بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الاولى
قال تعالى : { استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون . ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين . كتب الله لأغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز . لا تجد قوما يؤمنون بألله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون } المجادلة 19-22 .
بعد رفض ابليس الاستجابة لأمر الله تبارك وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام وتعرضه للطرد واللعنة من الملك الحق , طلب من الله عز وجل الانتظار والتأجيل قال الله تعالى : { فاخرج منها فانك رجيم . وان عليك اللعنة الى يوم الدين . قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون . قال فانك من المنظرين . الى يوم الوقت المعلوم } الحجر 34-38 . فطلب الانظار الى يوم القيامة واكثر لكن الله عز وجل لم يجبه لما اراد بل انظره الى يوم الوقت المعلوم فما هو يوم الوقت المعلوم ؟
ان يوم الوقت المعلوم هو يوم قيام الامام المهدي عليه السلام فعن وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمار قال : ( سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول ابليس ( قال رب فانظرني الى يوم يبعثون . قال فانك من المنظرين . الى يوم الوقت المعلوم ) قال له وهب : جعلت فداك اي يوم هو ؟ قال : يا وهب اتحسب انه يوم يبعث الله فيه الناس , ان الله انظره الى يوم يبعث فيه قائمنا , فأذا بعث قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء ابليس حتى يجثوا بين يديه على ركبتيه فيقول : ياويلة من هذا اليوم , فيأخذ ناصيته فيضرب عنقه , فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى اجله ) تفسير العياشي .
منذ ان عرف ابليس ذلك وتيقن ان هلاكه سيكون على يد الامام المهدي عليه السلام بدأ سعيه الحثيث والخبيث لأجل تكوين القاعدة الاساسية لحزبه الذي راهن عليه , فبدأ بأطلاق اساليبه الملتوية لأضلال الناس عن الحق ودفعهم الى طريق الباطل وظل ذلك ديدنه الدائم على مر العصور .
فهو يطمع بالاستحواذ عليهم ليكون بهم ( حزب الشيطان ) هذا الحزب الذي لن يكون قبل نكوين القاعدة الاساسية له , والاستحواذ معناه الاستيلاء على الشيء بالاقتطاع , فتبين لنا الايات المباركات من سورة المجادلة - في مقدمة البحث - ان الشيطان بعد ان يستحوذ عليهم ينسيهم ذكر الله وبالتالي فهو يجندهم في حزبه ( حزب الشيطان ) ولقد وردت بعض الروايات التي تؤكد ذلك .
ففي خطبة للامام الحسين عليه السلام خطب بها لما رأى صفوف اهل الكوفة بكربلاء كالليل والسيل قال ( فنعم الرب ربنا وبئس العبيد انتم اقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ثم انتم رجعتم الى ذريته وعترته تريدون قتلهم , لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما تريدون , انا لله وانا اليه راجعون , هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين ) المناقب لأبن شهر آشوب .
لقد قسم الله تعالى في تلك الايات الناس الى قسمين : قسم استحوذ عليهم الشيطان وانساهم ذكر الله وهم حزب الشيطان الذين يقودهم ابليس ويكونون قبالة الحق واهله حزب الله . وقد وصف حزب الشيطان الذين يشاقون الله ورسوله بأن لهم الذل في الدنيا والاخرة , وهم الخاسرون , لأنهم مغلوبون لامحالة امام حزب الله المفلحون .
قال تعالى { استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون . ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين } المجادلة 19-20 . وقد اكد المولى عز وجل على حتمية الانتصار له ولرسله اي انتصار حزب الله , قال تعالى { كتب الله لأغلبن ان ورسلي ان الله قوي عزيز } المجادلة 21 . ثم ذكر صفات حزب الله في قوله تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون } المجادلة 22 .
بما ان ابليس تم انظاره الى يوم الوقت المعلوم وان هذا اليوم هو يوم قيام الامام المهدي عليه السلام اذن فأن هذا اليوم ستكون فيه الملحمة العظمى بين حزب الله وحزب الشيطان . فأن حزب الله هو حزب الامام المهدي عليه السلام لأن اشد حالات التجلي لله تكون في الامام المهدي عليه السلام فقد ورد في بيعته عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال : ( مكتوب على رايته بايعوه فأن البيعة لله عز وجل ) دلائل الامامة ص250 , وعن نوف البكالي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال : ( راية المهدي مكتوب عليها البيعة لله ) الملاحم والفتن . وعن علي بن مهزيار قال : قال او جعفر عليه السلام : ( كأني بالقائم عليه السلام يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن والمقام وبين يديه جبرائيل عليه السلام ينادي البيعة لله فيملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا ) غيبة الطوسي , بحار الانوار ج52 ص290 .
بقية الموضوع في الحلقة الثانية
يوجه تنبيه اول لصاحب الموضوع لعدم ذكره المصدر بعد ان طالبناه بمواضيع سابقة بذالك .
محرر المنبر
م12
تعليق