إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التدخين سبب رئيس للإصابة بسرطان المثانة و50% من المرضى يموتون

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التدخين سبب رئيس للإصابة بسرطان المثانة و50% من المرضى يموتون


    سرطان المثانة منتشر في جميع أنحاء العالم يصيب الألوف من الرجال والنساء وحتى الأطفال ويسبب مضاعفات خطيرة ويؤدي إلى وفاة قسم كبير منهم إذا لم يشخص في أول مراحله ولم يعالج بالوسائل المناسبة.
    إن نسبته في الولايات المتحدة هي في حدود , 54000حالة سنوياً (, 41500رجل و, 12500امرأة) ونسبة الوفاة بسببه حوالي , 12000حالة سنوياً. وفي بعض الدول المجاورة كجمهورية مصر العربية يعد سرطان المثانة البولية هو أكثر الأمراض انتشاراً وحدوثاً في الرجال وذلك بسبب إصابة الكثير من المصريين بمرض البلهارسيا. فحسب الإحصائيات فإن 20% من المرضى المصابين بمرض البلهارسيا يصابون بسرطان المثانة البولية و90% من مرض سرطان المثانة لديهم تاريخ مرضي للإصابة بالبلهارسيا كما أن 80% منهم لديهم عوارض سريرية للإصابة بالمرض. كما تبلغ نسبة مرض سرطان المثانة للمنومين بالمستشفيات حوالي 12-14%.
    أما بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية فبالرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة فإن نسبة حدوث سرطان المثانة البولية مرتفعة حسب التسجيلات الرسمية والفردية ولحدوث هذا الورم الخبيث وانتشاره يجب على خلايا المثانة أن تمر بمرحلتين أولهما المرحلة "التمهيدية"، وثانيهما المرحلة "التعزيزية"، ففي المرحلة الأولى يحصل خلل جيني في بعض الكروموزومات يؤدي إلى حث بعض خلايا المثانة إلى التكاثر بطريقة غير منتظمة عندما تتعرض إلى عوامل خارجية مثل التدخين ومواد أخرى مستعملة في الإنتاج الصناعي مثل الأصباغ وصناعة المطاط والنسيج. والتدخين هو عامل أساس لحدوث سرطان المثانة يزيد نسبة حدوثه مرتين إلى 4مرات عند المدخنين ويسبب وفاة حوالي 50% من المصابين به. ومن الأسباب الأخرى الالتهاب المزمن في المثانة البولية خصوصاً بسبب مرض البلهارسيا أو وجود حصيات أو قساطر بداخلها لمدة طويلة أو تأثير مواد ملوثة للبيئة وتناول كميات كبيرة من المهدئات للألم التي تحتوي على مادة "فينسيتين" أو المعالجة الكيماوية بمادة "سيكلوفوسفاميد" أو العلاج الاشعاعي لأورام الحوض.
    وعلينا أن نوضح تأثير الإصابة بمرض البلهارسيا على حدوث ورم المثانة البولية في عدة دول أغلبها في القارة الأفريقية والباقي في اليمن وتركيا والعراق وإيران وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية خصوصاً في المنطقة الجنوبية. وقد بينت الإحصاءات أن حوالي 180مليون شخص معرض للإصابة بمرض البلهارسيا البولية في أنحاء العالم وحوالي 90مليون شخص مصاب به وأن نسبة عالية منهم معرضون للإصابة بسرطان المثانة البولية. في هذه البلاد السابق ذكرها يوجد العائل الوسيط (الحلازين) في الأنهار والبرك العذبة والمستنقعات وحيث تتكاثر وتبعث منه الطور المعدي للإنسان ويعرف باسم "السركاريا" التي تسبح بالماء لتخترق جلد الإنسان حيث تدخل أوردته الدموية ومنها إلى الكبد حيث تتغذى وتنمو إلى الدورة الكاملة ثم تغذو بعد ذلك بعض أجزاء الجسم ومنها المثانة حيث تبدأ في وضع البيض الذي يجد طريقه إلى الخارج مع تبول المصاب بالمرض وإذا حدث إن كان هذا التبول في المياه الراكدة أو الأنهار العذبة حيث توجد الحلازين اكتملت دورة حياة البلهارسيا بداخله وخرج مرة أخرى الطور المعدي "السركاريا" ليخترق جلد إنسان آخر وهكذا...
    وأما الآلية الجزئية لحدوث هذا الورم فقد توضحت معالمها في السنوات الأخيرة إذ تبين أن المواد المحدثة للسرطان الموجودة في البول تدخل خلايا المثانة فتحدث خللاً في موادها الوراثية (DNA) وتشوها في جيناتها. وحسب هذا التشوه وموقعه في بعض الكروموزومات وأهمها (9، 17) يحدث عدة أنواع من هذا الورم فمنه ما هو سطحي وغير خطير ومنه ما هو متوغل وعدواني وهو خطير جداً إذا لم يتم علاجه بسرعة وبوسائل علاجية متقدمة كالجراحة أو العلاج الكيماوي أو الاشعاعي. وهنالك أيضاً مواد انزيمية موجودة في البول وظيفتها تفكيك المواد المحدثة للسرطان فإذا ما انخفض تركيزها فذلك يساعد على حدوث هذا الورم وانتشاره.
    (الأعراض)
    وأهم عوارض سرطان المثانة السريرية البيلة الدموية أو البيلة الدموية المجهرية أو عوارض بولية أخرى كالالحاح على التبول وحرقان البول وتكراره ليلاً ونهاراً بدون وجود أي التهاب في المثانة أو البروستاتا أو المجاري البولية.
    ونسبة وجود دم في البول في هذه الحالات تصل إلى حوالي 90%. وهذا يؤكد أهمية البيلة الدموية وخطورتها ووجوب فحص المريض كلياً عند حدوثها بأسرع وقت ممكن. وفي بعض الحالات القليلة قد يحدث السرطان بدون أية عوارض ويتم تشخيصه بفحص الخلويات البولية للتحري عن وجود خلايا سرطانية. وعند الاشتباه في احتمال وجود ورم خبيث في المثانة يجري الطبيب فحصاً سريرياً كاملاً وتحاليل للبول والدم والتحري عن وجود خلايا سرطانية في البول وتصوير الجهاز البولي بالصبغة واجراء تنظير للمثانة مع أخذ خذعات لأي ورم أو آفة فيها.
    (العلاج)
    وبعد تشخيص الورم علينا تحديد نوعه ودرجة خبثه وعمق امتداده عبر جدار المثانة، لأن هذه المعلومات في غاية الأهمية بالنسبة إلى العلاج وأمل المريض في الشفاء. ففي أغلب الحالات، أي بنسبة 70إلى 80% يكون الورم سطحياً على الغشاء المخاطي للمثانة ودرجة خبثه خفيفة (كما في الصورة) وعلاجه يتم بتجريف أو قطع الورم بمنظار القطع بواسطة تنظير المثانة وتخثر قاعدته. ورغم ان معاودته خلال عدة أشهر تصل من 60% إلى 70بالمائة إلا أن أمل امتداده عبر جدار المثانة لا يتعدى 5% وأمل الشفاء منه بمعونة الله سبحانه وتعالى مرتفع جداً قد يصل إلى 95%. وأما إذا كان حجمه كبيراً وذا درجة عالية من الخبث أو أنه تبين عند التنظير عن وجود عدة أورام أو إذا ما عاد المريض مراراً في فترات قليلة فعلاجه يتم بالتجريف واستعمال معالجة كيماوية داخل المثانة أسبوعياً لمدة ستة أسابيع.
    والفئة الثانية منه أورام المثانة التي قد تحدث بنسبة 15% من الحالات تقريباً فهي الأورام التي تمتد تحت الغشاء المخاطي ودرجة خبثها مرتفع في أغلب الحالات. فهذه الأورام خطيرة لانها قد تمتد عبر جدار المثانة بنسبة 30إلى 50% وتقترن بالكثير منه الحالات بوجود ورم شديد الخبث أي السرطانة اللابدة CARCINOMAINSITA. تعالج هذه الحالات باستئصال الورم عبر المنظار واستعمال العلاج المناعي "ب ث ج" BCG لجفن السائل داخلها بواسطة قسطرة وتركه لمدة ساعة أو ساعتين وذلك أسبوعياً لمدة 6أسابيع.
    وإذا تبين في تنظير لاحق عن معاودة الورم فيستعمل العلاج المناعي مجدداً أو بلقاح "ب ث ج" أو مادة "االانثرفيرون" INTERFERON أو مزيجها سوية أسبوعياً لستة أسابيع أخرى. أما إذا نجح العلاج المناعي الأولي فقد تبين من عدة دراسات ان استعماله بعد 4أشهر وستة أشهر لمدة 3أسابيع ومن ثم كل 6أشهر لمدة 3سنوات قد يعطي نتائج جيدة على المدى الطويل لهذه الأورام وللسرطانة اللابدة وإذا ما تبين بفحص البول وجود خلايا سرطانية أو مشبوهة حتى في غياب أي ورم عند التنظير يجب اجراء أشعة بولية بالصبغة مع تنظير لاحق للمثانة والاحليل وأخذ خذعات منهما..
    وأما إذا ما فشل العلاج المناعي فيجب القيام باستئصال كامل للمثانة لتفادي انتشار الورم. وأما في حوالي 20إلى 30% من الحالات يكون الورم قد امتد إلى عضلات المثانة أو إلى غشاوتها الخارجية عند أول ظهوره (كما في الصورة) فهذه الحالات خطيرة جداً وتستدعي في أغلب الحالات خصوصاً إذا لم ينتشر الورم بعد خارج المثانة إلى الغدد الليمفية أو إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل الكبد أو العظم أو الرئة إلى استئصال كامل للمثانة والبروستاتا والحويصلات المنوية عند الرجل والمثانة وبيت الرحم والأنابيب والمبيضات عند المرأة.
    (تحويل البول)
    ولتحويل البول خارج الجسم يقوم الجراح بتصنيع مثانة جديدة من الامعاء ووصلها إلى الاحليل أو تحويل البول إلى الامعاء ومنه إلى الجلد أو إلى المستقيم. ونسبة نجاح هذا العلاج الجراحي يصل إلى 80% إذا ما تبين في الفحص المرضي أن الورم محصور في المثانة ولكنه يتدنى إلى حوالي 20إلى 50% إذا ما كان الورم قد انتشر خارج المثانة أو امتد إلى الغدد الليمفية. وأما في حال وجود ورم منتشر خارج المثانة أو حتى إذا ما كان محصوراً في المثانة مع امتداده إلى العضل وحالة المريض الصحية لا تسمح بإجراء أية عملية جراحية أو إذا ما رفضها المريض نفسه فالمعالجة عندئذ تتم بالعلاج الكيماوي والاشعاعي معاً وأمل النجاح حسب درجة انتشار الورم يكون في غضون 20إلى 50% تقريباً.
    (منافع ومخاطر)
    ولكل وسائل العلاج منافع ومخاطر ومضاعفات يجب على الطبيب المعالج مناقشتها كلياً مع المريض والتأكيد انه يفهمها تمام الفهم ويوافق عليها كلياً قبل المباشرة في العلاج. فالعلاج الكيماوي داخل المثانة قد يسبب فقراً في الدم مع خمود منح العظم ولالتهابات والعلاج المناعي بمادة "ب ث ج" الذي يستعمل الجراثيم المسببة لمرض السل بشكل تلقيح هنالك عدة مضاعفت قد تحصل وهي الأعراض البولية الحادة مثل الألم والالحاح في التبول وتكرار البول ونسبته حوالي 85% من الحالات وتزول بعد 48إلى 72ساعة والبيلة الدموية (30%) والتهاب الكبد والرئة والبربخ الخصية والبروستاتا في أقل من ,01% ومن عوارضه الجانبية الأخرى التي قد تكون خطيرة وفي بعض الأحيان مميتة إذا لم تعالج بسرعة بالمضادات الحيوية الخاصة بداء السل الإنثان الدموي أو الانتانمية وهو التهاب حاد في الدم قد يصيب عدة أعضاء في الجسم كالكلى والرئتين والكبد والقلب ونادراً ما يؤدي إلى فشلها ووفاة المريض ونسبة حدوثه أقل من ,01%. وأما مضاعفات الجراحة فهي تشمل السلس البولي أو احتباس البول بعد تكوين مثانة جديدة من الامعاء وانسداد الحالبين والالتهابات البولية والحصيات الكلوية والخلل الاستقلابي والعجز الج
    نسي والعقم وغيرها.
    (العلاج الكيماوي)
    وللعلاج الكيماوي والاشعاعي عوارض جانبية ومضاعفات عديدة ولكنها في أغلب الحالات مؤقتة ومنها فقدان الشعر والتهاب الفم وضمور منح العظم مع فقر في الدم وتدني عدد الكرويات البيضاء التي يحتاجها الجسم للدفاع ضد الالتهابات والصفيحات المهمة ضد النزيف وحدوث التهابات خطيرة وغثيان وقيء وتوتر في المثانة والشرج مع ألم في التبول أو التبرز مع الحاح شديد وتكرار البول والبراز وغيرها. وفي بعض الحالات النادرة قد يؤدي العلاج الكيماوي إلى وفاة المريض بسبب الالتهابات.
    (الطب عاجز)
    ورغم نجاح وسائل العلاج في أغلب حالات سرطان المثانة السطحي ودرجة خبث خفيفة، لا يزال الطب عاجزاً عن الحصول على نتائج مرضية في حال وجود ورم متشعب في جدار المثانة أو منتشر خارجها، فنسبة النجاح لا تتعدى 50% في هذه الحالات الصعبة. فلذلك يقوم عدة علماء في أنحاء العالم بالأبحاث المكثفة لكشف وسائل جديدة ومتقدمة لعلاجه منها استمعال مواد كيماوية جديدة ذو فعالية عالية وعوارض غير خطيرة ومعتدلة العلاج الجيني، ودمج العلاج الجراحي مع العلاج الكيماوي قبل أو بعد عملية استئصال المثانة. أما بالنسبة إلى علاج السرطان السطحي المتكرر أو السرطانة اللابدة فهنالك عدة ابتكارات وتطورات في علاجها منها العلاج الدينامي الضوئي والمضادات المناعية وعلاج "ب ث ج" المعدل والمضادات لعوامل النمو وبعض العقاقير المستعملة ضد الالتهاب المفصلي والعلاج المناعي وغيرها. وإن شاء الله سننجح في المستقبل في تصحيح الخلل الجيني المسؤول عن حدوث هذا الورم الخبيث فنتفادى حدوثه.
    ووصيتنا الطبية الجدية للوقاية من هذا المرض الخطير هو الامتناع عن التدخين وشرب كمية كبيرة من السوائل واستشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن إذا ما حصلت بيلة دموية أو عوارض بولية بدون أي التهاب بولي. هذا وتقوم الدول بمكافحة مرض البلهارسيا وذلك بالتثقيف الصحي لأبنائها وكذلك مكافحة القواقع أو الحلازين الموجودة في مياهها العذبة وعلاج الحالات التي تكتشف بالعقاقير الحديثة.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X