سيدي غيبتك نفت رقادي
-
العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في " ينابيع المودة " ( ص 454 ط إسلامبول ) قال : روي في المناقب عن سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولينا أبي عبد الله جعفر الصادق رضي الله عنه فرأيناه جالسا على التراب وهو يبكي بكاء شديدا ويقول : سيدي غيبتك نفت رقادي وسلبت مني راحة فؤادي ، قال سدير : تصدعت قلوبنا جزعا فقلنا لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك فزفزف زفزفة انتفخ منها جوفه فقال نظرت في كتاب الجفر الجامع صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وهو الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم وتأملت فيه مولد قائمنا المهدي وطول غيبته وطول عمره وبلوى المؤمنين في زمان غيبته وتولد الشكوك في قلوبهم من إبطاء ظهوره وخلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم قال الله عز وجل ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) يعني ولاية الإمام فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان وقال : قدر الله مولده تقدير مولد موسى وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى وأبطأ كإبطاء نوح وجعل عمر العبد الصالح الخضر دليلا على عمره ، أما مولد موسى عليه السلام فإن فرعون لما وقف أن زوال ملكه بيد مولود من بني إسرائيل أمر بقتل مولود ذكر من بني إسرائيل حتى قتل نيفا وعشرين ألفا مولودا فحفظ الله موسى ، كذلك بنو أمية وبنو العباس وقفوا على أن زوال الجبابرة على يد القائم منا قصدوا قتله ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ، وأما غيبته كغيبة عيسى عليهما السلام فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله عز وجل ذكره بقوله : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم . كذلك غيبة القائم فإن الناس استنكرها لطولها فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد ، وقائل يقول : أنه ولد ومات ، وقائل يقول : إن حادي عشرنا كان عقيما ، وقائل يقول : إنه يتعدى إلى ثالث عشر وما عدا ، وقائل يقول : إن روح القائم ينطق في هيكل غيره وكلها باطل وأما إبطائه كإبطاء نوح عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة على قومه بعث الله الروح الأمين فقال : يا نبي الله إن الله يقول : إن هؤلاء خلائقي وعبادي لست أهلكهم إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة واغرس النوى فإن لك الخلاص إذا أثمرت فإذا أثمرت قال الله له : أغرس النوى واصبر واجتهد فأخبر ذلك بالذين آمنوا به فارتد منهم ثلاثمائة رجل ، ثم إن الله يأمر عند ثمرها كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زال منهم يرتد إلى أن بقي بالإيمان نيف وسبعون رجلا ، فأوحى الله إليه : الآن صفي الحق عن الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة فكذلك القائم منا فإنه تمتد غيبته ، ثم تلا : حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا ، وأما الخضر ما طول الله عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزل عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله ولا لأمة يلزم اقتدائهم به ولا لطاعة يفرضها له ، بل طول عمره للاستدلال به على طول عمر القائم عليهما السلام ولينقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة . شرح إحقاق الحق ج 13 - السيد المرعشي ص 360 :
-
العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في " ينابيع المودة " ( ص 454 ط إسلامبول ) قال : روي في المناقب عن سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولينا أبي عبد الله جعفر الصادق رضي الله عنه فرأيناه جالسا على التراب وهو يبكي بكاء شديدا ويقول : سيدي غيبتك نفت رقادي وسلبت مني راحة فؤادي ، قال سدير : تصدعت قلوبنا جزعا فقلنا لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك فزفزف زفزفة انتفخ منها جوفه فقال نظرت في كتاب الجفر الجامع صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وهو الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم وتأملت فيه مولد قائمنا المهدي وطول غيبته وطول عمره وبلوى المؤمنين في زمان غيبته وتولد الشكوك في قلوبهم من إبطاء ظهوره وخلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم قال الله عز وجل ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) يعني ولاية الإمام فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان وقال : قدر الله مولده تقدير مولد موسى وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى وأبطأ كإبطاء نوح وجعل عمر العبد الصالح الخضر دليلا على عمره ، أما مولد موسى عليه السلام فإن فرعون لما وقف أن زوال ملكه بيد مولود من بني إسرائيل أمر بقتل مولود ذكر من بني إسرائيل حتى قتل نيفا وعشرين ألفا مولودا فحفظ الله موسى ، كذلك بنو أمية وبنو العباس وقفوا على أن زوال الجبابرة على يد القائم منا قصدوا قتله ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ، وأما غيبته كغيبة عيسى عليهما السلام فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله عز وجل ذكره بقوله : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم . كذلك غيبة القائم فإن الناس استنكرها لطولها فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد ، وقائل يقول : أنه ولد ومات ، وقائل يقول : إن حادي عشرنا كان عقيما ، وقائل يقول : إنه يتعدى إلى ثالث عشر وما عدا ، وقائل يقول : إن روح القائم ينطق في هيكل غيره وكلها باطل وأما إبطائه كإبطاء نوح عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة على قومه بعث الله الروح الأمين فقال : يا نبي الله إن الله يقول : إن هؤلاء خلائقي وعبادي لست أهلكهم إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة واغرس النوى فإن لك الخلاص إذا أثمرت فإذا أثمرت قال الله له : أغرس النوى واصبر واجتهد فأخبر ذلك بالذين آمنوا به فارتد منهم ثلاثمائة رجل ، ثم إن الله يأمر عند ثمرها كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زال منهم يرتد إلى أن بقي بالإيمان نيف وسبعون رجلا ، فأوحى الله إليه : الآن صفي الحق عن الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة فكذلك القائم منا فإنه تمتد غيبته ، ثم تلا : حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا ، وأما الخضر ما طول الله عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزل عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله ولا لأمة يلزم اقتدائهم به ولا لطاعة يفرضها له ، بل طول عمره للاستدلال به على طول عمر القائم عليهما السلام ولينقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة . شرح إحقاق الحق ج 13 - السيد المرعشي ص 360 :
تعليق