بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
العِـلمُ وَالأَخـلاَق
محاضرة لـ سماحة المرجع الديني آية الله العظمى
السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال:
« نَوْمٌ مَعَ عِلْمٍ خَيْرٌ مِنْ صَلاةٍ مَعَ جَهْل »
هذه الرواية من الروايات التي يجدر الوقوف عندها والتأمّل فيها.
وذلك لأنّ الهدف من خلق الإنسان هو العبادة؛
قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إلاّ لِيَعْبُدُونِ)،
والصلاة رأس كلّ العبادات وأهمّها،
بل هي العبادة التي
« إن قُبلت قُبل ما سواها، وإن رُدّت ردّ ما سواها »،
فالطاعات والعبادات جميعها مرهونة بمدى قبول الصلاة أو ردّها،
ومع ذلك نرى النبيّ صلّى الله عليه وآله
ـ الذي به عُرفت الصلاة وحقائق العبادة،
وكان منطقه منطق القرآن والوحي،
وحكمه الحقّ ـ
يخبرنا أنّ نوم العالِم خير من الصلاة
ـ وهي أهمّ الطاعات والعبادات ـ
إن كانت مع جهل.
فكيف يكون ذلك !؟
إنّ نوم العالِم ليس تركاً محضاً بل هو مقدّمة وجود؛
لأنّ العالِم إذا نام استراح،
واستراحته هذه تمثّل مقدّمة للخدمة والهداية
وإرشاد الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
فـ نوم العالِم حسنة إذاً.
أمّا الجاهل فإن لم يصلّ الصلاة الواجبة فتلك سيّئة،
وإذا صلاّها مع الجهل بها،
يكون قد أذهب فضلها.
حينها يستوي في ذلك مع من لم يأت بها.
صحيح أنّ القاصر لا شيء عليه،
لأنّ من أصول الإسلام العدل،
والله سبحانه وتعالى عادل،
ومن عدله أن لا يعذّب القاصر،
فمن وُلد في مكان أو زمان أو ظرف
بحيث كان قاصراً على الإحاطة بأيّ خطاب أو بلاغ،
لا يُعذَّب ولا يُعاقَب ولا تكتب له سيّئة،
إلاّ أنّ القاصر يستوي مع المقصّر
من حيث الحرمان من ثمار الواجب الذي أُمرَ به المكلف.
لذا فنوم العالِم أفضل من صلاة الجاهل
سواء كان قاصراً أو مقصراً؛
لـ غياب الثمرة من صلاتهما.
أمّا الجاهل المقصّر فقد ذهب المحقّقون الأعاظم
من الفقهاء والأصوليين إلى أنّ حكمه
حكم العالِم العامد خطاباً وعقاباً.
فكما أنّ العالِم العامد
ـ أي الذي يعمل عملاً ويعلم أنّه حرام ـ
قد توجّه الخطاب إليه أمراً ونهياً،
فكذلك الجاهل المقصّر يتوجّه إليه الخطاب،
ويستحقّ العقاب على المخالفة،
دون أن يكون فيه إشكال عقلاً.
قد لا يوجد في صفوف أهل العلم جاهل قاصر،
فإنّه لا يُقصد بالجاهل المقصّر
مَن كان مستواه الدراسي أدنى أو كانت معلوماته أقلّ،
بقدر ما ينطبق هذا الوصف على طالب العلم
الذي يجهل بعض أحكام الله تعالى بسبب تقاعسه،
فيعمل الحرام وهو لا يعلم
ـ تقصيراً منه ـ
أنّ عمله هذا حرام،
وكان بمقدوره أن يعلم أنّه حرام فيجتنب عنه.
فمادام المؤمن باذلاً عمره في سبيل الله سبحانه وتعالى،
منفقاً وقته وساعاته ودقائق حياته في طاعة الله،
مصلّياً أو صائماً أو حاجّاً أو معتكفاً أو قارئاً للقرآن،
فليخصّص حظّاً منه للعلم،
وأعني به العلم بأصول الدين وأحكام الإسلام
وأخلاقه وآدابه.
وعلينا بعلم الأخلاق أيضاً،
فليست أخلاق الإسلام وآدابه كلّها لا اقتضائيّة
ـ حسب الاصطلاح العلمي ـ
أي مستحبّات ومكروهات،
بل إنّ فيها الواجبات والمحرّمات أيضاً.
فهذا كتاب جامع السعادات،
وكذلك باب الأخلاق في كتاب بحار الأنوار،
وتلك كتب الأخلاق الأخرى راجعوها
تجدوها مليئة بالواجبات والمحرّمات.
العلم ينقذ
ولكي ندرك أهمّية العلم أكثر وأنّه كيف صار
النوم مع علم خير من صلاة مع جهل،
أنقل لكم هذه الحكاية وقد سمعتها من أحد العلماء
الذين عاصروا الشيخ عبد الكريم الحائري؛
فلا يزال بين ظهرانينا اليوم جملة من الذين عاصروه،
وممّن تجاوزت أعمارهم السبعين،
وينقل بعضهم عنه قصصاً من دون واسطة.
حدّثني ذلك العالِم قائلاً:
’’ نزل أحد أصدقاء الشيخ عبد الكريم الحائري
ضيفاً عنده، ولم يكن معهما ثالث، ومُدّ خوان متواضع
وجاء الشيخ بما كان عنده من طعام عاديّ وبسيط في بيته،
وأخذ الضيف يأكل والشيخ كذلك.
ولكن فجأة سحب الشيخ يده للحظات وتأمّل،
ثم مدّ يده ثانية إلى الطعام واقتطع قطعة من اللحم،
وقام ودخل إلى غرفة في الدار
ثم عاد بعد ذلك واعتذر للضيف قائلاً:
لقد انتبهت فجأة أنّ كلّ اللحم الذي اشتريته اليوم
قد طهته زوجتي ووضعتْه أمامنا،
ولما كانت الزوجة واجبة النفقة عليَّ،
فقد أحسستُ أنّي ربّما وقعت في مشكلة شرعية نحوها،
فقلت لنفسي: أن أعتذر للضيف خير لي
من أن أقع في مخالفة شرعيّة؛
كان الخوف الذي تملّكني من هذه الناحية
هو أن أترك زوجتي هكذا من دون طعام،
لأنّ هذا العمل خلاف للمروءة،
بل لعله ترك للواجب،
خاصّة وهي التي قامت بذلك العمل بنفسها
وهيّأت لنا هذا الطعام،
فينبغي لي أن أكون منصفاً. ‘‘
انظروا إلى ورع الشيخ وكيف أنقذه علمه!
إنّ الكرم خصلة محمودة،
وكذا السخاء والإنفاق وإقراء الضيف،
فكلّ ذلك عمل محبّب ومقبول،
ولكن إلى حيث لا يؤدّي إلى ترك واجب أو ارتكاب محرّم.
ولعلّ كثيراً منّا لا يعلم أنّ مثل التصرّف
الذي قام به الشيخ الحائري قد يكون واجباً.
فها هنا يأتي دور العلم لينفع صاحبه ويقول له:
إنّ إقراء الضيف محدود بعدم ترك الواجب،
ولو أنّ أحداً نزل به ضيف ثم قام بجلب طعام
مَن تجب نفقته عليه وقدّمه بين يدي الضيف
من دون رضا واجب النفقة ومن دون وجود طعام فائض،
فإنّ إقراءه هذا غير جائز، باتفاق العلماء.
إذاً، علم الشيخ الحائري قد نفعه.
فهذا هو الذي صلاته مع العلم لا يعادلها شيء؛
لأنّ الإنسان الذي عنده علم،
لا يعمل الحرام في سبيل ترك مكروه،
ولا يترك واجباً من أجل الإتيان بعمل مستحبّ،
وهو يتحمّل ما يُخجل عند الناس
ولا يعمل ما يُسخط الله تعالى.
ولاشكّ أنّ الشيخ عبد الكريم قد خجل
وشعر بالحرج تجاه ضيفه،
ومن المؤكّد أنّ هذا الموقف لم يكن على الشيخ سهلاً،
ولكنه مع ذلك لم يبال،
لأنّ ما هو أخطر منه في نظره
أن يقع في معصية مولاه عزّ وجلّ،
وكان لعلمه الأثر المهمّ في تورّعه.
فلو كان جاهلاً ـ بالقضية ـ لما تصرّف هكذا.
وقد ينطبق على الجاهلين بالأحكام الشرعية
قول الله تعالى في كتابه الكريم:
(وَبَدَا لَهُم مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ).
صحيح أنّ صدر الآية ورد في الظالمين،
ولكن ثمّة تفاسير تقول:
إنّها ـ أيضاً ـ في فريق من الناس
يظنّون أعمالهم في الدنيا حسنات
لكنّها تظهر لهم في الآخرة سيّئات،
كما في إقراء الضيف بطعام واجب النفقة
من دون رضاه، مثلاً.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
العِـلمُ وَالأَخـلاَق
محاضرة لـ سماحة المرجع الديني آية الله العظمى
السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال:
« نَوْمٌ مَعَ عِلْمٍ خَيْرٌ مِنْ صَلاةٍ مَعَ جَهْل »
هذه الرواية من الروايات التي يجدر الوقوف عندها والتأمّل فيها.
وذلك لأنّ الهدف من خلق الإنسان هو العبادة؛
قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إلاّ لِيَعْبُدُونِ)،
والصلاة رأس كلّ العبادات وأهمّها،
بل هي العبادة التي
« إن قُبلت قُبل ما سواها، وإن رُدّت ردّ ما سواها »،
فالطاعات والعبادات جميعها مرهونة بمدى قبول الصلاة أو ردّها،
ومع ذلك نرى النبيّ صلّى الله عليه وآله
ـ الذي به عُرفت الصلاة وحقائق العبادة،
وكان منطقه منطق القرآن والوحي،
وحكمه الحقّ ـ
يخبرنا أنّ نوم العالِم خير من الصلاة
ـ وهي أهمّ الطاعات والعبادات ـ
إن كانت مع جهل.
فكيف يكون ذلك !؟
إنّ نوم العالِم ليس تركاً محضاً بل هو مقدّمة وجود؛
لأنّ العالِم إذا نام استراح،
واستراحته هذه تمثّل مقدّمة للخدمة والهداية
وإرشاد الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
فـ نوم العالِم حسنة إذاً.
أمّا الجاهل فإن لم يصلّ الصلاة الواجبة فتلك سيّئة،
وإذا صلاّها مع الجهل بها،
يكون قد أذهب فضلها.
حينها يستوي في ذلك مع من لم يأت بها.
صحيح أنّ القاصر لا شيء عليه،
لأنّ من أصول الإسلام العدل،
والله سبحانه وتعالى عادل،
ومن عدله أن لا يعذّب القاصر،
فمن وُلد في مكان أو زمان أو ظرف
بحيث كان قاصراً على الإحاطة بأيّ خطاب أو بلاغ،
لا يُعذَّب ولا يُعاقَب ولا تكتب له سيّئة،
إلاّ أنّ القاصر يستوي مع المقصّر
من حيث الحرمان من ثمار الواجب الذي أُمرَ به المكلف.
لذا فنوم العالِم أفضل من صلاة الجاهل
سواء كان قاصراً أو مقصراً؛
لـ غياب الثمرة من صلاتهما.
أمّا الجاهل المقصّر فقد ذهب المحقّقون الأعاظم
من الفقهاء والأصوليين إلى أنّ حكمه
حكم العالِم العامد خطاباً وعقاباً.
فكما أنّ العالِم العامد
ـ أي الذي يعمل عملاً ويعلم أنّه حرام ـ
قد توجّه الخطاب إليه أمراً ونهياً،
فكذلك الجاهل المقصّر يتوجّه إليه الخطاب،
ويستحقّ العقاب على المخالفة،
دون أن يكون فيه إشكال عقلاً.
قد لا يوجد في صفوف أهل العلم جاهل قاصر،
فإنّه لا يُقصد بالجاهل المقصّر
مَن كان مستواه الدراسي أدنى أو كانت معلوماته أقلّ،
بقدر ما ينطبق هذا الوصف على طالب العلم
الذي يجهل بعض أحكام الله تعالى بسبب تقاعسه،
فيعمل الحرام وهو لا يعلم
ـ تقصيراً منه ـ
أنّ عمله هذا حرام،
وكان بمقدوره أن يعلم أنّه حرام فيجتنب عنه.
فمادام المؤمن باذلاً عمره في سبيل الله سبحانه وتعالى،
منفقاً وقته وساعاته ودقائق حياته في طاعة الله،
مصلّياً أو صائماً أو حاجّاً أو معتكفاً أو قارئاً للقرآن،
فليخصّص حظّاً منه للعلم،
وأعني به العلم بأصول الدين وأحكام الإسلام
وأخلاقه وآدابه.
وعلينا بعلم الأخلاق أيضاً،
فليست أخلاق الإسلام وآدابه كلّها لا اقتضائيّة
ـ حسب الاصطلاح العلمي ـ
أي مستحبّات ومكروهات،
بل إنّ فيها الواجبات والمحرّمات أيضاً.
فهذا كتاب جامع السعادات،
وكذلك باب الأخلاق في كتاب بحار الأنوار،
وتلك كتب الأخلاق الأخرى راجعوها
تجدوها مليئة بالواجبات والمحرّمات.
العلم ينقذ
ولكي ندرك أهمّية العلم أكثر وأنّه كيف صار
النوم مع علم خير من صلاة مع جهل،
أنقل لكم هذه الحكاية وقد سمعتها من أحد العلماء
الذين عاصروا الشيخ عبد الكريم الحائري؛
فلا يزال بين ظهرانينا اليوم جملة من الذين عاصروه،
وممّن تجاوزت أعمارهم السبعين،
وينقل بعضهم عنه قصصاً من دون واسطة.
حدّثني ذلك العالِم قائلاً:
’’ نزل أحد أصدقاء الشيخ عبد الكريم الحائري
ضيفاً عنده، ولم يكن معهما ثالث، ومُدّ خوان متواضع
وجاء الشيخ بما كان عنده من طعام عاديّ وبسيط في بيته،
وأخذ الضيف يأكل والشيخ كذلك.
ولكن فجأة سحب الشيخ يده للحظات وتأمّل،
ثم مدّ يده ثانية إلى الطعام واقتطع قطعة من اللحم،
وقام ودخل إلى غرفة في الدار
ثم عاد بعد ذلك واعتذر للضيف قائلاً:
لقد انتبهت فجأة أنّ كلّ اللحم الذي اشتريته اليوم
قد طهته زوجتي ووضعتْه أمامنا،
ولما كانت الزوجة واجبة النفقة عليَّ،
فقد أحسستُ أنّي ربّما وقعت في مشكلة شرعية نحوها،
فقلت لنفسي: أن أعتذر للضيف خير لي
من أن أقع في مخالفة شرعيّة؛
كان الخوف الذي تملّكني من هذه الناحية
هو أن أترك زوجتي هكذا من دون طعام،
لأنّ هذا العمل خلاف للمروءة،
بل لعله ترك للواجب،
خاصّة وهي التي قامت بذلك العمل بنفسها
وهيّأت لنا هذا الطعام،
فينبغي لي أن أكون منصفاً. ‘‘
انظروا إلى ورع الشيخ وكيف أنقذه علمه!
إنّ الكرم خصلة محمودة،
وكذا السخاء والإنفاق وإقراء الضيف،
فكلّ ذلك عمل محبّب ومقبول،
ولكن إلى حيث لا يؤدّي إلى ترك واجب أو ارتكاب محرّم.
ولعلّ كثيراً منّا لا يعلم أنّ مثل التصرّف
الذي قام به الشيخ الحائري قد يكون واجباً.
فها هنا يأتي دور العلم لينفع صاحبه ويقول له:
إنّ إقراء الضيف محدود بعدم ترك الواجب،
ولو أنّ أحداً نزل به ضيف ثم قام بجلب طعام
مَن تجب نفقته عليه وقدّمه بين يدي الضيف
من دون رضا واجب النفقة ومن دون وجود طعام فائض،
فإنّ إقراءه هذا غير جائز، باتفاق العلماء.
إذاً، علم الشيخ الحائري قد نفعه.
فهذا هو الذي صلاته مع العلم لا يعادلها شيء؛
لأنّ الإنسان الذي عنده علم،
لا يعمل الحرام في سبيل ترك مكروه،
ولا يترك واجباً من أجل الإتيان بعمل مستحبّ،
وهو يتحمّل ما يُخجل عند الناس
ولا يعمل ما يُسخط الله تعالى.
ولاشكّ أنّ الشيخ عبد الكريم قد خجل
وشعر بالحرج تجاه ضيفه،
ومن المؤكّد أنّ هذا الموقف لم يكن على الشيخ سهلاً،
ولكنه مع ذلك لم يبال،
لأنّ ما هو أخطر منه في نظره
أن يقع في معصية مولاه عزّ وجلّ،
وكان لعلمه الأثر المهمّ في تورّعه.
فلو كان جاهلاً ـ بالقضية ـ لما تصرّف هكذا.
وقد ينطبق على الجاهلين بالأحكام الشرعية
قول الله تعالى في كتابه الكريم:
(وَبَدَا لَهُم مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ).
صحيح أنّ صدر الآية ورد في الظالمين،
ولكن ثمّة تفاسير تقول:
إنّها ـ أيضاً ـ في فريق من الناس
يظنّون أعمالهم في الدنيا حسنات
لكنّها تظهر لهم في الآخرة سيّئات،
كما في إقراء الضيف بطعام واجب النفقة
من دون رضاه، مثلاً.
تعليق