بسم الله الرحمن الرحيم
كتب صاحب كتاب ( العبقري الحسان ص 1642 ) : لدى توقفي في مدينة النجف الاشرف وقعت هذه الحادثة :
اذ كان في هذه المدينة شخص يسمى محمد سعيد افندي في مدرسة قرب باب وادي السلام , وكان مدرسا وخطيبا , كما كان قارئا للقران لانظير له . وقد كان سنيا , وكتب لي بنفسه هذه الحادثة بالشكل التالي : كانت امرأة من اهل السنة تدعى ( ملكة ) بنت عبد الرحمن , وكان زوجها يسمى ملا امين , وقد اصيبت بوجع شديد في رأسها وذلك في الليلة الثانية من شهر ربيع الاول عام ( 1317 ) هجرية , ثم انها فقدت بصرها في صباح تلك الليلة . وحينما اطلعت على هذه الواقعة , اقترحت على زوجها ملا امين ان يأخذها ليلا الى مرقد امير المؤمنين عليه السلام وان يجعله شفيعا الى الله سبحانه وتعالى وواسطة بين زوجته وبين الرب العلي القدير لعله يكرمها بالشفاء ببركة الامام علي عليه السلام .
وفي تلك الليلة التي كانت ليلة الاربعاء قام زوجها بنوديعنا ولكن المرأة لم تذهب الى المرقد الشريف لشدة ما كانت تعانيه من الام الرأس , حتى استلقت نائمة , فرأت في منامها زوجها وكانت معه امرأة اسمها زينب وكأن هذه المرأة كانت تعينها على الذهاب لزيارة مرقد الامام علي عليه السلام وحينما كانوا يسيرون بأتجاه الحرم العلوي صادفهم مسجد كبير مليء بالناس فسمعت كأن احدهم يناديها قائلا : ياملكة ! لا تخافي فأن عينيك ستشفيان . قالت ملكة : قلت له : من انت ؟ فقال الرجل العظيم : انا المهدي ...
ثم ان المرأة استيقظت من منامها , وكانت سعيدة فرحة . وفي الصباح - صباح يوم الاربعاء - وهو الثالث من شهر ربيع الاول ذهبت مع نساء كثيرات الى مقام الامام المهدي عليه السلام الكائن قرب النجف الاشرف في وادي السلام , فدخلت ( ملكة ) الى حيث المحراب في ذلك المقام الشريف وبدأت بالبكاء والعويل حتى اغمي عليها , قالت : فرأيت رجلين عظيمين اثناء غيبوبتي وكان احدهما اكبر من الاخر , اذ كان الاكبر منهما يتقدم في الخطوة , فقال لي : لا تخافي ولا تدعي الخوف يستولي عليك .
فسألته من انت ؟
فأجابني : انا علي بن ابي طالب , وهذا الرجل هو ولدي المهدي
ثم خاطب المرأة التي كانت واقفة على مقربة منا بالقول : يا خديجة ! انهضي وامسحي بيديك على عيني هذه المرأة البائسة , فأمتثلت المرأة لما امرت به .
وفي تلك البرهة عادت ( ملكة ) الى وعيها وتنبهت الى ان عينيها قد اصبحتا افضل من حالتهما الاولى ... واخذت النسوة اللاتي شاهدن هذه المعجزة برفع اصواتهن بالصلوات على النبي واله
تعليق