السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مقال نشر اليوم في جريدة السفير اللبنانية.. بعنوان : إمام ينتظره لبنان
بقلم :جوزف الهاشم
http://www.assafir.com/Article.aspx?...A7%D8%B4%D9%85
[ وزير سابق
هوامش
1ـ من ندائه الى العقل اللبناني ـ 7/1/1976
2ـ من محاضرة للإمام الصدر بدعوة من النادي الثقافي الاجتماعي في بلدة الدامور 3/7/1970
3ـ «لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»: سورة العنكبوت: (45)
4ـ «أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»: سورة الشورى، (13)
5ـ قول للمسيح.
6ـ من خطاب في الأونيسكو: 23/5/1976
7ـ من خطبة للإمام في مهرجان أقيم في بعلبك بتاريخ 17/3/74 بمناسبة أربعين الإمام الحسين.
8ـ من نشرة عن المقاومة الإسلامية في لبنان.
مقال نشر اليوم في جريدة السفير اللبنانية.. بعنوان : إمام ينتظره لبنان
بقلم :جوزف الهاشم
http://www.assafir.com/Article.aspx?...A7%D8%B4%D9%85
أين هو وأين هم..؟ هم المخطوفون منذ إحدى وثلاثين سنة وأكثر، ولبنان مخطوف معهم وبهم، في طرابلس الغرب وبيروت الغرب، ومتأرجح بين مخالب الشرق وأشداق الغرب.
وأين هو العقل اللبناني..؟ هل صح الذي قيل: «إن العالم كله قد انتفع بعقل لبنان، وبقي لبنان بلا عقل...؟».
هل سمعناه وهو يخاطب العقول المخدّرة فينا..؟ «تركتم الوطن الذي لا نملك غيره، هذا الوطن الفريد من نوعه، هذه الأرض التي تعكس السماء، هذه الجغرافية التي تمثل التاريخ، هذه البقعة التي امتدت الى العالم كله فتبلور العالم فيها...» (1)
هل سمعناه، وفهمناه، ونحن نجعل من منابرنا الدينية متاريس للقصف الطائفي العشوائي...؟ «أنا كرجل دين أقول لكم: إذا دعاكم دين ما الى الانكماش وعدم الحوار مع الطوائف الأخرى فارفضوه، والغوا ذلك الدين، لأنه لا يمكن للأديان إلا أن تأمر باللقاء، وعلى الجميع في لبنان ان يقيموا الحوار فيما بينهم ليتفاهموا ويتحابوا ويعيشوا بسلام...» (2)
ونحن نقول لمن لم يسمعوه ولم يفهموه، وللذين يتاجرون بالرقيق الطائفي: إقرأوا من فضلكم، سورة المائدة، والبقرة، والصف، والأعراف، والعنكبوت، والحُجُرات، والشورى، وآل عمران، ومريم. وعقد العهد لأهل نجران، «ولا تجادلوا ـ من فضلكم ـ أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن» (3) «وأقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه» (4).
ونقول لهم: تكرّموا واقرأوا الأناجيل الأربعة، ووصية المسيح على الجبل، «وأحسنوا ـ من فضلكم ـ الى مبغضيكم، ولا تكافئوا على شر بشر ولا على شتيمة بشتيمة، بل باركوا..».
بعد حسم القول الشائع في القرون الوسطى بأن نصفي الله: البابا والامبراطور، لم تعد الكنيسة منبراً للتجاذب السياسي، بل أصبحت نداءً روحياً إنسانياً يرفع صوت الحق، «تعرفوا الحق والحق يحرركم» (5).
والمسجد هو منبر الله على لسان الرسول ينطق بالنور والهدى، والإسلام دينٌ يتوسل الجدل العقلي طريقاً الى الحق.
الإمام الصدر تجسَّد فيه التواصل الإمامي التاريخي، منذ ان ربط النبي بين القرآن وأهل البيت.. «أنا تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وأهل بيتي.. إنهما لن يفترقا...».
والإمامة الصدرية مثلت شروط الإمامة بكل صفاتها ومواصفاتها، على أنها مستوحاة من النور المحمدي كما أوضحها ابن عربي وحددها رينولد نيكلسون، فإذا هو الإمام الكامل والإنسان الكامل وآدم الحقيقي، كما جاء في كتاب هنري كوربان «الإسلام في إيران».
إنه الملحمة العلوية بمعانيها الروحية والإنسانية والجهادية والخلقية والسياسية، ومن اجتمعت فيه هذه الخصائص الرسالية تصفو عنده الذات بشفافية مطهّرة من أرجاس النفس وشهواتها، فيدنو الى الكمال ما دنا الى جوهر ذات الله ومَنْ قرُبَ من ذات الله أدرك معنى إنسانية الإنسان.
من هنا، تمحورت دعوة الإمام الصدر حول غاية الإنسان الذي هو قيمة إنسانية على صورة خالقه، من أجل تحريره من عبودية المادة وجموح الغريزة وعبادة أصنام اللحم، وجاهد من خلال حركة المحرومين في سبيل تحقيق العدالة والمساواة، ثائراً في وجه المظالم والطغيان والقمع.
لقد برزت شخصية الإمام الصدر على انها شخصية ملتزمة، والالتزام عنده ـ كما في المفهوم الفقهي العريق ـ هو محور حضاري متحرك نحو التقارب، وانطلاقة وحدوية للحوار.
واستراتيجية الإمام الصدر الحوارية، مستوحاة من هذا الالتزام الروحي فكرَّسه في أفضل مختبر إنساني حضاري هو لبنان، فبرز الإمام شخصية فريدة متميزة، في زمن غلب عليه الطابع الانقسامي واستشرت فيه نزعة التعصب الغرائزي، فأحدث انقلاباً في التقارب الحضاري، وتكوكبت حوله المشاعر المذهبية في أزهى مثالها الوحدوي، فإذا هو إمام المسلمين والمسيحيين على السواء.
ها هو يقول: «إن لبنان بواقعه البشري مدعو لأداء دور حضاري في العالم من خلال مستوى التعايش ومن خلال دوره في الحوار العربي الأوروبي، وهذا الدور لا يمكن تأديته إلا بوجود العدل وتكافؤ الفرص بين أبناء الشعب والرؤية الواسعة لدى الحكام».. (6).
في كلام آخر موجَّه الى إسرائيل يقول: «إسمعي إننا قبلنا أمانة الله وأمانة الإنسان التي هي وحدتنا الوطنية الشاملة للمسيحيين والمسلمين، وبذلك أصبحنا مثالاً متجسداً للعالم وواحة نموذجية لحضارته المستقبلية..».
هذه النموذجية الحضارية التي تشكل مثالاً عالمياً أسمى طرحها الإمام الصدر تسفيهاً للعنصرية الإسرائيلية، ونقيضاً لما يُعرف بتصادم الحضارات، منذ ان برز في القرون الوسطى عبر التصارع على مدينة القدس بين الحملات الصليبية والإسلامية وخضوع القدس مجدداً للسيطرة الأجنبية والوعد الصهيوني.
إنها الصرخة الصدرية في وجه الاستكبار المستفحل، لأن البشرية المستضعفة التي تتحكم بها الحشود العسكرية وجحافل الإرهاب باتت أكثر حاجة الى التوحد بالله على انه القدرة القامعة للتسلّط والطغيان، في عالم: منه مَنِ استكبر بمركّب العظمة،
ومنه من استُضعف بمركّب النقص.
والإمام الصدر كان أول من أطلق صرخة المقاومة لدحر إسرائيل، ويوم أعلن ولادة حركة أمل حدد هدفها «بصون كرامة الوطن وصد الاعتداءات الإسرائيلية لتأدية الواجب الوطني على الحدود...»، وقال بما يشبه النبوءة «نريد أن يكون الجنوب صخرة تتحطم عليها أحلام إسرائيل ونواة لتحرير فلسطين..».
وقد أكد الإمام الصدر على القدرة الذاتية والثورة الذاتية في وجه الاحتلال، في ظل تضارب الأحداث وانقسام القيادات العربية والإسلامية الى معسكرين:
ـ معسكر رمى نفسه في أحضان الغرب...
ـ ومعسكر رمى نفسه خارج أحضان التاريخ...
وعظمة الإمام الصدر تكمن في شخصيته القيادية الرائدة التي ولجت بشفافية دواخل الآخر، فهي التواضع المتقشف على كبر، والذي تميّز به القياديون التاريخيون، لقد أطلق نفسه خادماً للوطن «سأبقى إن شاء الله في خدمة لبنان. إن رفاق الإمام موسى هم يتمسكون بلبنان يحفظون كيان لبنان ويدفعون عنه كل شر» (7) وقد أطلق نفسه خادماً للشعب وخادماً للمظلومين وخادماً للمحرومين.
«أنا يشرفني أن أكون في عداد خدام المجاهدين» (8)
هذه لغة، لم تطرق مسامع الشعب إلا على ألسنة النبيّين والبشر الملهمين:
النبي أعلن نفسه خادماً للأمة.
والمسيح قبّل أرجل تلاميذه.
وأمير المؤمنين علي لامست نفسه أعماق مشاعر الشعب «وهو يشاركه مكاره الدهر وجشوبة العيش».
إنه التزام: خادم الوطن، وخادم الشعب، وخادم المظلومين والمحرومين والمجاهدين ما حتّم على الإمام الصدر اعتكافاً في أحد مساجد بيروت حتى الشهادة لإنقاذ لبنان، وشنها حملة ثائرة على تلكؤ المسؤولين: «سأبقى في جميع العمر ومدى الدهر جزءاً من ضمير هذا البلد أصرخ في وجههم وأقضّ مضاجع المسؤولين وأوبّخ ضمائرهم».
[ [ [
أيها الإمام.. أنت هو الباقي في ضمير الشعب، تقضّ المضاجع وتؤنب الضمائر:
حيث الرادع الديني مسيّب، والرادع الأخلاقي مغيّب، والرادع القانوني مخيّب.
كم هم المسؤولون الذين ينادون بالعدل وهم جائرون...
وكم هم السياسيون الذين ينادون بالحق وهم ضالون...
وكم هم «الذين يأمرون بالبر وينسون أنفسهم».
وكم هم «الذين تبدو البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر».
وكم هم الكتبة والفريسيون الذين يتكلمون بالصالحات وهم أشرار.
وكم هم الذين يستظلون قباب الله وهم فاسقون...
نعم، أنت أيها الإمام باقٍ مدى الدهر في ضمير الشعب والوطن، إماماً منتظراً في لبنان.
ونحن نعيش معك، وننتظر عودتك.
والسلام.
وأين هو العقل اللبناني..؟ هل صح الذي قيل: «إن العالم كله قد انتفع بعقل لبنان، وبقي لبنان بلا عقل...؟».
هل سمعناه وهو يخاطب العقول المخدّرة فينا..؟ «تركتم الوطن الذي لا نملك غيره، هذا الوطن الفريد من نوعه، هذه الأرض التي تعكس السماء، هذه الجغرافية التي تمثل التاريخ، هذه البقعة التي امتدت الى العالم كله فتبلور العالم فيها...» (1)
هل سمعناه، وفهمناه، ونحن نجعل من منابرنا الدينية متاريس للقصف الطائفي العشوائي...؟ «أنا كرجل دين أقول لكم: إذا دعاكم دين ما الى الانكماش وعدم الحوار مع الطوائف الأخرى فارفضوه، والغوا ذلك الدين، لأنه لا يمكن للأديان إلا أن تأمر باللقاء، وعلى الجميع في لبنان ان يقيموا الحوار فيما بينهم ليتفاهموا ويتحابوا ويعيشوا بسلام...» (2)
ونحن نقول لمن لم يسمعوه ولم يفهموه، وللذين يتاجرون بالرقيق الطائفي: إقرأوا من فضلكم، سورة المائدة، والبقرة، والصف، والأعراف، والعنكبوت، والحُجُرات، والشورى، وآل عمران، ومريم. وعقد العهد لأهل نجران، «ولا تجادلوا ـ من فضلكم ـ أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن» (3) «وأقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه» (4).
ونقول لهم: تكرّموا واقرأوا الأناجيل الأربعة، ووصية المسيح على الجبل، «وأحسنوا ـ من فضلكم ـ الى مبغضيكم، ولا تكافئوا على شر بشر ولا على شتيمة بشتيمة، بل باركوا..».
بعد حسم القول الشائع في القرون الوسطى بأن نصفي الله: البابا والامبراطور، لم تعد الكنيسة منبراً للتجاذب السياسي، بل أصبحت نداءً روحياً إنسانياً يرفع صوت الحق، «تعرفوا الحق والحق يحرركم» (5).
والمسجد هو منبر الله على لسان الرسول ينطق بالنور والهدى، والإسلام دينٌ يتوسل الجدل العقلي طريقاً الى الحق.
الإمام الصدر تجسَّد فيه التواصل الإمامي التاريخي، منذ ان ربط النبي بين القرآن وأهل البيت.. «أنا تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وأهل بيتي.. إنهما لن يفترقا...».
والإمامة الصدرية مثلت شروط الإمامة بكل صفاتها ومواصفاتها، على أنها مستوحاة من النور المحمدي كما أوضحها ابن عربي وحددها رينولد نيكلسون، فإذا هو الإمام الكامل والإنسان الكامل وآدم الحقيقي، كما جاء في كتاب هنري كوربان «الإسلام في إيران».
إنه الملحمة العلوية بمعانيها الروحية والإنسانية والجهادية والخلقية والسياسية، ومن اجتمعت فيه هذه الخصائص الرسالية تصفو عنده الذات بشفافية مطهّرة من أرجاس النفس وشهواتها، فيدنو الى الكمال ما دنا الى جوهر ذات الله ومَنْ قرُبَ من ذات الله أدرك معنى إنسانية الإنسان.
من هنا، تمحورت دعوة الإمام الصدر حول غاية الإنسان الذي هو قيمة إنسانية على صورة خالقه، من أجل تحريره من عبودية المادة وجموح الغريزة وعبادة أصنام اللحم، وجاهد من خلال حركة المحرومين في سبيل تحقيق العدالة والمساواة، ثائراً في وجه المظالم والطغيان والقمع.
لقد برزت شخصية الإمام الصدر على انها شخصية ملتزمة، والالتزام عنده ـ كما في المفهوم الفقهي العريق ـ هو محور حضاري متحرك نحو التقارب، وانطلاقة وحدوية للحوار.
واستراتيجية الإمام الصدر الحوارية، مستوحاة من هذا الالتزام الروحي فكرَّسه في أفضل مختبر إنساني حضاري هو لبنان، فبرز الإمام شخصية فريدة متميزة، في زمن غلب عليه الطابع الانقسامي واستشرت فيه نزعة التعصب الغرائزي، فأحدث انقلاباً في التقارب الحضاري، وتكوكبت حوله المشاعر المذهبية في أزهى مثالها الوحدوي، فإذا هو إمام المسلمين والمسيحيين على السواء.
ها هو يقول: «إن لبنان بواقعه البشري مدعو لأداء دور حضاري في العالم من خلال مستوى التعايش ومن خلال دوره في الحوار العربي الأوروبي، وهذا الدور لا يمكن تأديته إلا بوجود العدل وتكافؤ الفرص بين أبناء الشعب والرؤية الواسعة لدى الحكام».. (6).
في كلام آخر موجَّه الى إسرائيل يقول: «إسمعي إننا قبلنا أمانة الله وأمانة الإنسان التي هي وحدتنا الوطنية الشاملة للمسيحيين والمسلمين، وبذلك أصبحنا مثالاً متجسداً للعالم وواحة نموذجية لحضارته المستقبلية..».
هذه النموذجية الحضارية التي تشكل مثالاً عالمياً أسمى طرحها الإمام الصدر تسفيهاً للعنصرية الإسرائيلية، ونقيضاً لما يُعرف بتصادم الحضارات، منذ ان برز في القرون الوسطى عبر التصارع على مدينة القدس بين الحملات الصليبية والإسلامية وخضوع القدس مجدداً للسيطرة الأجنبية والوعد الصهيوني.
إنها الصرخة الصدرية في وجه الاستكبار المستفحل، لأن البشرية المستضعفة التي تتحكم بها الحشود العسكرية وجحافل الإرهاب باتت أكثر حاجة الى التوحد بالله على انه القدرة القامعة للتسلّط والطغيان، في عالم: منه مَنِ استكبر بمركّب العظمة،
ومنه من استُضعف بمركّب النقص.
والإمام الصدر كان أول من أطلق صرخة المقاومة لدحر إسرائيل، ويوم أعلن ولادة حركة أمل حدد هدفها «بصون كرامة الوطن وصد الاعتداءات الإسرائيلية لتأدية الواجب الوطني على الحدود...»، وقال بما يشبه النبوءة «نريد أن يكون الجنوب صخرة تتحطم عليها أحلام إسرائيل ونواة لتحرير فلسطين..».
وقد أكد الإمام الصدر على القدرة الذاتية والثورة الذاتية في وجه الاحتلال، في ظل تضارب الأحداث وانقسام القيادات العربية والإسلامية الى معسكرين:
ـ معسكر رمى نفسه في أحضان الغرب...
ـ ومعسكر رمى نفسه خارج أحضان التاريخ...
وعظمة الإمام الصدر تكمن في شخصيته القيادية الرائدة التي ولجت بشفافية دواخل الآخر، فهي التواضع المتقشف على كبر، والذي تميّز به القياديون التاريخيون، لقد أطلق نفسه خادماً للوطن «سأبقى إن شاء الله في خدمة لبنان. إن رفاق الإمام موسى هم يتمسكون بلبنان يحفظون كيان لبنان ويدفعون عنه كل شر» (7) وقد أطلق نفسه خادماً للشعب وخادماً للمظلومين وخادماً للمحرومين.
«أنا يشرفني أن أكون في عداد خدام المجاهدين» (8)
هذه لغة، لم تطرق مسامع الشعب إلا على ألسنة النبيّين والبشر الملهمين:
النبي أعلن نفسه خادماً للأمة.
والمسيح قبّل أرجل تلاميذه.
وأمير المؤمنين علي لامست نفسه أعماق مشاعر الشعب «وهو يشاركه مكاره الدهر وجشوبة العيش».
إنه التزام: خادم الوطن، وخادم الشعب، وخادم المظلومين والمحرومين والمجاهدين ما حتّم على الإمام الصدر اعتكافاً في أحد مساجد بيروت حتى الشهادة لإنقاذ لبنان، وشنها حملة ثائرة على تلكؤ المسؤولين: «سأبقى في جميع العمر ومدى الدهر جزءاً من ضمير هذا البلد أصرخ في وجههم وأقضّ مضاجع المسؤولين وأوبّخ ضمائرهم».
[ [ [
أيها الإمام.. أنت هو الباقي في ضمير الشعب، تقضّ المضاجع وتؤنب الضمائر:
حيث الرادع الديني مسيّب، والرادع الأخلاقي مغيّب، والرادع القانوني مخيّب.
كم هم المسؤولون الذين ينادون بالعدل وهم جائرون...
وكم هم السياسيون الذين ينادون بالحق وهم ضالون...
وكم هم «الذين يأمرون بالبر وينسون أنفسهم».
وكم هم «الذين تبدو البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر».
وكم هم الكتبة والفريسيون الذين يتكلمون بالصالحات وهم أشرار.
وكم هم الذين يستظلون قباب الله وهم فاسقون...
نعم، أنت أيها الإمام باقٍ مدى الدهر في ضمير الشعب والوطن، إماماً منتظراً في لبنان.
ونحن نعيش معك، وننتظر عودتك.
والسلام.
[ وزير سابق
هوامش
1ـ من ندائه الى العقل اللبناني ـ 7/1/1976
2ـ من محاضرة للإمام الصدر بدعوة من النادي الثقافي الاجتماعي في بلدة الدامور 3/7/1970
3ـ «لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»: سورة العنكبوت: (45)
4ـ «أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»: سورة الشورى، (13)
5ـ قول للمسيح.
6ـ من خطاب في الأونيسكو: 23/5/1976
7ـ من خطبة للإمام في مهرجان أقيم في بعلبك بتاريخ 17/3/74 بمناسبة أربعين الإمام الحسين.
8ـ من نشرة عن المقاومة الإسلامية في لبنان.