المالكي ، وخطوة سحب السفير !
اجراءات حكومة المالكي حول تفجيرات الاربعاء الدامي جاءت كما متوقع ، فهي تبعد الشبهات عن المخطط والمنفذ الحقيقي لها ، وتبقى تدور وتلف في فلك حزب البعث وتنظيم القاعدة ! وهذا اليوم اعترفت ما يسمى دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة بتنفيذ العملية وهذا محال لان هكذا متخلفين لا يمكنهم الاستعداد لمثل هكذا عمل يحتاج لامكانيات دول ، والحكومة اعتمدت على اعتراف احد الارهابيين بان حزب البعث جناح الاحمد هو المنفذ ، وثمة اطراف تتهم ايران واخرى تتهم السعودية ، وتوزعت الاتهامات على الاطراف التي لها مصالح خاصة في تدمير العراق ارضاً وشعباً منذ عام 2003 وحتى اليوم ، كل الاحتمالات واردة لان هؤلاء الجيران يكرهون العراق وشعبه خاصة وان قسما منهم قد ندموا ندامة التسعين حين هوى نظام العفالقة في التاسع من نيسان !
فاذا كانت تفجيرات الاربعاء الدامي في بغداد من تدبير محمد يونس الاحمد وسطام فرحان من قياديي حزب البعث فهذا يعني ان الحكومة العراقية واجهزتها الامنية هي التي مهدت لهؤلاء دخول شاحناتهم وسط العاصمة وضرب وزارتي المالية والخارجية الامر الذي ذهب ضحيته المئات من العراقيين . ومن خلال شريط الاعتراف الذي قد يكون مفبركاً فان الجاني قد اكد ان احد حراس المنطقة الخضراء قد قبض مبلغا وقدره عشرة آلاف دولار لقاء دخول احدى الشاحنات ووصولها الى هدفها ، وهذا يؤكد ان القوات الامنية العراقية مشتركة في العملية ذاتها ! وثمة سؤال يبادر الى الاذهان ، فعلى ضخامة العملية واشتراك اطراف عدة فيها لم تتمكن الحكومة العراقية إلا من الامساك بشخص واحد فقط ؟ ثم ولماذا لم يدلهم على اوكار تنظيمه الارهابي؟
ومن المستحيل ان تُدبر مثل هكذا عملية ضخمة احدثت دوياً ورعباً لم تشهده العاصمة بغداد من قبل إلا ان تكون قد دُبرت من قبل دولة كبرى او دول عدة ، وطبعا تلك الدول هي من جيران العراق ومعروفة الاسباب والدوافع ليس اليوم فقط انما منذ سقوط النظام فهي تقوم بدفع الملايين من الدولارات لكي تحدث الشرخ تلو الاخر داخل المجتمع العراقي الذي ظل اسيرا لعملياتهم الاجرامية !
ولعل استدعاء السفير العراقي في سوريا هذا اليوم من قبل حكومة المالكي ما هو إلا اجراء اعلامي ليس إلا ، وبالمقابل فقد سحبت سوريا سفيرها هي الاخرى للتشاور معه ، الطرفان متعادلان في سحب السفراء وشرط حكومة المالكي تسليمهم اعضاء حزب البعث ، ستتراجع عنه بعد ايام قلائل كما تراجعت عن مذكرة القبض لحارث الضاري واعضاء في حكومة المالكي من الوزراء والبرلمانيين الذين تبين ضلوعهم بعمليات ارهابية سابقة ، كما وان المالكي الذي عاش اكثر من عقدين من الزمان في سوريا لا يمكن ان يقطع علاقاته معها خاصة وانه قبل ايام وقع مع النظام السوري على مجلس تعاون استراتيجي مشترك ، فاذا كان المالكي فعلا حريصاً على ارواح العراقيين عليه اولا ان يبدأ التحقيق مع الاجهزة الامنية والعسكرية التي اخذت على عاتقها حماية العاصمة بغداد من الارهاب وعملياته وكذلك عليه ان يقوم بقطع العلاقات مع الدول الجارة التي يثبت تمويلها للارهاب والارهابيين وبهذا تكون حكومته قد اعادت الاعتبار للدماء البريئة التي سالت في ذلك الاربعاء ، وان تقوم الحكومة بتعويضات الاهالي الذين هجروا من بيوتهم التي هدمتها التفجيرات واصبحوا في الشارع مع فقدانهم لذويهم !
فعملية سحب السفير هي خطوة غير عملية ولا فعلية فلا تسترد دماء الابرياء بسحب السفراء انما بقطع العلاقات فوراً خاصة وان دولا مثل سوريا والاردن وتركيا تعتاش منذ سنوات على نفط العراق ، والايام القادمة سترينا كيف ينتهي الموضوع بعد التصعيد الاعلامي الكاذب والمفبرك من قبل الحكومة العراقية التي توعد ولا تنفذ . ان دماء اهالي بغداد هي برقبة رئيس الوزراء فعليه ان يحاكم الجميع من المشكوك في امرهم ولو من بعيد !!
http://www.kitabat.com/i59422.htm
كتابات - هادي الحسيني
اجراءات حكومة المالكي حول تفجيرات الاربعاء الدامي جاءت كما متوقع ، فهي تبعد الشبهات عن المخطط والمنفذ الحقيقي لها ، وتبقى تدور وتلف في فلك حزب البعث وتنظيم القاعدة ! وهذا اليوم اعترفت ما يسمى دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة بتنفيذ العملية وهذا محال لان هكذا متخلفين لا يمكنهم الاستعداد لمثل هكذا عمل يحتاج لامكانيات دول ، والحكومة اعتمدت على اعتراف احد الارهابيين بان حزب البعث جناح الاحمد هو المنفذ ، وثمة اطراف تتهم ايران واخرى تتهم السعودية ، وتوزعت الاتهامات على الاطراف التي لها مصالح خاصة في تدمير العراق ارضاً وشعباً منذ عام 2003 وحتى اليوم ، كل الاحتمالات واردة لان هؤلاء الجيران يكرهون العراق وشعبه خاصة وان قسما منهم قد ندموا ندامة التسعين حين هوى نظام العفالقة في التاسع من نيسان !
فاذا كانت تفجيرات الاربعاء الدامي في بغداد من تدبير محمد يونس الاحمد وسطام فرحان من قياديي حزب البعث فهذا يعني ان الحكومة العراقية واجهزتها الامنية هي التي مهدت لهؤلاء دخول شاحناتهم وسط العاصمة وضرب وزارتي المالية والخارجية الامر الذي ذهب ضحيته المئات من العراقيين . ومن خلال شريط الاعتراف الذي قد يكون مفبركاً فان الجاني قد اكد ان احد حراس المنطقة الخضراء قد قبض مبلغا وقدره عشرة آلاف دولار لقاء دخول احدى الشاحنات ووصولها الى هدفها ، وهذا يؤكد ان القوات الامنية العراقية مشتركة في العملية ذاتها ! وثمة سؤال يبادر الى الاذهان ، فعلى ضخامة العملية واشتراك اطراف عدة فيها لم تتمكن الحكومة العراقية إلا من الامساك بشخص واحد فقط ؟ ثم ولماذا لم يدلهم على اوكار تنظيمه الارهابي؟
ومن المستحيل ان تُدبر مثل هكذا عملية ضخمة احدثت دوياً ورعباً لم تشهده العاصمة بغداد من قبل إلا ان تكون قد دُبرت من قبل دولة كبرى او دول عدة ، وطبعا تلك الدول هي من جيران العراق ومعروفة الاسباب والدوافع ليس اليوم فقط انما منذ سقوط النظام فهي تقوم بدفع الملايين من الدولارات لكي تحدث الشرخ تلو الاخر داخل المجتمع العراقي الذي ظل اسيرا لعملياتهم الاجرامية !
ولعل استدعاء السفير العراقي في سوريا هذا اليوم من قبل حكومة المالكي ما هو إلا اجراء اعلامي ليس إلا ، وبالمقابل فقد سحبت سوريا سفيرها هي الاخرى للتشاور معه ، الطرفان متعادلان في سحب السفراء وشرط حكومة المالكي تسليمهم اعضاء حزب البعث ، ستتراجع عنه بعد ايام قلائل كما تراجعت عن مذكرة القبض لحارث الضاري واعضاء في حكومة المالكي من الوزراء والبرلمانيين الذين تبين ضلوعهم بعمليات ارهابية سابقة ، كما وان المالكي الذي عاش اكثر من عقدين من الزمان في سوريا لا يمكن ان يقطع علاقاته معها خاصة وانه قبل ايام وقع مع النظام السوري على مجلس تعاون استراتيجي مشترك ، فاذا كان المالكي فعلا حريصاً على ارواح العراقيين عليه اولا ان يبدأ التحقيق مع الاجهزة الامنية والعسكرية التي اخذت على عاتقها حماية العاصمة بغداد من الارهاب وعملياته وكذلك عليه ان يقوم بقطع العلاقات مع الدول الجارة التي يثبت تمويلها للارهاب والارهابيين وبهذا تكون حكومته قد اعادت الاعتبار للدماء البريئة التي سالت في ذلك الاربعاء ، وان تقوم الحكومة بتعويضات الاهالي الذين هجروا من بيوتهم التي هدمتها التفجيرات واصبحوا في الشارع مع فقدانهم لذويهم !
فعملية سحب السفير هي خطوة غير عملية ولا فعلية فلا تسترد دماء الابرياء بسحب السفراء انما بقطع العلاقات فوراً خاصة وان دولا مثل سوريا والاردن وتركيا تعتاش منذ سنوات على نفط العراق ، والايام القادمة سترينا كيف ينتهي الموضوع بعد التصعيد الاعلامي الكاذب والمفبرك من قبل الحكومة العراقية التي توعد ولا تنفذ . ان دماء اهالي بغداد هي برقبة رئيس الوزراء فعليه ان يحاكم الجميع من المشكوك في امرهم ولو من بعيد !!
http://www.kitabat.com/i59422.htm