السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0000
أتمنى أن يعجبكم هذا الموضوع
هنالك يقظة طبيعية في عالم التكوين ، متمثلة بفصل الربيع الذي يبعث الحياة على وجه الأرض بعد جدبها ، وكذلك هنالك يقظة روحية في عالم الانفس ، وهي من أنفس هبات الله تعالى لعباده المؤمنين.. ومن المعلوم ان له جل جلاله نفحات في أيام دهرنا ، ولكن المشكلة تكمن في قلة الذين يتعرضون لتلك النفحات ، فيكون مثلهم كمثل مزارع كسول مر عليه فصل الربيع ، من دون ان يكلف نفسه زراعة ارضه.
إن من الضروري ان نصنف الوسط الذي نعيش فيه : فالناس حولنا بين من هم ملحقون بالجماد { كأنهم خشب مسندة }.. وبين من همكالانعام السائمة همها علفها ، وشغلها تقممها { بل هم اضل }.. وبين من هم في عداد الموتى إذ { لهم قلوب لا يفقهون بها }.. وبين من هم في عداد النائمين الذين لم تمت احاسيسهم ، ولكن يحتاجون الى من يوقظهم ، وبين من هم في عداد المستيقظين المقعدين ، فيرى الخطر محدقا به ، ولكنه لا يستطيع حراكا لعدم وجود تجاوب بين الارادة الآمرة ، والعضلات المؤتمرة..
إن اليقظة الروحية الحاصلة من المواسم والاماكن العبادية نعمة كبيرة ، ولكن بشرط أن تتحول الى حركة دائبة للخروج عن الواقع المؤسف الذي يعيشه الاغلب ، والمتمثل في حالة السهو والغفلة والانس بعاجل المتاع ، والميل الشديد لما يطابق الشهوتين المعروفتين وهما : شهوتا البطن والفرج !.. ومن هنا عندما يصف أمير المؤمنين (ع) العبد الصالح ، فإنه يمتدحه بخروجه عن سلطان تلك الشهوتين.
إن مما يوجب تحول اليقظة المجردة الى حركة دائبة : هي حالة التدبر والتأمل في حركة الوجود السائرة الى الله تعالى من ناحية ، وإلى موقع الفرد من هذا الوجود المتحرك من ناحية اخرى .. وقد عهدنا في التاريخ إنقلابا فيمن كان اسيرا للباطل ، إلى وجود مراقب خائف ، بمجرد تأمله في قوله تعالى : { ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله } مناديا : بلى !.. قد آن.
من موجبات التحول ايضا : هو التعرض للبلاء الشديد ! ، فإنه بمثابة البوتقة التي تصهر المؤمن ، لتحوله الى وجود مقاوم لا تحركه العواصف ، وقور عند الهزاهز .. وعليه ، فإن المؤمن يتحين فرص البلاء ، ليحول يقظته الطارئة الى حالة متأصلة من الرقابة المتصلة.
لا شك ان المعصية لها دورها في طمس حالة اليقظة الروحية - التي يمن بها المولى تعالى على عبده بين فترة واخرى - بما يوجب عدم عودة تلك الحالة مرة اخرى ، وهذا هو السر في شكوى الكثيرين من فقدان ما كانوا عليه من حالة الرقي الروحي .. ومن هنا كان للنبي (ص) الحق فى أن يدعو ربه قائلا بما مضمونه : ( اللهم لا تردنا الى سوء استنقذتنا منه ابدا .. ولا تسلب منا صالح ما اعطيتنا ابدا .. ولا تكلنا إلى انفسنا طرفة عين أبدا )..
إننا مدعوون بشدة – اذا اردنا ان نستنزل نعمة الايقاظ الالهي – أن نقدم قربانا الى الله تعالى ، فإننا نلاحظ أن النفحات الناقلة من حالة الى حالة في حياة الانبياء (ع) كانت بعدعمل بطولي متميز.. فهذا الخليل (ع) يترقى في مدارج القرب من الله تعالى بعد تكسيره الاصنام .. وهذا الكليم يتغير! مسير حياته بمصاهرته لنبي الله شعيب (ع) بعدما قام بخدمة مخلصة لبنتيه .. وهذه ام مريم ، تصبح جدة لروح الله ( وهو المسيح ) بنذر قبل منها مولاها.. وأخيرا يكتسب اهل البيت (ع) خلود الذكر في سورة الدهر ، لما اطعموه لوجه الله تعالى مسكينا ويتيما وأسيرا.
قد تطول في بعض الحالات حالة الاحساس بالهجران مع رب العالمين - حتى عند بعض المخلصين - ولكن ذلك ليس من دواعي اليأس أبدا ، فإن ما يطلبه هؤلاء نفيس جدا ، لا ينبغي توقع الوصول اليه بجهد قليل ، فشعار هؤلاء في حركة حياتهم هو : ( وقد علمت ان افضل زاد الراحل اليك عزم ارادة يختارك بها ).. فهل جعلنا هذا شعارا لنا ؟!..
أختكم عاشقة بيت محمد
أتمنى أن يعجبكم هذا الموضوع
هنالك يقظة طبيعية في عالم التكوين ، متمثلة بفصل الربيع الذي يبعث الحياة على وجه الأرض بعد جدبها ، وكذلك هنالك يقظة روحية في عالم الانفس ، وهي من أنفس هبات الله تعالى لعباده المؤمنين.. ومن المعلوم ان له جل جلاله نفحات في أيام دهرنا ، ولكن المشكلة تكمن في قلة الذين يتعرضون لتلك النفحات ، فيكون مثلهم كمثل مزارع كسول مر عليه فصل الربيع ، من دون ان يكلف نفسه زراعة ارضه.
إن من الضروري ان نصنف الوسط الذي نعيش فيه : فالناس حولنا بين من هم ملحقون بالجماد { كأنهم خشب مسندة }.. وبين من همكالانعام السائمة همها علفها ، وشغلها تقممها { بل هم اضل }.. وبين من هم في عداد الموتى إذ { لهم قلوب لا يفقهون بها }.. وبين من هم في عداد النائمين الذين لم تمت احاسيسهم ، ولكن يحتاجون الى من يوقظهم ، وبين من هم في عداد المستيقظين المقعدين ، فيرى الخطر محدقا به ، ولكنه لا يستطيع حراكا لعدم وجود تجاوب بين الارادة الآمرة ، والعضلات المؤتمرة..
إن اليقظة الروحية الحاصلة من المواسم والاماكن العبادية نعمة كبيرة ، ولكن بشرط أن تتحول الى حركة دائبة للخروج عن الواقع المؤسف الذي يعيشه الاغلب ، والمتمثل في حالة السهو والغفلة والانس بعاجل المتاع ، والميل الشديد لما يطابق الشهوتين المعروفتين وهما : شهوتا البطن والفرج !.. ومن هنا عندما يصف أمير المؤمنين (ع) العبد الصالح ، فإنه يمتدحه بخروجه عن سلطان تلك الشهوتين.
إن مما يوجب تحول اليقظة المجردة الى حركة دائبة : هي حالة التدبر والتأمل في حركة الوجود السائرة الى الله تعالى من ناحية ، وإلى موقع الفرد من هذا الوجود المتحرك من ناحية اخرى .. وقد عهدنا في التاريخ إنقلابا فيمن كان اسيرا للباطل ، إلى وجود مراقب خائف ، بمجرد تأمله في قوله تعالى : { ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله } مناديا : بلى !.. قد آن.
من موجبات التحول ايضا : هو التعرض للبلاء الشديد ! ، فإنه بمثابة البوتقة التي تصهر المؤمن ، لتحوله الى وجود مقاوم لا تحركه العواصف ، وقور عند الهزاهز .. وعليه ، فإن المؤمن يتحين فرص البلاء ، ليحول يقظته الطارئة الى حالة متأصلة من الرقابة المتصلة.
لا شك ان المعصية لها دورها في طمس حالة اليقظة الروحية - التي يمن بها المولى تعالى على عبده بين فترة واخرى - بما يوجب عدم عودة تلك الحالة مرة اخرى ، وهذا هو السر في شكوى الكثيرين من فقدان ما كانوا عليه من حالة الرقي الروحي .. ومن هنا كان للنبي (ص) الحق فى أن يدعو ربه قائلا بما مضمونه : ( اللهم لا تردنا الى سوء استنقذتنا منه ابدا .. ولا تسلب منا صالح ما اعطيتنا ابدا .. ولا تكلنا إلى انفسنا طرفة عين أبدا )..
إننا مدعوون بشدة – اذا اردنا ان نستنزل نعمة الايقاظ الالهي – أن نقدم قربانا الى الله تعالى ، فإننا نلاحظ أن النفحات الناقلة من حالة الى حالة في حياة الانبياء (ع) كانت بعدعمل بطولي متميز.. فهذا الخليل (ع) يترقى في مدارج القرب من الله تعالى بعد تكسيره الاصنام .. وهذا الكليم يتغير! مسير حياته بمصاهرته لنبي الله شعيب (ع) بعدما قام بخدمة مخلصة لبنتيه .. وهذه ام مريم ، تصبح جدة لروح الله ( وهو المسيح ) بنذر قبل منها مولاها.. وأخيرا يكتسب اهل البيت (ع) خلود الذكر في سورة الدهر ، لما اطعموه لوجه الله تعالى مسكينا ويتيما وأسيرا.
قد تطول في بعض الحالات حالة الاحساس بالهجران مع رب العالمين - حتى عند بعض المخلصين - ولكن ذلك ليس من دواعي اليأس أبدا ، فإن ما يطلبه هؤلاء نفيس جدا ، لا ينبغي توقع الوصول اليه بجهد قليل ، فشعار هؤلاء في حركة حياتهم هو : ( وقد علمت ان افضل زاد الراحل اليك عزم ارادة يختارك بها ).. فهل جعلنا هذا شعارا لنا ؟!..
أختكم عاشقة بيت محمد


تعليق