إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أزمة التفكير بين الصغير والرجل الكبير

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أزمة التفكير بين الصغير والرجل الكبير

    لقراءة الموضوع في شبكة ثقافية أخرى وتعقيبات مختلفة

    ما إن تتفتح عينيه في هذه الدنيا ، حتى تدب فيه الرغبة الملحة لاكتشافها والسؤال عن كل شئ يراه، يسألك بكل براءة وهو يشاهد التلفاز : ما هذا ؟
    لتجيب : - انه تلفزيون !
    · وما هو التلفزيون ؟
    - صندوق نرى فيه الدنيا !
    · و ما هي الدنيا ؟
    - اممممم ، الدنيا هي كل الناس وكل الحيوانات ، كل البيوت وكل العمارات ، كل الأشجار ، كل البحار ، كل الأنهار ، و و و و و
    · والملابس من هذه الدنيا أيضا ؟
    - نعم هي من هذه الدنيا !
    *وكيف يستطيع هذا الصندوق الصغير أن يرينا كل ذلك بكل مكان ؟
    - بسبب التكنلوجيا ّ
    · وما هي التكنلوجيا ؟
    وآلاف من الأسئلة التي ستنهال عليك حتماً كالمطر وأنت تنظر لها بمنظار التفاهة واللجلجة السمجة حتى تجد نفسك عاجزاً عن توصيل فكرة التلفزيون له بكل بساطة ، فتراوغه حتى يكف عن الأسئلة وحتى تنقذ نفسك كي لا يعتبرك جاهلاً وهو يكبرك بنظرته البريئة ويعتبرك تعلم كل شئ!!!
    وبعد أن يصمت عن أسئلته ، ستكتشف أنك مفلس لغوياَ ، تعجز تلك الحروف التي تكون منها كلماتك وتلك الكلمات التي تتركب منها جملتك عن إيصال الحقيقة !!!
    فما بين الكبار وبين الحقيقة إلا فرقة و انشقاق ، تمضي حياتك بين في شرب الشاي والقهوة او شرب السجائر و إحراق أيامك بتفكيرك ماذا ستأكل اليوم وكيف ستعيش غداً ، كيف ستبدد ملل هذا المساء وكيف توقع تلك المرأة في حبائلك ، فلا يرى الشخص أبعد من غرفة نومه وقاعة طعامه ، وأنانيته تسجن أفكاره في حلقة مفرغة من الحقد والحسد والغيرة والمصلحة ، وستجدك مفتقراً إلى تلك الحياة البريئة حياة الطفولة التي لا تعرف الخوف ولا الخجل ولا الكياسة ولا المجاملة ، فماذا ستجيب الطفل حين يسألك : من أين جئت إلى هذه الدنيا ؟

    هل ستجيبه من نطفة وشهوة ؟

    ستفتح على نفسك بابا حتماً إذا أجبته ، لكونه سيسألك وكيف تكون النطفة ذلك السائل القذر إنسانا ؟

    ستكتشف أنك لا تعرف الإجابة ، ولم تفكر في ذلك ، أرحت نفسك من التفكير ومن الأسئلة والأجوبة ، وشغلت نفسك بما وكيف تأكل وتشرب وتلهي نفسك وتجني المال ، والطفل البرئ مشغول بطرح الأسئلة التي قيدنا أنفسنا من البحث فيها .

    إن تفكير الطفل تكشف بضوئها فساد المألوف وقصور الواقع وتتطلع إلى حل وجواب وخلاص ، إنها سبيل الاكتشافات العظيمة ، والعظيم هو من يحافظ على براءته وأفكاره الحرة .

    ياسر عبدالله .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X