الحلقة الاولى
صدر هذا الكتاب في منتصف شهر مارس الماضي، واثار ضجة كبيرة لدى صدوره. وقد اصبح حديث الناس،
منذ ان استضاف برنامج تلفزيوني فرنسي على القناة الثانية مؤلفه تييري ميسان، صحافي التحقيقات الذي درس العلوم السياسية واصدر كتابين حول سيرة حياة وزير الدفاع الفرنسي الاسبق شارل ميون ووزير الداخلية الفرنسي الاسبق شارل باسكوا. ويشكك المؤلف بالكثير من الطروحات الامريكية حول ما جرى يوم 11 سبتمبر بل ويؤكد انه لم تتحطم اي طائرة على مبنى «البنتاجون في ذلك اليوم». يقول المؤلف في مقدمة كتابه:«الرواية الرسمية ـ الامريكية ـ للاحداث لا تصمد امام التحليل النقدي. وسوف نبرهن على انها ليست سوى عملية «مونتاج» وتسمح المعلومات التي نقدمها في بعض الحالات ان تبين الحقيقة. اننا ندعوكم الى عدم اعتبار عملنا هذا حقيقة نهائية. بل وندعوكم الى التشكك، ولا تثقوا الا بحسكم النقدي».
هل تتذكرون الاعتداء على البنتاجون؟ لقد كانت تلك الاحداث من الخطورة بحيث انه كان من غير الممكن، تحت وقع المفاجأة، القيام بالالتقاط الفوري لتناقضات الرواية الرسمية الامريكية التي طرحت في هذا الصدد.
يوم 11 سبتمبر 2001 قبيل الساعة العاشرة حسب توقيت واشنطن العاصمة اذاعت وزارة الدفاع الامريكية بيانا مقتضبا جاء فيه مايلي: «لاتزال وزارة الدفاع تواجه الهجوم الذي تعرضت له هذا الصباح في الساعة 08.35 ولا يتوفر حتى الان اي رقم حول عدد الضحايا اما الجرحى فقد تم نقلهم الى المستشفيات القريبة، وقد اعرب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد عن تعاطفه مع اسر الضحايا الذين قتلوا وجرحوا من جراء هذا الهجوم المشين وهو يؤمن قيادة العمليات انطلاقا من مركز القيادة في البنتاجون، ولقد جرى اخلاء المبنى من موظفيه بينما تتصدى مصالح التدخل في حالات الطواريء التابعة لوزارة الدفاع وللمناطق المجاورة للنيران وتقدم الاسعافات الاولية الضرورية، التقديرات الاولية للخسائر كبيرة، مع ذلك ينبغي ان تفتح وزارة الدفاع ابوابها غدا حيث تم تجهيز اماكن بديلة للعمل عوضا عن اقسام المبنى المصابة».
للوهلة الاولى للوهلة الاولى تبدو الوقائع جلية ولا تحتمل اي نقاش مع ذلك وعندما يتم التوغل في التفاصيل تغدو الايضاحات الرسمية مثيرة للتشوش ومتناقضة.
وقد اوضح المراقبون الجويون للطيران المدني لصحافيي الـ «كريستيان سيانس مونيتور» في 17 سبتمبر 2001 انه حوالي الساعة 8.55 كانت الطائرة البوينج قد خفضت مسار طيرانها الى ارتفاع 29 الف قدم، ولم تستجب للتعليمات بحيث اعتقد المراقبون في البداية ان هناك عطلا الكترونيا ثم قام الطيار الذي استمر بعدم الاجابة على النداءات، بفتح الراديو بشكل منقطع مما سمح بسماع صوت رجل ذي لهجة عربية قوية كان يهدده، وعندها استدارت الطائرة نحو واشنطن، ثم فقد المراقبون الاتصال معها.
وحسب التعليمات السارية قام المراقبون الجويون المحليون بابلاغ ادارة الطيران المدني بخطف الطائرة وكان اغلبية المسئولين على المستوى القومي غائبين، حيث كانوا قد ذهبوا الى كندا لحضور مؤتمر مهني، وفي التضارب الذي ساد في ذلك اليوم، اعتقد المسئولون المناوبون في مقر الادارة الفيدرالية للطيران المدني، ان الابلاغ يخص الطائرة الثانية التي كان قد تم خطفها نحو نيويورك، وبعد مرور نصف ساعة فهموا ان الامر يتعلق بطائرة ثالثة جرى خطفها، وابلغوا بذلك السلطات العسكرية لقد كان ذلك الاهمال سببا في ضياع 29 دقيقة ثمينة.
وعندما تمت مساءلة الجنرال ريشار ماير يوم 23 سبتمبر من قبل لجنة القوات المسلحة في الكونجرس، لم يستطع ان يحدد الاجراءات التي كان قد تم اتخاذها للتصدي لطائرة البوينج، وانتهى البرلمانيون الى نتيجة مفادها انه لم يتم اتخاذ اي اجراءات لكن هل يمكن تصديق بان جيش الولايات المتحدة بقي سلبيا اثناء الاعتداءات؟ ويوم 14 سبتمبر نشرت قيادة قوى الدفاع الجوي في امريكا الشمالية تصريحا لسد الثغرات التي ظهرت في ذاكرة الجنرال ريشار ماير، واشار ذلك التصريح الى انه لم يتم اخبارها بعملية خطف الطائرة الا عند التاسعة و 24 دقيقة، وانه قد تم مباشرة اصدار الاوامر مباشرة لطائرتين من طراز «اف ـ 16» مقاتلتين من قاعدة «لانجلي» في فرجينيا باعتراض الطائرة البوينج لكن القيادة الجوية لم تكن تعرف اين توجد تلك الطائرة واعتقدت انها تريد ان تقوم باعتداء اخر في نيويورك ثم ان طائرة مقاتلة كانت قد اقلعت من القاعدة الرئاسية في سانت اندروز، وانها صادفت طائرة البوينج «المخطوفة» وانها قد تعرفت عليها ولكن جاء ذلك متأخرا.
لكن على الرغم من هاتين الروايتين ـ اي روايتي الجنرال ماير وقيادة قوات الدفاع الجوي ، هل يمكن تصديق ان منظومة الرادار العسكري الامريكي لم تكن قادرة على تحديد موقع البوينج في منطقة يبلغ قطرها عشرات الكيلو مترات فقط، وانه يمكن لطائرة مدنية كبيرة ان تنجو من طائرة اف ـ 16 المقاتلة التي تلاحقها؟ ثم اذا كانت الطائرة المخطوفة قد استطاعت تجاوز الحاجز الاول، فإنه كان يفترض اسقاطها عند اقترابها من البنتاجون والذي لاشك ان اجراءات الحماية المتخذة حوله هي بمثابة سر عسكري؟ مثلما هو الامر بالنسبة للبيت الابيض غير البعيد، لاسيما وان عدة احداث قد وقعت عام1994 خاصة هبوط طائرة من طراز «سيسنار ـ 150 ل» كانت قد حطت في حديقة البيت الابيض ومن المعروف ايضا ان التجهيزات المضادة للطيران كانت تدار انطلاقا من القاعدة الرئاسية في سانت اندروز.
يقول كولونيل فيك وارزنسكي الناطق الرسمي باسم البنتاجون: «لم نكن نعي ان تلك الطائرة تستهدفنا وانني اشك كثيرا في انه قبل الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 كان هناك من يمكن ان يتوقع وقوع مثل هذا الحدث».
هكذا، اذن، وبعد ان أفلتت تلك الطائرة من ملاحقيها، انهت رحلتها على البنتاجون.
وطائرة البوينج 757 ـ 200 هي طائرة ضخمة تستطيع ان تقل 239 مسافراً وطولها 47.32 متراً وعرضها 38.05 متراً ووزنها مملوءة 115 طناً وتصل سرعتها الى 900 كيلو متر بالساعة.
اما البنتاجون فهو اكبر بناء اداري في العالم يعمل به كل يوم 23000 شخص. وقد تم بناؤه بموقع غير بعيد عن البيت الابيض. ولكن على الضفة الاخرى لنهر البوثوماك، وهو بهذا غير موجود في واشنطن وانما في ارلنجتون بولاية فيرجينيا المجاورة.
ان طائرة البوينج لتسبب اكبر قدر من الخسائر كان يفترض ان تصطدم بسقف البنتاجون.
وكان ذلك هو الحل الابسط بسبب مساحة ذلك السقف الكبيرة، لكن على العكس من ذلك قرر الارهابيون ان يضربوا واجهته على الرغم من ان علوها لا يبلغ سوى 34 متراً.
كانت تلك الطائرة قد اقتربت من الارض وكأنها كانت تريد الهبوط. ومع احتفاظها بوضع افقي، هبطت تقريباً بصورة شبه عمودية من دون ان تخرب المصابيح الموجودة على الطريق المجاور لموقف سيارات البنتاجون.
وعند انخفاض مستوى الطيران تنفتح آلية الهبوط اوتوماتيكياً.. وعلى الرغم من ان علو هذه الآلية يبلغ 13 متراً اي ما يعادل ثلاثة طوابق، فان الطائرة قد صدمت واجهة المبنى على ارتفاع الطابقين الارضي والاول. وهذا يتطلب ان يكون قد تم نزع آلية الهبوط قبل ان تهبط الطائرة على قاعدة البنتاجون. وهذا كان «كما يبين غلاف الكتاب» من دون ان تخرب عشب الحديقة الانيق او الجدار، او موقف السيارات او مهابط طائرات الهليوكبتر.وعلى الرغم من وزن الطائرة وسرعتها فانها لم تحطم سوى الحلقة الاولى من البناء.. لكن البنتاجون كله احس بالصدمة. ثم ان وقود الطائرة المخزن في الجناحين قد اشتعل، وانتشرت النيران في المبنى. لقد لاقى 125 شخصاً حتفهم، يضاف لهم الـ 64 شخصاً الذين كانوا يستقلون الطائرة.
وتشاء الصدفة «؟» ان تصدم الطائرة جزءاً من البنتاجون كان يجري ترميمه وبحيث يضم هذا القسم مركز قيادة البحرية الجديد. كانت عدة مكاتب شاغرة، وكان البعض فيها يضم عدداً من العاملين الذين كانوا يقومون باعمال الترميم. وهذا ما يفسر واقع ان اغلبية الضحايا كانوا من المدنيين، ولا يوجد سوى جنرال واحد بين الضحايا العسكريين.
بعد نصف ساعة من الصدمة انهارت الطوابق العليا.
رواية يصعب ابتلاعها
صدر هذا الكتاب في منتصف شهر مارس الماضي، واثار ضجة كبيرة لدى صدوره. وقد اصبح حديث الناس،
منذ ان استضاف برنامج تلفزيوني فرنسي على القناة الثانية مؤلفه تييري ميسان، صحافي التحقيقات الذي درس العلوم السياسية واصدر كتابين حول سيرة حياة وزير الدفاع الفرنسي الاسبق شارل ميون ووزير الداخلية الفرنسي الاسبق شارل باسكوا. ويشكك المؤلف بالكثير من الطروحات الامريكية حول ما جرى يوم 11 سبتمبر بل ويؤكد انه لم تتحطم اي طائرة على مبنى «البنتاجون في ذلك اليوم». يقول المؤلف في مقدمة كتابه:«الرواية الرسمية ـ الامريكية ـ للاحداث لا تصمد امام التحليل النقدي. وسوف نبرهن على انها ليست سوى عملية «مونتاج» وتسمح المعلومات التي نقدمها في بعض الحالات ان تبين الحقيقة. اننا ندعوكم الى عدم اعتبار عملنا هذا حقيقة نهائية. بل وندعوكم الى التشكك، ولا تثقوا الا بحسكم النقدي».
هل تتذكرون الاعتداء على البنتاجون؟ لقد كانت تلك الاحداث من الخطورة بحيث انه كان من غير الممكن، تحت وقع المفاجأة، القيام بالالتقاط الفوري لتناقضات الرواية الرسمية الامريكية التي طرحت في هذا الصدد.
يوم 11 سبتمبر 2001 قبيل الساعة العاشرة حسب توقيت واشنطن العاصمة اذاعت وزارة الدفاع الامريكية بيانا مقتضبا جاء فيه مايلي: «لاتزال وزارة الدفاع تواجه الهجوم الذي تعرضت له هذا الصباح في الساعة 08.35 ولا يتوفر حتى الان اي رقم حول عدد الضحايا اما الجرحى فقد تم نقلهم الى المستشفيات القريبة، وقد اعرب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد عن تعاطفه مع اسر الضحايا الذين قتلوا وجرحوا من جراء هذا الهجوم المشين وهو يؤمن قيادة العمليات انطلاقا من مركز القيادة في البنتاجون، ولقد جرى اخلاء المبنى من موظفيه بينما تتصدى مصالح التدخل في حالات الطواريء التابعة لوزارة الدفاع وللمناطق المجاورة للنيران وتقدم الاسعافات الاولية الضرورية، التقديرات الاولية للخسائر كبيرة، مع ذلك ينبغي ان تفتح وزارة الدفاع ابوابها غدا حيث تم تجهيز اماكن بديلة للعمل عوضا عن اقسام المبنى المصابة».
للوهلة الاولى للوهلة الاولى تبدو الوقائع جلية ولا تحتمل اي نقاش مع ذلك وعندما يتم التوغل في التفاصيل تغدو الايضاحات الرسمية مثيرة للتشوش ومتناقضة.
وقد اوضح المراقبون الجويون للطيران المدني لصحافيي الـ «كريستيان سيانس مونيتور» في 17 سبتمبر 2001 انه حوالي الساعة 8.55 كانت الطائرة البوينج قد خفضت مسار طيرانها الى ارتفاع 29 الف قدم، ولم تستجب للتعليمات بحيث اعتقد المراقبون في البداية ان هناك عطلا الكترونيا ثم قام الطيار الذي استمر بعدم الاجابة على النداءات، بفتح الراديو بشكل منقطع مما سمح بسماع صوت رجل ذي لهجة عربية قوية كان يهدده، وعندها استدارت الطائرة نحو واشنطن، ثم فقد المراقبون الاتصال معها.
وحسب التعليمات السارية قام المراقبون الجويون المحليون بابلاغ ادارة الطيران المدني بخطف الطائرة وكان اغلبية المسئولين على المستوى القومي غائبين، حيث كانوا قد ذهبوا الى كندا لحضور مؤتمر مهني، وفي التضارب الذي ساد في ذلك اليوم، اعتقد المسئولون المناوبون في مقر الادارة الفيدرالية للطيران المدني، ان الابلاغ يخص الطائرة الثانية التي كان قد تم خطفها نحو نيويورك، وبعد مرور نصف ساعة فهموا ان الامر يتعلق بطائرة ثالثة جرى خطفها، وابلغوا بذلك السلطات العسكرية لقد كان ذلك الاهمال سببا في ضياع 29 دقيقة ثمينة.
وعندما تمت مساءلة الجنرال ريشار ماير يوم 23 سبتمبر من قبل لجنة القوات المسلحة في الكونجرس، لم يستطع ان يحدد الاجراءات التي كان قد تم اتخاذها للتصدي لطائرة البوينج، وانتهى البرلمانيون الى نتيجة مفادها انه لم يتم اتخاذ اي اجراءات لكن هل يمكن تصديق بان جيش الولايات المتحدة بقي سلبيا اثناء الاعتداءات؟ ويوم 14 سبتمبر نشرت قيادة قوى الدفاع الجوي في امريكا الشمالية تصريحا لسد الثغرات التي ظهرت في ذاكرة الجنرال ريشار ماير، واشار ذلك التصريح الى انه لم يتم اخبارها بعملية خطف الطائرة الا عند التاسعة و 24 دقيقة، وانه قد تم مباشرة اصدار الاوامر مباشرة لطائرتين من طراز «اف ـ 16» مقاتلتين من قاعدة «لانجلي» في فرجينيا باعتراض الطائرة البوينج لكن القيادة الجوية لم تكن تعرف اين توجد تلك الطائرة واعتقدت انها تريد ان تقوم باعتداء اخر في نيويورك ثم ان طائرة مقاتلة كانت قد اقلعت من القاعدة الرئاسية في سانت اندروز، وانها صادفت طائرة البوينج «المخطوفة» وانها قد تعرفت عليها ولكن جاء ذلك متأخرا.
لكن على الرغم من هاتين الروايتين ـ اي روايتي الجنرال ماير وقيادة قوات الدفاع الجوي ، هل يمكن تصديق ان منظومة الرادار العسكري الامريكي لم تكن قادرة على تحديد موقع البوينج في منطقة يبلغ قطرها عشرات الكيلو مترات فقط، وانه يمكن لطائرة مدنية كبيرة ان تنجو من طائرة اف ـ 16 المقاتلة التي تلاحقها؟ ثم اذا كانت الطائرة المخطوفة قد استطاعت تجاوز الحاجز الاول، فإنه كان يفترض اسقاطها عند اقترابها من البنتاجون والذي لاشك ان اجراءات الحماية المتخذة حوله هي بمثابة سر عسكري؟ مثلما هو الامر بالنسبة للبيت الابيض غير البعيد، لاسيما وان عدة احداث قد وقعت عام1994 خاصة هبوط طائرة من طراز «سيسنار ـ 150 ل» كانت قد حطت في حديقة البيت الابيض ومن المعروف ايضا ان التجهيزات المضادة للطيران كانت تدار انطلاقا من القاعدة الرئاسية في سانت اندروز.
يقول كولونيل فيك وارزنسكي الناطق الرسمي باسم البنتاجون: «لم نكن نعي ان تلك الطائرة تستهدفنا وانني اشك كثيرا في انه قبل الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 كان هناك من يمكن ان يتوقع وقوع مثل هذا الحدث».
هكذا، اذن، وبعد ان أفلتت تلك الطائرة من ملاحقيها، انهت رحلتها على البنتاجون.
وطائرة البوينج 757 ـ 200 هي طائرة ضخمة تستطيع ان تقل 239 مسافراً وطولها 47.32 متراً وعرضها 38.05 متراً ووزنها مملوءة 115 طناً وتصل سرعتها الى 900 كيلو متر بالساعة.
اما البنتاجون فهو اكبر بناء اداري في العالم يعمل به كل يوم 23000 شخص. وقد تم بناؤه بموقع غير بعيد عن البيت الابيض. ولكن على الضفة الاخرى لنهر البوثوماك، وهو بهذا غير موجود في واشنطن وانما في ارلنجتون بولاية فيرجينيا المجاورة.
ان طائرة البوينج لتسبب اكبر قدر من الخسائر كان يفترض ان تصطدم بسقف البنتاجون.
وكان ذلك هو الحل الابسط بسبب مساحة ذلك السقف الكبيرة، لكن على العكس من ذلك قرر الارهابيون ان يضربوا واجهته على الرغم من ان علوها لا يبلغ سوى 34 متراً.
كانت تلك الطائرة قد اقتربت من الارض وكأنها كانت تريد الهبوط. ومع احتفاظها بوضع افقي، هبطت تقريباً بصورة شبه عمودية من دون ان تخرب المصابيح الموجودة على الطريق المجاور لموقف سيارات البنتاجون.
وعند انخفاض مستوى الطيران تنفتح آلية الهبوط اوتوماتيكياً.. وعلى الرغم من ان علو هذه الآلية يبلغ 13 متراً اي ما يعادل ثلاثة طوابق، فان الطائرة قد صدمت واجهة المبنى على ارتفاع الطابقين الارضي والاول. وهذا يتطلب ان يكون قد تم نزع آلية الهبوط قبل ان تهبط الطائرة على قاعدة البنتاجون. وهذا كان «كما يبين غلاف الكتاب» من دون ان تخرب عشب الحديقة الانيق او الجدار، او موقف السيارات او مهابط طائرات الهليوكبتر.وعلى الرغم من وزن الطائرة وسرعتها فانها لم تحطم سوى الحلقة الاولى من البناء.. لكن البنتاجون كله احس بالصدمة. ثم ان وقود الطائرة المخزن في الجناحين قد اشتعل، وانتشرت النيران في المبنى. لقد لاقى 125 شخصاً حتفهم، يضاف لهم الـ 64 شخصاً الذين كانوا يستقلون الطائرة.
وتشاء الصدفة «؟» ان تصدم الطائرة جزءاً من البنتاجون كان يجري ترميمه وبحيث يضم هذا القسم مركز قيادة البحرية الجديد. كانت عدة مكاتب شاغرة، وكان البعض فيها يضم عدداً من العاملين الذين كانوا يقومون باعمال الترميم. وهذا ما يفسر واقع ان اغلبية الضحايا كانوا من المدنيين، ولا يوجد سوى جنرال واحد بين الضحايا العسكريين.
بعد نصف ساعة من الصدمة انهارت الطوابق العليا.
رواية يصعب ابتلاعها
تعليق