تويت
العراق أُمّة أم أمَة / عباس فاضل
ان الملاحظ لسيرة الشعب العراقي بالخصوص احفاد السومريين والبابليين قد وقعوا بين ارادتين لكل واحدة ادواتها وجنودها ومريديها:
الارادة الاولى: هي التي تجعل من الشعب العراقي وبالاخص الوسط والجنوب عبارة عن أمَة ((وصيفة))تباع وتشترى وظيفتها تلبية متطلبات اناس وضيعين لا يستطيعون النظر الى ابن الجنوب الا بهذا المنظار وهذه النظرة مستمرة على طول الاجيال اما ادواتهم فهو لجوئهم الى مزاد بيع الذمم وهو رخيص بالعراق الى درجة كبيرة وهذا المزاد يشمل اعلاميين اما في السابق فهم الشعراء وكذلك الشهادات التافهة التي لا تعرف من قيمة الشهادة سوى الوجاهة الاجتماعية والمردود المالي وبعض العمائم الرخيصة التي تحاول رسم ذهنية الامَة لدى ابناء الوسط والجنوب والتبرير لكل مالا يقبلة اي حر
واعتقد ان امثلة هذا الخط كثير من ابي موسى الاشعري الى هذا اليوم .
اما الارادة الثانية التي تحاول ان تجعل من الشعب العراقي أٌٌمّة وليس آمة(وصيفة) وهذه الارادة تعاني من امرين:
الامر الاول هو اثبات مصداقيتها امام تشكيك اصحاب الارادة الاولى والسيل الجارف الذي معهم .
الامر الثاني تغير ذهنية هذا الشعب من ذهنية الأمَة الى ذهنية الأُمّة من ذهنية قطيع الى ذهنية شعب واحتياجات شعب وتطلعات شعب وليس احتياج قطيع.
واغرب ما في هذا الصراع وجدت ان الشريحة الواسعة من المتنسكين يميلون الى ثقافة القطيع في حين ان في دين الوسط والجنوب من اهم الفروع الاجتماعية هي الامر بالمعروف النهي عن المنكر اي ترسيخ ثقافة اُْمّة
وفق الارادة الاولى استطاعوا من ترسيخ هذه الذهنية واضرب مثال على هذا الصراع
في عام 2007 لم تصرف رواتب حماية المنشأت (f.p.s)في مناطق الوسط والجنوب ولمدة ثلاث اشهر متتالية من قبل وزارة الاتصالات وبما اني لا احسن الظن بكثير من مسؤولي العراق الجديد فأني اتصور ان المسؤول قد حول رواتبهم الى المصارف للمضاربة لحين التصدق على اولئك العبيد
وقد قرروا اخيراً الى الاضراب واجراء مظاهرة للمطالبة برواتبهم فانقسموا الى قسمين
القسم الاول اقتنع بثقافة الأُمّة اما القسم الاخر مازال تسيطر عليهم ثقافة الامَة التي لا يحق لها التصرف بأي شي الا بموافقة سيدها فأنبرى احد المتنسكين وقال يجب ان نأخذ رأي السيد الفلاني الذي ربانا على هذه الذهنية الوديعة المسالمة ونسأله هل يحق لنا التظاهر ضد الحكومة للمطالبة برواتبنا المقطوعة عن عوائلنا لمدة ثلاث اشهر
فتسألت لماذا لا يذهب الى ذلك السيد ويسأله لماذا لا يرفع صوته ضد هذا الظلم الذي وقع علينا ولماذا لا يأتي ويتظاهر معنا للمطالبة بحقوقنا .
او ليس هو الذي آمرنا بأنتخابهم وايصالهم الى كرسي الحكم مع اني اعتذر لم اعرف جواب السيد له
لكن النتيجة ان ذلك المتنسك لم يحضر في المظاهرة ..
هذا مثال واقعي لصراع الارادتين عند ابناء الوسط والجنوب
عباس فاضل