إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ربع الحياة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ربع الحياة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    بسم الله الرحمن الرحيم






    :
    مفهوم السيرة الذاتية :
    هي فن من فنون الأدب تتحدث عن قصة حياة مؤلف يرويها بنفسه نثراً معتمداً على ذاكرته .
    وتختلف عن فنو ن الأدب في أنها لا تقوم على الخيال وحده إنما ترتبط ارتباطا وثيقاً بحياة المؤلف.
    دوافع السيرة الذاتية :
    مجرد الحنين إلى الطفولة
    مراجعة الذات والتاريخ
    الرغبة في الانتقام من الحاضر
    الرغبة في تقديم مثال يحتذي به الشباب

    المقدمة****
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن أجمل مرحلة في عمر الإنسان هي الطفولة .
    فهي مرحلة تتميز بالبراءة والحب , لا يطرق البغض لها باباً ,لا تعرف الطمع , فيها كل شئ جميل .
    إن الإنسان لا يعرف البغضاء إلا عندما تتقدم به السن , ويموج في ضروب الحياة , حيث تسيطر عليه عاطفة حب الذات
    والعظمة والكبرياء.
    وحينئذ يكون كل شخص يسعى لمصلحته أينما كانت , وبأي ثمن كان . لكن لايزال في قلب أيما إنسان ذكرى عن طفولته , يود لو أن أحداً ذكره بها .
    نعم ذلك هو الحنين إلى ذكريات الطفولة , ذلكم الربع المتسع والذي حفل بعظيم الحوادث .
    تلكم المرحلة التي لم ينضج فيها العقل , بل كل شئ في ذهن الطفل له تفسير مستقل بذاته.
    إن العمل الأدبي الذي بين أيدينا ما هو سوي الحنين إلى ذكريات الطفولة في صورة سيرة ذاتية.
    يروي فيه صاحبنا _ على قدر ما تذكر _ ما كشفت عنه الحياة خلال طفولته.


    سامح جمال
    مصر

    كفرالشيخ / بيلا / إبشان / الجزار
    (رَبع الحياة )
    الفصل الأول : 0أسرة الصبي
    كان صاحبنا _ وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره _ معروفاً لدي القرية بأكملها .
    فهو سيف الدين جمال , سليل عائلات أبو الخير المشهورة بالكرم وحسن الضيافة ومكارم الأخلاق.
    وهو حينئذ قصير القامة , نحيفٌ له رأس كبير على جسد صغير , تبرز أذناه من جانبي رأسه وله عينان كبيرتان وأنف
    مجدور.
    وهو على ذلك محبوب بين أسرته وجيرانه . أما أسرته فتتكون من أفراد عدة لم يكن يستطع أن يحصيهم في هذه
    السن المبكرة . فترى المهندس الزراعي وهو الوالد وكثير من التجار وهم عائلة الوالدة .
    والعهد في الزيجات أن تنتقل الزوجات إلى بيوت الأزواج , إلا أن والدة صاحبنا لم تخنع لهذه القيود , حيث أرادت البقاء
    إلي جوار عائلتها . وقد رحب الوالد بذلك كثيراً .
    حيث إن القرية التي نشأ بها الوالد , فقيرة جدباء تكاد تخلو من المرافق والخدمات والرعاية والتعليم .
    فقد سئم الوالد الحياة فيها ولولا إن عائلته تنتمي لهذه القرية لتركها منذ عهد عتيق.
    وذلك بسبب المشقة التي كان يعانيها الوالد حين يذهب إلى المدينة حيث يتلقى تعليمه .
    وكان الوالد حينما يذكر قريته يقول : هي طريق مستقيم على جانبها الأيسر ترى المنازل وعلى جانبها الأيمن
    ترى قناة تفصل بين القرية وحديقة الحاج (مخلوف ) .
    يذكر أن الحاج مخلوف كان رجل ٌ ثري له عدة أبناء ومن الأموال الكثير ومن الأطيان الوفير ومن العلم النادر والأثير .
    ولكن حديقته المجاورة للقرية كانت غنّاء تمتلئ بالفواكه , لها سياج من الأشواك حتى لا يسمح لأهل القرية
    بالدخول إلى ساحتها الواسعة والاستمتاع بخيراتها .
    وصاحبنا لطالما أحبّ أن يذهب مع والده إلى هذه القرية وله في ذلك أربٌ كبير , ومكر صغير .
    يدَّعي صاحبنا أنه يريد أن يزور جده الهرم للاطمئنان على صحته , والحق انه يريد الذهاب إلى هناك حيث يسير بجوار
    حديقة الحاج مخلوف لعل أحد هذه الثمار المتدلية من الأغصان أن تتساقط فيثب عليها ويمسك بها ولا يفلتها.
    لكن صاحبنا كان يرجع دائماً بخفي حنين . كانت الثمار جامدة في مكانها , لا يهتز لها ورقة ولا تشعر لأغصانها بأية
    حركة. فكفَ صاحبنا _ بعد فترة _ عن الدهاء لأنه علم أن مراده لن يتحقق حتى يلج الجمل في سم الخياط.
    الفصل الثاني : ذكاء الصبي
    وكان الصبي عندما يذهب إلى القرية التي نشأ بها والده ليجالس جده وأعمامه يعجب لأمر جدُ غريب, لطالما أراد أن يسأل عنه لكنه كان يستحي أن يسخر الجميع منه .
    والحق أن صاحبنا كان يستحي من شيءٍ جميل وهو أن مجلس العائلة كان يقع خارج المنزل على بساط من اللُّبد قديم لكنه قيم , يستظلون بشجرتين عظيمتين لهما أغصانُ كبيرة تجلب لهما الظل في الأيام شديدة الحر.
    حتى إذا مر شهر و شهر ُوشهر ترى المجلس قد تغير , وأصبح في داخل المنزل فإذا نظر صاحبنا إلى الشجرتين ذاتا الغصون النضرة وجدهما بحالة يرثى لها .
    حيث الأوراق قد تساقطت والثمار قد اختفت والبساط ق أُزيل من مكانه.
    وذات يوم سأل صاحبنا والده عن هذا الأمر العجيب فأخبره والده بأن هذه الشجرة تسمى شجرة التوت وثمارها لذيذة ,تنضج أوراقها كبقية الأشجار في فصل الربيع,وتطيب ثمارها . حتى إذا أتى فصل الخريف ثم أتبعه الشتاء كانت في هذه الحالة الرًثة.
    ومنذ ذلك الوقت نسى صاحبنا حديقة الحاج مخلوف وأصبح يحب جده حباً جما.
    حقاً لقد لمع ذكاء صبينا غير مرة إبًان طفولته فإذا سألت عنه في الروضة ترى الطريف والغرائب , وإذا نظرت إلى سيرته في الكُتًاب ترى له أقاصيص وعجائب , ولكن إذا أردنا أن نعرفه حقاً فلننظر إلى دار صاحبنا حيث المكر وخداع الأقارب.
    وحتى لا نستبق الأحداث, دعنا نسرد الأمور كما جرت , ونبين مجريات الأمور كما حدثت .
    كان صبينا يتخذ من (الشوفونيرة) مخبأً له . وهي مكعب من الخشب لها باب ارتفاعه نصف متر يستقر أعلاه درج من الخشب .وكانت تلك الأثاثة بمثابة مخبأ أمين لصاحبنا .وكثيراً ما استعمله حينما تحاول والدته إنزال العقاب به, لسبب واحد معروف لا ينفك يتغير .
    كان منزل صاحبنا_في تلك الآونة_ يتكون من طابق واحد يستقر على قمته خن للطيور أو ماشابه ذلك من الحيوانات التي تربى في البيوت الريفية .
    كانت الطيور تضع بيضاً تعهد والدة الصبي بجمعه في صباح كل يوم , حيث تقوم على تنظيفه ثم تغليه في إناء به ماء, ثم تقدمه للأسرة أثناء وجبة الإفطار ,إلا أن صاحبنا كان دائماً أبداً يعترض على أكل البيض حيث ظنَّ صاحبنا أن هذه البيضه بداخله كتكوت صغير يلهو ويمرح _كما يفعل هو_ثم تأتي أمه وتقوم بحرق هذا الكتكوت على النار حتى يموت.
    فيحزن صبينا لهذا ويعرض عن أكل البيض .
    وذات مرة سألت العائلة صاحبنا لماذا لا يأكل البيض ؟ .فأخبرهم عن السبب. فهمَّ القوم بالضحك ولم تتمالك الوالدة نفسها من الضحك ,إلا أن الوالد أظهر بعض الجدية وأخبره أن ما بداخل البيضة ما هو سوى مكونات الكتكوت فهو لم ينضج بعد . ثم ذكر الوالد بضع كلمات لم يفهم صاحبنا لها معنى مثل كلمة الزلال.
    لكنَّ صاحبنا كان فضولي , يحب أن يختبر كل شيء بنفسه , فعزم على الاستيقاظ مع الفجر فيذهب إلى خن الطيور قبل أن تذهب إليه والدته ثم يأتي بالبيض ليختبر صدق ما قاله الوالد .
    يقوم صاحبنا بكسر البيض فلا يرى كتكوتاً , ولا يرى شيئاً مما ذكره الوالد.
    لكنه يرى ماءً لزجاً في وسطه بقعه صفراء لونها ,حتى إذا استيقظت جماعة البيت وهمت الوالدة بجمع البيض وجدته على هذه الحالة.
    واجتمعت كلمة القوم على أن صاحبنا هو الفاعل ومن ثم يأتي العقاب .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X