لقراءة الموضوع في شبكة ثقافية أخرى وتعقيبات مختلفة
ما إن تتفتح عينيه في هذه الدنيا ، حتى تدب فيه الرغبة الملحة لاكتشافها والسؤال عن كل شئ يراه، يسألك بكل براءة وهو يشاهد التلفاز : ما هذا ؟
لتجيب : - انه تلفزيون !
· وما هو التلفزيون ؟
- صندوق نرى فيه الدنيا !
· و ما هي الدنيا ؟
- اممممم ، الدنيا هي كل الناس وكل الحيوانات ، كل البيوت وكل العمارات ، كل الأشجار ، كل البحار ، كل الأنهار ، و و و و و
· والملابس من هذه الدنيا أيضا ؟
- نعم هي من هذه الدنيا !
*وكيف يستطيع هذا الصندوق الصغير أن يرينا كل ذلك بكل مكان ؟
- بسبب التكنلوجيا ّ
· وما هي التكنلوجيا ؟
وآلاف من الأسئلة التي ستنهال عليك حتماً كالمطر وأنت تنظر لها بمنظار التفاهة واللجلجة السمجة حتى تجد نفسك عاجزاً عن توصيل فكرة التلفزيون له بكل بساطة ، فتراوغه حتى يكف عن الأسئلة وحتى تنقذ نفسك كي لا يعتبرك جاهلاً وهو يكبرك بنظرته البريئة ويعتبرك تعلم كل شئ!!!
وبعد أن يصمت عن أسئلته ، ستكتشف أنك مفلس لغوياَ ، تعجز تلك الحروف التي تكون منها كلماتك وتلك الكلمات التي تتركب منها جملتك عن إيصال الحقيقة !!!
فما بين الكبار وبين الحقيقة إلا فرقة و انشقاق ، تمضي حياتك بين في شرب الشاي والقهوة او شرب السجائر و إحراق أيامك بتفكيرك ماذا ستأكل اليوم وكيف ستعيش غداً ، كيف ستبدد ملل هذا المساء وكيف توقع تلك المرأة في حبائلك ، فلا يرى الشخص أبعد من غرفة نومه وقاعة طعامه ، وأنانيته تسجن أفكاره في حلقة مفرغة من الحقد والحسد والغيرة والمصلحة ، وستجدك مفتقراً إلى تلك الحياة البريئة حياة الطفولة التي لا تعرف الخوف ولا الخجل ولا الكياسة ولا المجاملة ، فماذا ستجيب الطفل حين يسألك : من أين جئت إلى هذه الدنيا ؟
هل ستجيبه من نطفة وشهوة ؟
ستفتح على نفسك بابا حتماً إذا أجبته ، لكونه سيسألك وكيف تكون النطفة ذلك السائل القذر إنسانا ؟
ستكتشف أنك لا تعرف الإجابة ، ولم تفكر في ذلك ، أرحت نفسك من التفكير ومن الأسئلة والأجوبة ، وشغلت نفسك بما وكيف تأكل وتشرب وتلهي نفسك وتجني المال ، والطفل البرئ مشغول بطرح الأسئلة التي قيدنا أنفسنا من البحث فيها .
إن تفكير الطفل تكشف بضوئها فساد المألوف وقصور الواقع وتتطلع إلى حل وجواب وخلاص ، إنها سبيل الاكتشافات العظيمة ، والعظيم هو من يحافظ على براءته وأفكاره الحرة .
ياسر عبدالله .
ما إن تتفتح عينيه في هذه الدنيا ، حتى تدب فيه الرغبة الملحة لاكتشافها والسؤال عن كل شئ يراه، يسألك بكل براءة وهو يشاهد التلفاز : ما هذا ؟
لتجيب : - انه تلفزيون !
· وما هو التلفزيون ؟
- صندوق نرى فيه الدنيا !
· و ما هي الدنيا ؟
- اممممم ، الدنيا هي كل الناس وكل الحيوانات ، كل البيوت وكل العمارات ، كل الأشجار ، كل البحار ، كل الأنهار ، و و و و و
· والملابس من هذه الدنيا أيضا ؟
- نعم هي من هذه الدنيا !
*وكيف يستطيع هذا الصندوق الصغير أن يرينا كل ذلك بكل مكان ؟
- بسبب التكنلوجيا ّ
· وما هي التكنلوجيا ؟
وآلاف من الأسئلة التي ستنهال عليك حتماً كالمطر وأنت تنظر لها بمنظار التفاهة واللجلجة السمجة حتى تجد نفسك عاجزاً عن توصيل فكرة التلفزيون له بكل بساطة ، فتراوغه حتى يكف عن الأسئلة وحتى تنقذ نفسك كي لا يعتبرك جاهلاً وهو يكبرك بنظرته البريئة ويعتبرك تعلم كل شئ!!!
وبعد أن يصمت عن أسئلته ، ستكتشف أنك مفلس لغوياَ ، تعجز تلك الحروف التي تكون منها كلماتك وتلك الكلمات التي تتركب منها جملتك عن إيصال الحقيقة !!!
فما بين الكبار وبين الحقيقة إلا فرقة و انشقاق ، تمضي حياتك بين في شرب الشاي والقهوة او شرب السجائر و إحراق أيامك بتفكيرك ماذا ستأكل اليوم وكيف ستعيش غداً ، كيف ستبدد ملل هذا المساء وكيف توقع تلك المرأة في حبائلك ، فلا يرى الشخص أبعد من غرفة نومه وقاعة طعامه ، وأنانيته تسجن أفكاره في حلقة مفرغة من الحقد والحسد والغيرة والمصلحة ، وستجدك مفتقراً إلى تلك الحياة البريئة حياة الطفولة التي لا تعرف الخوف ولا الخجل ولا الكياسة ولا المجاملة ، فماذا ستجيب الطفل حين يسألك : من أين جئت إلى هذه الدنيا ؟
هل ستجيبه من نطفة وشهوة ؟
ستفتح على نفسك بابا حتماً إذا أجبته ، لكونه سيسألك وكيف تكون النطفة ذلك السائل القذر إنسانا ؟
ستكتشف أنك لا تعرف الإجابة ، ولم تفكر في ذلك ، أرحت نفسك من التفكير ومن الأسئلة والأجوبة ، وشغلت نفسك بما وكيف تأكل وتشرب وتلهي نفسك وتجني المال ، والطفل البرئ مشغول بطرح الأسئلة التي قيدنا أنفسنا من البحث فيها .
إن تفكير الطفل تكشف بضوئها فساد المألوف وقصور الواقع وتتطلع إلى حل وجواب وخلاص ، إنها سبيل الاكتشافات العظيمة ، والعظيم هو من يحافظ على براءته وأفكاره الحرة .
ياسر عبدالله .