بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}
قد ورد في كتب اهل السنة بان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية ...
وان قول رسول الله عليه الصلاة والسلام هو ممدود لكل عصر وزمان ووجب وجود هذا الامام بقوله " ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية " وهذا القول عام وليس خاص لزمن او حدث معين وقد كان الصحابة اشد الناس حرصا على وجود هذا الامام حتى ان هذا الامر امتد الي زمن تابع التابعين .
اقوال علماء اهل السنة والجماعة في هذا الحديث
- المحلى - ابن حزم ج 9 ص 359
كتاب الامامة 1768 مسألة لا يحل لمسلم أن يبيت ليلتين ليس في عنقه لامام بيعة
لما رويناه من طريق مسلم قال : نا عبيد الله بن معاذ العنبري نا أبى قال : نا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن نافع قال قال لى عمر : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ...
وقال صاحب كتاب مواهب الجليل
- مواهب الجليل - الحطاب الرعيني ج 8 ص 367
فائدة : قال القرطبي في شرح مسلم : البيعة مأخوذة من البيع وذلك أن المبايع للامام يلزمه أن يقيه بنفسه وماله فكأنه بذل نفسه وماله لله تعالى وقد وعد الله تعالى على ذلك بالجنة ، فكأنه حصلت معاوضة . ثم هي واجبة على كل مسلم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية غير أنه من كان من أهل الحل والعقد والشهرة فبيعته بالقول والمباشرة باليد إن كان حاضرا ، وبالقول والاشهاد عليه إن كان غائبا . ويكفي من لا يؤبه له ولا يعرف أن يعتقد دخوله تحت طاعة الامام ويسمع ويطيع له في السر والجهر ولا يعتقد خلافا لذلك ، فإن أضمره فمات مات ميتة جاهلية لانه لم يجعل في عنقه بيعة انتهى .
فالحديث يدل على وجوب وجود هذا الامام في كل زمان ، والبيعة واجبة على كل مسلم
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بان من بعده اثنى عشر خليفة ، صحيح مسلم - باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش ج 6 ص 3 - عن جابر بن سمرة قال دخلت مع ابى على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول ان هذا الامر لا ينقضى حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة قال ثم تكلم بكلام خفى على قال فقلت لابي ما قال قال كلهم من قريش . فاذا الخلافة ممدودة والبعية واجبه في كل عصر .
وشاهد على ما اقوله هو قول
علماء اهل السنة والجماعة في ان هذه الارض لا بد من قائم لله بحجة
- ابن تيمية - مجموع الفتاوى ج 25 ص 131
ولا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق فلم ينله ما نال غيره من الاديان من تحريف كتبها وتغيير شرائعها مطلقا لما ينطق الله به القائمين بحجة الله وبيناته الذين يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنوره اهل العمى فإن الارض لن تخلو من قائم لله بحجة لكيلا تبطل حجج الله وبيناته .
- ابن حجر : فتح الباري ج 6 ص 358
وقال بن الجوزي لو تقدم عيسى إماما لوقع في النفس إشكال ولقيل أتراه تقدم نائبا أو مبتدئا شرعا فصلى مأموما لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجه قوله لا نبي بعدي وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الامة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الاقوال أن الارض لا تخلو عن قائم لله بحجة والله أعلم .
الشيعة يعتقدون ان امام هذا العصر هو المهدي عليه السلام وانتفاع الناس به في غيبته عليهم السلام كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب
-إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري ج 1 ص 478
في عوالم البحار عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق عليه السلام : إن لصحاب هذا الامر غيبة لا بد منها ، يرتاب فيها كل مبطل ، فقلت له : ولم جعلت فداك ؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم ، قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟ قال : وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره، كما لا ( 1 ) ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليه السلام إلا وقت افتراقهما . يا بن الفضل إن هذا الأمر من أمر الله ، وسر من سر الله وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف لنا .
وفيه : عن الأعمش عن الصادق عليه السلام قال : لم تخل الأرض منذ خلق آدم من حجة لله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله ، قال سليمان : فقلت للصادق عليه السلام : كيف ينتفع بالحجة الغائب المستور ؟ قال عليه السلام : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب . وفي الكتاب شرح مطول لهذا الحديث .
الهامش - ( 1 ) هكذا في المخطوطة ، ولعل الصواب : لم .
وقال اعز من قائل : {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} (71) سورة الإسراء
ونذكر بعض اقوال المفسرين من اهل السنة للوصول ألى معنى الأية حول الامامة
تفسير القرطبي ج 10 ص 297
قال : وقاله قتادة . وقال على رضى الله عنه : بإمام عصرهم . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " فقال : " كل يدعى بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم فيقول هاتوا متبعي إبراهيم هاتوا متبعي موسى هاتوا متبعي عيسى هاتوا متبعي محمد - عليهم أفضل الصلوات والسلام - فيقوم أهل الحق فيأخذون كتابهم بأيمانهم ، ويقول : هاتوا متبعي الشيطان هاتوا متبعي رؤساء الضلالة إمام هدى وإمام ضلالة " . الي ان قال : وقيل : بمذاهبهم ، فيدعون بمن كانوا يأتمون به في الدنيا : يا حنفى ، يا شافعي ، يا معتزلي ، يا قدري ، ونحوه ، فيتبعونه في خير أو شر أو على حق أو باطل ، وهذا معنى قوله أبى عبيدة .
جامع البيان - إبن جرير الطبري ج 15 ص 159
قال : وأولى هذه الاقوال عندنا بالصواب ، قول من قال : معنى ذلك : يوم ندعو كل أناس بإمامهم الذي كانوا يقتدون به ، ويأتمون به في الدنيا ، لان الاغلب من استعمال العرب الامام فيما ائتم واقتدي به ، وتوجيه معاني كلام الله إلى الاشهر أولى ما لم تثبت حجة بخلافه يجب التسليم لها .
ومن تفاسير تلك الأية العظيمة نجد أن الأمامة أمر موجود في كل زمان ، ولكل عصر أمام واجب الطاعة يدعى به أهل ذلك العصر من متبعيه يوم الحشر. ولو كان إمام هدى سيوردهم رضوان الله تعالى والجنة. ولا نجد أئمة خير من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم الذين أوصانا النبي بإتباعهم وألتزامهم بعد كتاب الله المجيد حين ( 1 ) قال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . صحيح انظر طرقه وشواهده في الكتاب فهي كثيرة . وأولها عن أبي الطفيل عنه قال : لما دفع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن . ثم إنه أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من كنت وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . قال عنه الالباني صحيح - سلسلة الصحيحة للالباني ج 4 ص 330
( 1 ) المقدمة منقولة من بحث ( عقـيدتنا نظرة الى حقيقة معتقدات الشيعة الامامية بالاعتماد على روايات مذاهب الجمهور. الجزء الأول )
وعلى هذا نقول : فاذا كانت البيعة واجبة على كل مسلم والارض لا تخلو من القائم لله بحجة ، وان كل اناس يدعون بامامهم الذي قد ينجيهم من الظلال او يدخلهم النار ، فمن هو القائم لله بحجة في عصرنا هذا عند اهل السنة والجماعة
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}
قد ورد في كتب اهل السنة بان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية ...
وان قول رسول الله عليه الصلاة والسلام هو ممدود لكل عصر وزمان ووجب وجود هذا الامام بقوله " ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية " وهذا القول عام وليس خاص لزمن او حدث معين وقد كان الصحابة اشد الناس حرصا على وجود هذا الامام حتى ان هذا الامر امتد الي زمن تابع التابعين .
اقوال علماء اهل السنة والجماعة في هذا الحديث
- المحلى - ابن حزم ج 9 ص 359
كتاب الامامة 1768 مسألة لا يحل لمسلم أن يبيت ليلتين ليس في عنقه لامام بيعة
لما رويناه من طريق مسلم قال : نا عبيد الله بن معاذ العنبري نا أبى قال : نا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن نافع قال قال لى عمر : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ...
وقال صاحب كتاب مواهب الجليل
- مواهب الجليل - الحطاب الرعيني ج 8 ص 367
فائدة : قال القرطبي في شرح مسلم : البيعة مأخوذة من البيع وذلك أن المبايع للامام يلزمه أن يقيه بنفسه وماله فكأنه بذل نفسه وماله لله تعالى وقد وعد الله تعالى على ذلك بالجنة ، فكأنه حصلت معاوضة . ثم هي واجبة على كل مسلم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية غير أنه من كان من أهل الحل والعقد والشهرة فبيعته بالقول والمباشرة باليد إن كان حاضرا ، وبالقول والاشهاد عليه إن كان غائبا . ويكفي من لا يؤبه له ولا يعرف أن يعتقد دخوله تحت طاعة الامام ويسمع ويطيع له في السر والجهر ولا يعتقد خلافا لذلك ، فإن أضمره فمات مات ميتة جاهلية لانه لم يجعل في عنقه بيعة انتهى .
فالحديث يدل على وجوب وجود هذا الامام في كل زمان ، والبيعة واجبة على كل مسلم
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بان من بعده اثنى عشر خليفة ، صحيح مسلم - باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش ج 6 ص 3 - عن جابر بن سمرة قال دخلت مع ابى على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول ان هذا الامر لا ينقضى حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة قال ثم تكلم بكلام خفى على قال فقلت لابي ما قال قال كلهم من قريش . فاذا الخلافة ممدودة والبعية واجبه في كل عصر .
وشاهد على ما اقوله هو قول
علماء اهل السنة والجماعة في ان هذه الارض لا بد من قائم لله بحجة
- ابن تيمية - مجموع الفتاوى ج 25 ص 131
ولا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق فلم ينله ما نال غيره من الاديان من تحريف كتبها وتغيير شرائعها مطلقا لما ينطق الله به القائمين بحجة الله وبيناته الذين يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنوره اهل العمى فإن الارض لن تخلو من قائم لله بحجة لكيلا تبطل حجج الله وبيناته .
- ابن حجر : فتح الباري ج 6 ص 358
وقال بن الجوزي لو تقدم عيسى إماما لوقع في النفس إشكال ولقيل أتراه تقدم نائبا أو مبتدئا شرعا فصلى مأموما لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجه قوله لا نبي بعدي وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الامة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الاقوال أن الارض لا تخلو عن قائم لله بحجة والله أعلم .
الشيعة يعتقدون ان امام هذا العصر هو المهدي عليه السلام وانتفاع الناس به في غيبته عليهم السلام كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب
-إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري ج 1 ص 478
في عوالم البحار عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق عليه السلام : إن لصحاب هذا الامر غيبة لا بد منها ، يرتاب فيها كل مبطل ، فقلت له : ولم جعلت فداك ؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم ، قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟ قال : وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره، كما لا ( 1 ) ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليه السلام إلا وقت افتراقهما . يا بن الفضل إن هذا الأمر من أمر الله ، وسر من سر الله وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف لنا .
وفيه : عن الأعمش عن الصادق عليه السلام قال : لم تخل الأرض منذ خلق آدم من حجة لله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله ، قال سليمان : فقلت للصادق عليه السلام : كيف ينتفع بالحجة الغائب المستور ؟ قال عليه السلام : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب . وفي الكتاب شرح مطول لهذا الحديث .
الهامش - ( 1 ) هكذا في المخطوطة ، ولعل الصواب : لم .
وقال اعز من قائل : {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} (71) سورة الإسراء
ونذكر بعض اقوال المفسرين من اهل السنة للوصول ألى معنى الأية حول الامامة
تفسير القرطبي ج 10 ص 297
قال : وقاله قتادة . وقال على رضى الله عنه : بإمام عصرهم . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " فقال : " كل يدعى بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم فيقول هاتوا متبعي إبراهيم هاتوا متبعي موسى هاتوا متبعي عيسى هاتوا متبعي محمد - عليهم أفضل الصلوات والسلام - فيقوم أهل الحق فيأخذون كتابهم بأيمانهم ، ويقول : هاتوا متبعي الشيطان هاتوا متبعي رؤساء الضلالة إمام هدى وإمام ضلالة " . الي ان قال : وقيل : بمذاهبهم ، فيدعون بمن كانوا يأتمون به في الدنيا : يا حنفى ، يا شافعي ، يا معتزلي ، يا قدري ، ونحوه ، فيتبعونه في خير أو شر أو على حق أو باطل ، وهذا معنى قوله أبى عبيدة .
جامع البيان - إبن جرير الطبري ج 15 ص 159
قال : وأولى هذه الاقوال عندنا بالصواب ، قول من قال : معنى ذلك : يوم ندعو كل أناس بإمامهم الذي كانوا يقتدون به ، ويأتمون به في الدنيا ، لان الاغلب من استعمال العرب الامام فيما ائتم واقتدي به ، وتوجيه معاني كلام الله إلى الاشهر أولى ما لم تثبت حجة بخلافه يجب التسليم لها .
ومن تفاسير تلك الأية العظيمة نجد أن الأمامة أمر موجود في كل زمان ، ولكل عصر أمام واجب الطاعة يدعى به أهل ذلك العصر من متبعيه يوم الحشر. ولو كان إمام هدى سيوردهم رضوان الله تعالى والجنة. ولا نجد أئمة خير من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم الذين أوصانا النبي بإتباعهم وألتزامهم بعد كتاب الله المجيد حين ( 1 ) قال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . صحيح انظر طرقه وشواهده في الكتاب فهي كثيرة . وأولها عن أبي الطفيل عنه قال : لما دفع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن . ثم إنه أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من كنت وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . قال عنه الالباني صحيح - سلسلة الصحيحة للالباني ج 4 ص 330
( 1 ) المقدمة منقولة من بحث ( عقـيدتنا نظرة الى حقيقة معتقدات الشيعة الامامية بالاعتماد على روايات مذاهب الجمهور. الجزء الأول )
وعلى هذا نقول : فاذا كانت البيعة واجبة على كل مسلم والارض لا تخلو من القائم لله بحجة ، وان كل اناس يدعون بامامهم الذي قد ينجيهم من الظلال او يدخلهم النار ، فمن هو القائم لله بحجة في عصرنا هذا عند اهل السنة والجماعة
تعليق