل و اليأس و الكسل ، و تشجِّع الحركات الإصلاحية و الإسلامية ، و تقوي النفوس الثائرة على الاستكبار و الاستضعاف . فالإسلام لم يستكمل أهدافه ، و لم يصل إلى تحقيق كل ما جاء لأجل تحققه ، و المستقبل للإسلام ، و لا بد من يومٍ يحكم الإسلام على الأرض ، و يقضي على كل المظالم و الاستضعافات . و العالم سيلجأ إلى الإسلام ، و حاجة العالم إلى الإسلام يبدو كل يوم أظهر من أمس ، و يرى نوره أسطع ، و ضياؤه ألمع من قبل ، و فشل هذه الأنظمة السائدة المستكبرة ، و الأحزاب المتنمرة الملحدة ، و ما يعرضون من البرامج الاقتصادية و السياسية في بسط الأمن و الأمان ، و تحقيق أهداف الإنسانية ، و القضاء على الجهل و الظلم و العدوان و العنصرية ، يفتح القلوب لقبول الإسلام و برامجه التي هي العلاج الوحيد للمشاكل اللاإنسانية .
                فالبشرية الحائرة لا و لن تجد ضالتها في الأنظمة الغربية و الشرقية ، و لم تنتج هذه الأنظمة و المكاتب إلا زيادة البلَّة في الطين ، و تعقيد الاُمور ، و المشاكل ، و الدعارة ، و الخلاعة ، و الفساد ، و الاستعلاء ، و الاستكبار .
                و العقيدة بالمهدية توقظ شعورنا بكرامة الإنسان ، و أن الأرض للّه لا للظالمين و المستعمرين ، و أن العاقبة للمتقين ، و أن الله أرسل رسوله النبي الخاتم سيدنا محمدا ( صلى الله عليه و آله ) بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ، و تُشربنا حبَّ الحق و العدل و الإحسان ، و تُنهضنا لإعلاء كلمة اللّه و إقامة حدوده و تنفيذ سلطانه ، و تربطنا بمبادئنا الإسلامية ، و تطالبنا بالعمل بمسؤلياتنا .
                فاللّه تعالى أصدق القائلين حيث يقول :

                ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [3] .

                و يقول :

                ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [4] .

                و حيث يقول تعالى شأنه :

                ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ [5] .

                و يقول عز اسمه :

                ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [6] .



                الأصل في العقيدة بالمهدية :

                و الأصل في العقيدة بالمهدية ، و ظهور الإسلام على جميع الأديان ، و انتهاء العالم في سيره إلى حكومة الإسلام و حكومة أحكام اللّه ، و وحدة القوانين و الأنظمة ، و خلافة المؤمنين الصالحين في الأرض ، و تبديل خوف البشرية بالأمن ، و زوال الاستضعاف بكلِّ صوره و مظاهره ، هو ما في نفس دعوة الإسلام و عقيدة التوحيد و كلمة الإخلاص من القوَّة المبدئية للقضاء على جميع مظاهر الشرك و الاستكبار ، و لتحرير الإنسان عن سلطان الطواغيت ، و إخراج البشرية من ذلِّ عبادة الناس إلى عزِّ عبادة اللّه .
                و ما نرى من أن العالم يسير في سيره إلى مجتمع بشري عالمي ، و إدغام المجتمعات بعضها في البعض ، و تقليل الفوارق السياسية و النظامية و العنصرية ، و العلم و التقدم الصناعي ، أتاح للبشرية أن تكون جملة واحدة ، و أن تكون الملل ملة واحدة ، و توسع العلاقات و الارتباطات بين الملل و الأقوام ، جعلهم كأهل بلد واحد و محلة واحدة ، فكما خلف البشرية المجتمعات القبلية ، و وصلت في سيرها إلى المجتمعات المدنية التي تأسست على أساس وحدات منطقية أو منافع سياسية أو اقتصادية أو عنصرية ، تطلب كل واحدة منها التغلب و السلطة على غيرها ، يتخلص دوماً البتة عن هذه الحكومات و الوحدات الصغيرة إلى وحدة كبرى و حكومة إلهية عالمية عظمى ، لا تخص بفرد و طائفة و منطقة و عنصر دون آخر إلا و هو حكومة الإسلام التي تشمل الجميع ، و الجميع فيها سواء .
                و ما وعد اللّه به المؤمنين و البشرية جمعاء في الكتاب المجيد ، و بشَّرنا به على لسان أنبيائه و رسله ، و ما أخبَرنا به نبيُّنا الصادق الأمين صلوات اللّه و سلامه عليه ، فكما آمنا بكل ما أخبرنا به من المغيبات ، و آمنا بملائكة اللّه و كتبه و رسله ، و ما ثبت إخباره به من تفاصيل المعاد و الجنة و النار و غير ذلك من أمور لا يمكن إثبات أصلها أو تفصيلاتها إلا بالوحي وإخبار النبيِّ ( صلى الله عليه و آله ) ، آمنّا بذلك أيضا ، و نسأل اللّه الثبات عليه و على جميع مبادئنا الإسلامية ، و الاعتقادات الصحيحة القويمة .

                ﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾ [7] .

                الكتب المفردة في المهدية :

                اهتم علماء الإسلام بأحاديث المهدي و إخراجها و تحقيقها و تثبيت الإيمان بها في القلوب اهتماماً كبيرا ، فمضافاً إلى إخراجها في كتب السُّنن و الجوامع و المسانيد و غيرها ، أفردوا فيما جاء فيه من الأحاديث و الآثار كتباً كثيرة ، وقفتُ على ما يربو على الثلثين ، مما أفرده أكابر أهل السُّنة في ذلك ، مثل : كتاب ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) و ( القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ) و ( عقد الدرر ) و ( العرف الوردي ) و غيرها من الكتب التي أقل ما يثبت بها هو أن العقيدة بالمهدية عقيدة إسلامية ، أصلها ثابت في الكتاب و السُّنة ، و أنها عقيدة جميع السلف و الصحابة و التابعين ، لا تختصُّ بفرقة من فرق المسلمين ، و هي أحد البراهين على ختم رسالات السماء بنبيِّنا محمد خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه و آله ) ، و أن شريعته لا تنسخ أبدا ، و أن المهدي ( عليه السلام ) كما اختار أبو داود في سننه في كتاب المهدي ، و دلت عليه الأحاديث الصحيحة ، خليفته الثاني عشر ، الذين بشَّر الرسول الأعظم الاُمة بهم في الأحاديث المروية بطرق كثيرة في المسند و الصحيحين و غيرها .
                و من أراد الاطلاع على قوة ما استند عليه المسلمون في العقيدة بالمهدية ، و كثرة أحاديثها و مخرجيها ، و اشتهارها بين علماء المسلمين ، فليراجع كتب الجوامع و السنن و المسانيد و التفاسير و التاريخ و الرجال و اللغة و غيرها ، ليعرف أن استقصاء هذه الأحاديث و الكتب ، المخرجة فيها ، صعب جدا ، و نحن نسرد الكلام فيما جاء في كتاب واحد حول هذا الموضوع كنموذج منها ، و دليل على كثرة ما في غيره ، و هو كتاب " البرهان في علامات مهدي آخر الزمان " .
                فنقول بحول اللّه تعالى و قوته : أما الكتاب و المؤلف ، فهما غنيان عن التعريف ، لأن الكتاب معروف ، توجد نسخه المخطوطة في عدة من المكتبات الكبيرة ، و طبع أخيراً من النسخة الفتوغرافية التي مخطوطتها محفوظة في مكتبة المسجد الحرام بمكة المكرمة ، و رأيت نسخة مخطوطة منه و محفوظة في مكتبة جامع المغفور له الإمام البروجردي بقم . و أما مؤلفه فهو العالم الكبير المحدث عليُّ بن حسام الدين بن عبد الملك المتقي الشاذلي المديني الهندي ، المتوفى سنة سبع و سبعين و تسعمائة ، مشهور ، ترجمته موجودة في كتب التراجم ، كما أنها مذكورة في مقدمة النسخة المطبوعة من كتابه هذا .
                و أما ما جاء في هذا الكتاب مما أردنا الاطلاع عليه جملة فهي أسماء المشايخ و المحدثين و أرباب الجوامع و السنن و المسانيد ، الذين خرَّجوا هذه الأحاديث في كتبهم ، و أخرجها مؤلف هذا الكتاب عنهم ، و أسماء جماعة من المشاهير و التابعين الذين رووا هذه الأحاديث و الآثار ، و أسماء جمع من الصحابة الذين رووها عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) . و إليك أسماءهم :[/
                [SIZE=20px]size]


                أسماء المشايخ و أرباب الجوامع
                :
                1- الطبراني .
                2- أبو نعيم الإصبهاني .
                3- الخطيب البغدادي .
                4- إبن أبي شيبة .
                5- نعيم بن حماد أحد شيوخ البخاري .
                6- الحاكم .
                7- أحمد .
                8- الماوردي .
                9- البزّار .
                10- التِّرمذي .
                11- الدار قطني .
                12- إبن ماجة .
                13- أبو يعلي الموصلي .
                14- إبن عساكر .
                15- مسلم .
                16- الثعلبي .
                17- أبو داود .
                18- إبن الجوزي .
                19- إبن أبي أسامة .
                20- تمام البجلي .
                21- الروياني .
                22- إبن مندة .
                23- الحسن بن سفيان الشيباني .
                24- عثمان بن سعيد الداني .
                25- أبو الحسن الحربي .
                26- إبن كثير .
                27- إبن سعد .
                28- الواقدي .
                29- أبو بكر بن المقري .
                30- إبن المناوي .
                31- أبو غنم الكوفي .
                32- إبن مردويه .
                33- إبن خزيمة .
                34- أبو عوانة .
                35- أبو بكر الإسكافي .
                36- الديلمي .
                37- القرطبي .
                38- إبن لهيعة .
                39- أبو بكر أحمد البيهقي .
                40- أبو الحسن الآبري .
                41- إبن حبّان .
                42- أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن صدقة .
                أسماء المشاهير من التابعين و غيرهم :
                1- عاصم بن عمرو البجلي .
                2- سعيد بن المسيب .
                3- أبو جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) .
                4- إسحاق بن يحيى .
                5- شهر بن حوشب .
                6- الزهري .
                7- مطر الوراق .
                8- طاووس .
                9- صبّاح .
                10- عمرو بن علي .
                11- مكحول .
                12- كعب بن علقمة .
                13- قتادة .
                14- عبد اللّه بن الحارث .
                15- محمد بن جبير .
                16- أرطاة بن منذر .
                17- حكم بن عُيينة .
                18- أبو قبيل .
                19- إبن أبي طلحة .
                20- كثير بن مرة .
                21- إبن سيرين .
                22- مجاهد .
                23- خالد بن سعد .
                24- أبو مريم .
                25- شريك .
                26- أبو أرطاة .
                27- ضمرة بن حبيب .
                28- حكم بن نافع .
                29- خالد بن معدان .
                30- محمد بن الحنفية .
                31- السدي .
                32- سليمان بن عيسى .
                33- بقية بن الوليد .
                34- وليد بن مسلم .
                35- قيس بن جابر .
                36- عمرو بن شعيب .
                37- إبن شوذب .
                38- دينار بن دينار .
                39- معمر .
                40- فضل بن دكين .
                41- سالم بن أبي الجعد .
                42- محمد بن صامت .
                43- حكيم ابن سعد .
                44- إبراهيم بن ميسرة .
                45- أبو أمية .



                أسماء الصحابة و الصحابيات :

                1- علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
                2- عمار بن ياسر .
                3- حذيفة بن اليمان .
                4- أبو سعيد الخدري .
                5- طلحة بن عبيد اللّه .
                6- إبن عمر .
                7- عبد اللّه بن مسعود .
                8- جابر بن عبد اللّه .
                9- عبد الرحمان بن عوف .
                10- عمر بن الخطاب .
                11- إبن عباس .
                12- أبو هريرة .
                13- أنس بن مالك .
                14- أبو أمامة .
                15- الهلالي .
                16- أبو الطفيل .
                17- الحسن ( عليه السلام ) .
                18- الحسين ( عليه السلام ) .
                19- ثوبان .
                20- اُبَيُّ بن الكعب .
                21- جابر بن سمرة .
                22- جابر الصدفي .
                23- عبد اللّه بن عمرو بن العاص .
                24- عمرو بن العاص .
                25- اُمّ سلمة .
                26- عائشة .
                27- أسماء بنت عُميس .
                28- اُمّ حبيبة .

                يتبع تحت

                تعليق


                • #9
                  تكمله



                  ثم إنَّا بعد ذلك رأينا لمزيد بصيرة القاريء ، و لعدم خلو هذه الرسالة عن متون هذه الأحاديث ، و لأجل كسب الثواب الموعود في أحاديث ( من حفظ على اُمتي أو من اُمتي ... ) [8] ، إخراجَ أربعين حديثاً من أحاديث هذا الكتاب التي تربو على مأتين ، في هذه الرسالة فيما يلي ، و ما توفيقي إلا باللّه .

                  1 ـ أخرج أحمد ، و ابن أبي شيبة ، و ابن ماجة ، و نعيم بن حماد ، في الفتن ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " المهديّ منّا أهل البيت ، يصلحه اللّه في ليلة " ( باب : 2 ، حديث : 1 ، صفحة : 89 ) .


                  2 ـ و أخرج أبو داود ، و ابن ماجة ، و الطبراني ، و الحاكم عن اُمّ سلمة ، قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يقول : " المهديُّ من عترتي ، من ولد فاطمة " ( باب : 2 ، حديث : 2 ، صفحة : 89 ) .


                  3 ـ و أخرج الحاكم ، و ابن ماجة ، و أبو نعيم ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) يقول : " نحن سبعة ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا ، و حمزة ، و علي ، و جعفر ، و الحسن ، و الحسين ، و المهدي " ( باب : 2 ، حديث : 3 ، صفحة : 89 ) .


                  4 ـ و أخرج الترمذي ـ و صححه ـ عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ، لطوّل الله ذلك اليوم ، حتى يلي المهديّ " ( باب : 2 ، حديث : 2 ، صفحة : 90 ) .


                  5 ـ و أخرج الطبراني في الأوسط من طريق عمرو بن علي ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنه قال للنبي ( صلى الله عليه و آله ) : " أمِنَّا المهدي أم من غيرنا يا رسول اللّه ؟ قال : " بل منّا ، بنا يختم اللّه كما بنا فتح ، و بنا يُستنقذون من الشرك ، و بنا يؤلِّف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الشرك " ( باب : 2 ، حديث : 7 ، صفحة : 91 ) .

                  6 ـ و أخرج نعيم بن حماد ، و أبو نعيم من طريق مكحول عن علي ، قال : قلت : يا رسول اللّه أمِنَّا آل محمد المهدي ، أم من غيرنا ؟ فقال : " لا بل منّا ، يختم اللّه به الدين كما فتح ، بنا ينقذون من الفتنة كما اُنقذوا من الشرك ، و بنا يؤلِّف اللّه بين قلوبهم ، و بنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم " ( باب : 2 ، حديث : 8 ، صفحة : 91 ) .

                  7 ـ و أخرج الحارث بن أبي اُسامة ، و أبو نعيم ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " لتملأنّ الأرض ظلماً و عدوانا ، ليخرجنّ رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطاً و عدلا كما ملئت عدواناً و ظلماً ) ( باب : 2 ، حديث : 10 ، صفحة : 91 و 92 ) .


                  8 ـ أخرج الطبراني في الكبير ، و أبو نعيم عن ابن مسعود ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " يخرج رجل من أهل بيتي ، يواطيء اسمه اسمي ، و خلقه خلقي ، يملأها قسطاً و عدلا كما ملئت ظلماً و جوراً ) ( باب : 2 ، حديث : 11 ، صفحة : 92 ) .

                  9 ـ و أخرج أبو نعيم عن حذيفة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة ، يقتلون و يخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم ، فالمؤمن التقي ليصانعهم بلسانه ، و يفر منهم بقلبه و جنانه . فإذا أراد اللّه تعالى أن يعيد الإسلام عزيزا ، قصم كلَّ جبار عنيد ، و هو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها . يا حذيفة ! لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ، لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يملك من أهل بيتي رجل ، تجري الملاحم على يديه ، و يظهر الإسلام ، لا يخلف وعده ، و هو سريع الحساب " ( باب : 2 ، حديث : 12 ، صفحة : 92 ) .

                  10 ـ أخرج الحسن بن سفيان ، و أبو نعيم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " لو لم يبقَ من الدنيا إلا ليلة ، ليملك فيها رجل من أهل بيتي " ( باب : 2 ، حديث : 13 ، صفحة : 92 ) .

                  11 ـ أخرج الروياني في مسنده ، و أبو نعيم عن حذيفة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " المهديُّ رجل من ولدي ، لونه لون عربي ، و جسمه جسم إسرائيلي ، على خده الأيمن خال كأنه كوكب درّي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً و ظلما ، يرضى في خلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير في الجو " ( باب : 2 ، حديث : 16 ، صفحة : 93و94 ) .


                  12 ـ أخرج أبو نعيم عن الحسين ( عليه السلام ) أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال لفاطمة : " يا بنيَّة ! المهدي من ولدكِ " ( باب : 2 ، حديث : 17 ، صفحة : 94 ) .

                  13 ـ وأخرج ابن عساكر عن الحسين ( عليه السلام ) ، أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال : ( أبشري يا فاطمة ! المهدي منكِ ) ( باب : 2 ، حديث : 17 ، صفحة : 94 ) .

                  14 ـ أخرج الطبراني في الكبير ، و أبو نعيم عن الهلال [9] ، أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال لفاطمة : " و الذي بعثني بالحق ، منهما ـ يعني الحسن و الحسين ـ مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً و مرجا ، و تظاهرت الفتن ، و تقطعت السبل ، و أغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، و لا صغير يوقر كبيرا ، يبعث اللّه عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوباً غفلا ، يقوم بالدين في آخر الزمان ، كما قمت به في أول الزمان ، و يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جوراً " ( باب : 2 ، حديث : 19 ، صفحة : 94 و 95 ) .

                  15 ـ و أخرج أيضاً ـ يعني نعيم بن حماد ـ عن علي و عائشة ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال : " المهدي رجل من عترتي ، يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي " ( باب : 2 ، حديث : 21 ، صفحة : 95 ) .

                  16 ـ وأخرج أيضاً عن علي ( عليه السلام ) ، قال : ( المهدي رجل منّا ، من ولد فاطمة ) ( باب : 2 ، حديث : 23 ، صفحة : 95 ) .


                  17 ـ و أخرج الطبراني ، عن عوف بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال : " يجيء فتنة غبراء مظلمة ، تتّبع الفتن بعضها بعضاً حتى يخرج من أهل بيتي يقال له المهدي ، فإن أدركته فاتبعه ، و كن من المهتدين " ( باب : 4 ، ف 1 ، حديث : 20 ، صفحة : 103 ) .


                  18 ـ و أخرج الداني عن الحكم بن عُيينة ، قال : قلت لمحمد بن علي : سمعت أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الاُمة . قال : " إنّا نرجو ما يرجو الناس ، و إنّا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الاُمة ، و قبل ذلك فتن شر فتنة ، يمسى الرجل مؤمناً و يصبح كافرا ، و يصبح مؤمناً و يمسي كافرا ، فمن أدرك ذلك منكم فليتّق اللّه و ليكن من أحلاس بيته " ( باب : 4 ، ف 1 ، حديث : 7 ، صفحة : 104 ) .

                  19 ـ و عن عمار بن ياسر : " إذا قتلت النفس الزكية ، و أخوه تقتل بمكة صنيعة ، نادى مناد من السماء : أن أميركم فلان ، و ذلك المهدي ، الذي يملأ الأرض حقاً و عدلا " أخرجه الإمام أبو عبد اللّه نعيم بن حماد في كتاب الفتن . ( باب : 4 ، ف 2 ، حديث : 7 ، صفحة : 112 ) .

                  20 ـ أخرج الطبراني في الأوسط عن طلحة بن عبيد اللّه ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) : " ستكون فتنة ، لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب ، حتى ينادي مناد من السماء : أن أميركم فلان " ( باب : 1 ، حديث : 1 ، صفحة : 71 ) .

                  21 ـ أخرج أبو نعيم ، و الخطيب في تلخيص المتشابه عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " يخرج المهدي و على رأسه ملك ينادي : أن هذا مهدي فاتبعوه " ( باب : 1 ، حديث : 2 ، صفحة : 72 ) .


                  22 ـ و أخرج أبو نعيم عن علي ، قال : " إذا نادى مناد من السماء : أن الحقَّ في آل محمد ، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ، و يشربون حبَّه ، و لا يكون لهم ذكر غيره " ( باب : 1 ، حديث : 4 ، صفحة : 73 ) .

                  23 ـ و أخرج أيضاً ( يعني نعيم بن حمّاد ) عن شهر بن حوشب ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " في المحرم ينادي مناد من السماء : ألا إن صفوة اللّه ( من خلقه ) فلان ، فاسمعوا له ، أطيعوه في سنة الصوت المعمعة " ( باب : 1 ، حديث : 9 ، صفحة : 75 ) .


                  24 ـ و عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : " تختلف ثلاث رايات : راية بالمغرب ، و راية بالجزيرة ، و راية بالشام ، تدوم الفتنة بينهم سنة ـ ثم ذكرخروج السفياني و ما يفعله من الظلم و الجور ، ثم ذكر خروج المهدي و مبايعة الناس له بين الركن و المقام ، و قال : ـ يسير بالجيوش حتى يسير بوادي القرى في هدوء و رفق ، و يلحقه هناك ابن عمه الحسني في إثني عشر ألف فارس ، فيقول له : يا ابن عم أنا أحق بهذا الجيش منك ، أنا ابن الحسن و أنا المهدي . فيقول له المهدي : بل أنا المهدي . فيقول له الحسني : هل لك من آية فأبايعك ؟ فيوميء المهدي إلى الطير فيسقط على يديه ، و يغرس قضيبا . . فيخضر و يورق . فيقول له الحسني : يا ابن عمي هي لك " ( باب : 1 ، حديث : 15 ، صفحة : 76 و 77 ) [10] .

                  25 ـ و أخرج نعيم ، و أبو نعيم ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " يكون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن رجل يقال له المهدي ، يكون عطاؤه حثياً " ( باب : 1 ، حديث : 33 ، صفحة : 84 ) .


                  26 ـ و أخرج أبو نعيم ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " يكون عند انقطاع من الزمان ليبعثن اللّه من عترتي رجلا ، أفرق الثنايا ، أجلى الجبهة ، يملأ الأرض عدلا ، يفيض المال فيضاً " ( باب : 1 ، حديث : 32 ، صفحة : 84 ) .

                  27 ـ و أخرج أحمد و مسلم عن أبي سعيد و جابر ، عن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) قال : " يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعدّه " ( باب : 1 ، حديث : 28 ، صفحة : 83 ) .

                  28 ـ و عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) في قضية المهدي ( عليه السلام ) مبايعته بين الركن و المقام ، و خروجه متوجهاً إلى الشام ، قال : " و جبرائيل على مقدمته ، و ميكائيل على ساقته ، يفرح به أهل السماء و الأرض ، و الطير و الوحش ، و الحيتان في البحر " أخرجه أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري في سُننه . ( باب : 1 ، حديث : 16 ، صفحة : 77 ) .

                  29 ـ و أخرج أحمد و الباوردي في المعرفة ، و أبو نعيم عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " بشراكم بالمهدي ، رجل من قريش من اُمتي على اختلاف من الناس و زلازل ، فيملأ الأرض قسطاً و عدلا كما ملئت جوراً و ظلما ، و يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض ، و يقسم المال صحاحاً بالسوية بين الناس ، و يملأ قلوب أمة محمد غنى ، و يسعهم عدله حتى أنه يأمر منادياً فينادي : من له حاجة ؟ فما يأتيه أحد إلا رجل واحد ، يأتيه يسأله ، فيقول : ائت السادِن يعطيك ، فيأتيه ، فيقول : أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا . فيقول : إحث ، فيحثى ، فلا يستطيع أن يحمله ، فيخرج به و يندم ، فيقول : أنا كنت أجشع اُمة محمد نفسا ، كلهم دعى إلى هذا المال فتركه غيري ، فيرده عليه ، فيقول : إنّا لا نقبل شيئاً أعطينا ، فيلبث في ذلك ستاً أو سبعاً أو تسع سنين ، و لا خير في الحياة بعده " ( باب : 1 ، حديث : 21 ، صفحة : 79 و 80 ) .

                  30 ـ و أخرج أيضاً عن عبد اللّه ، عن أبي سعيد ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) : " المهدي منا ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف " ( باب : 3 ، حديث : 3 ، صفحة : 99 ) .

                  31 ـ و أخرج نعيم بن حماد عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " ستكون بعدي فتن ، منها فتنة الأحلاس ، يكون فيها حرب و هرب ، ثم بعدها فتنة أشد منها ، ثم تكون فتنة . كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ، و لا مسلم إلا ملته حتى يخرج رجل من عترتي " ( باب : 4 ، حديث : 3 ، صفحة : 103 ) .


                  32 ـ و أخرج نعيم عن علي ، قال ( لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ، و يموت ثلث ، و يبقى ثلث ) ( باب : 4 ، فصل : 2 ، حديث : 4 ، صفحة : 111 و 112 ) .


                  33 ـ و أخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد ، قال : حدَّثني فلان ـ رجل من أصحاب النبي ( صلى الله عليه و آله ) ـ : " أن المهدي لا يخرج حتى تُقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء و من في الأرض ، فأتى الناس ، فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، و هو يملأ الأرض قسطاً و عدلا ، و تنعم اُمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط " ( باب : 4 ، ف 2 ، حديث : 6 ، صفحة : 112 ) .

                  34 ـ و أخرج أبو عمرو الداني في سننه عن حذيفة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " يلتفت المهدي و قد نزل عيسى بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء . فيقول المهدي : تقدَّم ، صلِّ بالناس . فيقول عيسى : إنما اُقيمت الصلاة لك ، فيصلي خلف رجل من ولدي " ( باب : 9 ، حديث : 9 ، صفحة : 160 ) .

                  35 ـ و أخرج الطبراني في الأوسط ، والحاكم عن اُمّ سلمة ، قالت : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " يبايع الرجلَ بين الركن و المقام عدةُ أهل بدر ، فيأتيه عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام ، فيغزوه جيش من أهل الشام حتى انتهوا بالبيداء خسف بهم " ( باب : 4 ، فصل : 2 ، حديث : 18 ، صفحة : 117 ) .

                  36 ـ و عن محمد بن الحنفية ( رضي الله عنه ) [11] ، قال : " كنّا عند علي ( عليه السلام ) ، فسأله رجل عن المهدي ، فقال : " هيهات ! هيهات ! ثم عقد بيده تسعا ، فقال : ذلك يخرج في آخر الزمان [12] ، و إذا قيل للرجل اللّه اللّه قيل [13] ، فيجمع اللّه له قوماً قزعاً كقزع السحاب يؤلف بين قلوبهم ، لا يستوحشون على أحد ، و لا يفرحون بأحد ، دخل فيهم على عدة أصحاب بدر ، لم يسبقهم الأولون و لا يدركهم الآخرون ، و على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر معه " ( باب : 6 ، حديث : 8 ، صفحة : 144 ) .

                  37 ـ و أخرج ابن ماجة ، و الطبراني عن عبد اللّه بن الحارث ابن جزء الزبيدي ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " يخرج ناس من المشرق ، فيوطئون للمهدي سلطانه " ( باب : 7 ، حديث : 2 ، صفحة : 147 ) .


                  38 ـ و أخرج أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن ، عن علي بن أبي طالب ، قال : " ويحاً للطالقان ! فإن للّه بها كنوزاً ليست من ذهب و لا فضة ، و لكن بها رجال عرفوا اللّه حقَّ معرفته ، و هم أنصار المهدي في آخر الزمان " ( باب : 7 ، حديث : 14 ، صفحة : 150 ) .

                  39 ـ و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " منّا الذى يصلِّي عيسى بن مريم خلفه " ( باب : 9 ، حديث : 1 ، صفحة : 158 ) .

                  40 ـ و أخرج أبو بكر الإسكافي في فوائد الأخبار ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : " من كذب بالدجال فقد كفر ، و من كذب بالمهدي فقد كفر " ( باب : 12 ، حديث : 2 ، صفحة : 170 ) .


                  هذا و الحمد للّه تعالى على ما شرَّفني بإخراج هذه الأربعين حديثاً من الأحاديث في المهدي ( عليه السلام ) ، و من أراد التوسع في ذلك فعليه بتتبّع كتب المسانيد و الجوامع ، و الموسوعات الكبيرة كالبحار و العوالم ، و كتاب كمال الدين للصدوق ، و الغيبة للشيخ الطوسي ، و كفاية الأثر و كتابنا منتخب الأثر .
                  و آخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين .
                  12 رجب الخير - 1401


                  قم المشرفة ـ لطف اللّه الصافي الگلپايگاني



                  --------------------------------------------------------------------------------
                  [1] راجع : البرهان في علامات مهديِّ آخر الزمان : 174 .
                  [2] القران الكريم : سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 18 ، الصفحة : 323 .
                  [3] القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 192 .
                  [4] القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 357 .
                  [5] القران الكريم : سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 5 ، الصفحة : 385 .
                  [6] القران الكريم : سورة الصافات ( 37 ) ، الآيات : 171 - 173 ، الصفحة : 452 .
                  [7] القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 8 ، الصفحة : 50 .
                  [8] نقل عن الشافعي أنه قال في هذه الأحاديث : المراد الحديث في مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، و لهذا حكاية عجيبة عن أحمد بن حنبل تطلب من كتاب الأربعين للشيخ أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس ( المتوفى في سنة 412 ) .
                  [9] في بعض النسخ ( الهلالي ) .
                  [10] هـذا الحديث يدلُّ على أن المهدي ( عليه السلام ) من ولد الحسين ( عليه السلام ) كما دلَّت عليه أخبار كثيرة ، ذكرناها في منتخب الأثر .
                  [11] يعني و أخرج نعيم عن محمد بن الحنفية .
                  [12] قيـل في معنـى ذلـك إنه عقد بيـده تسعا ، عدد الأئمـة التسعة مـن ولد الحسين ( عليه السلام ) فلما بلغ إلى المهدي ( عليه السلام ) ، قال : ذلك يخرج في آخر الزمان .
                  [13] الظاهر أن الصحيح هكذا ( إذا قال الرجل : اللّه تعالى قتل ) ، كما في كشف الأستـار ، و قال : أخرجه الحافظ أبو عبد اللّه الحاكم في مستدركه ، و قال : هذا حديث صحيح على شرط البخاري و مسلم ، ولم يخرجاه .
                  التعديل الأخير تم بواسطة faisalziad91; الساعة 05-08-2009, 09:08 PM.

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                  يعمل...
                  X