بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما بلغت مبلغ الزواج ـ وهي التي كانت تتمتع بمواصفات ممتازة ـ بدأ الخطّاب يتوافدون لطلب يدها ولكنها كانت ترفض باستمرار
هذا طويل القامة.. وذاك قصير
هذا سمين.. وذاك نحيف
هذا بخيل .. وذاك فقير
كانت تريده رجلاً مثالياً من كل النواحي، وقد تناست أنه من الصعب جداً أن نجد إنساناً كامل الصفات
ومرت السنوات .. وبقيت صديقتنا تنتظر الرجل المثالي
تلك السنوات رسمت على ملامح وجهها خطوطاً لا تُخفى.. وجعلت مواصفاتها تتراجع بشكل ملحوظ
لم يعد هناك خطّاب.. بل أصبح يتقدّم لطلبها أو أرمل يحتاج للرعاية.. أو مطلق ولديه عدة أولاد
وفرص الزواج تقلّصت بل باتت شبه معدومة..
في قلب هذه الفتاة وداخل عينيها حسرة تكاد تقتلها لأن المرأة الريحانة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي الزوجة المناضلة .. والأم المضحيّة.. والمربية الصبورة
فما قيمة الجمال والقوام الرشيق إن لم يتذوق طعم الكفاح في هذه الحياة
بتّ أرى في داخلها فتاة ترغب بالزواج وتكوين أسرة.. ولكن هيهات فالواحة في قلب الصحراء ويصعب الوصول إليها
فكم من الواحات في مجتمعنا تنتظر العودة إلى الوراء ؟؟
(( بعض تأملاتي في هذه الحياة ))
أختكــ حنين ـــم