حفلة غنائية في بيت النبي ص ترويها عائشة
- روى أبو نصر الطوسي في اللمع ص 274 : إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت عائشة رضي الله عنها ، فوجد فيه جاريتين تغنيان وتضربان بالدف فلم ينههما عن ذلك وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين غضب : أمزمار الشطان في بيت رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : دعهما يا عمر ! فان لكل قوم عيد .
- قلنا: اشار الشيخ الاميني في الغدير الى هذه الروايات واكد على انه لا حاجة لنا إلى البحث عن إسناد هذه الروايات فان في متونها من الخزاية ما فيه غنى عن ذلك . فدع الترمذي يستحسن إسناد ما رواه ويصححه ، ودع الحفاظ يملأون عياب علمهم بعيوب مثلها ، ودع شاعر النيل يتبع من لا خلاق له من الحفاظ ويعدها من فضائل عمر ، ويقول تحت عنوان " مثال من هيبته " : في الجاهلية والإسلام هيبته - تثني الخطوب فلا تعدو عواديها في طي شدته أسرار مرحمة - للعالمين ولكن ليس يفشيها وبين جنبيه في أوفى صرامته - فؤاد والدة ترعي ذراريها أغنت عن الصارم المصقول درته - فكم أخافت غوي النفس عاتيها ؟ . 5 - كانت له كعصا موسى لصاحبها - لا ينزل البطل مجتازا بواديها أخاف حتى الذراري في ملاعبها - وراع حتى الغواني في ملاهيها أريت تلك التي لله قد نذرت - أنشودة لرسول الله تهديها قالت : نذرت لئن عاد النبي لنا - من غزوة لعلى دفي أغنيها ويممت حضرة الهادي وقد ملأت - أنوار طلعته أرجاء واديها استأذنت ومشت بالدف واندفعت - تشجي بألحانها ما شاء مشجيها والمصطفى وأبو بكر بجانبه - لا ينكران عليها ما أغانيها حتى إذا لاح عن بعد لها عمر - خارت قواها وكاد الخوف يرديها وخبأت دفها في ثوبها فرقا - منه وودت لو ان الأرض تطويها قد كان علم رسول الله يؤنسها - فجاء بطش أبي حفص يخشيها فقال مهبط وحي الله مبتسما - وفي ابتسامته معنى يواسيها لقد عزب عن المساكين ان ما تحروه من إثبات فضيلة للخليفة الثاني يجلب الفضائح إلى ساحة النبوة " تقدست عنها " فأي نبي هذا ؟ يروقه النظر إلى الراقصات والاستماع لأهازيجهن وشهود المعازف ، ولا يقنعه ذلك كله حتى يطلع عليها حليلته عائشة ، والناس ينظرون إليها من كثب ، وهو يقول لها : شبعت ؟ شبعت ؟ وهي تقول : لا لعرفان منزلتها عنده ولا تزعه أبهة النبوة عن أن يقف مع الصبيان للتطلع على مشاهد اللهو شأن الذنابا والأوباش وأهل الخلاعة والمجون ، وقد جاءت شريعته المقدسة بتحريم كل ذلك بالكتاب والسنة الشريفة ، هذا قوله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين . " سورة لقمان آية 6 . وقد جاء عنه صلى الله عليه وآله ، من حديث أبي امامة : لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام ، في مثل هذا أنزلت هذه الآية : " ومن الناس من يشتري " الآية . وفي لفظ الطبري والبغوي : لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن ، وأثمانهن حرام وفي مثل ذلك نزلت هذه الآية . أخرجه سعيد بن منصور . أحمد . الترمذي . ابن ماجة . ابن جرير . ابن المنذر . ابن حاتم . ابن أبي شيبة . ابن مردويه . الطبراني . البيهقي ، ابن أبي الدنيا . وغيرهم . راجع تفسير الطبري 21 : 39 ، تفسير القرطبي 14 : 51 ، نقد العلم والعلماء لابن الجوزي ص 347 ، تفسير ابن كثير 3 : 442 ، تفسير الخازن 3 : 36 ، إرشاد الساري 9 : 163 ، الدر المنثور 5 : 159 ، تفسير الشوكاني 4 : 228 ، نيل الأوطار 8 : 263 ، تفسير الآلوسي 21 : 68 وأخرج ابن أبي الدنيا وابن مردويه من طريق عائشة مرفوعا : إن الله تعالى حرم القينة وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها ، ثم قرأ : ومن الناس من يشتري لهو الحديث . الدر المنثور 5 : 159 ، تفسير الشوكاني 4 : 228 ، تفسير الآلوسي 21 : 68 . وعن ابن مسعود : انه سأل عن قوله : ومن الناس من يشتري لهو الحديث . قال : هو والله الغناء . وفي لفظ : هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات . وعن جابر في الآية قال : هو الغناء والاستماع له . ومعنى يشتري يستبدل كما في قوله تعالى : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ، أي استبدلوه منه واختاروه عليه ، وقال مطرف : شراء لهو الحديث استحبابه . وقال قتادة : سماعه شراؤه . وبالغناء فسر لهو الحديث في الآية الشريفة وانها نزلت فيه : ابن عباس ، وعبد الله ابن عمر ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، ومكحول ، وعمرو بن شعيب ، وميمون ابن مهران ، وقتادة ، والنخعي ، وعطاء ، وعلي بن بذيمة ، والحسن ، كما أخرجه : ابن أبي شيبة ، ابن أبي الدنيا ، ابن جرير ، ابن المنذر ، الحاكم ، البيهقي في شعب الايمان ، ابن أبي حاتم ، ابن مردويه ، الفريابي ، ابن عساكر . راجع تفسير الطبري 21 : 39 ، 40 ، سنن البيهقي 10 : 221 ، 223 ، 225 ، مستدرك الحاكم 2 : 411 ، تفسير القرطبي 14 : 51 ، 52 ، 53 ، نقد العلم والعلماء لابن الجوزي ص 246 ، تفسير ابن كثير 3 : 441 ، 442 ، إرشاد الساري للقسطلاني 9 : 163 ، تفسير الخازن 3 : 46 ، تفسير النسفي هامش الخازن 3 : 460 ، تفسير الدر المنثور 5 : 159 ، 160 ، تفسير الشوكاني 4 : 228 ، تفسير الآلوسي 21 : 67 ، نيل الأوطار 8 : 263 .
-
- روى أبو نصر الطوسي في اللمع ص 274 : إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت عائشة رضي الله عنها ، فوجد فيه جاريتين تغنيان وتضربان بالدف فلم ينههما عن ذلك وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين غضب : أمزمار الشطان في بيت رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : دعهما يا عمر ! فان لكل قوم عيد .
- قلنا: اشار الشيخ الاميني في الغدير الى هذه الروايات واكد على انه لا حاجة لنا إلى البحث عن إسناد هذه الروايات فان في متونها من الخزاية ما فيه غنى عن ذلك . فدع الترمذي يستحسن إسناد ما رواه ويصححه ، ودع الحفاظ يملأون عياب علمهم بعيوب مثلها ، ودع شاعر النيل يتبع من لا خلاق له من الحفاظ ويعدها من فضائل عمر ، ويقول تحت عنوان " مثال من هيبته " : في الجاهلية والإسلام هيبته - تثني الخطوب فلا تعدو عواديها في طي شدته أسرار مرحمة - للعالمين ولكن ليس يفشيها وبين جنبيه في أوفى صرامته - فؤاد والدة ترعي ذراريها أغنت عن الصارم المصقول درته - فكم أخافت غوي النفس عاتيها ؟ . 5 - كانت له كعصا موسى لصاحبها - لا ينزل البطل مجتازا بواديها أخاف حتى الذراري في ملاعبها - وراع حتى الغواني في ملاهيها أريت تلك التي لله قد نذرت - أنشودة لرسول الله تهديها قالت : نذرت لئن عاد النبي لنا - من غزوة لعلى دفي أغنيها ويممت حضرة الهادي وقد ملأت - أنوار طلعته أرجاء واديها استأذنت ومشت بالدف واندفعت - تشجي بألحانها ما شاء مشجيها والمصطفى وأبو بكر بجانبه - لا ينكران عليها ما أغانيها حتى إذا لاح عن بعد لها عمر - خارت قواها وكاد الخوف يرديها وخبأت دفها في ثوبها فرقا - منه وودت لو ان الأرض تطويها قد كان علم رسول الله يؤنسها - فجاء بطش أبي حفص يخشيها فقال مهبط وحي الله مبتسما - وفي ابتسامته معنى يواسيها لقد عزب عن المساكين ان ما تحروه من إثبات فضيلة للخليفة الثاني يجلب الفضائح إلى ساحة النبوة " تقدست عنها " فأي نبي هذا ؟ يروقه النظر إلى الراقصات والاستماع لأهازيجهن وشهود المعازف ، ولا يقنعه ذلك كله حتى يطلع عليها حليلته عائشة ، والناس ينظرون إليها من كثب ، وهو يقول لها : شبعت ؟ شبعت ؟ وهي تقول : لا لعرفان منزلتها عنده ولا تزعه أبهة النبوة عن أن يقف مع الصبيان للتطلع على مشاهد اللهو شأن الذنابا والأوباش وأهل الخلاعة والمجون ، وقد جاءت شريعته المقدسة بتحريم كل ذلك بالكتاب والسنة الشريفة ، هذا قوله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين . " سورة لقمان آية 6 . وقد جاء عنه صلى الله عليه وآله ، من حديث أبي امامة : لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام ، في مثل هذا أنزلت هذه الآية : " ومن الناس من يشتري " الآية . وفي لفظ الطبري والبغوي : لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن ، وأثمانهن حرام وفي مثل ذلك نزلت هذه الآية . أخرجه سعيد بن منصور . أحمد . الترمذي . ابن ماجة . ابن جرير . ابن المنذر . ابن حاتم . ابن أبي شيبة . ابن مردويه . الطبراني . البيهقي ، ابن أبي الدنيا . وغيرهم . راجع تفسير الطبري 21 : 39 ، تفسير القرطبي 14 : 51 ، نقد العلم والعلماء لابن الجوزي ص 347 ، تفسير ابن كثير 3 : 442 ، تفسير الخازن 3 : 36 ، إرشاد الساري 9 : 163 ، الدر المنثور 5 : 159 ، تفسير الشوكاني 4 : 228 ، نيل الأوطار 8 : 263 ، تفسير الآلوسي 21 : 68 وأخرج ابن أبي الدنيا وابن مردويه من طريق عائشة مرفوعا : إن الله تعالى حرم القينة وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها ، ثم قرأ : ومن الناس من يشتري لهو الحديث . الدر المنثور 5 : 159 ، تفسير الشوكاني 4 : 228 ، تفسير الآلوسي 21 : 68 . وعن ابن مسعود : انه سأل عن قوله : ومن الناس من يشتري لهو الحديث . قال : هو والله الغناء . وفي لفظ : هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات . وعن جابر في الآية قال : هو الغناء والاستماع له . ومعنى يشتري يستبدل كما في قوله تعالى : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ، أي استبدلوه منه واختاروه عليه ، وقال مطرف : شراء لهو الحديث استحبابه . وقال قتادة : سماعه شراؤه . وبالغناء فسر لهو الحديث في الآية الشريفة وانها نزلت فيه : ابن عباس ، وعبد الله ابن عمر ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، ومكحول ، وعمرو بن شعيب ، وميمون ابن مهران ، وقتادة ، والنخعي ، وعطاء ، وعلي بن بذيمة ، والحسن ، كما أخرجه : ابن أبي شيبة ، ابن أبي الدنيا ، ابن جرير ، ابن المنذر ، الحاكم ، البيهقي في شعب الايمان ، ابن أبي حاتم ، ابن مردويه ، الفريابي ، ابن عساكر . راجع تفسير الطبري 21 : 39 ، 40 ، سنن البيهقي 10 : 221 ، 223 ، 225 ، مستدرك الحاكم 2 : 411 ، تفسير القرطبي 14 : 51 ، 52 ، 53 ، نقد العلم والعلماء لابن الجوزي ص 246 ، تفسير ابن كثير 3 : 441 ، 442 ، إرشاد الساري للقسطلاني 9 : 163 ، تفسير الخازن 3 : 46 ، تفسير النسفي هامش الخازن 3 : 460 ، تفسير الدر المنثور 5 : 159 ، 160 ، تفسير الشوكاني 4 : 228 ، تفسير الآلوسي 21 : 67 ، نيل الأوطار 8 : 263 .
-