السلام عليكم
قال نفطويه في تاريخه: ((ان أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة اختلقت في أيام بني أمية تقرباً إليهم في ما يظنون انّهم يرغمون به أنوف بني هاشم)).
وقال المدائني في كتابه في الأحداث: ((فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها... حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون انها حق ولو علموا انها باطلة ما رووها ولا تدينوا بها)).
فليس ببعيد أن تنفذ هذه الأخبار إلى الكتب التي يقال عنها أنها صحيحة.
ولابد أيضاً من معرفة أن هناك من لديه مصلحة في وضع الأحاديث، فمعاوية كان يسعى لذلك لتثبيت سلطانه فأستأجر من كتب له تلك الأحاديث الموضوعة في فضله وفضل الخلفاء الثلاثة باعتباره الوريث لها والمدافع عنها في قبال علي (عليه السلام) الذي رفض السير على سيرة أولئك الخلفاء.
و كثير من المناقب و الفضائل التي نقلت لعمر و ابو بكر و امثالهما لااصل له
و منها:
1ـ حدّثنا أَبو بَكر بن أَبي شَيبَةَ. حَدّثَنَا أَبو أسَامَةَ. حَدّثَنَا عبَيد اللّه عَن نَافع، عَن ابن عمَرَ. قَالَ: لَمّا توفيَ عَبد اللّه بن أبَيَ، ابن سَلولَ، جَاءَ ابنه عَبد اللّه بن عَبد اللّه إلَىَ رَسول اللّه صلى الله عليه وسلم. فسَأَلَه أَن يعطيَه قَميصَه أَن يكَفّنَ فيه أَبَاه. فَأَعطَاه. ثمّ سَأَلَه أَن يصَلّيَ عَلَيه. فقَامَ رَسول اللّه صلى الله عليه وسلم ليصَلّيَ عَلَيه. فَقَامَ عمَر فَأَخَذَ بثَوب رَسول اللّه صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: يَا رَسولَ اللّه أَتصَلّي عَلَيه وَقَد نَهَاكَ اللّه أَن تصَلّيَ عَلَيه؟ فَقَالَ رَسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((إنّمَا خَيّرَني اللّه فَقَالَ: (( استَغفر لَهم أَو لاَ تَستَغفر لَهم إن تَستَغفر لَهم سَبعينَ مَرّةً )) (9 التوبة الاَية: ) وَسَأَزيد عَلَىَ سَبْعينَ)) قَالَ: إنّه منَافقٌ. فَصَلّىَ عَلَيْه رَسول اللّه صلى الله عليه وسلم. وَأَنْزَلَ اللّه عَزّ وَجَلّ: (( وَلاَ تصَلّ عَلَىَ أَحَد منهم مَاتَ أَبَداً وَلاَ تَقم عَلَىَ قَبره )) (9 التوبة الاَية: ). (صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل عمر).
---
تعليق