ما يستحب العمل به ليلة النصف من شعبان
1 ـ استحباب الغسل :
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : صوموا شعبان و اغتسلوا ليلة النصف منه ، ذلك تخفيف من ربكم و رحمة [19] .
2 ـ إحياؤها بالعبادة :
كما تقدم في كثر من رواية ، و جاء أيضاً عن زيد بن علي قال : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يجمعنا جميعا ليلة النصف من شعبان ، ثم يجزي الليل أجزاء ثلاثة ، فيصلي بنا جزءا ، ثم يدعو فنؤمن على دعائه ، ثم يستغفر الله و نستغفره ، و نسأله الجنة حتى ينفجر الفجر [20][21]
3 ـ استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام :
و قد وردت في الحث على زيارته عليه السلام و الحضور إلى مشهده المبارك الروايات الكثيرة و ليس ذلك إلا لأنه يمثل قلب الأمة النابض و عنوان عزتها و كرامتها و زيارته من قريب أدنى أو بعيد أقصى يدل على أن الأمة لازالت حية و في عنفوان قوتها و ترفض أنواع الظلم و العدوان و الاستبداد و لا تخضع و لا تركع إلا لله عز و جل .
ثواب زيارة الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان
جاء في الصحيح عن محمد بن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر [22] .
و يؤيده روايات أخرى بأسانيد متعددة :
منها ما رواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى : ألا زائري قبر الحسين ارجعوا مغفورا لكم و ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [23] .
و قال ابن قولويه : حدثني أبي و علي بن الحسين و محمد بن يعقوب رحمهم الله جميعا ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه [24] ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان نادي مناد من الأفق الأعلى : زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [25] .
و قال أيضا :حدثني أبي رحمه الله و جماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صندل ،
عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان نادي مناد من الأفق الأعلى : زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [26] .
و روى الصدوق بسنده إلى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى : يا زائري قبر الحسين ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم " [27] .
قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان و ليلة الفطر و ليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة و ألف عمرة متقبله ، و قضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة [28] .
عن زيد الشحام ، عن جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) ، قال : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه و ما تأخر ، و من زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة و ألف عمرة مبرورة ، و من زاره يوم عاشوراء ، فكأنما زار الله فوق عرشه [29] .
و روى ابن قولويه قال : حدثني ابي رحمه الله و جماعة مشايخي ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الزيتوني و غيره ، عن احمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، و الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قالا : من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي و أربعة و عشرون ألف نبي فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في النصف من شعبان ، فان أرواح النبيين ( عليهم السلام ) يستأذنون الله في زيارته ، فيؤذن لهم ، منهم خمسة أولوا العزم من الرسل ، قلنا : من هم ، قال : نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليهم أجمعين ، قلنا له : ما معنى أولي العزم ، قال : بعثوا إلى شرق الأرض و غربها ، جنها و انسها [30] .
و روى صافي البرقي [31] ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
من زار أبا عبد الله ( عليه السلام ) ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها في النصف من شعبان غفر له ذنوبه [32] .
و بإسناده ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : قال الباقر ( عليه السلام ) : زائر الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان يغفر له ذنوبه و لن يكتب عليه سيئة في سنة حتى يحول عليه الحول ، فان زار في السنة المقبلة غفر الله له ذنوبه [33] .
هذا ليس علة تامة و إنما هو على نحو المقتضي أي يوجد استعداد لغفران الذنوب خصوصا التي بينه و بين الله و أما التي بينه و بين العباد لابد من أدائها و رضا الآخرين .
و قال ابن قولويه : حدثني أبي و علي بن الحسين و جماعة مشايخي عن سعد ابن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد [34] ، عن يونس بن ظبيان ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان و ليلة الفطر و ليلة عرفة في سنة واحدة ، كتب الله له ألف حجة مبرورة ، و ألف عمرة متقبلة ، و قضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا و الاخرة [35] .
صلاة ليلة النصف شعبان ، وكيفيتها
4 ـ صلاة أربع ركعات :
علي بن محمد رفعه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد و قل هو الله أحد مائة مرة فإذا فرغت فقل : " اللهم إني إليك فقير و إني عائذ بك و منك خائف و بك مستجير ، رب لا تبدل اسمي رب لا تغير جسمي ، رب لا تجهد بلائي أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون " [36] .
و روى هذه الرواية الشيخ الطوسي بسنده عن علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد و قل هو الله احد مائة مرة فإذا فرغت فقل : ( اللهم إني إليك فقير و اني عائذ بك و منك خائف و بك مستجير ، رب لا تبدل اسمي ولا تغير جسمي ، رب لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي ، أعوذ بعفوك من عقابك ، و أعوذ برضاك من سخطك ، و أعوذ برحمتك من عذابك ، و أعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون ) قال : و قال أبو عبد الله عليه السلام : يوم سبعة و عشرين من رجب نبئ فيه رسول الله صلى الله عليه و آله من صلى فيه أي وقت شاء اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بأم القرآن و سورة مما تيسر فإذا فرغ و سلم جلس مكانه ، ثم قرأ أم القرآن أربع مرات و المعوذات الثلاث كل واحدة أربع مرات فإذا فرغ و هو في مكانه قال : ( لا اله إلا الله و الله اكبر و الحمد لله و سبحان الله و لا حول و لا قوة إلا بالله ) اربع مرات ثم يقول : ( الله الله ربي و لا أشرك به شيئا ) أربع مرات ثم يدعو فلا يدعو بشئ إلا استجيب له في كل حاجة إلا أن يدعو في جائحة [37] قوم أو قطيعة رحم [38] .
و عن أبي يحيى ، عن أبى جعفر و أبي عبد الله ( عليهما السلام ) قال : و رواه عنهما ثلاثون رجلا ممن يوثق بهم ، قالا : و إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة و ( قل هو الله أحد ) مأة مرة ، فإذا فرغت فقل ، و ذكر الدعاء [39] .
5 ـ يرى منزله في الجنة :
عن عمرو بن ثابت ، عن محمد بن مروان ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات لم يمت حتى يرى منزله من الجنة أو تري له .
6 ـ صلاة رؤية الرسول في المنام :
عن التلعكبري ، عن سالم مولى أبي حذيفة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : من تطهر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر و لبس ثوبين نظيفين ثم خرج إلى مصلاه فصلى العشاء الآخرة ، ثم صلى بعدها ركعتين ، يقرأ فأول ركعة الحمد و ثلاث آيات من أول البقرة ، و آية الكرسي و ثلاث آيات من آخرها ، ثم يقرأ في الركعة الثانية الحمد و ( قل أعوذ برب الناس ) سبع مرات ، و ( قل أعوذ برب الفلق ) سبع مرات و ( قل هو الله أحد ) سبع مرات ، ثم يسلم و يصلي بعدها أربع ركعات ، يقرأ في أول ركعة يس ، و في الثانية حم الدخان ، وفي الثالثة الم السجدة ، و في الرابعة ( تبارك الذي بيده الملك ) ، ثم يصلي بعدها مائة ركعة ، ، يقرأ في كل ركعة ب ( قل هو الله أحد ) عشر مرات و الحمد مرة واحدة قضى الله له ثلاث حوائج ، إما في عاجل الدنيا أو في آجل الآخرة ، ثم إن سأل أن يراني من ليلته يراني [40] .
7 ـ صلاة أربع ركعات أخرى :
و عن محمد بن صدقة العنبري ، عن موسى بن جعفر [41] ( عليه السلام ) قال : الصلاة ليلة النصف من شعبان أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة ، و ( قل هو الله أحد ) مائتين و خمسين مرة ، ثم تجلس و تتشهد و تسلم و تدعو بعد التسليم ، و ذكر الدعاء [42] .
8 ـ صلاة عشر ركعات :
عن الحسن البصري ، عن عائشة أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قال : في هذه الليلة يعني ليلة نصف شعبان هبط على جبرئيل ، فقال : يا محمد ، مر امتك إذا كان ليلة نصف شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات ، يتلو في كل ركعة فاتحة الكتاب و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، ثم يسجد و يقول في سجوده : اللهم سجد لك سوادي و خيالي و بياضي ، يا عظيم كل عظيم ، اغفر لي ذنبي العظيم ، فانه لا يغفره غيرك ، فانه من فعل ذلك محا الله عنه اثنتين و سبعين ألف سيئة ، و كتب له من الحسنات مثلها ، و محى الله عن والديه سبعين ألف سيئة [43] .
9 ـ صلاة عشر ركعات :
و في رواية عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قالت عائشة في آخر حديث طويل في ليلة النصف أن رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : في هذه الليلة هبط علي ، حبيبي جبرئيل عليه السلام فقال لي يا محمد مر أمتك إذا كان ليلة النصف من شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات في كل ركعة يتلو فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد عشر مرات ثم يسجد و يقول : في سجوده : ( اللهم لك سجد سوادي و جناني و بياضي يا عظيم كل عظيم اغفر ذنبي العظيم و انه لا يغفر غيرك يا عظيم ) فإذا فعل ذلك محي الله عز و جل اثنين و سبعين ألف سيئة و كتب له من الحسنات مثلها و محي الله عز و جل عن والديه [44] .
10 ـ صلاة جعفر في ليلة النصف من شعبان :
عن علي بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال : سالت على بن موسى الرضا عليهما السلام عن ليله النصف من شعبان قال : هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار و يغفر فيها الذنوب الكبار قلت : فهل فيها صلاه زيادة على صلاه سائر الليالي فقال : ليس فيها شئ موظف و لكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشئ فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام و أكثر فيها من ذكر الله عز و جل و من الاستغفار و الدعاء فإن أبي عليه السلام كان يقول : الدعاء فيها مستجاب قلت له : ان الناس يقولون : انها ليله الصكاك فقال : تلك ليله القدر في شهر رمضان [45] .
أدعية ليلة النصف من شعبان
11 ـ قال السيد ابن طاووس في الإقبال :
فصل ( 42 ) فيما نذكره من تسبيح و تحميد و تكبير ، و صلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان روينا ذلك باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه عن أبي يحيى ، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال : سئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال : هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، و يغفر لهم بمنه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فانها ليلة آلى الله عز و جل على نفسه أن لا يرد فيها سائلا ما لم يسأل الله معصية ، و انها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بازاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى الله عليه و آله . فاجتهدوا في الدعاء و الثناء على الله تعالى ، فانه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة و حمده مائة مرة و كبره مائة مرة ( و هلله مائة مرة ) [46] ، غفر الله له ما سلف من معاصيه ، و قضى له حوائج الدنيا و الاخرة ، ما التمسه و ما علم حاجته إليه و ان لم يلتمسه منه تفضلا على عباده . قال أبو يحيى : فقلت لسيدنا الصادق عليه السلام : و أي شئ أفضل الأدعية ؟ فقال : إذا أنت صليت العشاء الآخرة فصل ركعتين تقرء في الأولى الحمد و سورة الجحد ، و هي ( قل يا ايها الكافرون ) ، و اقرأ في الركعة الثانية الحمد و سورة التوحيد ، و هي ( قل هو الله أحد ) ، فإذا أنت سلمت قلت : سبحان الله ـ ثلاثا و ثلاثين مرة ، و الحمد لله ـ ثلاثا و ثلاثين مرة ، و الله أكبر ـ أربعا و ثلاثين مرة ، ثم قل : يا من إليه يلجأ [47] العباد في المهمات ، و إليه يفزع الخلق في الملمات ، يا عالم الجهر و الخفيات ، يا من لا يخفى عليه خواطر الأوهام ، و تصرف الخطرات ، يا رب الخلائق و البريات ، يا من بيده ملكوت الأرضين و السماوات . أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت ، فيا لا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته ، و سمعت دعاءه فأجبته ، و علمت استقالته فأقلته ، و تجاوزت عن سالف خطيئته و عظيم جريرته ، فقد استجرت بك من ذنوبي ، و لجأت إليك في ستر عيوبي . اللهم فجد علي بكرمك و فضلك ، و احطط خطاياي بحلمك و عفوك ، و تغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك ، و اجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك ، و اخترتهم لعبادتك ، و جعلتهم خالصتك و صفوتك . اللهم اجعلني ممن سعد جده [48] ، و توفر من الخيرات حظه ، و اجعلني ممن سلم فنعم ، و فاز فغنم ، و اكفني شر ما أسلفت ، و اعصمني من الازدياد في معصيتك ، و حبب إلي طاعتك و ما يقربني منك [49] و يزلفني عندك . سيدي إليك يلجأ الهارب ، و منك يلتمس الطالب ، و على كرمك يعول المستقيل التائب ، أدبت عبادك بالتكرم و أنت أكرم الأكرمين ، و أمرت بالعفو عبادك و أنت الغفور الرحيم . اللهم فلا تحرمني ما رجوت من كرمك ، و لا تؤيسني من سابغ نعمك ، و لا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لأهل طاعتك ، و اجعلني في جنة من شرار خلقك [50] ، رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم و العفو و المغفرة ، جد علي بما أنت أهله لا بما أستحقه ، فقد حسن ظني بك ، و تحقق رجائي لك ، و علقت نفسي بكرمك و أنت أرحم الراحمين ، و أكرم الأكرمين . اللهم و اخصصني من كرمك بجزيل قسمك ، و أعوذ بعفوك من عقوبتك ، و اغفر لي الذنب الذي يحبس عني الخلق و يضيق علي الرزق حتى أقوم بصالح رضاك و أنعم بجزيل عطائك [51] ، و أسعد بسابغ نعمائك . فقد لذت بحرمك ، و تعرضت لكرمك ، و استعذت بعفوك من عقوبتك و بحلمك من غضبك ، فجد بما سألتك و أنل ما التمست منك ، أسألك بك لا بشئ هو أعظم منك . ثم تسجد و تقول عشرين مرة : يا رب يا الله ـ سبع مرات لا حول و لا قوة إلا بالله ـ سبع مرات ، ما شاء الله ـ عشر مرات [52] لا قوة إلا بالله ـ عشر مرات ، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه و آله و تسأل الله حاجتك ، فو الله بها بعدد القطر لبلغك الله عز و جل إياها بكرمه و فضله [53] .
12 ـ رواية أخرى :
في هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال : ثم تسجد و تقول عشرين مرة : يا رب يا رب صل على محمد و آل محمد [54] ـ سبع مرات ، لا حول و لا قوة إلا بالله ـ سبع مرات ، ما شاء الله ـ عشر مرات ، لا قوة إلا بالله ـ عشر مرات ، ثم تصلي على رسول الله [55] صلى الله عليه و آله و أهل بيته ما بدا لك ، ثم تصلي بعد هذه الصلاة و قبل صلاة الليل الأربع ركعات بألف مرة ( قل هو الله احد )
.
تكمله تحت
1 ـ استحباب الغسل :
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : صوموا شعبان و اغتسلوا ليلة النصف منه ، ذلك تخفيف من ربكم و رحمة [19] .
2 ـ إحياؤها بالعبادة :
كما تقدم في كثر من رواية ، و جاء أيضاً عن زيد بن علي قال : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يجمعنا جميعا ليلة النصف من شعبان ، ثم يجزي الليل أجزاء ثلاثة ، فيصلي بنا جزءا ، ثم يدعو فنؤمن على دعائه ، ثم يستغفر الله و نستغفره ، و نسأله الجنة حتى ينفجر الفجر [20][21]
3 ـ استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام :
و قد وردت في الحث على زيارته عليه السلام و الحضور إلى مشهده المبارك الروايات الكثيرة و ليس ذلك إلا لأنه يمثل قلب الأمة النابض و عنوان عزتها و كرامتها و زيارته من قريب أدنى أو بعيد أقصى يدل على أن الأمة لازالت حية و في عنفوان قوتها و ترفض أنواع الظلم و العدوان و الاستبداد و لا تخضع و لا تركع إلا لله عز و جل .
ثواب زيارة الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان
جاء في الصحيح عن محمد بن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر [22] .
و يؤيده روايات أخرى بأسانيد متعددة :
منها ما رواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى : ألا زائري قبر الحسين ارجعوا مغفورا لكم و ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [23] .
و قال ابن قولويه : حدثني أبي و علي بن الحسين و محمد بن يعقوب رحمهم الله جميعا ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه [24] ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان نادي مناد من الأفق الأعلى : زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [25] .
و قال أيضا :حدثني أبي رحمه الله و جماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صندل ،
عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان نادي مناد من الأفق الأعلى : زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [26] .
و روى الصدوق بسنده إلى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى : يا زائري قبر الحسين ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم " [27] .
قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان و ليلة الفطر و ليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة و ألف عمرة متقبله ، و قضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة [28] .
عن زيد الشحام ، عن جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) ، قال : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه و ما تأخر ، و من زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة و ألف عمرة مبرورة ، و من زاره يوم عاشوراء ، فكأنما زار الله فوق عرشه [29] .
و روى ابن قولويه قال : حدثني ابي رحمه الله و جماعة مشايخي ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الزيتوني و غيره ، عن احمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، و الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قالا : من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي و أربعة و عشرون ألف نبي فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في النصف من شعبان ، فان أرواح النبيين ( عليهم السلام ) يستأذنون الله في زيارته ، فيؤذن لهم ، منهم خمسة أولوا العزم من الرسل ، قلنا : من هم ، قال : نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليهم أجمعين ، قلنا له : ما معنى أولي العزم ، قال : بعثوا إلى شرق الأرض و غربها ، جنها و انسها [30] .
و روى صافي البرقي [31] ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
من زار أبا عبد الله ( عليه السلام ) ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها في النصف من شعبان غفر له ذنوبه [32] .
و بإسناده ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : قال الباقر ( عليه السلام ) : زائر الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان يغفر له ذنوبه و لن يكتب عليه سيئة في سنة حتى يحول عليه الحول ، فان زار في السنة المقبلة غفر الله له ذنوبه [33] .
هذا ليس علة تامة و إنما هو على نحو المقتضي أي يوجد استعداد لغفران الذنوب خصوصا التي بينه و بين الله و أما التي بينه و بين العباد لابد من أدائها و رضا الآخرين .
و قال ابن قولويه : حدثني أبي و علي بن الحسين و جماعة مشايخي عن سعد ابن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد [34] ، عن يونس بن ظبيان ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان و ليلة الفطر و ليلة عرفة في سنة واحدة ، كتب الله له ألف حجة مبرورة ، و ألف عمرة متقبلة ، و قضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا و الاخرة [35] .
صلاة ليلة النصف شعبان ، وكيفيتها
4 ـ صلاة أربع ركعات :
علي بن محمد رفعه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد و قل هو الله أحد مائة مرة فإذا فرغت فقل : " اللهم إني إليك فقير و إني عائذ بك و منك خائف و بك مستجير ، رب لا تبدل اسمي رب لا تغير جسمي ، رب لا تجهد بلائي أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون " [36] .
و روى هذه الرواية الشيخ الطوسي بسنده عن علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد و قل هو الله احد مائة مرة فإذا فرغت فقل : ( اللهم إني إليك فقير و اني عائذ بك و منك خائف و بك مستجير ، رب لا تبدل اسمي ولا تغير جسمي ، رب لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي ، أعوذ بعفوك من عقابك ، و أعوذ برضاك من سخطك ، و أعوذ برحمتك من عذابك ، و أعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون ) قال : و قال أبو عبد الله عليه السلام : يوم سبعة و عشرين من رجب نبئ فيه رسول الله صلى الله عليه و آله من صلى فيه أي وقت شاء اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بأم القرآن و سورة مما تيسر فإذا فرغ و سلم جلس مكانه ، ثم قرأ أم القرآن أربع مرات و المعوذات الثلاث كل واحدة أربع مرات فإذا فرغ و هو في مكانه قال : ( لا اله إلا الله و الله اكبر و الحمد لله و سبحان الله و لا حول و لا قوة إلا بالله ) اربع مرات ثم يقول : ( الله الله ربي و لا أشرك به شيئا ) أربع مرات ثم يدعو فلا يدعو بشئ إلا استجيب له في كل حاجة إلا أن يدعو في جائحة [37] قوم أو قطيعة رحم [38] .
و عن أبي يحيى ، عن أبى جعفر و أبي عبد الله ( عليهما السلام ) قال : و رواه عنهما ثلاثون رجلا ممن يوثق بهم ، قالا : و إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة و ( قل هو الله أحد ) مأة مرة ، فإذا فرغت فقل ، و ذكر الدعاء [39] .
5 ـ يرى منزله في الجنة :
عن عمرو بن ثابت ، عن محمد بن مروان ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات لم يمت حتى يرى منزله من الجنة أو تري له .
6 ـ صلاة رؤية الرسول في المنام :
عن التلعكبري ، عن سالم مولى أبي حذيفة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : من تطهر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر و لبس ثوبين نظيفين ثم خرج إلى مصلاه فصلى العشاء الآخرة ، ثم صلى بعدها ركعتين ، يقرأ فأول ركعة الحمد و ثلاث آيات من أول البقرة ، و آية الكرسي و ثلاث آيات من آخرها ، ثم يقرأ في الركعة الثانية الحمد و ( قل أعوذ برب الناس ) سبع مرات ، و ( قل أعوذ برب الفلق ) سبع مرات و ( قل هو الله أحد ) سبع مرات ، ثم يسلم و يصلي بعدها أربع ركعات ، يقرأ في أول ركعة يس ، و في الثانية حم الدخان ، وفي الثالثة الم السجدة ، و في الرابعة ( تبارك الذي بيده الملك ) ، ثم يصلي بعدها مائة ركعة ، ، يقرأ في كل ركعة ب ( قل هو الله أحد ) عشر مرات و الحمد مرة واحدة قضى الله له ثلاث حوائج ، إما في عاجل الدنيا أو في آجل الآخرة ، ثم إن سأل أن يراني من ليلته يراني [40] .
7 ـ صلاة أربع ركعات أخرى :
و عن محمد بن صدقة العنبري ، عن موسى بن جعفر [41] ( عليه السلام ) قال : الصلاة ليلة النصف من شعبان أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة ، و ( قل هو الله أحد ) مائتين و خمسين مرة ، ثم تجلس و تتشهد و تسلم و تدعو بعد التسليم ، و ذكر الدعاء [42] .
8 ـ صلاة عشر ركعات :
عن الحسن البصري ، عن عائشة أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قال : في هذه الليلة يعني ليلة نصف شعبان هبط على جبرئيل ، فقال : يا محمد ، مر امتك إذا كان ليلة نصف شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات ، يتلو في كل ركعة فاتحة الكتاب و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، ثم يسجد و يقول في سجوده : اللهم سجد لك سوادي و خيالي و بياضي ، يا عظيم كل عظيم ، اغفر لي ذنبي العظيم ، فانه لا يغفره غيرك ، فانه من فعل ذلك محا الله عنه اثنتين و سبعين ألف سيئة ، و كتب له من الحسنات مثلها ، و محى الله عن والديه سبعين ألف سيئة [43] .
9 ـ صلاة عشر ركعات :
و في رواية عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قالت عائشة في آخر حديث طويل في ليلة النصف أن رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : في هذه الليلة هبط علي ، حبيبي جبرئيل عليه السلام فقال لي يا محمد مر أمتك إذا كان ليلة النصف من شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات في كل ركعة يتلو فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد عشر مرات ثم يسجد و يقول : في سجوده : ( اللهم لك سجد سوادي و جناني و بياضي يا عظيم كل عظيم اغفر ذنبي العظيم و انه لا يغفر غيرك يا عظيم ) فإذا فعل ذلك محي الله عز و جل اثنين و سبعين ألف سيئة و كتب له من الحسنات مثلها و محي الله عز و جل عن والديه [44] .
10 ـ صلاة جعفر في ليلة النصف من شعبان :
عن علي بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال : سالت على بن موسى الرضا عليهما السلام عن ليله النصف من شعبان قال : هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار و يغفر فيها الذنوب الكبار قلت : فهل فيها صلاه زيادة على صلاه سائر الليالي فقال : ليس فيها شئ موظف و لكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشئ فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام و أكثر فيها من ذكر الله عز و جل و من الاستغفار و الدعاء فإن أبي عليه السلام كان يقول : الدعاء فيها مستجاب قلت له : ان الناس يقولون : انها ليله الصكاك فقال : تلك ليله القدر في شهر رمضان [45] .
أدعية ليلة النصف من شعبان
11 ـ قال السيد ابن طاووس في الإقبال :
فصل ( 42 ) فيما نذكره من تسبيح و تحميد و تكبير ، و صلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان روينا ذلك باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه عن أبي يحيى ، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال : سئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال : هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، و يغفر لهم بمنه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فانها ليلة آلى الله عز و جل على نفسه أن لا يرد فيها سائلا ما لم يسأل الله معصية ، و انها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بازاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى الله عليه و آله . فاجتهدوا في الدعاء و الثناء على الله تعالى ، فانه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة و حمده مائة مرة و كبره مائة مرة ( و هلله مائة مرة ) [46] ، غفر الله له ما سلف من معاصيه ، و قضى له حوائج الدنيا و الاخرة ، ما التمسه و ما علم حاجته إليه و ان لم يلتمسه منه تفضلا على عباده . قال أبو يحيى : فقلت لسيدنا الصادق عليه السلام : و أي شئ أفضل الأدعية ؟ فقال : إذا أنت صليت العشاء الآخرة فصل ركعتين تقرء في الأولى الحمد و سورة الجحد ، و هي ( قل يا ايها الكافرون ) ، و اقرأ في الركعة الثانية الحمد و سورة التوحيد ، و هي ( قل هو الله أحد ) ، فإذا أنت سلمت قلت : سبحان الله ـ ثلاثا و ثلاثين مرة ، و الحمد لله ـ ثلاثا و ثلاثين مرة ، و الله أكبر ـ أربعا و ثلاثين مرة ، ثم قل : يا من إليه يلجأ [47] العباد في المهمات ، و إليه يفزع الخلق في الملمات ، يا عالم الجهر و الخفيات ، يا من لا يخفى عليه خواطر الأوهام ، و تصرف الخطرات ، يا رب الخلائق و البريات ، يا من بيده ملكوت الأرضين و السماوات . أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت ، فيا لا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته ، و سمعت دعاءه فأجبته ، و علمت استقالته فأقلته ، و تجاوزت عن سالف خطيئته و عظيم جريرته ، فقد استجرت بك من ذنوبي ، و لجأت إليك في ستر عيوبي . اللهم فجد علي بكرمك و فضلك ، و احطط خطاياي بحلمك و عفوك ، و تغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك ، و اجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك ، و اخترتهم لعبادتك ، و جعلتهم خالصتك و صفوتك . اللهم اجعلني ممن سعد جده [48] ، و توفر من الخيرات حظه ، و اجعلني ممن سلم فنعم ، و فاز فغنم ، و اكفني شر ما أسلفت ، و اعصمني من الازدياد في معصيتك ، و حبب إلي طاعتك و ما يقربني منك [49] و يزلفني عندك . سيدي إليك يلجأ الهارب ، و منك يلتمس الطالب ، و على كرمك يعول المستقيل التائب ، أدبت عبادك بالتكرم و أنت أكرم الأكرمين ، و أمرت بالعفو عبادك و أنت الغفور الرحيم . اللهم فلا تحرمني ما رجوت من كرمك ، و لا تؤيسني من سابغ نعمك ، و لا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لأهل طاعتك ، و اجعلني في جنة من شرار خلقك [50] ، رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم و العفو و المغفرة ، جد علي بما أنت أهله لا بما أستحقه ، فقد حسن ظني بك ، و تحقق رجائي لك ، و علقت نفسي بكرمك و أنت أرحم الراحمين ، و أكرم الأكرمين . اللهم و اخصصني من كرمك بجزيل قسمك ، و أعوذ بعفوك من عقوبتك ، و اغفر لي الذنب الذي يحبس عني الخلق و يضيق علي الرزق حتى أقوم بصالح رضاك و أنعم بجزيل عطائك [51] ، و أسعد بسابغ نعمائك . فقد لذت بحرمك ، و تعرضت لكرمك ، و استعذت بعفوك من عقوبتك و بحلمك من غضبك ، فجد بما سألتك و أنل ما التمست منك ، أسألك بك لا بشئ هو أعظم منك . ثم تسجد و تقول عشرين مرة : يا رب يا الله ـ سبع مرات لا حول و لا قوة إلا بالله ـ سبع مرات ، ما شاء الله ـ عشر مرات [52] لا قوة إلا بالله ـ عشر مرات ، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه و آله و تسأل الله حاجتك ، فو الله بها بعدد القطر لبلغك الله عز و جل إياها بكرمه و فضله [53] .
12 ـ رواية أخرى :
في هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال : ثم تسجد و تقول عشرين مرة : يا رب يا رب صل على محمد و آل محمد [54] ـ سبع مرات ، لا حول و لا قوة إلا بالله ـ سبع مرات ، ما شاء الله ـ عشر مرات ، لا قوة إلا بالله ـ عشر مرات ، ثم تصلي على رسول الله [55] صلى الله عليه و آله و أهل بيته ما بدا لك ، ثم تصلي بعد هذه الصلاة و قبل صلاة الليل الأربع ركعات بألف مرة ( قل هو الله احد )
.
تكمله تحت
تعليق