بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله
قال تعالى: (( جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثُلاث ورباع ))
السؤال : بالواقع النظري لايعتبر ذكر كلمة ثلاث اي ثلاثة اجنحة مقبولا بينما يعتبر مقبولا , مثل مثنى ورباع , كيف نفسر ذلك ؟
يقول المازندراني عن قوله تعالى ذاك والظاهر حمله على الظاهر قال القاضي هم وسائط بين الله وبين أنبيائه والصالحين من عباده يبلغون إليهم رسالته بالوحي والإلهام والرؤيا الصادقة أو بينه وبين خلقه يوصلون إليهم آثار صنعه وذوو أجنحة متعددة متفاوتة بتفاوت ما لهم من المراتب ينزلون بها ويعرجون أو يسرعون بها نحو ما وكلهم الله عليه فيتصرفون فيه على ما أمرهم به ولعله لم يرد خصوصية الأعداد ونفي مازاد عليها لما روي انه عليه السلام اتاه جبرائيل ليلة المعراج وله ستمائه جناح ويمكن ان يكون كنايه عن القوة على الامر والاجتهاد فيه وتفاوت مراتبهم فيها.
وان يراد بالفرقة الاولى: المتصرفون في العالم الجسماني وبالثانية المتصرفون في النفوس المجردة بعد مفارقتها الأبدان وبالثالثة الوالهون في عظمة الله تعالى .
وفي البحار قال: قال الرازي: أقل ما يكون لذي الجناح ان يكون له جناحان وما بعدهما زيادة وقال قوم فيه إن الجناح إشارة إلى الجهة وبيانه هو أن الله ليس فوقه شيء وكل شيء فهو تحت قدرته ونعمته والملائكة لهم وجه إلى الله يأخذون منه نعمه ويعطون من دونهم ما اخذوا بأذن الله كما قال تعالى
(( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلبِكَ )) وقوله
(( عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى ))
وقال تعالى في حقهم
(( فَالمُدَبِّرَاتِ أَمراً ))
فهما جناحان وفيهم من يفعل الخير بواسطة وفيهم من يفعله لا بواسطة فالفاعل بواسطة فيه ثلاث جهات وفيهم من له اربع جهات وأكثر.
وقال الشريف الرضي في حقائق التأويل ص307: ( ومحال ان يريد اولي اجنحة الاثنين والثلاثة والأربعة لامتناع وصف النكرة بالمعرفة فثبت ان المراد به اولي أجنحه اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة.
... وفسر المبرد قوله تعالى:
(( أُولِي أَجنِحَةٍ مَّثنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ )),
بان قال: المراد بذلك ان الاثنين يقابلان الاثنين والثلاثة تقابل الثلاثة والأربعة يقابل الأربعة ومثل ذلك قول الشاعر:
الا انما أهلي بواد انيسه ***** ذئاب تبغي الناس مثنى وموحد
قال: فهذا لا يكون أبدا لاثنين فحسب ولا لواحد فحسب انما هو اثنان اثنان وواحد واحد ثم حكى المبرد أن الجاحظ سئل عن قوله تعالى:
(( أُولِي أَجنِحَةٍ مَّثنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ))
فقيل له كيف تكون الاجنة ثلاثة فقال: واحد في الوسط فضحك منه وعلم انه لا علم له بهذا الجنس.
وفي التبيان قال: فان قيل الطائر لا يحتاج الى اكثر من جناحين فما معنى خلق الملائكة اولي ثلاث واربع؟ قيل: يجوز ان يكون كل جناح بعلوه باثنين ويجوز ان يكون للزينة الزائدة وقد يكون للسمكة أجنحه على ظهرها: ثم بين
(( ان الله على كل شيء قدير ))
أي لا شيء الا وهو تعالى قادر عليه بعينه أو قادر على مثله.
وفي تفسير الأمثل ج14: ص10: ( ليس من المستبعد ان يكون المقصود بالاجنحة هنا هو القدرة على الانتقال والتمكن من الفعل بحيث يكون بعضهم افضل من بعض وله القدرة اكبر وعليه فقد ذكرت لهم سلسلة من المراتب بالاجنحة فبعضهم له اربعة اجنحة ( مثنى ـ اثنان اثنان) والبعض له سته اجنحة والبعض ثمانيه وهكذا.
هذه بعض اقوال المفسرين في الآية القرآنية.
اللهم صل على محمد واله
قال تعالى: (( جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثُلاث ورباع ))
السؤال : بالواقع النظري لايعتبر ذكر كلمة ثلاث اي ثلاثة اجنحة مقبولا بينما يعتبر مقبولا , مثل مثنى ورباع , كيف نفسر ذلك ؟
يقول المازندراني عن قوله تعالى ذاك والظاهر حمله على الظاهر قال القاضي هم وسائط بين الله وبين أنبيائه والصالحين من عباده يبلغون إليهم رسالته بالوحي والإلهام والرؤيا الصادقة أو بينه وبين خلقه يوصلون إليهم آثار صنعه وذوو أجنحة متعددة متفاوتة بتفاوت ما لهم من المراتب ينزلون بها ويعرجون أو يسرعون بها نحو ما وكلهم الله عليه فيتصرفون فيه على ما أمرهم به ولعله لم يرد خصوصية الأعداد ونفي مازاد عليها لما روي انه عليه السلام اتاه جبرائيل ليلة المعراج وله ستمائه جناح ويمكن ان يكون كنايه عن القوة على الامر والاجتهاد فيه وتفاوت مراتبهم فيها.
وان يراد بالفرقة الاولى: المتصرفون في العالم الجسماني وبالثانية المتصرفون في النفوس المجردة بعد مفارقتها الأبدان وبالثالثة الوالهون في عظمة الله تعالى .
وفي البحار قال: قال الرازي: أقل ما يكون لذي الجناح ان يكون له جناحان وما بعدهما زيادة وقال قوم فيه إن الجناح إشارة إلى الجهة وبيانه هو أن الله ليس فوقه شيء وكل شيء فهو تحت قدرته ونعمته والملائكة لهم وجه إلى الله يأخذون منه نعمه ويعطون من دونهم ما اخذوا بأذن الله كما قال تعالى
(( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلبِكَ )) وقوله
(( عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى ))
وقال تعالى في حقهم
(( فَالمُدَبِّرَاتِ أَمراً ))
فهما جناحان وفيهم من يفعل الخير بواسطة وفيهم من يفعله لا بواسطة فالفاعل بواسطة فيه ثلاث جهات وفيهم من له اربع جهات وأكثر.
وقال الشريف الرضي في حقائق التأويل ص307: ( ومحال ان يريد اولي اجنحة الاثنين والثلاثة والأربعة لامتناع وصف النكرة بالمعرفة فثبت ان المراد به اولي أجنحه اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة.
... وفسر المبرد قوله تعالى:
(( أُولِي أَجنِحَةٍ مَّثنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ )),
بان قال: المراد بذلك ان الاثنين يقابلان الاثنين والثلاثة تقابل الثلاثة والأربعة يقابل الأربعة ومثل ذلك قول الشاعر:
الا انما أهلي بواد انيسه ***** ذئاب تبغي الناس مثنى وموحد
قال: فهذا لا يكون أبدا لاثنين فحسب ولا لواحد فحسب انما هو اثنان اثنان وواحد واحد ثم حكى المبرد أن الجاحظ سئل عن قوله تعالى:
(( أُولِي أَجنِحَةٍ مَّثنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ))
فقيل له كيف تكون الاجنة ثلاثة فقال: واحد في الوسط فضحك منه وعلم انه لا علم له بهذا الجنس.
وفي التبيان قال: فان قيل الطائر لا يحتاج الى اكثر من جناحين فما معنى خلق الملائكة اولي ثلاث واربع؟ قيل: يجوز ان يكون كل جناح بعلوه باثنين ويجوز ان يكون للزينة الزائدة وقد يكون للسمكة أجنحه على ظهرها: ثم بين
(( ان الله على كل شيء قدير ))
أي لا شيء الا وهو تعالى قادر عليه بعينه أو قادر على مثله.
وفي تفسير الأمثل ج14: ص10: ( ليس من المستبعد ان يكون المقصود بالاجنحة هنا هو القدرة على الانتقال والتمكن من الفعل بحيث يكون بعضهم افضل من بعض وله القدرة اكبر وعليه فقد ذكرت لهم سلسلة من المراتب بالاجنحة فبعضهم له اربعة اجنحة ( مثنى ـ اثنان اثنان) والبعض له سته اجنحة والبعض ثمانيه وهكذا.
هذه بعض اقوال المفسرين في الآية القرآنية.
تعليق